شبكة ذي قار
عـاجـل










الوطنية في هذا العالم الكبير ليست عبارة تردد أمام الناس أو مشاعر تتأجج عند انتصار منتخب كرة القدم وتقوم باطلاق العيارات النارية وتقتل وتصيب اعداد من الناس أو جذوع تتمايل وتصرخ في المناسبات وتخرج عن اللياقة تعبيرا عن حجم الوطنية بأسلوب غير وطني من خلال شعارات يمليها عليك حزب ما ضد حزب اخر تقوم بها كالببغاء، الوطنية إحساس داخلي يوجد وينمو كما توجد البذور وينمو النبات الذي لابد أن تعتني به لكي يكبر مستقيماً ويحظى بمختلف أنواع الرعاية حتى يكون ثمره ذا قيمة وفائدة ترى الناس يتجاذبونها و يصطبغون بلونها، و إن كانوا يعملون على نقيضها، يتغنون بنشيدها و يتمجدون بذكرها و إن كانوا منها خلوا يقصون ويجتثون ويهمشون ويكفرون الاخرين


ليست الوطنية التفاخر بتاريخ الغير و مجده، و عظمائه و لسانه، ودينه و آدابه، ليست الوطنية في تعديل القوام وتحسين الهندام بربطة عنق بالامس كانت حرام، و الجري وراء القصف و المجون او تساعد المحتل باحتلال بلدك او تزوده بمعلومات مفبركة لاصحة لها كما فعل العديد من دعاة الوطنية ،دون ان يقراؤو حتى ما قاله النازي هتلر: ( لم اجد في حياتي اكثر انحطاطا من الرجال الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم ) إنما الوطنية هي تنوير القلب وسبيل العمل الصالح المتفاني في حب الوطن و الدفاع عنه ولكن نسمع الكثير من السياسين اليوم سواء منهم في مجلس النواب اومجلس الوزراء او في مواقع متقدمة في السلطة يرفضون الغاء جنسيتهم الاجنبية التي يحملونها بل انهم متمسكين بها وعندما نسمعهم يتحدثون عن الوطن والوطنية نجدهم هم الوطنيون وغيرهم لا.!! ليست الوطنية الجهل بتاريخ البلاد، ومجد البلاد، و عظماء البلاد، ولسان البلاد، و دين البلاد، و آداب البلاد، ومشخصات البلاد ،والمواطن في الوطن له حقوق لا توجد ملامح للوطن دون الديموقراطية. لا وطن بلا مواطن، ولا تحرير أو استقلال بدون حرية المواطن. المفهوم الجديد للسيادة الوطنية يتحدّد بمدى احترام حقوق الإنسان، فهي الأساس ليشعر المجتمع برمّته بأن الدولة دولته، وأن الوطن وطنه. يسأل البعض سؤالاً هو : في حال تعارض ( الوطنية ) مع حقوق الإنسان، فلمن تكون الأولوية؟ هذا السؤال ينطلق نظرياً على الأقل من وجود تعارض مبدئي بين ( الوطنية ) وحقوق الإنسان.

 

السؤال الصحيح باعتقادنا هو: هل يمكن أن يكون هناك وطن، أو هل يمكن فهم ( الوطنية ) خارج إطار احترام حقوق الإنسان؟ وماذا يعني الوطن دون وجود دستور ديموقراطي وقوانين لحماية الحريات؟ الوطن أولاً هو الدستور وليس مجرد أرض نعيش عليها ونحبها. مرجع ( الوطنية ) هو الدولة الوطنية، وطالما لا يوجد دولة وطنية لا يمكن القول بإمكانية وضع محدّدات أو توصيفات حقيقية للوطنية، ولندع جانبا كل هذه الفلسفات والادديولوجيات والتي تختلف من دولة لأخرى ووطن لآخر فالدولة الوطنية الحقيقيةهي دولة الكل ودولة الدستور الديموقراطي ودولة الحق والقانون والتعايش الاجتماعي ونبذ التطرف والخلافات والفوارق الاجتماعية الهشة .والمواطن في وطنه له حقوق وعليه واجبات.ووطننا يلزمننا ان نكون مخلصين له ولوطنيتنا وحمايته من كل أذي وشر يهدده والدفاع عن حرماته ومقدساته ومكتسباته ومواطنيه ورمز وحدته وان استدعى ذلك الى التضحيات الجسيمة القربان بالدماء والارواح والغال والنفيس وهذه من واجبات كل مواطن اتجاه وطنه الأم.أرض الآباء والأجداد ومسقط الرأس ليس الوطني الحقيقي من يظهر رأسه عند الرخاء، وإذا جد الجد اختفى و توارى عن الأعين ، إن الوطنية الحقة أن يشقى الإنسان ليسعد وطنه، ويذل ليعز، و يفقر ليستغنى، و يموت ليحيى،و أنى لنا نحن من مثل هذا الصدق و الوفاء.!

 

 





الاحد ٤ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. شاكر كريم القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة