شبكة ذي قار
عـاجـل










إنه الزمن الردئ و عصر انفلات الذوات المكبوتة حتي من القيم بكل منابعها ان كانت روحية سماوية المنشأ صياغة و تنزيلا أو حتي وضعية تتقصد حرمة الإنسان و عقله ، ذوات تبحث علي موقع في ديكور جوقة الدلاليين في مزادات بيع الأوطان و التحلل من الهوية التي هي عنوان يتابع المرء حتي و ان غسل نفسه بماء الفرق " نيترات الصوديوم " ... زمن يصبح فيه العميل المنبت شريف في نظر هذه الذوات ، و الشريف الوطني منبوذا لا علاقة له بمفاهيم العصر ... هكذا هو السيد أحمد التاغي مؤسس منتدي سلا للشعر و هو يقدم في اليوم 20/09/2013 في ندوة صحفية عقدها لملتقي الرباط بغداد للشعر الذي سيعقد في الفترة ما بين 24 ــ 30 سبتمبر 2013 بالمغرب ، و يقول و هو جذلان من أنه التقي في ذات الصباح بسفير حكومة الإحتلال العراقية و دعاه لإفتتاح الملتقي ؛ متبسما سعيدا بما حصل عليه طبعا من هدية بترودولارية مغموسة بدماء العراقيين ضحايا الإحتلال و التفجيرات اليومية و كواتم الصوت و التعذيب في السجون .


تخيلت هذا التاغي و هو في جذله هذا ، و يقف أمامه المرحوم المجاهد عبد الكريم الخطابي ، طارحا عليه السؤال ما هو الفرق بين أن تصافح يا التاغي عميلا لذات المستعمر أو المستعمر الذي يضطهدك ؟ أو المرحوم حسن الوزاني و هو يقول له قبلنا النفي و لم نقبل بمصافحة العميل أو المستعمر بلهجة أهل الريف و نخوتهم ؟ أو المرحوم عبد الله ابراهيم و المرحوم الغني عن التعريف المهدي بن بركة و هم يضعون ذات السؤال قائلين له اذا لم تعرف دور العراقيين في تحرير المغرب رغم طبيعة الحكم الملكي و ارتهانه الي الحلف المركزي ــ ما يسمي بحلف بغداد ــ فلا تمارس الأدب لأن بأدبك هذا تسئ لروابطنا مع اخوة لنا بالمشرق ؟ أما اذا وقف أمامه المرحوم علالة الفاسي و بالرغم من ليبراليته المفعمة وطنية و تمسكا بالقيم فقطعا سوف لا و لن يجد هذا التاغي حتي لفظة ليسد بها خرما ما في قصيدة هو ينوي وضعها تمجيدا أو قراءة للحدث .


ان الثقافة أيها التاغي التي تنحرف عن مسارات الفعل الوطني الصحيح لا تصنف في باب الثقافة ، و انما في باب تجريفها و لا يمكن تشبيهها بأكثر من سيجارة من حشيش ــ الزطلة ــ المخدر و الممنوع الذي تنتشر مزارعه في منطقة الريف المغربي في أعلي حالاتها بالنسبة للمتمكنين من اقتنائها ــ أي حضور ملتقياتها ــ و لا تعدو أكثر من سندويتش مزركش بصمغ الأحذية ــ سيراج ــ يتناوله معدم و هو يجوب شوارع قري الأطلس بحثا عن عمل بعد أن يكون قد غيب الصمغ وعيه علي مقدار المسافات التي سيقطعها و فترة الغياب التي يتطلبها حتي يعود لعائلته ، أو استنشاق دفعة من غازات محرك حافلة أو شاحنة من عادمها يأخذها صبي في مقتبل العمر في قرية من قري الريف ليغيب عن وعيه اتقاء ما يعانيه من جوع أو تحضيرا لنفسه حتي يتحمل برد الليل في شتاء قارص في منطقة من مناطق الريف المغربي.


ملتقيات الثقافة و الحوار أيها التاغي التي عنوانها الوطن و الهوية ، و كرامة المواطن و عزته ليست في حاجة لاستجداء الحضور و لا في حاجة للسجود في هياكل الرسميات ، و من يمارس ذلك معروفا توصيفه ؛ و أنت قد مارسته فلا تقل من أنه لم يصبك نصيب من سحت الحرام مما سرقه لصوص العملية السياسية المخابرتية في العراق من مال مقتطع من عيش العراقيين و من دمائهم .


ثقتنا بأبناء الأطلس أحفاد المرابطين و الموحدين و بني وطاس و السعديين و العلويين عالية أما الطراطيش التي تستغل حالة الإرادات الشعبية المنفلة فان عمرها و أثرها قصير فهو بعمر و أثر زبد البحر .


(*) أحمد التاغي : مؤسس منتدي سلا للشعر بالمغرب الأقصي و رئيس " ملتقي الرباط بغداد للشعر الدورة الأولي من 24 ـ 30 شتنبر ـ سبتمبر ـ 2013"


 

d.smiri@hotmail.fr
 

 

 





الاحد ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة