شبكة ذي قار
عـاجـل










تابعت بأهتمام ودقة كل ما حصل في مصر العربية كما تابعت  أنتفاضتها في وجه حسني مبارك التي أسفرت عن عزله ومن ثم عمدت الى تغيير النظام .

 

ولكن أختلاف القوى الوطنية المصرية وعدم توحدها في تحديد برنامج يضع تصورا مشتركا للمسار المصري بعد هزيمة نظام مبارك  بما يسر لواشنطن المضي في مخططها المريب الرامي الى اعادة بناء منطقة الشرق الأوسط على حساب التوحد العربي لا بل الأمعان بتفتيت الوطن العربي وتجزئة ماهو مجزأ من هذا الوطن المبتلى بمن لا يرعون مصالحه ويسعون الى فرض حالة من التباعد بين أبناء الوطن العربي الواحد وخصوصا العمل لأبعاد  مصر العربية عن محيطها القومي العربي .  

 

ولان النزوع الأميركي- الصهيوني أبتعد عن المراهنة على العملاء  المكشوفين القدامى وأنصب الرهان الأميركي على ماأسمته الشيخة هيلاري كلنتون التيار الأسلامي المعتد ل فقد دعم تحرك الأخوان  وهم الأكثر تنظيما وتوحدا- مقابل ضعف الأخرين وتفرقهم من ناصريين ووفدين وعناصر ماركسبة مستقلة ومن أحزاب مستقلة صغيرة ومن منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني وأغلبها ممول من الخارج  وتنفذ أجندات خارجية أميركية مباشرة وأخرى اميركية عبر عملاء مجندين لخدمة مصالحها ( مزودين بالخرجية القطرية ) ومسنودين بأعلامها الذي شكل حضورا عريضا في كل زوايا الحياة المصرية خلال احداث الأنتفاضة التي أطاحت بمبارك , وكلف  الشيخ القرضاوي الذي أنتقل الى القاهرة من الدوحة لمتابعتها بصحبة عدد من المساعدين !!! .

 

وهذا ما  تابعته وكتبت عنه عدة مقالات نشرت في شبكتي المنصور والبصرة المناضلتين في حينه ولفت فيها النظر للعبة الأخوان وغيرهم الذين تجاوزوا الشباب المنتفضين وقبلوا الحوار التفاوضي مع عمر سليمان نائب مبارك قبل أعتزاله من الرئاسة ,  وهي محاولة من الأخوان للظهور بمظهر أنهم من يقرر نيابة عن الأخرين وبضمنهم شباب الثورة الذين أنتفضوا , في حين أن شياطين الجماعة لم يكونوا من قيادييها الأساسيين وكان هذا التصرف بمثابة  بداية الألتفاف على شباب الثورة الذين رفضوا حضور لعبة التفاوض الرامية الى  أختراق الأنتفاضة  بل شدد المنتفضون على أسقاط مبارك وأسقطوه . .

 

ولكن الأخوان واصلوا لعبتهم وسعوا بما توفر لهم من دعم أميركي مغلف بدعم قطري مسنود بالمال القطري المفتوح بهدف أبقاء مصر تابعة للنفوذ الأميركي يعني راح مبارك  , وجاء الأخوان وظلت مصر تحت مظلة الأميركان !

 

فما هوحال مصر بعد الأحداث الدامية التي تعرض لها شعبها,وكيف نراها الآن؟! 

سؤال ليس سهلا الأجابة عليه  أستنادا لرؤية الأحداث من أعلى سطحها أو من  أدنى بعض أطرافها , بل تقتضي الرؤية الصحيحة  النفاذ الى أعماقها لكشف المضموم من نوايا الذين يقودون مصر في هذه المرحلة الأنتقالية وهم خليط من المدنيين أبرزهم البرادعي المستقيل مثلا والعسكريين الذين أختاروا المدنيين المستقلين الذين لاتعرف توجهاتهم ولا يعرف ماذا سينتهجون ؟!

 

هل الألتزام بمبادئ عامة تدعو الى الديمقراطية  التي لا تستثني أحدا من الأطراف المصرية بضمنهم  من ستثبت براءتهم من الجماعة التي شنت حربا على مصر وشعبها , وهل ستجري تغييرات جذرية  على الدستور الاخواني وفي أي أتجاه , وماذا عن الأنتخابات ومن سيشارك فيها من السياسيين ومن يتوقع أن يفوز ليقود مصر في المراحل اللاحقة وعلى وفق أي منهج يمكن أن يقوم ويكون ثابتا في تحديد أرتباط مصر على الصعيد القومي والعلاقات مع دول العالم وفي مقدمتها الكيان الصهيوني ؟؟

 

كل هذا لا يوفرأجابة دقيقة عما يتوقع من تصورات لأوضاع مصر وهي تقاد من حكومة انتقالية لم تعط الوقت الكافي لاعطاء تصور واضح عن برنامجها  وهي تعيد ترتيب البيت المصري ؟!  

 

ومع ذلك فأن أوضاع مصر ووقفة شعبها البطل لن تعفينا من أن نعلن وقوفنا وبقوة الى جانب أهلنا المصريين وبكل قوة لا بل أن الواجب القومي يقتضي من  جميع العرب المخلصين لشعبهم وأمتهم وقواهم الوطنية والقومية ان لا يكرروا ما فعلوه مع العراق وشعبه فلا يقفوا متفرجين على مصر كما جرى مع العراقيين هم يتعرضون  لجرائم قتل ولبلدهم من تدميرويبادرون للوقوف الى جانب شعبنا العربي المصري بكل ما يتوفر لهم من الوسائل والسبل , وهو يواجه الآن حرب تصفية كالتي شنت وما تزال تشن على شعبنا العراقي منذ أكثر من عشر سنوات ويقاد اليوم من قبل قوى داخلية شريرة تناصبه العداء والقتل , بينما تسعى واشنطن مستقتلة لأبقاء مصر حبيسة هيمنتها كحا لة تابعها حسني الذليل !!

 

فتحية لشعب الكنانة ووقفته البطولية المتمسكة بالسيادة والوحدة الوطنية وتعزيز الترابط القومي المصيري بين ابناء شعب مصر وأهلهم العرب الذين يمثلون حاضنة الحاضر والمستقبل معا لشعب مصر الوفي الطيب  , والمجد والخلود لشهداء شعبنا العربي المصري ولشهداء شعبنا العراقي والفلسطيني وشهداء الأمة العربية.

 

ويكفينا أعتزارا بما عبر عنه اهلنا في مصر على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها بل هي محنة بكل المقاييس وهذا ما جسدته أحاديثيم مع وسائل الأعلام المحلية والعربية والأجنبية وعبر تحليلات  المثقفين والكتاب والمحللين السياسيين والصحفيين وممثليي القوى الوطنية الذين اتفقوا على أن ما جرى في مصر يتوافق تماما وبالدقة مع ما مر به العراق وشعبه وجيشه من حرب دمار وتصفية  وفوضى عمدت الى بث الفتنة بين الأهالي وبالتالي الى ما سعت اليه الأدارات الأميركية المختلفة من مخطط تقسيم الأقطار العربية الى دويلات مجزأة الى نحل وملل متناثرة , متناحرة .

 

وهذا ما عبر عنه  المصريون  وأكتشفوه من بين ثنايا المحنة وملخصه ان ماحدث لمصر وشعبها هو أمتداد للمخطط الذي  بدأ بشن حرب تدميرية على العراق وشعبه وعلى أقتداره القتالى الدفاعي المتمثل بجيشه البطل وصولا الى تقسيمه وهو عين ما قصدته الأدارة الأميركية من دفع لعصابة  الأخوان  لتدمير مصر العربية وبث الفتنة بين أهلها وضرب جيشه الوطني وصولا الى تقسيمها الى شيع وأمارات تقتطع من الوطن الأم لأقامة كيان أسلامي على  جزء من شمال سيناء يضاف الى غزة لتقام عليه أمارة أسلامية تمهد الطريق للأعتراف بقيام دولة دينية ليهود العالم على الأراضي المحتلة  من قبل الصهاينة  ويقيمون عليها كيانهم الحالي يضاف لها ما يمكن من المجمعات  والأحياء السكنية التي تنشئها العصابات  الأستيطانية في الضفة الغربية ومدينة االقدس المحتلة التي ستكون عاصمة للدولة اليهودية كما رسم ذلك المؤتمر الصهيوني الأول المنعقد في نهايات القرن الثامن عشر . .

 

**************************

 

وقفة ( ٢ ) عمليات ثأرالشهداء

أم جرائم حزام بغداد ؟؟!!

 

في الوقت الذي يصر فيه  زعيم الطائفية من دون منازع في العراق ( أسطة قتل العراقيين ) بتواصله في تهديد المنتفضين السلميين في المحافظات الست حصرا والأغارة عليهم في خطوة تالية , وسيخسأ من تسول له نفسه أن يفعل ذلك أستكمالا لما كلفته به واشنظن من أدامة مخطط  تدمير العراق وتصفية أهله الذي بدأ مع بدء الغزو الأميركي للعراق عام 2013 .

 

أقول على الرغم من هذا الأصرار الذي يبديه المالكي على توسيع القتل العمد بأدعاء أنه يقود الحرب على الأرهاب فأن المنتفضيين ظلوا متماسكين ومتواصين بالصبر والسلم وهو التصرف الحكيم الذي أفقد المعتدين صوابهم فتاهوا في ضياعهم بعد ان بدأ حلفاؤه برفع الغطاء عن وجهه العدواني وصار يتعكز على العناصر الأمنية عندما قبلوا أن يضعهم واجهة  يصفون نيابةعنه وضعهم في مواجهة العراقيين ناطقين يتحدثون مع الناس فصغرهم وهم يبالغون في وصف ما خاضوه من معارك (حاسمة !!) في منطقة الجزيرة وحزام بغداد التي بدأت قبل عشرة أيام من حلول عيد الفطر المبارك وما تزال مستمرة وسوف تستمر كما أعلن ذلك المالكي بنفسه وأضاف الى أن ذلك سيستمر حتى ينتهي وجود القاعدة في العراق ولكن فاته وعسكريوه أيضاح حقيقتين الأولي تتصل بطبيعة المعارك التي خاضتها القوات العسكرية وتم فيها تدمير العدو والأستيلاء على أسلحته في معارك خاضها العسكريون العراقيون وأستطاعوا قتل من _قاومهم_ وذكرالمقاومة أفتراض مني لأنه ليس معقولا أن لا تكون هناك مقاومة والمعارك أستمرت لاكثر من عشرين يوما !!

 

وهنا يثار أكثر من سؤا ل الأول وركز على , هل كان الأرهابيون مسالمين وأثرور الأستسلام للقوات العراقية من دون قتال , علما بأن تضاريس الأرض التي جرت عليها المعارك كانت متنوعة وجمعت بين اليابسة والمياه والمنبسطة والأرتفاع كما هي طبيعة الأرض في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار فهل أستسلم الأرهابيون بمجرد سماعهم كلمة _كش_ فكشوا ,فهل من تفسيرلمثل هذه المعارك السلمية جدا بحيث لم يصب المقاتلون العراقيون الذين خاضوا المعارك ولا حتى بخدش واحد وبسيط ؟!

 

اما سؤالنا الثاني فينصب على السؤال الآتي :هل  `أنعكس ذلك على أداء الأرهابيين وبأي نسبة , بمعنى هل تقلص الفعل العدواني الأرهابي لتكون لحملتكم الأهمية التي تتناسب مع الضجة المصاحبة لها اّذا أسفرت عن نتائج ليس القضاء على الأرهابيين(كما يدعي المالكي) وتنفيه الوقائع على الأرض التي يلمسها المواطنون الذين لا يزالون يتعرضون لجرائم الأرهابيين التي تنفذ تنفذ بحرية لسبب بسيط وهو ان القوات الأمنية تشن حربا على المناطق المأهولة بالسكان في مناطق  محددة أعتاد أن يتهمها رئيس الوزراء بالطائفية ليغطي على الحرب الطائفية التي يشنها هو وعصابات حزب الدعوة على العراقيين في عموم الوطن .

 

ونحن أذ نذكر بهذه الحقائق يهمنا أن ندعو العسكريين لأن ينأوا بمواقفه عن مس شعبهم بأذى كما يريد ويشتهي المالكي الذي صار يكلفهم بمهمات بوليسية هي ليست من مهمات الجيش الوطني الذي عرف بمواقف البطولية دفاعا عن أهله العراقيين منذ تأسيسه وحتى الآن حيث أنتقل الى الفعل الوطني المقاوم للأحتلالين الأميركي _الأيراني وليس القيام بشن حملات أعتقال عشوائية على المواطنيين وخصوصا الشباب منهم كما كلفت به القوات العسكرية عل وفق أمر من المالكي وظهر فيه المعتقلون وكأنهم سبايا يسحبون وقد عصبت عيونهما قيدت أيديهم في مشهد أرهابي لا يليق بكم كعسكريين عراقيين تحظون بمحبة شعب صابر صامد في وجه حاكم طائفي ظالم ضالع في أرهاب الشعب بكل ما أوتي من قوة ومن وسائل رذيلة , ولا نحسب أنكم توافقون عليها وخصوصا توجيه التهم للمعتقلين جزافا منذ لحظة القاء القبض وقبل البدء بالتحقيق معهم فالأدانة جاهزة عند المالكي منذ فترة , فالمخبر السري جاهز وكذلك المحقق الملقن مسبقا بتوجيه الأتهام متوافقا مع توجيه المسؤول الأمني ولن نتدحث عن عدالة الأحكام التي تصدر عن قضاة يمارس عليهم مسؤولون في الدولة يتقدمهم وزير العدل الذي أنقلب الى وزير للقتل وهو يمارس الضغط على القضاة لتأتي أحكامهم على وفق ما يدعو اليه الوزير حسن الشمري حتى أنه صار يقدم الى مجلس الوزراء مشاريع قوانين تعدل قوانين وفيها حصة من فرص العدالة لصالح المتهم الذي يظل بريئا حتى تثبت أدانته .

 

ونعتقد ان العسكريين لا يختلفون معنا في أن مهمات بوليسية كهذه هي ليست من أختصاصهم ويجب عليهم التوقف عنه لا أن يكونوا متحمسين لها كما فعل بعضهم وفي مقدتهم قائد قوات دجلة الذي يوزع الأتهامات حتى للمسؤولين في المحافظات المنتفضة وكأنه مدعي عام ليوجه الأتهام لههؤلاء المسؤولين فيدعي بأن كلما جاء ذكر أسم أي مسؤول في تلك المحافظات أو من نوابها بأنه وارد في قائمة المشمولين بالقاء القبض عليهم بموجب المادة 4 أرهاب وهو ينتظر الفرصة المناسبة ليلقي القبض عليهم وهي من مهمات قوات الشرطة وليس معقولا أن يمارسها قائد برتبة فريق ركن في جيش نأمل أن يظل وطنيا وهذا ما يجب أن يلتفت اليه الأخوة العسكريون وينأون بأنفسهم من القيام بمهمات تنتهك حقوق العراقيين على الشبهة مما يتسسب بالأخلال بعلاقة الجيش بالشعب التي قامت دائما على مبدأ الجيش سور للوطن , وليس لأنتهاكه كما يدفع اليه المالكي بصفته مستفردا بالأجهزة العسكرية والأمنية !!  

 

 

 





الثلاثاء ١٣ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة