شبكة ذي قار
عـاجـل










إن جميع المصطلحات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية حظيت باهتمام كبير من لدن العلماء والفلاسفة كُلا ضمن مجـاله لتعريف هذه المصطلحـات لتحدد معانيه ولتصبح الكلمة قابلة لفهم عامة الناس والمختصين معا . ومساعدة المتلقي لفهم المصطلح ودلالته اللغوية وعدم التشتت بادراك مدلولات المصطلح ومعناه اللغوي كمفتاح للاستخدام الصحيح للمصطلح . وتثبت هذه المعاني بدراسات يُتفق عليها بين العلماء وتنشر بكتب متخصصة لتعم الفائدة .


إلا إن مصطلح الارهـاب الوحيد الذي يعاني من اليـُتـم في التعريف والدلالة الفكرية واللغوية وهذا التفرد أتى بفعل الموقف الامريكي المضاد لعملية تحديد مفهوم محدد للارهـاب ليبقـى الشـماعة والحجـة بيد الساسة ألامريـكان ونثره على رؤس المخالفين لسياستها والمناهضين لمخططاتها العالمية حيثما تشـاء زمانا ومكانا على عموم كوكب الارض .


لقد سعى بعض علماء السياسة في الغرب ومن جامعات انكلترا لارداج مفهوم الارهـاب عالميا وفق التعريف الذي أورده رئيس الوزراء البريطاني إبـان الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل الذي قـال فيــه ( إن الارهـاب جريمـة ،، عندمـا يتعـرض المدنيين ( الابريـاء ) الى العنف او التهديد بالعنف لاهـداف ومطالب سياسية من قبل مجموعة منظمة تعمل على تحقيق اهدافها بالعنف ضد المدنيين فهذا هو الارهاب ) . هذا التعريف هو الادق في المعنى الحقيقي للارهاب إلا ان أمريكا وقفت بشدة ضد إدراج هذا المفهوم كتعريف دولي للارهـاب لانه يمس جوهر سياستها العالمية وفي الشرق الاوسط تحديدا . حيث يتعارض هذا التعريف والطموحات الصهيونية والفارسية في المنطقـة .


لقد أستخدمت أمريكا مصطلح الارهـاب حسب ميول مشرع البرنامج الاستراتيجي الامريكي في العالم ، فعند إحتلال السوفيت لافغانستان وتدفق المقاتلين من جبال وسهول وصحراء بلدان منظمة العمل الاسلامي اطلق الاعلام الامريكي بداية قبل غيره على هؤلاء المقاتلين عنوان المجاهدين ، وكان إذا دخل احد قادة المجاهدين الى السفارة الامريكية في باكستان وغيرها ينحني لـه كل الموظفين الدبلوماسيين من حراس السفارة الى ممثل البيت الابيض ، هم ذات الاشخاص ويحملون نفس الافكـار ولم يتغيروا إلا في التسمية حيث أصبحوا اليوم أرهابيين لان اعمالهم لم تأتي وفق مشتهى البرنامج الاستراتيجي الامريكي .


وبُعيد إنتهاء الحرب الباردة بداء التفكير بانشاء بؤر عنيفة ترتدي المعطف الاسلامي لارباك الوضع العالمي وما إن تلامس عمل المجاهدين بفعل مفتعل لبُرجي التجارة العالمية في نيويورك حتى انقلب العنوان من مجاهدين الى إرهابيين ، فأصبح إحتلال أفغانستان والعراق تحريرا !! وقتـل ما يقارب اكثر من ثلاثة ملايين عراقي من الحصار الى يومنا هذا وتهجير اربعة ملايين ليس إرهـابا لانهم عرب عراقيين فهم ليسوا أبريـاء ، وقـتل الفلسطينيين وتجويعهـم لصالح النخبـة البشرية المتعالية الغاشمة من أبناء ســام ليس ارهابا .


ووزعت شتلات الانشطار التنظيمي السريع للجماعة المسماة مرة بالقاعدة واخرى بداعش وعلى طول الساحل الغربي العربي ( المغرب وتونس والجزائر ) وفي الصومال حركة الشباب وغيرها الكثير وما يستحدث منه بالقريب العاجل والاجل ، كشتلات عنيفة تظهر حيث تتفاعل المشاريع الامريكية .


أما الشام فهي الساحة المثلى لنشاط الارهـاب الروسي الايراني المغلف بالف تسمية من حزب اللات ومليشيات فيلق قـم أبيب المنعوة بابي الفضل العباس وحزب اللات العراقي وكتائب سيد الشهداء وغيرها الكثير من فرق الموت ناهيك عن جرائم المعتوه الاسد وعصابات المخدرات القادمة من دول الاتحاد السوفيتي السابق برعاية المخابرات الروسية ، لقد عمدت المخابرات الروسية والسورية وسيدها الايراني على جعل اسماء مثل داعش والنصرة كقوى إرهابية في الجانب الذي يمثل ثورة الشعب السوري لتزيد من زهق أرواح ابناء الشام بحجة قصف مناطق تواجد المجموعات الارهابية وادامة بقاء المجموعة الارهابية الحاكمة في دمشـق مدة اطول لحين إتمام الدمـار التام لسوريا من البنية التحتية حتى اغصان الاشجار وعماد البناء ، الانسان السوري .


إلا إن الكثير من الوقائـع التي تـذاع وتنشر في وسائل الاعلام عما يحدث في سوريا تحمـل رسـالة أصحابهـا يعوزهـا المنطق وتحتاج الى دليل عقلي وتشارك بتشويش الادراك لما يجري فعـلا على ارض الشام ليست الجريحة وانمـا المنكوبـة . السؤال الذي يحضرك حال لقائك بمن يهتم ويعيش الواقع في سوريا إن كان مقاتلا أو مُغيثـا ، تسأل عن الحقيقة !!! بعيدا عن التحليل السياسي العاجز والمتابع للاعلام العربي المريض . إن الاجابـة تأتي وتدفعك بالبكاء على الشام واهلها وارضها ومستقبلها ، فبعد صمت وآه يخنق الانفاس يبداء الحديث عن أسمـاء الفصـائل المقاتلة ويستديربك الى أزمـات الساحة حيث يشتد وطيس المعارك تنتخي نخبـة من الفصائل الاسلامية بعد تعذر الاخرين بالاستمرار ، لاقتحام المشهد لترعب شبيحة الاسد وجيشه المنهار وتُنزل به الخسارة ، وفي جبهة اخرى يتطوع النظام وشبيحته بالتراخي لتسليم مواقعة لمجموعة تحمل ذات الاسم لذلك الفصيل الشجاع ، وتباشر وسائل الاعلام بنشر فضائح القتل والتعذيب لهذه المجموعة !! ، من اللذين يجرمون بحق سوريا واهلها ؟ هل هـم من نفس التنظيم الذي يقاتل بتضحية لا نظير لها أم الاسـم فقط ؟ يتسأل الناس من الداخل السوري وليس خارج الحدود فكيف بنـا ؟؟ .


لماذا تعالت مطالب لكثير من الجهات الدولية لقتال المجموعات الاسلامية السورية بعد إن أصبح التدخلات الايرانية وعصاباتها من لبنان والعراق تدخلا علنيا وقاحأ في الدفاع عن نظام الاسد ؟ وعندما اصبح التدخل الفارسي في سوريا دون وجـل أو خجـل تـم تكبيـر الصـورة لتنظيـم داعش والتخويف منـه وظهوره إعلاميا وساهمت بهذا وسائل الاعلام العربية والغربية معـا بـدءا بشبكات التواصـل الاجتماعي وبعد تضخيـم دور داعش بدءت مرحلـة شيطنـه داعــش وارهابها المصور ببدائية ليكون أمرا اكثر واقعية ويسهل تصديقـه ، فما تملكـه داعش من عدد السيارات والاسلحة المتطورة تفوق ميزانيته ما خُصص من قبل الامم المتحدة لاغاثة اللاجئين من الشعب السوري في الداخل والخارج ناهيك عن قدرتهم لادخال الاف المقاتلين الاجانـب !! حسب تعبير الاعلام وهذا يُقدر باكثر من مليار دولار !. ولو سألنا داعش سؤال معروف للجميع ، من أين لك هــذا ؟؟ وبالتأكيد لا يرغب القارئ إجابة هذا من فضـل ربي ! .


من هي داعش تلك التي تجـمع كـل الاضداد ، (سوريا ، روسيا ، أمريكا ، تركيا ، فرنسا بالاضافة الى العرب وإيـران ) على مائدة تفاهـم وتصالح مستديرة ليس فيها كبير أو صغير كما هي العادة . فتُقصف مبان كبيرة باسلحة ثقيلـة لا يبقـى منهــا ســوى رايـات داعش حتى لم يغطيها تراب القصف ، فأي سلاح ذكي هذا الذي يُهدم ويقتـل ولا يمــس القمـاس المخطوط عليه هنــا داعــــش !!.


إذا أصبحت داعش قوة كبيرة مؤثرة في مسار العمل المسلح وشيطانيـة واجرامية !! بالافعال كخطـوة مهمـة لتدعيش الثورة السورية وأفسـاح المجال لقوات النظام والقوات الفارسية ان تبطش اكثر بالشعب السوري وتزيد من الخراب ، وتصبح الثورة السورية في مراحلها الاكثر عنفا ووحشية بعد إن بداءت سلمية ودفعها النظام لحمل السلاح كمرحلة اولى حتى تدعيش الثورة لتكون دمـاء الشعب السوري رهينـة الاتفاقات الدوليـة واجندة القوى الاقليمية و الصهيوفارسية . إن العصابات الدولية المتمثلة باجهزة المخابرات العالمية التي تعمـل على الارض السورية اصبحت اليوم منظمات ارهابيـة دوليـة وقتلــه دوليين ودليل ذلك مقتل العشرات من الشباب الذي التحقوا بالثورة السورية من أوربـا على أيدي اجهزة مخابرات أوربية ولم تعلن وسائل الاعلام الاوربية أي شي عنهم حيث يتم اغتيالهم بظروف غامضة بعيدة عن مواقع القتـال .


أي صـورة أوضـح من هذا للارهـاب الدولي في سوريـا ومسلك القتلة الدوليين اللذين يتفيئـون ظلال مكافحة الارهـاب . إن الارهـاب الحقيقي ضد الشعب السوري يمارسه العالم كلـه ومنع نصرته ليكن عبرة لمن يفكر أن يثـور على المسـار الصهيوفارسي في المنطقة . ونــردد ماقالــه أهلنــا في الشــام :
مالنــا غيــرك يا اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 





الاحد ٢ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة