شبكة ذي قار
عـاجـل










تمتلك الامة العربية ومنذ مئات السنين امكانيات وطاقات تكاد تنفرد بها عن باقي الامم والشعوب ، وقد اضاف اكتشاف النفط في بدايات القرن العشرين رخما اضافيا لمميزاتها العظيمة . وبقيت الامة وشعبها يتطلع الى مستقبل زاهر والى اللحاق بالامم المتقدمة ، يحفزها على ذلك امتلاكها لتراث عظيم وحملت رسالة سماوية جعلتعا تتقدم في الحضارة والرقي على كثير من الامم انذاك ، وقد شيدت اعظم الامبراطوريات وكان اخرها الدولة العباسية ومركزها بغداد التي امتدت من اقصى الشرق الى اقصى الغرب واطلق على عصرها بالعصر الذهبي ايام حكم الخلفية هارون الرشيد .

 

واليوم حال الامة وشعبها يرثى له لماذا هذا التخلف والانحدار والضياع  انها بفعل اسباب  خارجية ، داخلية  ،فقدان العراق وقائده وهو قدر الامة  ؟

نحاول ان نتطرق الى الاسباب الاربعة وماذا تحتاج الامة لكي تنهض من جديد :

 

اولا : الاسباب الخارجية

الاحتلال المغولي

بعد احتلال بغداد والقضاء على الحكم العربي للخلافة العباسية من قبل المغول على يد هولاكو عام 1258م وعلى اثر ذلك اصاب الامة مايلي :

1-   تفتيت الدولة العربية وتشتيت الاقاليم متفرقة .

2-   تدمير مراكز العلم وحرق المصادر والكتب وقتل العلماء والمفكرين ودور العلم والمكتبات وصروح وشواخص الحضارة .

3-   القضاء على المؤسسة العسكرية  وقتل القادة وهروب البعض الى الولايات الاخرى التي كانت تتمتع بحكم مستقل .

4-   خيانة العناصر من اصول غير عربية مثل الفرس الذين استطاعوا التغلغل داخل مركز الخلافة العباسية بسبب المصاهرة وضعف الدولة في اخر ايام حكمها .

5-   سرقة ونهب ممتلكات الدولة العباسية من خزائن واثار وعلم وتراث .

6-   غياب الوعي الوطني والقومي لدى شباب الامة العربية بسبب الهجمة الشرسة والوحشية التي طبقت اثناء وخلال الاحتلال وسميت هذه الفترة بالفترة المظلمة لما اصاب الامة من تدهور وانحطاط على كافة المستويات

 

●  الاحتلال العثماني

احتلت الامبراطوية العثمانية الامة العربية بعد الانتصار على الدولة الصفوية التي كانت تحتل العراق وبعض الاقطار العربية . وقد تميزت هذه الفترة بمايلي :

1-   حكم العثمانيون باسم الاسلام وحصلوا على بعض التأييد لتخلصهم من الفرس الصفويين .

2-   اشاع الاحتلال العثماني الجهل والفقر والمرض والغاء الدور العروبي في الحياة الاجتماعية والسياسية والحضارية .

3-   اتبع المستعمر العثماني سياسة التتريك بحق الامة العربية وفرض تعلم اللغة والثقافة التركية .

4-   فرض التجنيد الاجباري وزج الشباب العربي في حروب خارج حدود الوطن العربي .

5-    استغلال خيرات الامة واستثمارها في تنمية مشاريع تقع خارج الوطن العربي تخدم الممتعمر العثماني ومركز الحكم .

 

6-   عرض مستقبل الامة العربية للخطر والحروب من خلال تحالفه مع  دول الحلف الثلاثي ( الامبراطورية النمساوية والمجر والمانيا ) ضد دول الوفاق الثلاثي ( روسيا وفرنسا وانكلترا ) في الحرب العالمية الاولى ( 1914 – 1918 ) حيث انتهت بهزيمة الحلف الثلاثي .

 

7-   تم تقسيم املاك الامبراطورية العثمانية بين فرنسا وانكلترا وكان نصيب فرنسا ( سوريا ولبنان والمغرب العربي ) في حين كانت حصة انكلترا ( العراق والخليج العربي ومصر والاردن وفلسطين والسودان ) وهكذا استعمرت اقطار الامة العربية ماعدا المملكة العربية السعودية التي نالت استقلال لقيادتها الثورة العربية الكبرة ضد الدولة العثمانية بقيادة الشريف حسين خلال الحرب العالمية الاولى وحسب اتفاق مع كل من فرنسا وبريطانيا بمنح الامة العربية استقلالها ولكن نقضوا العهد .

 

8-   تصاعد الوعي القومي والتطلع الى الحرية والاستقلال وقد ظهرت حركات وجمعيات من المفكري والسياسين وقاموا بتمردات وانتفاضات ضد سياسة المستعمر العثماني وهي فترة سميت باليقظة العربية

 

●  الاحتلال الانكليزي والفرنسي للوطن العربي

خضعت اقطار الوطن العربي الى الهيمنة الاستعمارية بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى ووضع  الوطن العربي تحت الانتداب وتقسيم اقطاره  بين فرنسا وانكلترا حسب اتفاقية سايكس بيكو السرية .

 

وابرز ماخلفه الاستعمار

1-   تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا تركة الامبراطوريه العثماني ، حيث كانت حصة بريطانيا ( العراق ، الاردن ، فلسطين ، مصر ، دول الخليج العربي ، اليمن ، السودان ) وحصة فرنسا ( سوريا ، لبنان ، الجزائر ، المغرب ، موريتانيا ، تونس ) وليبيا من حصة ايطاليا التي انضمت اخيرا .

 

2-   صدور قرار موافقة عصبة الامم بالانتداب .

 

3-   بناء قواعد عسكرية ومطارات والسيطرة على الممرات والضايق والبحار العربية لتنفيذ سياسة عدوانية ضد اي قوى اقليمية او دولية تهدد مصالحها .

 

4-   السيطرة على خيرات وثروات الامة العربية وفي مقدمتها النفط والمعدن الاخرى .

5-   تصدير السلع والنتوجات الدول المستعمرة الى اسواق الوطن العربي ، مقابل الاستحواء على المواد الخام باسعار زهيدة .

6-   انتشار المرض والفقر والجهل والتخلف ليسهل السيطرة على الشعب .

7-   ربط الاقطار العربية باتفاقيات ومعاهدات جائرة للاحكام السيطرة عليها مقابل منحهم الاستقلال الشكلي .

 

8-   تنازل الاستعمار عن بعض مدن واراضي الامة العربية مثل لواء الاسكندرونه الى تركيا وسبته ومليله الى اسبانيا والاراضي الفلسطينية الى اليهود والجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) وامارة الاحواز الى ايران .

 

اما ابرز ماتميزت به هذه الفترة على الصعيدين الوطني والقومي :

1-   تزايد الوعي الوطني والقومي في معظم الاقطار العربيةوتفجير ثورات وانتفاضات ضد الوجود المستعمر مثل ثورة احمد عرابي في مصر وثورة العشرين في العراق وثورة الجزائر وليبيا وسوريا تطالب برحيل الاحتلال ونيل الحرية واالاستقلال .

2-   ظهور حركات واحزاب قومية تقدمية قادة الجماهير العربية المتعطشة الى الحرية والاستقلال واملها في توحيد الامة العربية  مثل حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب وحزب الطليعة التقدمي .كتلة العمل الوطنية

3-   ظهور مفكرين بلور الفكر السياسي القومي العربي امثال احمد ميشل عفلق وساطع الحصري وعبد الرحمن الكواكبي  وشبلي العيسمي وغيرهم .

 

4-   ظهور قادة جهاد قاوموا المحتلين امثال عمر المختار ليبيا يوسف العظمة سوريا احمد الهيبة ابن ماء العينين المغرب الشيخ خزعل الاحواز عبد القادر الحسيني فلسطين داود ابو التمن العراق

5-    ظهور قادة سياسيون ساهموا في تعزيز غرس المفاهيم الوطنية والقومية للجماهير العربية امثال المرحوم جمال عبد الناصر (مصر) والشهيد صدام حسين (العراق)

 

الكيان الصهيوني

زرع الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية ومن اجل العمل على تفتيت الامة والحيلولة دون تقدمها وتطورها من خلال التفوق العسكري والدعم اللامحدود من قبل بريطانيا وفرنسا وامريكا  وقد كان تأثير هذا الكيان واضحا من خلال :

 

1-   وجود الكيان الصهيوني من ابرز العوامل التي اعاقة  تحقيق توحبد الامة العربية بسبب اختلاف التوجهات والمصالح الخاصة الارتباطات المشبوه لقادة الاقطار العربية .

 

2-   التفوق في ميزان القوى العسكري لصالح الكيان الصهيوني من خلال الدعم اللامحدود له من قبل امريكا وحلفاءها والحصار التسليحي المفروض على الدول العربية .

 

3-   حشد وتسخير معظم امكانيات الامة البشرية والمادية في مواجهة العدوان الصهيوني من خلال شعار التحرير لايهاب الجماهير العربية يجدية الانظمة الحاكمة في تبني مشروع التحرير .

 

4-   سعى الكيان الصهيوني على زعزعة وانهاء اي نظام عربي يمثل خطر حقيقي علية بوسائل عدة ومنها مؤمرات قلب الحكم .

 

ثانيا : أسباب داخلية

كانت من ابرز عوامل ضعف وتدهور حال الامة العربية هي اسباب داخلية ومنها :

1-   عمالة وخيانة معظم قادة الاقطار العربية للاجنبي المعادي للامال وتطلعات الشعب العربي وبالاخص للامريكا والغرب المستعمر .

2-   اهمال ومحاربة دور الجماهير العربية في النضال لتحيق اهداف الامة في البناء والتحرير والتطور .

3-   التجاوز من قبل الانظمة العربية على مفهوم التضامن العربي واجهاض أي مشروع او فكرة تنادي بالوحدة العربية .

 

4-   تعطيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وجعلها معاهدة التآمر العربي ضد الامة العربية ، عقد معاهدات واتفاقيات امنية منفردة مع اعداء الامة مثل الكيان الصهيوني وغيرها .

5-   فشل الجامعة العربي في ايجاد أي حل للمشاكل التي تحدث فيما بين الاقطار  العربية اومع جيرانها وجعلها اداة في المساعدة والمساهمة في العدوان على الامة العربية كما حصل للعراق .

 

6-   كان للانظمة العربية دورا بارزا في ضياع حقوق الشعب الفلسطيني من خلال تبني مشاريع استسلامية منفردة كما حصل مع النظام المصري وغيرها كثيرة .

7-   الاخلافات والتناحرات الشخصية بين قادة الامة انعكست سلبا على الشارع العربي وزادت مت الفرقة والتباعد بين الشعب العربي بسبب القطيعة وغلق الحدود وعدم التواصل والتعاون .

8-   عدم استثمار  ثروات الامة الهائلة لخدمة مسيرة التنمية وفي بناء قوة حقيقية تكون كفيلة بالوقوف وصد أي اعتداء خارجي ، وغياب النظرة القومية في مساعدة ودعم الاقطار العربية الفقيرة .

 

9-   رهن ثروات الامة بيد الشركات الاحتكارية للدول الاستعمارية مع ايداع الارصدة الكبيرة لدى البنوك والبورصات للدول التي تساند وتدعم الكيان الصهيوني .

 

10-  السماح للدول الامبريالية ببناء قواعد عسكرية دائمة على اراضيها والسيطرة على البحار والممرات والمضايق العربية بحجة حمايتها من التهديدات الاقليمية ووالاهم حماية العروش الحكام من غضب الجماهير .

 

11-   الاصطفاف والمشاركة الفعلية مع امريكا وحلفائها في غزو العراق واحتلاله وتدميره .

 

ثالثا: فقدان الامة للعراق وقائده

 

مثل العراق وقائده نبض الامة وروحها وعامل قوتها واقتدارها بحيث اصبح القضاء على العراق وشعبه وقائده من ابرز الاهداف الستراتيجية للاعداء الامة ( الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني ، والفرس المجوس وخونة الامة من الحكام الدول العربية ) وللاسباب التالية :

 

1-   وجود قائد تاريخي وطني عروبي ينشد الى توحيد الامة ورفع شأنها بين دول العالم .

 

2-   وجود حزب البعث العربي الاشتراكي تبني اهداف واماني الشعب العربي ويدعوا الى نهوض الامة وتحرره من كافة اشكال الهيمنه والتخلف والجهل من خلال اهدافه العظيمة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

 

3-   امتلاك العراق لاكبر احتياطي للنفط في المنطقة ودوته الى استخدامه سلاح ضد اعداء الامة العربية .

 

4-   يمثل اكبر خطر على الوجود الصهيوني في فلسطين .

 

5-   حماية البوابة الشرقية والخليج العربي من الاطماع الايرانية ،وتقديم تضحيات جسمية في التصدي للعدوان الايراني خلال معركة قادسية صدام التي تكللت بالنصر العظيم في 8/8/1988 بعد حرب ضروس دامت ثمانية سنوات .

 

6-   امتلاك لناصية العلم وتنمية قدراته العسكرية والصناعية بحيث اشرف على الخروج من خانة الدول النامية .

 

رابعا : قدر الامة

كان لقدر الامة ان تتكرم بأن بحمل الرسالة وصيانة المبادىء وماينتج عن هذا الموقف الرسالي من صعاب ومشقة وغدر وعدوان وتضحيات جسام ، فهذا تشريف رباني ويحتاج الى قادة عظام والى رجال صدقوا ماعاهدوا الله علية وخيرهم الرسول الكريم ( ص ) الذي قاد وفجر طاقات الامة بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهته حتى من اقرب الناس وما خلفه من قاد مؤمنين امثال الخلفاء الراشدين وما يليهم من قادة كان لهم الفضل الكبير في توسع وحماية امن الدولة العربية الاسلامية عبر تاريخها الطويل ، وانحصر هذا الدور بسبب التدهور والضعف الذي اصابة الامة بعد سقوط الخلافة العباسية واصبح هناك شبه انقطاع وتواصل مع الماضي المجيد الا ان بعض الرموز التي ظهرة وخصوصا بعد الحرب العالمية الثانية امثال المرحوم جمال عبد الناصر والشهيد صدام حسين قائد وبطل قومي . وبرحيل الشهيد صدام حسين واحتلال العراق وتدميره اصبح الوضع العربي الراهن في ادنى حالات الانحطاط والضياع والتشرذم وفقدان للهوية القومية ونشر الفوضى الخلاقة التي اتت بها امريكا ، والى المزيد من التدهور اذا بقي الحال علية وعدم ظهور قائد تاريخي يستطيع ان يجمع الامة ويوحد كلمتها وتلتف حوله الجماهير العربية ،

 

ومن ابرز الاجراأت التي تفجر  قوة الامة الكانة هي :

1-   الضمان الاكيد والوحيد القوي هي اطلاق حرية وفسج المجال للجماهير العربية للتعبير عن رايها وهي قادرة على تحقيق اهدافها ضمن تنظيمات ثورية قومية مجربة .

 

2-   الحاجة الملحة الى ظهور قائد تاريخي من داخل الامة يقود نضال الجماهير على درب الحريى والبناء والتطور وتوحيدها من المشرق العربي الى المغرب العربي .

 

3-   عدم السماح للاعداء من التغلغل بين صفوف الثورات والانتفاضات الجماهيرية الحاصلة حاليا ( الربيع العربي ) وتغير معظم الوجوه الحالية الحاكمة بقادة ينتخبوا من بين صفوف الجماهير الغاضبة .

4-   وقف دور وفعالية الجامعة العربية حليا لحين اقرار البديل .

 

5-   الغاء كافة المعاهدات والاتفاقات مع القوى الاستعمارية والعدوانية وخاصة مع الكيان الصهيوني والاعتماد على طاقات الامة العربية في ضمان امن وسلامة الوطن العربي .

 

6-    مطلوب دعم واسناد المقاومة العراقية الباسلة التي انطلقت اثر احتلال امريكا وحلفاءها للعراق وقد كان لها الدور البطولي في هزيمتها من العراق بعد تكبيدها الخسائر الجسيمة بالارواح والمعدات بحيث افشلت المشروع الامريكي في المنطقة والمسمى ( الشرق الاوسط الكبير ) .

 

7-   تأييد ودعم ظهور المقاومة في القطر السوري ضد النظام الدكتاتوري الطائفي الذي ذبح الشعب باستخدامه الاسلحة المتطورة والمحرمة التي بقيت في المخازن ولم تستخدم لتحرير الجولان من الكيان الصهيوني الذي احتلها في الخامس من حزيران من عام 1967 .

 

8-   وضع ثروات الامة وخاصة النفط في خدمة اهداف الامة العربية وحرمان اعداءها من ان يستفادوا منه وكما حصل عندما اتفقت دولتين عربيتين هما العراق والسعودية بقطع تصدير النفط عن كل دولة تنقل سفارتها الى القدس بعد قرار اسرائيل باتخاذ القدس عاصمة لها وقد افشل القرار .

 

 





الاثنين ٨ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة