شبكة ذي قار
عـاجـل










عذرا أن خرجت على السياق المطوب في نشر وجهات النظر بحسب التتابع الزمني لوقوع حدث ما ولكن الضرورة تضطرنا بعضا لأن نوقف الأسترسال في عرض وجهة النظر في قضية ما بأيلاء تطور جديد فرض نفسه على المشهد الوطني على أن ذلك لا ينسينا العودة للحديث عن  الموضوع الأساس والذي نشرنا عنه حلقتين وبقيت واحدة .

 

أقصد ما أتوقعه من تصور لنتائج حجة المالكي الى عمامه في البيت الأميركي الجديد وعن زيارته الطائفية التي قام بها هذه الأيام لخواله في قم _حوشه_ العتيق , اٍستكمالا لزيارة واشنطن التنسيقية مع مسؤوله الأول بايدن , وآسف لهذا التقديم والتأخير الدي فرضه حدث جلل احاط بأهل العراق برحيل باقة من العلماء الاجلاء المنتفضين – أستشهادا- حجوا اليه برضا نفس مرضية وبأيمان صادق يكبر لله جل وعلا ويعاهدونه على التصدي للخونة من الحكام الطائفيي وعسكرهم وقبلهم للخونة الذين أشتروا الجلوس على كراسي السلطة المحلية بالتواطؤ على ذبح هؤلاء العلماء الكرام المضحين بأرواحهم دفاعا عن العراق مما أستدعى تأجيل أستكمال الحديث عما يبطنه للعراقيين كبير الطائفيين الحاكم الجبان من تهديد بأغراقهم في حمامات دم سفح ويسفح احتفالا بزواج متعوي بين طهران وواشنطن وبينهما لندن المحرضة كامخة... 

 

والتأريخ يشهد بأن العواصم الثلاث ما ألتقت يوما الا عاى الشر والظلم وأستخدام القتلة المحترفين في سفح دماء الوطنيين في عدد من بلدان العالم عبر الأنقلابات العسكرية التي كانت تتبناها واشنطن وتشارك مخابراتها في توفير مستلزماتها الغادرة بالأيرانيين شعبا وأي شعب يتطلع للخلاص من نير الأستعباد البريطاني الذي كان ناهبا لثروات البلاد التي كانت تختزنها بدعم أميركي دائم يرث النفوذ البريطاني في المنطقة العربية وما جاورها .

ولا تزال الأرض الأحوازية العربية شاهدا على جريمة بريطانيا في ضمها مع سهلها الخصب الى أمبراطورية الشاه على الرغم من أنها تمثل أمتدادا طبيعيا لمدينة المحمرة العراقية الجالسة في حضن شط العرب ضمن ولاية البصرة .

 

وقد تم الضم أستنادا لغدر لصوصي انتهى بأعتقال حاكمها الشيخ خزعل الكعبي في وهو يحضر حفل عشاء اقامه على شرفه الحاكم المحتل البريطاني على ظهر طراده البحري الراسي في مياه شط العرب امام المحمرة عاصمة الأحواز العربية ولم يبدأ ذلك الحفل عمليا الا لينتهي بأعتقاله الشيخ الكعبي غيلة وهو ماعرفت به بريطانيا عادة , وتم في أثرها فرض الأقامة الجبرية عليه ومن ثم مات مسموما في حين قامت بريطانيا بضم الأحواز الى أيران في نفس العام 1925 .

 

وتبعا لذلك تم أخضاع كامل الأراضي العربية الأحوازية للأتلال والضم من قبل قوات الشاهرضا بهلوي بأيعاز من بريطانيا من مطلتها على مياه خليجها العربي عند نقطة أحتضانه لمياه شطه العربي المتولد من عناق دجلة الخير بفرات الطيب عند مدينة القرنة التي تسقيها مياه النهرين الخالدين الى الشمال من البصرة مدينة الشفافية والمحبة العراقية والبهجة التي لا تنفد أبدا , وأن أبكاها من حل عليها كمحتل  فارسي مرة وعصملي تارة أخري وأنكليزي في ثالثة .  وحل فيها رابعهم يانكي بليد كبوش الصغير ظانا بأن كسب الشعوب يمر عبر طريق واحدة ترصف بالعدوانية وتعميم الموت بين أهلهم  ,  ولكن في النتيجة سقط العدوانيون وخرجوا من العراق مهرولين مذعورين بعنصريهما الأميركي الحقود والبريطاني الخبيث , تلاحق عساكرهم قذائف الحق العراقي حتى تمت مغادرة آخرهم أرض البلاد مقترنة أحتفالية توديع  كبيرهم بما يليق به كمجرم حرب فأستحق ان يودع (بقندرة عراقية عتيقة) أستحقها هذا البوش عن جدارة !!  

 

وأبشع الأنقلابات التي رتبتها المخابرات الأميركية ( السي آي أيه ) في تأريخها الملعون لصالح المحتل البريطاني كان أستهدف الأطاحة بحكومة رئيس الوزراء محمد مصدق الشخصية الوطنية الأيرانية الأبرز وعضو البرلمان المنتخب والغاء القرارات التي أتخذتها الحكومة الوطنية وأبرزها تأميم الثروة النفطية من ساريقيها المحتلين ممثلين بالشركة الأنكلو- ايرانية كما تم ألغاء باقي القرارات  السياسية والأجتماعية التي اتخذتها الحكومة الوطنية بعد توليها المسؤولية عام 1951 وأسقطت بأنقلاب عسكري دبره الأميركيون في19 آب 1953 بناءعلى طلب بريطاني بالمساعدة , ليحلوا الجنرال فضل الله زاهدي محل الحكومة المنتخبة وهو نفس السلوك الذي أستخدموه عندما أنسحبوا من جزر الأمارات العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى في بداية السبعينات من القرن الماضي متعمدين وبكل الخبث البريطاني ان يتم الأنسحاب منها بتوقيت مسبق مع قوات الشاه محمد رضا بهلوي التي أحتلتها وضمتها الى أيران وصارت تهدد من خلالها بغلق الملاحة في مضيق هرمز أمام السفن وناقلات النفط المصدر من العراق وأقطارالخليج العربي الى الأسواق النفطية العالمية  .

 

ويذكر أن الأنقلاب البريطاني الأميركي أسفر عن أعتقال بطل تأميم الثورة النفطية الأيرانية محمد مصدق ومحاكمته أمام محكمة صورية شكلها الأنقلابيون لتصدر بحقه حكماا كان متوقعا يقضي بأعدامه الا أن الحكم  خفض الى السجن ثلاث سنوات تلتها أقامة أجبارية أستمرت حتى أن فارق الحياة عاام 1967 .

 

وصاحب ذلك تصفية غالبية الشخصيات الوطنية المنضوية للجبهة الوطنية وأسهمت في قيادة الحكومة التي قادت عملية تأميم النفط  وفي مقدمتهم وأبرزهم حسين فاطمي الذي أغتيل وصحبه بواسطة قتلة مأجورين نشروا في الشارع الأيراني لأثارة الفوضى والرعب , تمهيدا لنزول العسكريين ودباباتهم بقيادة زاهدي.

 

فما أشبه اليوم بالبارحة بين ما حدث لإيران وشعبه بالأمس وبين ما حدث ويحدث للعراق اليوم فهدفه العام واحد , وأن أختلفت التفاصيل والوسائل , فخصم الشعب الأيراني وخصم شعب العراق واحد تمثل بالأطماع الأستعمارية وقد سعت لتحقيق عدة أههها :-

 

الأول يسعى الى محاصرة تطلع شعبي البلدين أو تطلع اي شعب من الشعوب الى نيل الحرية وتعزيز السيادة الوطنية وتحرير القرارالسياسي المستند الى القرارالأقتصادي المحرر من كل ضغوط الهيمنة والتبعية للأجنبي , وبما يحظر تدخل اي بلد خارجي في شأن البلدان الشقيقة أوالجارة أوأي شعب من شعوب المنطقة . 

 

الثاني_ يتعمد ترهيب الشعوب وأشاعة الخوف من الفشل في أنجاز قرارها الوطني القاضي بتأميم ثرواتها نفطية كانت أم غيرها وتخويفها من اجواء تعرضها الى حصارات من الشركات الأحتكارية العالمية المنتجة والناقلة لتلك الثروات اضافة لتعرضها الى عقوبة أقسى متمثلة بغلق منافذ التسوق أمام الثروة المؤممة مسندة بأجراءات مماثلة من حكومات الدول الغربية التي تحمل تلك الشركات جنسياتها  وتتكفل حماية سطوة الأحتكارات العالمية !!

 

وشملت تلك الحماية الىشركات البريطانية مسندة بالشركات الأحتكارية النفطية في الولايات الاميركية وغيرها من الشركات الغربية التي تم تأميمها في أيران من قبل القائد الوطني الأيراني محمد مصدق عام 1953 .

 

كما أمم العراق ثروته النفطية في السبعينات من القرن السابق بعد قيام ثورة 17-30 تموز 1968 التي فجرها حزب البعث العربى الأشتراكي بقيادة الرئيس الراحل أحمد حسن البكر- رحمه الله- الذي كلف الرفيق صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة-طيب الله ثراه- بتنفيذ هذا القرار وأتخاذ القرارات الكفيلة بضمان النجاح في استكمال الأجراءات الخاصة بأحتواء التدابير التي يمكن أن تتخذها الشركات الأحتكارية ومن يقف داعما لها من الشركات والدول الغربية لأفشال هذا القرار الوطني الكبير الذي يكمن النجاح فيه, نجاح الثوره في تحقيق أبرز أهدافها لبناء قاعدة النهوض العراقي الى مستقبل رافه معزز بالأستقرار والكرامة والتقدم العلمي والأجتماعي والأقتصادي للعراقيين في وطنهم الموحد .

 

ونجح الرفيق القائد الشهيد صدام حسين الشهيد بأداء المهمة الصعبة متحسبا في توفير الكوادر الوطنية العراقية وغيرها من الكفاءات الساندة , شقيقة وصديقة وحشدها جميعا في أفشال محاولات الشركات الأجنبية في وقف عمليات تدفق الثروة النفطية , بأيد عراقية من الحقول الي الأنابيب الناقلة له ومن ثم الى موانئ التصدير مع بذل جهد خاص وتحرك دقيق ومحسوب لترويجه في الأسواق الدولية وبالتالي بيعه بعد التمكن من أسقاط جميع التحركاتت اليائسة التي قامت بها الشركات الدولية لتطويق القرار ومنع تدفق الثروة المؤممة الى تلك الاسواق .

 

وأصبح القرار الحلم حقيقة ماثلة أمام دول وشعوب العالم بأسره واعدا العراقيين  بالخير العميم بعد النجاح الذي تحقق بإرادة وطنية خالصة نقلت القرار الى واقع معاش على عكس ما حدث في تأميم الثروة النفطية الأيرانية في الخمسينات ومنذ الأيام الأولى لتقلد القائد الوطني محمد مصدق رئاسة مجلس الوزراء في  إيران , لأن الحكومة الوطنية لم تحسن التدبر في أتخاذ الأجراءات السريعة لتأمين الحماية اللازمة للقرار الوطني بينما سخرت الشركات البريطانية كل طاقاتها لوقف عمليات أنتاج النفط وبالتالي منع تصدير ما كان متوفرا منه في مستودعات ميناء عبادان الأيراني المطل على شط العرب.. وهكذا تم وأد قرار تأميم الثروة النفطية الأيرانية . 

 

وأذكر للتأريخ أنني شاهدت الشاه عن قرب يوم وصوله الى بغداد وهو يدخل مطار المثني ليس من بابه الرئيسة المطلة على باحة وقوف الطائرات التي تستخدم عند توديع كبار المسؤولين العراقيين الى الخارج أو أستقبالهم عند العودة أيضا  او عند أستقبال وتوديع ضيوف العراق بل دخله من ممر يستخدمه الركاب المغادرون الى الخارج والقادمون اليه من دون أستقبال رسمي لا من الوصي عبد الاله ولا من رئيس الوزراء ولا من قبل أي مسؤول لأن طائرة الشاه طارت خلسة من طهران وحطت بمطار بغداد الدولي _الذي هو نفسه مطار المثنى _ فجأة ومن دون أشعار مسبق لمن تقل  هذه الطائرة مما خلق حالة من الأرتباك بين المسؤولين في المطار في فترة ما بعد الظهر التي حطت فيها الطائرة ولم يكن في المطار من المسؤوولين ليستقبلوا الشاهنشاه أو أبلاغ الوصي ورئيس الوزراء بوصوله المفاجئ الى العاصمة العراقية  فارا من طهران بعد أن طلب منه عمامه البريطانيون تكليف الجنرال زاهدي بتشكيل حكومة الأنقلاب .

 

وبعدها تم أستقباله خارج السياقات الرسمية المعتادة وقد أرتسمت  على وجهه علامات  القلق والأنزعاج بعد أضطر الى مغادرة طهران الى بغداد هاربا , مع ملاحظة ان محمد رضا نصب أمبراطورا على إيران في أثر أجبار لندن لوالده على الأستقالة , ولم تكن مستغربة مواقفه غير الودية مع العراق والأمة العربية على الرغم من أنه وجد أبواب الدول العربية مفتوحة أمامه في الظروف غير الأعتيادية التي مر به ولاذ ببغداد السلام طلبا للأمن والسلام وبلاده تشهد فوضى عارمة عشية تكليفه لزاهدي بتشكيله لحكومة الأنقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة مصدق عام  1953 وتكرر المشهد عام 1979 بلجوئه الى مصر ومبادرة الرئيس المصري السادات بمنح الشاه الأقامة في مصر هروبا من الشعب الأيراني(*).

 

والمتابع لطبيعة العلاقات بين الأمبراطورية الأيرانية والمملكة العراقية التي سادها التوتربسبب مطالبات الحكومات المتعاقبة للشاه برفع يديه عن اهلنا في الأحواز وعن الأحواز نفسها التي ضمت بقرار من بريطانيا الشمطاء .  وظلت بعدها علاقات ايران في ظل النظام الجمهوري ولم تكن باحسن من العلاقات التي سبقتها لا بل ساءت وخصوصا بعد أعلان النظام الجمهوري عام 1958 وسقوط معاهدة الشرالتي فرضها التحالف الأميركي _البريطاني الأستعماري على شعوب المنطقة وسميت بحلف بغداد وجندت الأنظمة الحاكمة في العراق وتركيا وباكستان لجعل بلدانهم سياجا في مواجهة ما أسموه بمخاطر الوجود السوفيتي من شمال المنطقة  .

 

وكانت للشاه موقف متعددة ومتنوعةللتدخل في الشأن العراقي من خلال محاولات لأثارة الفتنة الطائفية بين العراقيين خلال العهد الملكي والجمهوري أيضا  أضافة الى تغذية الخروقات الحدودية لصالح الجماعات الكردية المسلحة لأدامة نزيف الدم بين أبناء الشعب الواحد والذي تم أيقافه بموجب اتفاق الجزائر الذي وقعه الرئيس  صدام  حسين والشاه  في العاصمة الجزائرية عام 1976 بحضور الرئيس الجزائري الراحل بومدين . 

 

وجاء بعدها النظام الخميني رافعا شعار تصدير الثورة الى العراق مدعيا بأن ذلك يمثل داية الطريق لتحرير المسجد الأقصى وعموم الأراضي الفلسطينية من الأحتلال الصهيوني بادئا بشن العدوان على بعض المدن الحدودية العراقية في القاطع الأوسط أسفر عن أحتلال بعض المخافر الحدودية العراقية بالأضافة الى أغارة الطائرات الأيرانية على العاصمة بغداد ومدينة البصرة مما أضطر العراق للرد على النيران وتحرير المراكز الحدودية العراقية التي أحتلت أضافة الى أسكات مصادر النيران التي أنطلقت من مواقع ايرانية منتشرة في شمال الأحواز المحتلة ووسطها وكذلك وأد فعل الموت الذي أنطلق من مقاتلات أيرانية أقلعت من قواعد جوية تقع في جنوب الأحواز ضمن عدوان أيران الذي شن على العراق في الرابع من أيلول عام 1980.

 

وأستمر هذا العدوان اللئيم حتى رضوخ خميني للأمر الواقع بموافقته على قرار الأمم المتحدة القاضي بوقف أطلاق النار بين العراق وإيران بعد رفض خميني وقفها طوال ثمانية أعوام على الرغم من دعوة العراق لوقفها منذ الثامن والعشرين من أيلول عام  1980 كما ورد في خطاب خاص  للقائد العام للقوات المسلحة الرئيس صدام حسين من تلفزيون بغداد أكد فيه أستعداد العراق لوقف العمليات العسكرية فورا في جميع القواطع القتالية مقابل أعلان أيران عدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي ’ غير أن خميني رفض  هذا العرض فأستمرت الحرب ثمانية أعوام في حين كانت ستتوقف خلال أيام لولا تعنت خميني !! 

 

واذا كان أستخدام  واشنطن لعدوانية طهران مضافا لعدوانها التدميري قد فشل في تطويق وقفة العراق أوالنيل من عنفوان مناضليه وهم يمضون على طريق أسقاط أفعا ل الشر التي تناوب الأعداء على تنفيذ صحفاتها فاستنبطوا بديلا عراقيا يديم مخططهم التدميري للعراق والتصفوي للعراقيين على أن يحمل من يكلف بهذه العملية الشيطانية مواصفات متوافقة مع ما حمله قبلهم اليانكيون وذيولهم البريطانيون وعملاؤهم من فرس معممين واتباعهم من اقزام عراقيين أستمرأوا تعميم الموت على أهل العراق مصحوبا بتدمير بلادهم , الا ان البلد  بقي عصيا   بأهله  الكرام ومناضليه يهابهم الحاكم الطنبوري حتى  صار يرتجف من رعودهم وهي تحيط به من كل حدب وصوب لتكشف دواخله الطائفية وأن كانت عارية وباتت عوراته مكشوفة لا تسترها حمايات مكشوفة  ولا مزامطات  خفيف أو تهديدات جبان رعديد ’ جميعهم ينتظر ساعة رحيله , وهذا ما أجمع العراقيون عليه بحماسة قل نظيرها   .

 

وفي الحديث عن البدائل كان خيار البيت الأبيض قد وقع على من يجدونه يحمل صفة خير المتحمسين لقتل عموم العراقيين , خدمة للأميركيين فأختاروا المالكي لتحقيق هذا الهدف المشين بأسناد سهام من القتلة الأمنيين المحترفين على مدى 8 سنوات ويسعى لأربع مضافة . 

 

ودارت الأيام وتبعتها الشهور ولحقت بهما السنون وأبو أحمد يشعر بوقع أقتراب الأزاحة ليس بالكامل بل من التفرد بالمشهد السياسي , الممسك به قد أصر على عدم  أشراك الغير في تسيير هذا المشهد كما أوحت له توجهات الاطراف الصانعة للقرار الأميركي الموحد ضاغطة خاصرة مديري الملف العراقي وفي مقدمتهم بايدن وهذا ما أسمع له مواجهة من قبل ابرز المشرعين الأميركيين بتمثيل للحزب  الديمقراطي الحاكم والحزب الجمهوري المعارض  خلال زيارته الى واشنطن قبل أكثر من شهر ولم يكن كلامهم مسرا له .

 

ووقفة ازاء طبيعة أستقبال المالكي في هذه الزيارة وجدناها تراوحت بين  التعامل معه بحميمية عمه بايدن عند الأستقبال وبين ملاحظات المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين المشتركة بنقد سلوكه في التعامل مع شركائه في طبخة بريمر السياسية التي فاحت منها رائحة تهميش بعض السياسيين من غير أتباع المرجعيات الميالة الى طهران مقابل أحتضان الآخرين من أتباع ولاية الفقيد . 

 

بينما ينصب الأهتمام الأميركي على جعل العملية على وفق ما يريدها حامل الملف العراقي بايدن واحدة الأتجاه يتورط في الجلوس على مائدتها جميع خدم واشنطن في العراق , للحيلولة دون تفجرالمواقف في غير صالحها فوجدناها تتظاهر أيهاما  بأن المشرعين يصرخون في وجه المالكي في اللقاء الأخيرمتهمين أياه علانية بتحمل مسؤولية ما يشهده العراق من خروقات أمنية ومن تصرفات خارجة على توجيهات وأوامر البيت الأبيض الذي يريد أن تمشي الأمور بالمستور وبلا  شوشرة تصريحات المالكي الرعناء التي تتقصد توجيه أتهامات مثيرة  لسخرية وسخط العراقيين عليه , وهو يستعرض عضلاته بتوجيه تهديدات حمقاء لمناطق يسكنها مكون محدد بعينة ليليها بغارة على مواقع أهلهم السكنية  من القتلة في (سوات) !!! 

 

وبلغت فيه الوقاحة والقباحة درجة ان اخترع لنفسه سقفا اعرض لسوق المزيد من العراقيين الى مقصلة الموت أضمامة , أضمامة وليس بالمفرد بتهمة لا تكلف السلطة الطائفية شيئا سوى أطلاٌق تهمة أنهم يشكلون ( حاضنا للأرهاب ) بمعرفة  من حامل الملف العراقي بايدن التي يريدها واحدة الأتجاه يتورط في الجلوس على مائدتها جميع خدم واشنطن والقضاء من فرط نزاههته مهيئ للقبول بالتهمة والترويج للعمل بهاا أقر بها المتهم أم نفاها لأن سلاح التعذيب مشهر في وجه المواطنين وتوفر في جيوب الشهود السريين تقاريرجاهزة لأطلاقها في الأوقات التي يريده الحاكم وقادته العسكريون  وعلى وجه الدقة قائد قوات دجلة الذي عرف بهواية جمع مذكرات القاء القبض 4 أرهاب حيث أضحت مصدر رزق للمرتزقة المخبرين السريين الذين أخذوا يشكلون بالونات ممتلئة بالمهزوزين !! ا لايعرفون سوى بث الفرقة  وأشاعة الموت بين أهل العراق بشتى السبل والأساليب !!

 

والغريب المدان الآن بروز ظاهرة من  يتسابقون للعب دور فاعل في العملية السياسية التي ولدت مؤودة أصلا بتأثير ما لاحقهم من  ضغوطات أميركية مباشرة ومعها أغراءات مختلفة الاشكال والأحجام من قبل مشتري الذمم المالكي بما يسرته له عمليات لفح المال العام من رصيد يصرف لضمان الفوز بمنصبي رئيس مجلس المحافظة والمحافظ ونائبيهما ومن يسهل أصطياده من الأعضاء لتوفير الأغلبية فيه لمن أنحدروا وقبلوا التنسيق معه والقبول به مرشحا لمنصب رئيس الوزراء لفترة ثالثة والأيعاز لهم للعب دور مزدوج وخصوصا في أنتخابات مجالس المحافظات المؤجلة وجرت على حدة و خصوصا في الأنبار حيث رشح لها بعض الصبيان الذين بالغوا في ألتظاهر بأنهم من الجماعة المنتفضة  وبدعم من بعض شيوخ الردة الذين جمعتهم معا  المبالغة في التظاهر بأنهم أيضا مع الحراك الشعبي الذي أنطلقت تباشير نصره من وقفة العزة والكرامة مخضبة بنجيع دم شهداء أهلنا النجباء في الفلوحة والرمادي أبتدءا , ثم سال سخيا  من أهلنا أبناء الحويجة وبغداد وديالى والأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين ومن طوز العراقية الشهيدة التي أبتليت بالمتناطحين عليها , وليس بالمدافعين عنها الحانين على  أهلها المتمسكين بعراقيتهم والمغردين بأنتصار قضيتهم وهي قضية شعب العراق بأسرة ألذي ولد حرا وسيبقى حرا مهما تكالب عليه ألأعداء وهذا ما قرأه تأريخه المجيد , خير ناصر لأهله وخير منتصر لطلاب الحرية والحق فيهم ..

 

ولمناسبة بروز ظاهرة العقوق المشجع عليها من المحتلين أولا والمستمدة من تعليمات اهل الجيرة الذين ما أحبوا العراق ولا العراقيين يوما وقد تقصدوا زرع شياطين بين أهلنا بشتى الطرق والأساليب , وبهذه المناسب نقول لصبيان اليوم وفي مقدمتهم الهايس الذي نصب رئيسا لمجلس محافظة الأنباء الى جانب شقي أصغر أنقلب مقلدا المالكي سابقه في النعيق المتطاول دون أدراك منه بأن التهديدات بكسر أضلاع الناس ما نفعت سابقيه ولا هي نافعة اللاحقين به ممن لم يحالفهم الحظ ليتعلموا الدرس ويتوقفوا عن الأنصياع لاوامر من في نفوسهم علة أسمها _معاداة العراق وشعبه _  فخابوا كما خاب الذين من قبلهم وهم قلة خانت أهل الأنبار وأهل العراق جميعا عندما سلموا قيادهم لأعداء العراق ,سافحي دماء العراقيين لعنهم الله والتأريخ , فالأنتفاضة ما أنطلقت الا لتحقق مطالب الشعب وهي باقية والشعب باق وعمر الأحتلال والعملاء والطغاة والطائفيين والمراهنين على الأرهاب قصاروا وتلك حقيقة ثابتة .

 

تحايا الأكبار والخلود لشهداء الأنتفاضة وفي مقدمتهم العالم الجليل خالد حمود الجميلي مثال الرجال المؤمنين الصادقين الذائدين عن الوطن وأهله العراقيين الطيبيين  .

 

ومبروك للمنتفضين وقفة صمودهم وهي تدخل عامها الثاني ثابتة الخطى مؤكدة الأصرار على المضي في أنتفاضتهم الى أن يرفعوا بيرق  نصرهم النهائي على ساريات الوطن على أمتداد أرض العراق العظيم  .  

 

ومجدا للقائد الشهيد صدام حسين الذي تمر ذكرى أغتياله هذه الايام ممهورة بدماء أهله العراقيين شهداء شعبنا العراقي الذي نذر نفسه طيلة حياته للدفاع عنهم وظل يوصيهم خيرا بوطنهم وشعبهم حتى قبل لحظات من لفظه الشهادة مودعا خالد الذكر , معطر السيرة أبدا .  

 

(*) فوجئت بمشاهدة منظرالشاه المرعوب أمامي وأنا أدلف نفس الممر الذي قطعه الشاه والرابط لساحة وقوف الطائرات بمبنى المطار وكنت يومها راصدا جويا خافرا أعد تفاصيل المعلومات الأولية التي يستند اليها الزميل المتنبئ الجوي في أعطاء تقريره عن حالة الطقس في بغداد وعموم العراق وخصوصا درجات الحرارة لأبلاغ الطائرات المارة بالأجواء العراقية والقادمة له وكذاك المغادرة منه بحالة الجو التي ستواجهها  في رحلتها وأحتمالات ما يطرا من تغييرات امامها حتى تلج أجواء محطة الهبوط التالية علما بأن الوصول الى المكان الذي توجد فيه محارير قياس درجة الحرارة كان يستوجب  قطع هذا الممر  وساحة وقوف الطائرات  أيضا.






الثلاثاء ٢١ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة