شبكة ذي قار
عـاجـل










أستهلالا نؤكد ما أوضحناه في الحلقة الأولى من هذا المقال بأن أختيار المالكي لفترة حكم ثانية تطلبته حقيقة أميركية واحدة وهو كونه الأكثر لينا في أطاعة التوجيهات التي تصدر عن سيده بايدن وبمراعاة لما تم الأتفاق عليه بين بوش الصغير وطهران على أداءعملائهم في العراق دورا فاعلا في أستكمال تدمير البلاد وتصفية قادته وعلمائه ومثقفيه وفي خطوة تالية بث الفتن بين أهله وبالتالي تصفية أوسع قاعدة من أبنائه , في عملية منسقة المطلقة بترتيب توحي لنا  بأن هناك تنسيقا بين التابع والمتبوع , نقصد بين المالكي ومن كلفه  بأدامة مخطط تدمير كل ما يحقق هدف أسترداد العراق لنهوضه من جديد.

 

وهو هدف تلتقي عليه واشنطن وطهران كما وفر ويوفر له الأتفاق الأمني الستراتيجي الذي وقعه المالكي شروط أدامة حماية نظامه ما دام يواصل الألتزام بما يطلبه منه بايدن , ثمنا لترجيح كفته في تولي :-

 

1-  منصب رئاسة وزراء العراق للمرة الثانية  مع الأنفراد بقيادة جميع الأجهزة الأمنية والأستخبارية_وبدلا من أن يكحلها عماها_ فقد أعتمد جيشا طائفي النزعة أغلبيته فاقدة الأهلية في ضبط الأمن لأنها شكلت لملوما من القتلة جمعوا نتيجة دمج عناصر الميليشيات مما أفقد العراق الأمن والأمان , وتسبب بنشر الفساد في مفاصل الدولة وأجهزتها المدنية والعسكرية وخصوصا في مكاتب الرئاسات الثلاثة والأجهزة الأمنية والوزارت كافة .

 

2-  وأدى ذلك الى أستفحال ظاهرة الأرهاب التي تقودها منظمة القاعدة فأرتفعت أرقام التفجيرات الأرهابية لتصل مستوى قياسية قابلا للزيادة يوميا وليس للنقصان  والسبب واضح وبين ويعود لفشل القوات المكلفة بحفظ الأمن في مهماتها ولأنها تمارس واجبات رجال الشرطة وليس من أختصاصها كقوة برية تتولى مهمات الدفاع عن سلامة البلاد من أي تجاوز خارجي وحماية وحدة التراب الوطني والأجواء والمياه الأقليمية من أحتمالات الأختراق , فمهمات الجيش شيء ومهمات الشرطة غيرها الأ في تصنيف العملية السياسية في العراق التي وضع أسسها الأخرق بريمر !! 

 

وشهدت فترة رئاسة المالكي الثانية لمجلس الوزراء أرتفاعا في عمليات أغتيال المواطنين في جميع المحافظات وخصوصا في المحافظات الست المتفضة وصار قتل المصلين وأئمة الجوامع الشغل الشاغل لأوغاد الميليشيات القادمة من أيران قبل دمجها لتكون العمود الفقري للقوات التي دربت من قبل الجنرال الأميركي جيمس ستيل  لتكون تحت قيادة المالكي حصرا لتقوم بدور رئيس في أثارة الفتن الطائفية وفي مقدمتها قوات سوات الغادرة في أغتيال هؤلاء المواطنيين أثناء اداء الصلاة اوهم في حالة سجود او بعد أدائهم الصلاة .

 

كما لعبت هذه  القوات دورا رئيسيا مكشوفا في جميع المجازر التي شهدتها بعض مدن هذه المحافظات وفي مقمدتها مجازر الفلوجة وجامع السارية في بعقوبة والجامع الصغير في بغداد الجديدة وجوامع أخرى في بغداد والمحافظات راح ضحيتها عشرات المواطنين بين شهيد وجريح وأبرزها مجزرة الحويجة السلمية التي أستشهد فيها أكثر من خمسين شهيد و150 جريحا .

 

وللحقيقة نسجل بأن أرهابيي القاعدة المجرمين يتنافسون مع الطائفيين في شن حملات تفجيرعلى المساجد والحسينيات المنتشرة في بغداد وعموم المحافظات العراقية مستهدفين الحاق الدمار بها وقتل أهلنا الذين يرتادونها لأداء الصلاة وآخر ما أستهدفوه وليس أخيره كان مجزرة ِشملت أهلنا أبناء منطقة الكسرة الشعبية وهم يدخلون حسينية التمبمي لأداء الصلاة  وقد تجاوز عدد الضحايا المائة ضحية بينهم الثلاثين شهيدا أضافة الى عدد كبير من المصابين تجاوز السبعين مصليا

 

3-هناك أحتمال لدور مضاف يطمع أبو ما _ننطيها_أن يلعبه  لأن مهمة تلك الأجهزة التي تولت واشنطن الأهتمام بتدريبها وتسليحها لتكون أجهزة قمع للعراقيين وليس الدفاع عنهم مع التركيز على حماية المسؤولين في السلطة وعموم الأشخاص المحسوبين على الأحزاب الدينية الذين سلموا حصرا من عمليات التصفية التي شملت عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء في حين ظلوا طلقاء لم يصبهم أي خرطوش من اسلحة الموت المسربة الى العراق عبر الحدود غير المؤمنة عن قصد بمعرفة أميركية _ أيرانية لأن الجانبين يدركان ان الأسلحة بتنوعها وتعدد الجهات التي تنتجها لن تصوب الا الى المواقع التي يتجمع فيها العراقيون وهي الجوامع , المساجد  ,الحسينيات,الكنائس , وغيرها من أماكن ممارسة الشعائر الدينية لأهلنا من الصابئة المندائيين  , اليزيديتن والشبك .

 

وأمعانا في توسيع قاعدة تصفية العراقيين ذهب الحلف الحقود الى التركيز على  الأماكن التي تشهد تجمعا ت أكثر أكتظظا بالعراقيين والأوسع مساحة في أستيعاب المناسبات التي تحتضنهم على مدار أيام السنة الواحدة , كالأفراح والمأتم والملاعب الرياضية وخصوصا الملاعب الشعبية التي أستباحها الأرهابيون المجرمون والميليشيات الطائفية التي جييئ بها من أيران كقوات الدمج التي دربها  الأميركيون لتكون معدة لتلعب دورا رئيسا في ِأشعال فتيل الحرب الطائفية ( القذرة ) التي وضع تصميمها الأساس بايدن نائب أوباما  في ظل ولاية الديمقراطي كلنتون وجاءت بدايته في صيغة .

 

اولا :- أصدار الكونغرس الأميركي قانون تحرير العراق عام 1991 بترويج من بايدن نفسه ودعا  القانون الى أعادة تشكيل العراق الواحد _ المفردل _ تقوده حكومة أتحادية تتولى الأشراف على شؤون الدفاع والأمن والأقتصاد وأدارة ثروات العراق النفطية وغيرها من الثروات الوطنية والشؤون الخارجية والتربية والتعليم والتعليم العالي والصحة والأقاليم وغيرها من الوزارات الخدمية, وينص القانون على تقسيم البلاد بفردلته الى ثلاثة أقاليم , الشمال والوسط والجنوب.

 

ثانيا :- واذا وقفنا عند الأحداث التي مرت بالعراق وشعبة منذ الغزو الأميركي الأجرامي للعراق وحتى  الآن وتأملنا ما مر بآبناء الأمة العربية من مآس وأحداث جسام  نجدها جاءت نتيجة طبيعية لتغييب العراق عن ساحة التصدي كقوة  فعل ريسة في مواجه مخطط قوى الظلم الأستعماري العالمي الرامي الى فرض هيمنتها على الأقطار العربية  , لكن ثمة حقيقة مهمة ظلت تطرح نفسها على الساحة العربية هل أنحنى العرب أمام ما حدث ,وهل حقق المعتدون مخططهم وأمسكوا بهدف أطفاء جذوة النضال العربي أم أن الوقائع على الأرض تؤكد أن هذه الجذوة تزداد أوارا في مقارعة  الأعداء  وأنتقلت الى ملاحقتهم لتوجه الى كلابهم السائبة أقسى الضربات فصاروا يستغيثون تشبثا بأسيادهم  باتوا يولولون سعيا وراء  مغيث , ولا من مغيت لمن تلوث وباع نفسه للشيطانين الأكبر والأصغر .   

 

والقصد من تأكيد التعريف بما جرى في محيطنا العراقي والعربي , ليس بهدف أثارة الشجن بقدر ما هو أستشعار بحجم اللؤم الواقع على أهلنا بسبب أصرار هؤلاء االأعداء على اللجوء الى أثارة الفتن بين أبناء شعبنا بعد سقوط عدوانيتهم امام أزدياد توحدنا وتراص جبهتنا الوطنية وبسالة مقاوميها . والقصد أيضا من وراء ذلك أدامة التذكير بتسلسل أحداثها في محاولة لألقاء الضوء على من كان وراء صفحاتها المأساوية , راسما , متابعا وأخيرا مشاركا في تنفيذ ما رسم وصمم من قبله , وكشف حالات تصحيحه لتصرف من لم يكن الفعل التدميري الذي كلف به متطابقا مع ما تريده واشنطن , أوبالدقة بايدن نفسه بصفته عراب الملف العراقي بكل تفاصيله المرسومة من قبله وما نفذ منها أو ما لم ينفذ حتى الآن وأيضا ما مطلوب تنفيذه لاحقا حتي يكتمل المشهد العراقي متبلا ( ببهار ديمقراطية ) جو بايدن ,وصولا  لهدف ستراتيجي أميركي  حددته الولايات المتحدة الأميرية وِاشتركت أدارتا الجمهوريين والديمقراطيين في التخطيط له وتناوبتا على تحقيق صفحاته بكل ما تضمنته من كذب وبهتان في التمهيد له, ومن جرم ووضاعة في التنفيذ ومن شراء لذمم من أصطفوا مع العدوانيين الغزاة وصاروا أكثر أندفاعا في الترويج له والمشاركة في الغزو!!

 

وأجد ان التذكير بما صدر قبل فترة من تصريحات عن عدد من المسؤولين الأميركيين مع تنوع مواقع مسؤولياتهم  ولكنهم على تماس بالشأن الأحتلالي الأميركي للعراق الذي لم يغادرنا كما أدعى أوباما بل الأحتلال مستمر ولكن بأسلوب أستبدال الأداة ليس بألغائها طبعا وأنما بتقليل عددها وأستبدال المغادرين بقوات أميركية ضاربة أقل عددا وبجيشين ؟؟!

 

التفاصيل في الحلقة المقبلة .. هل تم الأنسحاب الأميركي فعلا في ضوء التصريحات التي سنقرأها تذكيرا ,, ثم ماذا عن التساؤل الذي يطرحه الناس حول بحر الدم الذي تحدث عنه المالكي وبينه وبين من , وبتكليف من من؟؟!

 

 

 





الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة