شبكة ذي قار
عـاجـل










الملاحظة الأهم  التي خرجت بها مبكرا من متابعة نتائج زيارة المالكي الى واشنطن بدءا من خطوة رئيس الوزراء الأولى وهو يحضر لها بأطلاق تصريحات نقيضة لسلوكه العملي المنبه عليه من قبل أصحاب العملية السيالسية في (البيت الأبيض) بضرورة أن يعطى الكرد وكتلة العراقية حصة مماثلة في (عصيدة) العملية السياسية التي شرع لها  بايدن الديمقراطي قانونا  ليتولى من بعده بوش الصغير شن الحرب العدوانية على  العراق وشعبه أستنادا لها , وجاء من بعده بايدن بصحبة أوباما بأسم الجمهوريين لأستكمال المخطط الذي يديم  تدمير العراق وأختارت  أدارتهما المالكي شريكا أمينا حريصا على مواصلة المنهج ذاته في مرحلة ثالثة , لا لأدامة مخطط تد مير البلاد وتعميم الموت على اهله  , بل يضيف الى من أبداعاته المشتقة من درس علمه أياه وزبانيته , أسياده الحاقدون على العراق خاصة والعرب عامة وعنوانه ( كيف تقود حربا طائفية قذرة ؟!! )  .

 

و بدا ذكاء المالكي محدودا عندما تصور - أنه — صار

 

1- الحصان االناشط الوحيد ا لمراهن عليه أميركيا وهذا الرهان  يعطيه حق ا لتصرف  با لشأن  ا لعراقي بمعزل عن أستشارة الشركاء المتحاصصين الذين ضجوا صراخا لتجاوزه لهم , في أتخاذه القرارات المهمة في الشأنين الأمني والسيا سي  !!  

 

2- أندفاعه في أقامة علاقات مفتوحة مع أيران دون أستشارة لأحد من الشركاء أو المسؤولين الأميركيين , لدرجة ا لسماح بوصول الأمدادات التسليحية الأيرانية الى دمشق عبر الأجواء العراقية او من خلال الميليشيات الطائفية التي ترسل مجهزة بالأسلحة والأعتدة عبر البر بحجة حماية مقام السيدة زينب في دمشق , في حين يصطف موجود العناصر الميليشاوية العراقية وأسلحتهم الى جانب القوات اللبنانية لدعم نظام الأسد أستنادا لقرار أيراني وكأن واشنطن تعرف بما يجري على حدودنا بدقة ولكنها لا تحرك ساكنا , ليس أهمالا أنما يمكن وصفها بحالة حذر رقيب  .  

 

3- فهمه الخاطئ لتصريح أ وعزت واشنطن الى سفيرها في بغداد ستيفن بيكروفت الأدلاء به وتقصدت أسماعه للمالكي وعصبته علنيا من خلال الأعلام ويؤكد على مسأ لتين الأولى تتصل بموعد تسليم طائرات الأف 16 قائلا (( أن واشنطن لن تسلم هذه ا لطائرات قبل شهر أيلول من العا م المقبل مضيفا بأن التسليم سيتم بعد اكما ل تصنيع هذه الطائرات وتدريب طيارين عراقيين علي أستخدامها وصيانتها )) وهذا هو رد واشنطن على طلب المالكي بعدم التسريع بتسليم هذه الطائرات للجانب العراقي .

 

أما الشق الثاني فيتعلق بايضاح قضية حساسة بشأن مواصفات رئيس الوزراء الذي سيحل محل رئيس الوزراء ا الحالي  قائلا ((  من ا لصعب على رئيس الوزراء العراقي ا لمقبل مهما كان أنتما ؤه ا لسياسي عدم التعامل مع الأدارة الأميركية )) ويضيف ا السفير (( أن "الولايات المتحدة ستكون لها طريقة تعامل خاصة مع العراق اذا ما رفض رئيس الوزراء العراقي ا لمقبل التعامل معها"، مؤكدا وا لكلا م ما يزاال للسفير أن "من الصعب على رئيس وزراء لدولة مهمة مثل ا لعراق عدم  ا لتعامل مع الولايات المتحدة الامريكية" .

 

وفات على المالكي بأن الكلام موجه لبديله الذي يطا لب بان على من يرشح نفسه بديلا  له أن  يعي المواصفات المطلوبة برئيس الوزراء العراقي المقبل فلا فكاك فيه بين اي رئيس عراقي للوزراء والأدارة الأميركية القائمة على العرف الذي لا طلاق فيه بين أي رئيس للوزراء وبين خدمة مصالح الولايات المتحدة , ولا يقصد السفير بتصريحه هذا أنه يعبر عن وجهة نظرالرئيس أوباما حصرا , بل عن وجهة نظر الأدارة الأميركية بجناحيها الديمقراطي والجمهوري ولا يعني تحريم الطلاق بين تلك الأدارة والمالكي الحا لم بفترة حكم ثا لثة وهو على ذمة أرتباطين الأول أميركي ستراتيجي معلن ا لتوقيع عليه ولكن دون أن تنشر تفاصيله على  الشعب ا لعراقي المغيبة أرادته . والثاني أيراني يطلع على كل شيئ مصيري يهندس الشأن العرا قي حاضرا ومستقبلا , بدليل أن الما لكي والمرجعيا ت وافقوا عليه وأقروه بعد  أطلاع النظام الأيراني على النص المقترح  والأخذ بالتعديلات التي أدخلها عليه بصفته الأب  الروحي  الأيراني للما لكي  الذي نا ل رضا الطرفين وهو يوقع بمعرفة أيرانية أتفاقية الأطار ا لستراتيجي بين العراق ا لممهور عليها من قبل بطلي قتل ا لعراقيين وتدمير بلادهم والسماح للأحتكارات العا لمية با لهيمنة على ثرواتهم الوطنية بوش الصغير والمالكي الًأصغر  .

 

فقد خيل له _ أقصد ملا الما لكي_ ا نه ما يزال النموذج المطلوب الذي تعتمده واشنطن على حساب الآخرين الذين أصطفوا الى جانبها في حين ظن أنهم صاروا مهمشين بعلم واشنطن ظنا بأن ما يقدمه من خدمات يغطي على منهجه الكاذب وا لمبا لغ بأنه الأقوى والأقدرعلى مطاردة الأرهاب في حين أنه وقواته الأمنية كانوا يسخرون قدراتهم  العسكرية , عناصر وتدريبا  وأسلحة , خدمة لأهداف طائفية وفقا لما تريد وتأمر به  واشنطن وتوافق عليه طهران .

 

.وذهب أبو أسراء الى عقد تواطؤ أخرس مع ايران أمن  بتمرير صفقات السلاح عبر أراضي العراق وأ جوائه ا لى نظام الأسد في وقت يظهر فيه ا لما لكي وكأ نه حمامة سلام مطلوبة لوقف طبول الحرب بين قوات الأسد وقوات ا لمعارضة ا لسورية في ا لوقت الذي تستقبل فيه بغداد ومدن عراقية أخرى جثا مين شباب عراقيين زجت بهم ا لميليشيات  العراقية  الى جا نب  القوات الحكومية ا لسورية ا لذي يشارك فيها فيلق القدس الأيراني وقد سقط  منه مؤخرا قتيلا هو أحد ابرز قا دة ا لحرس الأيراني( العميد محمد جمالي قائد الحرس في مدينة كرمان سابقا) في أحدى المعارك ضد المعارضة السورية وليس لحماية مقام السيدة زينب (ع) أبنة أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه , ومقا مها مقدس ومحمي من جميع أهلنا السوريين ولا يحتاج الى ذهاب متطوعين من ميليشيات عراقية وأخرى من حزب نصر الله اللبناني بأيعاز من قم وتدخلا سافرا في القتال لصالح قوات بشار وضد معارضيه .  

 

فلمصلحة من يزج المالكي بشباب العراق بآتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى تمكين طهران من استعراض العضلات بأختراق حدود سورية بقوات وأسلحة تمر عبر الأراضي العراقية وبصلافة تثير أستهجان العراقيين على الرغم من تظاهر المالكي في ذات التوقيت بأنه يسعي لوقف هذه الحرب وهو أدعاء لا ينطلي على الأميركيين  لأن ما يجري على الأرض العراقية وأجوائها مكشوف أمامهم بحكم ما تفرضه واشنطن على المنطقة  من رقابة مشددة دون أن تحرك ساكنا على سياسات المالكي وفيها تهميش لعملائها الأخرين ولكون تصرفات رئيس الوزراء وحزبه – الدعوة- المنفرد بالسلطة بدأت تعري في ذات الوقت حقيقة عمليتهم ا لسيا سية التي يريدونها خا دمة لمصاالح واشنطن في العراق أولا وليكون ثانيا قاعدة أنطلاق للهيمنة على الوطن العربي  وصولا الى هدف تغيير معالم بناء الشرق الأوسط .

 

وهو مخطط يقتضي بحسب تصميم بايدن – الديمقراطي - تقسيم  العراق ومن قبله نادت به كونداليزا رايس- الجمهورية -  وفي ذلك خدمة لمصالح نظام الملالي الأيرا ني أيضا ا لذي  أستخدم كذيل للعدوا نية الأميركية في غزو العراق وفي تدميره وأغتيال أهله والسيطرة على ثرواته النفطية ونهب ماله العام عكس ما روجت له الأدارة الأميركية من أن النعيم العراقي قادم , بحلول العملية السياسية التي يبشر بها الأميركيون وعملاؤهم في العراق؟! وهذه هي طبيعة ا لدور ا لمناط  بالمالكي , وليس أكثر وهو في هذا يلتقي مع هدف بوش في تدمير بلاد الرافدين وتصفية جيشها وعلمائها ومثقفيها  وصحفيها وعموم أبنائها ولم يستثن أحدا لأ الأطفال ولا النساء ولا ا لمعاقين  من تصويب وفتك صواريخ الأبادة الأميركية التي وجهت ا لى االعراق والعراقيين , مرفقة بنيران القاعدة وعملياتها الأجرامية التي فتح المحتلون  حدود العراق أمامها لتنشط في عموم البلاد مسهمة  منذ عشر سنوات وحتى الآن بذبح العراقيين كما رسمت لها ذلك عمليا عدوانية الولايات المتحدة الأميركية وهو عين ما كلفت به المالكي , فالعدوانية التدميرية التي شنت وما تزال تشن على العراق والعراقيين منبعها اميركي واحد .

 

وهنا تلتقي جرائم القاعدة مع ا لجرم الأميركي ا الساكت عليها والذي فتح أبواب ألعراق  أمامها مع أعطاء النظا م الأيرا ني دورا كبيرا للتد خل في الشأن ا لعرا قي بتجاوز مكشوف على علاقالت ا لجيرة  ومبادئ الأسلام الأنسانية ا لسمحاء وكل ذلك يصب في خدمة اهداف الصهيونية التوسعية التي تحظى بأسناد من حامل ا لملف العراقي بأعترا ف  شخصي ورد عبر تصريح أنتخابي قال فيه بايدن  ما يلي (ا نا صهيوني وافتخر بذلك .. ولا يشترط ان اكون يهودياً حتى اكون صهيونياً)!!

 

من هنا نكتشف ان أصرار المالكي  بتركيز مطالبه على جانب واحد ذي وجوه عدة وهو طلب مساعدة أوباما بتأييد من بايدن على دعمه أمنيا بالسلاح المتطور-  مدفوع الثمن طبعا من عائدات النفط التي يفترض ان تصرف على أعادة بناء ما دمره العدوان الأميركي بعيدا عن تبديدها على تغيير طبيعة تدريب قوات الجيش بجعلها قوة أمن صالحة لأداء مهمات شرطوية طائفية تبقي حدود البلد سائبة أمام الأرهابيين وقوات فيلق القدس الأيراني وكذلك قوات الدمج التي ترتبط بالقائد العام وهو نفسه المالكي خدمة لهدف أدامة حكمه التعسفي الذي يقوده حفاظا على النظام الذي أكتظت سجونه بالعراقيين الأبرياء , نساءا  ورجالا كبارا من مختلف الأعمار , وخصوصا من أعمار الشباب من الفتيان والفتيان وجميعهم تعرضوا لانواع التعذيب ومنهم من أستشهد تحت التعذيب ومنهم  من أستشهد بصدور الحكم عليه بموجب المادة 4 أرهاب بعد أن أنهار أمام المحققين لهول ما خضعوا له من أسليب تحقيق مبتكرة ولئيمة لم يحتملها المعتقلون فوقعوا على أعترافات أمليت عليهم بالأكراه  . 

 

علما بأن رئيس هيئة الأركان الأميركي كان سبق وصول المالكي الى العاصمة  الأميركية بفترة وأعلن بأنه والبنتاغون يستشعرون حاجة العراق الى المزيد من السلاح الأميركي لدعم القوات الأمنية العراقية وزيادة ما أسماها( قدرات )هذه القوات بتدريب مضاف يسبق تسليم هذا السلاح وهوالمطلوب ويحتاجه الأمنيون.  

 

وهذا ما أشرت اليه في مقال سابق ويعني أن بايدن بادر بالأيعاز لرئيس هيئة الأركان والبنتاغون للأستجابة للطلب في أثر مهاتفته للماكي قبل أكثر من شهر من اجتماع المسؤولين بالمالكي في واشنطن الذي أنعقد يوم  الخميس الحادي والثلاثين من تشرين الأول !! في اليوم السابق للقائه بالرئيس أوباما .

 

ويكون مناسبا ان نطلع على تفاصيل المطا لب التي حملتها حقيبة الما لكي الى اجتماع واشنطن وقد تلخصت باالتالي:-

 

أ ولا على مستوى التسليح :-

1-  تزويد ا لعراق بطائرات مسيرة بلا  طيار والتسريع بأرسالها لحاجة المالكي العاجلة لها. 

 

2 - التسريع بأرسال طا ئرات أف 16 المحسنة وهي على وجبتين وعددها 37 طائرة مقاتلة وكأنه يستعد لشن حرب تحتاج لمقاتلات مطورة في حين يعاني الشعب من عوز عام لمتطلبات الحياة الضرورية كالغذاء والدواء والمياه الصحية والسكن والعناية الطبية وتأمين المتشفيات والمراكز الصحية وتوفير مستلزمات التعليم وفي مقدمتها بناء المدارس الجيدة في عموم المحافظات بديلا عن مدارس التنك والصرايف لتلم الأطفال العراقيين بدلا من الأنتشار في الشوارع بحثا عن عمل لا يتلائم مع المواصفات الأنسانية التي يحتاجها الطفل العراقي لينمو صحة ويكبر عقلا بعيدا عن أجواء الجهل والمزابل  .

 

3- طائرات مروحية أميركية هجومية – ابا تشي -  كالتي أستخدمت في حرب بوش على العراق .

 

ثانيا – في الجانبين الأمني والسياسي:-

 

1- تفعيل تطبيق اتفاقية الأطار الستراتيجي التي وقعها المالكي مع بوش قبل رحيله.

2- تنشيط  التعاون في مجال برنامج تبادل المعلومات والمتابعة والتنسيق الأمنيين بخصوص التحركات الإقليمية للجماعات الإرهابية .

3- تزويد العراق بغطاء صاروخي للدفاع عن الأجواء العراقية .

 

4-  التباحث مع أوباما فيما يرى ا لمالكي بان مبادرته السياسية في الشأن السوري تستحق أن تكون مركز البحث الدبلوماسي ضمن رحلة مؤتمر جنيف ويرغب المالكي من خلال التشاورمع واشنطن أن يكون تطورالعلاقات بين واشنطن وطهران موضوع اهتمام في محادثاته مع أوباما .

 

يتبع في وقفة تالية .. بماذا عاد ا لمالكي بعد لقاء العمام وما الذي أسمعه النافذون في  الكونغرس ؟!!  







الجمعة ١٢ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة