شبكة ذي قار
عـاجـل










وسط  اجواء وطنية عراقية ضمت كافة أطياف شعبنا بمختلف إنتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية وبمشاركة عدد من أشقاءنا العرب من مختلف الأقطار العربية ، تسابقوا في الحضور لأحياء الذكرى السنوية السابعة لأستشهاد سيد شهداء العصر الشهيد الخالد صدام حسين (رحمه الله ) ، في حفل ٍ تأبيني أ ُقيم في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت المصادف 11 كانون الثاني 2014 ، على قاعة النادي الثقافي الفلسطيني الكائن في الحي الثالث من العاصمة (( فيينا )) ، وشمل الحضور العديد من الأطباء والأكاديميين والشخصيات الوطنية العراقية والعربية إضافة الى مشاركة عدد من أبناء عمومة الشهيد وأقاربه وعشيرته .

 

 

 

استهل الحفل بالإستماع الى تلاوة من آيات الذكر الحكيم .

 

تحدث الأستاذ ناصر العجيلي الذي أدار برنامج التأبين ، مرحبا ً بالأخوات والأخوة الحضور ، ثم إستطرد قائلا ً ....

 

 

وهكذا نجتمع اليوم ، كما اجتمعنا في السنوات المنصرمة ، ليلتئم شملنا في هذا الحفل الوطني التأبيني ، لتخليد ذكرى شهيد الأضحى المناضل صدام حسين ، الذي افتدى شعبه وامته ووطنه ، ولنستعيد ونستلهم دروس الشهادة والتضحية والفداء ، ونجدد العهد على اننا على ذات الدرب سائرون ... درب النضال والعقيدة .. درب الأمة العربية وقيمّها الإنسانية والإسلامية .. درب الوحدة والحرية والإشتراكية .. لتعيد الأمة حمل رسالتها الإنسانية الخالدة .

 

ووقف المؤبنون دقيقة صمت ٍ وحِداد ٍ على روح الشهيد الطاهره وأرواح شهداء العراق والأمة العربية جميعا ً قارئين سورة الفاتحة .

 

بعد ذلك ألقى الماجستير ضياء الشمري رئيس الهيئة الإدارية للجمعية ، كلمة الجالية العراقية في النمسا ، ندرج في أدناه نصها : ــــ

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحضور الكرام

 

تحية تقدير واحترام للجالية الفلسطينية

تحية وتقدير للجالية الاردنية

تحية وتقدير للجالية السورية

تحية وتقدير للاتحاد العام للمصرين

وتحية وتقديرلرؤساء وممثلي المنظمات والشخصيات الوطنية المشاركة .

 

أيتها الأخوات، أيها الأخوة،
اليوم نقف لكي نؤبن الشهيد صدام حسين ورفاقة رحمهم الله.لم يكن  شهيد الحج الأكبر شخصا عاديا أو زعيما عابرا .. إنه رمز البطولة والفداء.. والتضحية والعطاء.. والإنسانية والوفاء

 لأنه ترجم ما كان يؤمن به، فكان من أصدق الداعين للدفاع عن كرامة الأمة وسيادتها وعزتها، ممن  دفعوا حياتهم من أجلها ببطولة نادرة ومشهود لها، فتجاوزت مواقفه الشجاعة، حدود العراق لتصل بأمته العربية، وبكل  الحركات التحررية في العالم، المدافعة عن مصالح وكرامة الشعوب المقهورة، ضد الاستعمار والرأسمالية الجشعة والصهيونية العنصرية، في عصرنا الراهن .

 

إنه الرئيس الذي جعل من العراق سداً منيعاً يحول دون تحقيق مشاريع الاستعمار والصهيونية والرجعية والأطماع الفارسية .

 

إنه البطل المقاوم، الصلب، المؤمن، سواء وهو في السلطة أم في المقاومة أو أمام المحكمة العميلة، أو في مواجهة حبل المشنقة، حيث وقف يردِّد، غير هيَّاب بالموت أو بجلاديه....عاش العراق، عاشت فلسطين، عاشت الأمة، وأردفها بالشهادتين : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) .

 

إنه القائد العربي الذي بنى للعراق مشروعه النهضوي القائم على رفعة العراق، ووحدته واستقلاله، وتوظيف إمكانياته العسكرية والأمنية والسياسية، والاقتصادية في سبيل أبناء العراق وعزتنا، كما في سبيل الأمة العربية وقضية فلسطين وا لأحواز المغتصبة ، وحركات التحرر الوطني في العالم .

 

أيتها الأخوات، أيها الأخوة ...

 

بعد احد عشر عاماً  على أحتلال العراق وأغتصابة من قبل الفرس والمرتزقة بما تسمى بحكومة المالكي ... وسبع سنوات على إغتيال الشهيد صدام رحمة الله ... إن الشعب العراقي تحت الاحتلال ومطرقة الطائفية  يتحمَّل أقسى أنواع الظلم والاستعباد، تبدأ ولا تنتهي بالخطف والتشريد والتهجير والاعتقال والاغتصاب والقتل، لقد قُتل فيه أكثر من مليون ومائتي ألف مواطن، وأكثر من نصف مليون من المفقودين، وعشرات الآلاف من المعتقلين والأسرى،وخمسة مليون يتيم وما يقرب من أربعة ملايين من المهجرين من أرضهم خارج العراق خوفاً على حياتهم ، وأكثر من مليوني عراقي مهجرين داخل وطنهم .


أيتها الأخوات، أيها الأخوة،

 

لقد كان الهدف المركزي من هذا الاحتلال هو إخراج هذا القطر العربي من التزاماته القومية العقائدية، وربطه بين تحرير فلسطين والوحدة العربية، لزجِّه على طريق  التطبيع مع الكيان الصهيوني، والاستفراد بالأمة العربية وكل ما يتعلق بوجودها وتراثها وثرواتها الطبيعية، مستفيداً من أنظمة وحكومات عربية وغير عربية تقاطعت مصالحها معه من حيث الفائدة المشتركة و تفكيك الوطن العربي وتجزئته وطمس شخصيته القومية والسيطرة على موارده الغنية .

 

فإن ما يجري اليوم  على أيدي الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية واذنابهم المعممين في قم وطهران هو إعادة النظر باتفاقية سايكس-بيكو ووعد بلفور لتظهيرهما من جديد، وفق نسخة معدلة جديدة، تحمل مسمى "مشروع الشرق الأوسط الجديد ، حيث لم تعد تكفي الكيانات الحدودية الهزيلة المصطنعة لإحكام السيطرة على بلادنا، بل صار المطلوب هو تقسيم المقسم ، وتجزئة المجز ء ، وإعادة توزيع الوطن العربي من جديد إلى دويلات وإمارات ومشيخات ومحميَّات جديدة، حدودها حدود المذاهب والطوائف والأثنيات والعشائر والمصالح الاقتصادية وغيرها .

 

أيتها الأخوات، أيها الأخوة،

 

لقد حسم إخوانكم العراقيون الأشاوس، وفي طليعتهم رجال المقاومة الأبطال من حربهم وجهادهم المقدس لتحرير العراق من الغزاة الأمريكان الذين انسحبوا عسكرياً ، مهزومين مدحورين بعد ان تكبدوا خسائر بشرية ومادية فادحة خلال ملحمة بطولية دامت تسع سنوات وبعد ان حققوا هذا الإنجاز التاريخي نيابة عن الأمة العربية والإنسانية بهزيمة جيش القطب الأوحد، ها هم اليوم  في سبع محافظات في العراق يتصدون الآن لما تبقى من ذيول الأمريكان والوجود الإيراني العنصري والطائفي الذي أوكلت له أمريكا مهمة استكمال المشروع الإمبريالي الصهيوني لتدمير العراق وتفتيته، بعد أن هيأت له كل المستلزمات  سياسياً واقتصادياً وإعلامياً .

 

ونحن على يقين ثابت من أن الانتصار الذي تحقق بهزيمة المحتلين عسكرياً، سيُكّلل بهزيمة مشروعهم الإمبريالي الصهيوني الإيراني، وسيعود العراق موحداً معافى ليستأنف دوره الوطني والقومي بعون الله جل جلاله والمقاومة المؤمنة في الأنبار والفلوجة بتحرير العراق نيابة ً عن الأمة العربية التي يمثلهل المجلس العسكري للعشائر في العراق .

 

وفي سوريا العروبة، فإن النظام يتحمل المسؤولية الأولى عما يجري في هذا القطر من قتل وتدمير وتخريب، إذ انه لم يعي بما كان يجري في عدد من الأقطار العربية من ثورات وانتفاضات ، افتتحت بداية مرحلة جديدة من نضال الجماهير العربية، ووضعت حداً لاستمرار الأنظمة الاستبدادية المتخلفة التي تجاوزها الزمن، حيث لم يحرك ساكناً، ولم يتخذ خطوات جدية لتحقيق ما تتطلع إليه الجماهير في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم .

 

أيتها الأخوات، أيها الأخوة، 

إن الانتفاضة في كل الأقطار العربية هي في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية المتخلفة و هي حق مشروع، كما ان مطالب الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، هي مطالب محقة . فالأزمة هي في المقام الأول أزمة سياسية ودستورية وحقوقية .

 

وإن المبدأ الثابت الأول هو الجهاد الدائم والمتصاعد حتى التحرير الشامل والكامل للعراق .


وكما أكده موقف الشهيد صدام حسين حين فوتح بإعلان وقف المقاومة .

 

أخيراً ، تحية إكبار وإجلال لروح شهيدنا الرئيس البطل صدام حسين ورفاقه الأبرار، صدام حسين الذي قدَّم كلَّ شيء حتى روحه الطاهرة في سبيل العراق و الأمة .

 

والسلام عليكم .

 

تلتها كلمة الجالية الفلسطينية في النمسا ، أُلقيت من قبل الدكتور جورج نيقولا ، رئيسها الفخري حيث أشار فيها إلى : ــ

 

 

 

 

  

أحيي ابناء الجالية العراقية وممثلي الجاليات العربية والزملاء ممثلي المنظمات الجاهيرية في النمسا ، كما وأحيي الشعب العراقي الوفي على مواقفه من القضية الفلسطينية .

 

زملاء الدراسة .. أصدقاء الغربة .. أخوة النضال ...

 

 نحتفي اليوم في إحياء الذكرى السابعة لأستشهاد القائد البطل صدام حسين المجيد ، إخلاصا ً لتأريخه النضالي المشرف وإخلاصا ً لرجل آثر الموت بشموخ وإباء وكبرياء على حياة مُهينة في ظل الإحتلال الأمريكي البغيض ، وإجلالاً لفارس ٍ رخص روحه ُ وقدمها في سبيل تحرير الأقطار العربية من الغزاة الأمريكان ، وتحرير فلسطين من الصهيونية واصحاب عمائم الشيطان ، ووفاءً  لدمائه الزكية التي سالت على درب الجهاد عربون إخلاص ٍ للمقاومين الأشراف  .

 

وتخليدا ً لفقيد ٍ هُمام كانت الشهادة ُ مطلبه وأقصى مبتغاه ُ بدليل إن آخر ما  نطقت  به شفتاه  الشهادتين ،  وبتحرير فلسطين العربية .

 

أيها الأخوة ... ارجو وأأمل ان نتضامن حقا ً ونسير على الطريق الصحيح ونجسد الإسلوب السليم لفقيدنا الراحل في تقديم الدعم والمساندة لشعبنا الصامد في العراق والأمة العربية  .

 

كما وألقى الأستاذ احمد الشرقاوي، كلمة عن الإتحاد العام للمصريين في النمسا : ـــ

 

 

حيّا  فيها المشاركون في حفل التأبين مقدما ً الشكر للجنة المنظمة له ، مصرحا ً ....

 

اننا جميعا ً ، مع كل ذكرى لأستشهاد أسد الرافدين تتنازعنا مشاعر متضاربة يمتزج فيها الحزن بالفخر ِ ، حزنا ً لفقد قائد كنا نحتاجه في زمننا هذا الذي تتكاثر فيه الأخطار ، وفخرا ً بصلابته وشجاعته أمام الموت .

 

سبع سنوات مضت على استشهاده والأمة العربية التي كانت همه الدائم ، تمر ُ بمحن ٍ وكوارث متعددة .

 

لهذا اسمحوا لي في هذه المناسبة ان أدعوكم جميعا ً ان تكون صلابة ُ صدام حسين علما ً نقف ُ في ظله لنواجه الأخطار التي تحوط بأقطارنا العربية ، كما علينا جميعا ً ان نتمسك بما تمسك به الشهيد البطل ، من ثوابت قومية هي عمود خيمتنا العربية .. بدون التمسك في تلك الثوابت لن تقدر سفننا على مواجهة العواصف العاتية التي تضرب اوطاننا ... من تلك الثوابت : ــ

 

ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية .

وان العراق هو جدار الصد ِ الشرقي للأمة العربية يمنع عنها جحافل الغزو .

وان ثروات العرب لابد وان تكون للعرب .

 

علينا جميعا ً ان نُدرك انه في النهاية لا يصح إلا الصحيح .. وان هذه الأمة سوف تنتصر ، شرط ان تفيق من غفوتها ، وأنا واثق ٌ في وعي شباب الأمة العربية الذين درسوا جيدا ً سفر نضال قادتها في مراحلها المتعاقبة ، وقطعا ً كان في هذا السفر صفحة ناصعة اسمها صدام حسين المجيد .

 

عقبها كلمة اتحاد الأطباء النمساويين العرب ، ألقاها الدكتور تمام الكيلاني : ـــ

 

 

 

أشاد فيها ببطولات الشهيد الخالد وتأريخه المُشرّف قائلا ً : ــ

 

عندما نتناول رؤساء وقادة الأمة العربية والإسلامية وافعالهم الباخسه أو العظيمة وما بين مواقف الخيانة والعمالة من جهة ومواقف العظمة والرفعة والشرف من جهة أخرى فأننا لابد وان نقف عند القائد صدام حسين ، ومحورها وقفة العز والشموخ والإقتدار التي وقفها في عدة مواقف من تأريخ حكمه في العراق .

 

فقد ترك هذا الرجل بصماته وآثاره الخالدة في مدرسة الفكر والنضال الوطني والقومي العربي ، سنكتب عن رجل المباديء والمناضل والقائد القومي وهو رئيس غير تابع بنى نهجا ً من الخصوصية والإستقلال والتميّز يصلح ان يكون مدرسة لأهل الفكر العربي .

 

سيأتي مؤرخوا هذه الأمة يوما ً ما ولو بعد خمسمائة عاما ً كما كان يحسب صدام حسين للتأريخ حسابه وهو الذي يقول نريدهم ان يكتبوا عنا كشجعان لا مفرطين ولا أنذال ...

فماذا سيكتبون وماذا سيقولون ؟؟

سيكتبون ان هناك مراحل مر بها العراق والأمة العربية وفلسطين .

 

ففي المرحلة التي عاش فيها صدام حسين شهدت هذه المرحلة الحيوية والنشاط والنضال ضد الإستعمار والغزو الفارسي ، بحيث إحتل العراق موقع المركز والصدارة الإشعاعية للأمة العربية بما شهده من حالة نهوض وتقدم في مختلف مناحي الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية .

 

وسيكتب المؤرخ عن مرحلة ما بعد صدام حسين وسيدون أشياء كثيرة وقد فضحت الدول الكبرى أزلامها ففي هذه المرحلة شهدت حالة إنحدار كبير في المفاهيم ....

 

سيذكرني قومي إذا جد جدهم   وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

 

لو أن صدام قدر له وبقي على قيد الحياة رئيسا ً ، لما حدث في سوريا كما يحدث الآن وما أستطاع الصفويون إحتلال سوريا ولكن المؤرخ  سيعود مرة أخرى ليقدم أملا ً في مستقبل الأمة العربية والإسلامية قائلا ً : ان هذه الشعوب التي ثارت على جلاديها في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ، وتعود الأمة الى دورها في الصدارة والحضارة مرة أخرى ، ولن تطول هذه المرحلة الكئيبة يا شهيد الأمة .

 

 فأخلد في مرقدك ولتعلم ان أجيالا ً من الأمة العربية الصاعدة في أجيالها وشبابها الواعد تتحرك شوقا ً للثأر من قاتليك وإرساء رسالة الأمة العربية الخالدة التي سموت بها بفعلك وأثبتَ من خلال علم العراق وراية الله أكبر .

رحمك الله ورحم شهداء سوريا وفلسطين وشهداء الأمة العربية .

 

بعدها القى الأستاذ عماد سمّور كلمة الجالية الأردنية

 

 

 

صدام بطلٌ قومي من الطراز الأول

لعل المتنبي لو عرف البطل الشهيد صدام وعاش في زمنه لَوَصَفَهُ كما قال في شعره:

حرٌ يكاد صهيلُ الخيل يقذفهُ                              عن سرجه مرحاً بالْعِزِ أو طَرَبا

 

ثلاثةٌ من الرجال  سوف يحتفظ بهم تاريخنا العربي من سنة 1840 وحتى استشهاد البطل صدام حسين  وكان جُلَ  همهم توحيد أمة العربّ,وأما المحاولة الأولى فقد جاءت من مصر في سنة 1840حيث قام محمد علي باشا بطرد العثمانيين من بلاد الشام والجزيرة العربية, وطَرَدَ الأتراك حتى أنقره. وَوَحَّدَ الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر, ولكن  دول ذلك الزمان القوية, ومنها النمسا وروسيا , وبريطانيا   لم يَطٍبْ لهم وحدة العرب, ولهذا اتفقت مع الباب العالي في استنبول على محاربة محمد علي باشا وبعد معاهدةٌ بين هؤلأ الحلفاء والسلطان التركي في استنبول في العاشر من شهر تموز أي شهر سبعة لسنة 1840 قامت القوات البريطانية والعثمانية بمهاجمة اسطول محمد علي باشا في السواحل السورية  ومهاجمة جيشه في بيروت , في يوم 15 من شهر أيلول سنة 1840 وقضت على أهداف   محمد علي باشا في توحيد أمة العرب .

 

أما المحاولة الثانية فقد جاءت من مصر على يدي البطل  جمال عبد الناصر,وكلنا نعرف الهجوم الثلاثي على مصر من بريطانيا وفرنسا واسرائيل في سنة 1956 والهدف هو إعطاء عبد الناصر درساً يكِّف فيه عن محاولة توحيد العرب والكفُ عن العداء لإسرائيل .

 

وأما المحاولةالثالثة  فقد جاءت على يدي البطل الشهيد صدام حسين والذي فتح أبواب العراق الى  أبناء الأمة العربية,طلباً للعلم أو الرزق, ومساعدة فقراء الأمة أينما كانوا, وهو ينادي الى وحدة العرب, وبناء عقل الأمة مدركاً أن الأمم تزداد قيمةً وقوةً ,كلما ازداد علمها وعقلها, وكلنا يُدرك أنه كلما ازداد ت النقود كلما قلّت قيمتها والمثلُ أمامنا جميعاً شاهد , ولكن  القوى الشريرة لم تكن نائمة عن العراق وصدامها بطرقٍ مباشرة أوغير مباشرة .  

 

ولم تأتى ثورة الخميني, وابعاد ظلم شاه ايران عن شعبه  من مُجرّدْ الصدفة, بل أُريدَ من ابعاد الشاه لصالح الثورة   الخُمينية نفعاً  هو اجدى واكثر مفعولاً لمن خطط له والقصد هو ايقاف التقدم العربي على يدي صدام ومنع قيام وحدة عربية يشارك فيها فقراءُ الأمة, ومن خلال السياسة الصهيوامريكية التى تُدرك الوضع العربي والإسلامي وتخطط وأمة العرب في نومٍ عميق, واكثر مما يُدرك حكام العرب , لقد كان التخطيط يهدف الى افشال محاولة صدام أن يتوحد العرب, وخلق كل المصائب للعراق في الداخل والخارج .

 

 رحم الله الشهيد البطل صدام حسين وادخله فسيح جنانه

لقد أدى الأمانة وهو على حبل المشنقة وهو ينادى ويقول:

عاشت فلسطين ,عاشت أمة العرب, والله اكبر

وأملي في الله عظيم أن تُنجبَ  النساء العربيات بطلاً   كصدام .

 

وكانت هناك كلمة لعائلة الشهيد الخالد صدام حسين ((رحمه الله))

 

تلاها على مسامع الحضور الأستاذ طاهر التكريتي ، فيما يلي نصها : ـــ

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين الذي حبانا نحن عائلة المناضل صدام حسين كما أحبته الأمة العربية ونال الشهادة بشرف في فجر الأضحى من عام 2006 مفتديا ً أمته ُ وشعبه بعد حياة حافلة بالنضال ضد الطغاة والمستعمرين أذناب الصهيونية والصفوية والرأسمالية العالمية لقد كان شهيدنا زعيما ً شعبيا ً قبل أن يكون حاكما ً ورئيسا ً ، وذلك إنطلاقا ً من توجهات حزب البعث العربي الإشتراكي الذي ترعرع في كنفه ِ وإستقى من ينبوع مبادئه ِ ، فلطالما أكد الحزب على إبقاء مسافة بينه وبين السلطة محذرا ً من مغبة الذوبان في السلطة ليبقى محتفظا ً بدوره في التخطيط والتوجيه والرقابة ... ولعل أحب ُ شيء لدى شهيدنا الغالي كان حضور الإجتماع الحزبي وزيارة عوائل شعبه والإندماج في حياة الجماهير والنضال معها .

 

ولعل أدق وصف لهذه الشعبية هو ما قاله القائد المؤسس ميشيل عفلق : ـــ

 

ان صدام حسين كان هبة الشعب العراقي للحزب .. وهبة الحزب للأمة العربية ولذلك فقد تميّز بكونه أكثر الرؤساء والحكام استشعاراً بنبض الشارع وتجاوبا ً معه والتصاقا ً به ، وهذه الميزة والتميز هي التي جعلته يحقق لبلده ولأمته اكبر الإنجازات وأوسع الخدمات وأوفر المكاسب بدءاً من تأميم النفط  ومرورا ً بالتنمية الإنفجارية وتحقيق الحكم الذاتي لكردستان العراق وانتهاء ً بالتصدي للعدوان على البوابة الشرقية للوطن العربي وصد المؤامرة الأمبريالية الصهيونية الرجعية على الأمة العربية .

 

صدام حسين ، الشهيد الأكبر للعرب والعراق والبعث ، حوّل حدث الإستشهاد الى موقعة ٍ نضالية ، توّج فيها مسيرة الكفاح الطويلة التي خاض غمارها ، مع رفاقه ِ وجماهير شعبه للإرتقاء بالأمة العربية الى المستوى الذي يليق بها وبتأريخها ، ورسالتها الحضارية الى الإنسانية .

 

وإذا كان الذين خططوا ونفذوا عملية الإغتيال السياسي بقائد عربي أرادوا أن يُغيبوا عن مسرح النضال ، ممن خافوا منه في حياته ، وخالجهم الرعب من وقفته لحظة النطق بالشهادتين ، فإن ظنهم خاب ، لأن من إنتقل إلى مثواه الأخير صبيحة الأضحى لسبع سنوات عجاف خلت ، بقي رمزا ً حيّا ً في وجدان رفاقه وشعبه وأمته .

 

والمناسبة التي اختيرت توقيتا ً زمنيا ً لتنفيذ عملية الإغتيال ، هي المحطة الزمنية التي أرخت الإندحار للإحتلال الأمريكي .

 

اننا اليوم إذ نسوق هذه الوقائع والتحليلات فأنما لنؤكد صواب الرؤية المستقبلية لشهيدنا الغالي شهيد الأضحى وهو السبب الأساسي لأغتياله بالشكل البشع الحاقد والمنافي لكل القيّم والأعراف الدولية والإنسانية ، ولا عجب في ذلك فأن نصيب كل الزعماء التأريخيين وقادة الثورات الوطنية الذين ناضلوا ضد الإستعمار في العصر الحديث كان نصيبهم القتل غدرا ً أو شنقا ً أو تسميما ً بدءاً من عمر المختار ومرورا ً بغاندي وجمال عبدالناصر ولومبيا والليندي وصدام حسين ورفاقه المناضلين وياسر عرفات والقذافي والقائمة تطول وقافلة الشهداء مستمرة ...

 

ولا يسع عائلة شهيد الأضحى بعد هذا ، إلا ان تتقدم بجزيل شكرها واعتزازها بمواقف الجماهير العربية والمناضلين في كل مكان والتي كانت ولا تزال مقيمة على العهد انتصارا ً لمواقف صدام حسين وقيمه ومبادئه ومواصلة النضال على ذات الدرب : (( مشيناها خطى كتبت علينا ... ومن كتبت عليه خطى مشاها )) .

 

(( ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ً بل أحياء عند ربهم يرزقون )) صدق الله العظيم .      

 

هذا وكان الأستاذ ناصر العجيلي عريف الحفل يستشهد بألأقوال المهمة للشهيد الخالد و تخلل الكلمات الخطابية قصائد شعرية حماسية تحمل أروع معاني الرثاء والإشادة في شجاعة وعنفوان الرفيق القائد (رحمه الله ) ، والتنديد بأعداء العراق والأمة وخونة الأمانة والوطن .

 

 

 

أخيرا ً تناول المؤبنون وجبة العشاء الذي ا ُقيم َ ترحما ً  على روح الشهيد الخالد أبو الشهيديّن عدي وقصي ، وجد الشهيد مصطفى ( رحمهم الله جميعا ً وجعل مثواهم الجنة ) .

 

إنتهت المراسيم في الساعة التاسعة والنصف مساءً .

 

المجد والخلود والسؤدد للشهيد الحي ّ صدام حسين المجيد ولشهداء العراق والأمة جميعا ً

 

الخزي والعار الأبدي للمحتلين وأذنابهم ومن سار بركبهم الواطيء .

 

 





الاثنين ١٢ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة