شبكة ذي قار
عـاجـل










يحكى عن ارسال المخابرات البريطانيه احد جواسيسها قبل الحرب العالميه الاولى لدراسة الوضع العراقي لاجل استمالة الشيوخ للقتال الى جانبهم حال غزو العراق الذي كان تحت الحكم العثماني آنذاك واخذ هذا الجاسوس يتنقل بين مضارب الشيوخ ودواوينهم مستمعا الى ارائهم وكانت الحرب توشك ان تشارف على بداياتها ووجد الكثير منهم متمسك بدينه وولاءه للحكم الاسلامي العثماني ورفض الاحتلال البريطاني حيث ينظرون له وعلى اقل تقدير بانه حكم دولة كافره.

 

وحينها اراد اختبار احدهم عن صدقيته حين سأله عن الموقف من مسك الكلب ليغتاض الشيخ الاعرابي كونه نجس وينقض الوضوء فعرض عليه بعد فتره ان يمسك له كلبا مقابل ليرتين ذهب، بدون تردد جلب له كلبا ليعرض عليه هذه المره ان يذبح الكلب مقابل خمسة ليرات ! ونفذ الشيخ بلا تردد فرحا بما يحصل عليه ليزيد الجاسوس البريطاني عرضه فيطلب منه ان يشويه له مقابل خمسة وعشرون ليره، تردد قليلا شيخ العرب ليوافق بعدها ويشوي له الكلب !! الا ان المفآجأة جاءت بعد طلب الجاسوس ان يأكل الشيخ منه مقابل اعطائه مئة ليرة ذهب دفعة واحدة ، لم يتردد الشيخ كثيرا ليأكل من لحم الكلب الذي كانت ملامسته تنقض وضوئه !!!!.

 

رحل الجاسوس الى بلده واخبرهم ان هناك من الشيوخ العراقيين من يرفض التعامل معهم وهناك من يمكن ان يشترى بالاموال وحين دخلت القوات الغازيه البريطانيه اغدقت على هؤلاء الاموال ليبيعوا شرفهم ووطنهم بليرات معدودات ويلطخوا سمعتهم وعشائرهم على مر التأريخ ويسجل الآخرون مواقف بطوليه مشرفه، تشرفَ بها اولادهم وأحفادهم وعشائرهم. ان هذه الحكايه هي قصه حقيقيه والعهده على الراوي الا اننا تجنبنا ذكر الاسماء. وهاهو التأريخ يعيد نفسه لتسول نفس بعضهم اكل لحوم اخوانهم مقابل الدولارات بدل الليرات.


الحقيقه ان ماذكرني بهذه القصه هو الموقف البطولي لقبيلة العزة التي عزلت شيوخها لتعاونهم مع الاحتلال واتمنى من بقية العشائر اتخاذ نفس الموقف من شيوخ بعض العشائر لكي لايسيئوا الى بقية العشائر ويلوثوا تأريخهم الوطني.

 

 





الاحد ١٦ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فيصل الجنيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة