عندما نطلع على الحوار الذي أجراه الصحفي الفرنسي المعروف جييل مونييه مع المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى للجهاد والتحرير  والذي تضمن مجموعة من الأسئلة التي تطرق أليها   بحيث شملت عدة محاور تجعل من المطلع عليها  أن يفهم ويستوعب الوضوح  الكامل  في موقف البعث ومقاومته الوطنية القومية الإسلامية الباسلة تجاه بعض القضايا وعلى المستويات الداخلية والعربية و الإقليمية والدولية .

1. المستوى الداخلي :

 أكد المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي على الموقف التاريخي لثوار عشائر الانبار  لما لهم من دور تاريخي كبير في تحرير العراق وهم يخوضون المعارك  الشريفة الطاهرة ضد خدام الفرس المجوس .. المعركة التي فاقت حتى على ثورة العشرين لكون ثورتهم هي ثورة  ضد العدو الأول للعراقيين والأمة المتمثلين بالصفوية الفارسية ، والتي كان سببها ،وكما حددها سيادته بأالانتفاضة الجماهيرية التي  جاءت تعبيرا عن غضبهم  إزاء ما تعرضت له عشائرها وغيرها من أبناء وعشائر المحافظات العراقية الأخرى  من ممارسات القمع والاجتثاث والتمييز والإقصاء والحرمان لأبسط حقوق المواطنة في العيش الحر الكريم ، كل هذا ، وما عناه أهل الانبار والمناطق المنتفضة في المحافظات الستة من معانات كبيرة على يد الكثير من  الميليشيات والتشكيلات الصفوية الطائفية العميلة التي أصبحت تتفن طائفيا في  قتل العراقيين على الهوية وبدون تحديد صغارا وكبارا نساء ورجالا ، والدليل على ذلك هو ما قامت وتقوم به قوات المالكي الصفوية اليوم من قصف بالطائرات وبالمدفعية الثقيلة وبالصواريخ جميع الأحياء السكنية في الفلوجة والرمادي و الكرمة والخالدية .. القصف الذي قتل ويقتل الأطفال والنساء والمرضى والمسنين والذي هجر وشرد أكثر من مائتي ألف مواطن من الانبار مما دفع بشباب الانبار ورجالهم ونسائهم إلى حمل السلاح وإعلان ثورة العراق الكبرى وبقيادة  شيوخ العشائر الأحرار وعلمائها ومثقفيها وعسكرييها .

والسبب في ذلك ،وكما شخصه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي هو التغلغل الإيراني الفارسي في العراق وفي كل الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية حد السيطرة الكاملة على العملية السياسية التي أهدتها أمريكا بل خلفتها أمريكا لشعب العراق الحضاري الإنساني .

أ. المقاومة العراقية ..

 بخصوص المقاومة العراقية فقد أكد سيادته بان المقاومة موجودة الآن على امتداد أرض الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه وهي تمارس فعالياتها القتالية بشكل واسع وفق إستراتيجيتها الجهادية لما بعد هروب الجيشين الأمريكي والبريطاني فهي تقاتل على عدة محاور :

المحور الأول : هو التصدي لقوات سوات والمليشيات الطائفية الصفوية.

المحور الثاني : ضرب الأهداف التي يستفيد منها الغزاة وإيران الصفوية.

المحور الثالث : ضرب العملاء والخونة والجواسيس وتصفيتهم .

المحور الرابع : ضرب ركائز ومخلفات الاحتلال وحكومته العميلة وعمليته السياسية القذرة .

المحور الخامس : ملاحقة وضرب مراكز التواجد الإيراني وعملائهم الفرس الصفويون وهي تمثل اليوم الذراع المسلح لانتفاضة الشعب وثورته وتشكل الثقل الأساسي والحاسم في مسيرة التحرير لعراقنا الحبيب .

ب. الدولة الإسلامية :

فقد أكد سيادته للمجلة بان القسم الأكبر من هذه الأعمال والأفعال تقوم بها وتنفذها ميليشيات مرتبطة بأمريكا وإيران وحكومة العملاء ببغداد سواء سمت نفسها القاعدة أو دولة الإسلام أو داعش أو لواء أبو الفضل العباس أو البطاط وعصائب أهل الحق وهي تمارس بتخطيط وبرمجة دقيقة وليس ضد الشيعة فقط وإنما ضد الشعب العراقي بكل طوائفه وبكل قومياته وأديانه وان الجهة التي تقف مع هؤلاء هو الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وإنما تسميتها بالقاعدة ودولة الإسلام وداعش هي للتغطية والمخادع .

ج.غياب مواقع على الانترنيت وبلغات أجنبية تدافع عن المقاومة البعثية :

فقد علل الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي سبب الغياب بما يلي :

1.  ظروف الحصار الجائر على شبكة البصرة وذي قار وعلى رفاقنا وأصدقائنا  أدى إلى توقف بعض الترجمات باللغة الأجنبية التي كانت تقوم بها شبكة البصرة وذي قار  منذ الاحتلال البغيض ولبضع سنوات .

2.      المترجمين الذين يقومون بالترجمة تطوعا إذ انشغلوا بأعمالهم وتركوا معاونة الشبكتين .

3.     عدم قدرة أصدقائنا ورفاقنا على تكاليف الترجمة .

2. المستوى العربي :

أ. الحرب الأهلية في سوريا :

 فقد أكد سيادته للمجلة الفرنسية وهو يوضح موقف المقاومة العراقية من الحرب الأهلية في سوريا قائلا ( إنما يجري في سوريا اليوم هي ليست حرب أهلية وإنما هي ثورة شعبية بكل معنى الكلمة وقد أشرفت على الانتصار على النظام الطائفي القمعي البغيض في وقت مبكر من انطلاقها لولا تدخل  القوى الامبريالية والصهيونية وأعني إسرائيل وإيران الصفوية في مجريات هذه الثورة المجيدة ودعم النظام الطائفي بقوى متطرفة من قبلها  وخاصة إيران .. كل هذا لكي توقف التقدم الذي حققته المقاومة في أيامها الأولى ولكي يتحول الصراع من شعب ثائر إلى احتراب بين قوى دخيلة جاءت بها القوى الدولية الكبرى إلى سوريا وخاصة إيران مثل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الطائفية وداعش والقاعدة لكي تصطف إلى جانب النظام  ولكي يأخذ الصراع منحى آخر ألا هو مزيد من التدمير لسوريا ومزيد من القتل والتهجير والتشريد لشعبها وبدون غالب ولا مغلوب .

وقد حدد موقف البعث ومقاومته الوطنية تجاه سوريا  بما يلي :

أولا . مساند ومؤيد وداعم بكل ما نستطيع إليه .

ثانيا. نحن بنفس الوقت ضد ما يجري اليوم في سوريا من تدمير وخراب وتأجيج الفتنة الطائفية والعنصرية .

وتوقع الأمين العام للحزب لمؤتمر جنيف /2 بالفشل عندما حدد سببه  بالموقف الأمريكي المشبوه تجاه ثورة سوريا وموقف المحور الروسي الإيراني وحكومة العملاء في العراق وحزب الله العميل لإيران في لبنان واعتبر هذا الحلف  حلف داعم وبقوة للنظام السوري الطائفي القمعي ولهذا السبب سوف لن ينتج أي شيء عن مؤتمر جنيف 2 ، وبعكس ذلك  فقد أبدى الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي  خشيته من  أن يؤدي هذا المؤتمر إلى إفراغ الثورة السورية من محتواها التحرري النهضوي الشعبي الديمقراطي أو إجهاز هذا المؤتمر على ثورة الشعب السوري لكي يستمر النظام السوري على رأسه بشار الأسد في قمع وقتل وتشريد الشعب الذي يعاني اليوم الجوع والمرض وابسط الحقوق الإنسانية للإنسان .

ب. دعم العربية السعودية وقطر للمعارضة الإسلامية السورية :

 لقد أوضح الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بان موقف المملكة العربية السعودية هو  موقف قومي واضح وصريح في دعم المعارضة السورية الوطنية ومعلن بقوة على لسان جميع المسئولين في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعلى كافة الصعد العربية والإسلامية والدولية ، أما  بالنسبة إلى دولة قطر فهي تساعد ولكن بشكل مختلف وبدرجة أقل وخاصة بعد ما غيرت أمريكا موقفها الداعم للمعارضة في بداية انطلاقها .

4.    المستوى الدولي :

أ‌.  موقف فرنسا وروسيا :

فقد وضح الأمين العام لحزب البعث  العربي الاشتراكي رأيه بخصوص موقفي فرنسا وروسيا من حكومة الاحتلال ألصفوي في بغداد عندما قال إن موقف روسيا  هو موقف منحاز لحكومة بغداد العميلة وهو يقيم للأسف مع هذه الحكومة العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية ويستقبل رئيسها العميل ويعقد معه صفقات السلاح المشبوهة كما تم افتضاح عناصر تلك الصفقات التسليحية ومن الطرفين الروسي والعراقي .علما إن روسيا  كانت لها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية متميزة مع العراق في زمن الاتحاد السوفيتي وعلى امتداد خمسة وثلاثون عاما وللأسف الشديد كانت مواقفها متذبذبة وغامضة أحيانا أبان العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 . وذكر العراقيين والعرب عندما قال في روسيا ( لا ننسى موقف روسيا الصامت في العدوان الأمريكي الأطلسي الصهيوني الفارسي في غزو العراق واحتلاله عام 2003 . أما الآن فموقف روسيا هو موقف  داعم لحكومة العمالة في بغداد) .

أما بالنسبة إلى الموقف الفرنسي فكان واضحا فهو موقف رافض  للعدوان والاحتلال والدليل على ذلك  خروج الشعب الفرنسي في تظاهرات واسعة تندد بالعدوان .. أما  الموقف الذي تتخذه فرنسا اليوم تجاه العراق فهو موقف يدور في فلك الموقف الأمريكي مع قليل من أوجه الخلاف والتي تبرز أحيانا ضمن مواقف الاتحاد الأوروبي وخاصة موقف مفوضية حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي والتي فضحت انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة على صعيد الإعدامات المتواصلة والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب الوحشي وعمليات الاغتصاب الدنيئة .

ب‌.    موقف فرنسا تجاه المعارضة السورية :

ولو عدنا إلى السؤال الذي طرحه الصحفي الفرنسي  حول الموقف الفرنسي تجاه المعارضة السورية فقد أجاب الأمين العام للحزب ( أن الموقف الفرنسي هو من أكثر المواقف وضوحا على الصعيد الدولي في دعم المعارضة السورية ، والدليل على ذلك كان ذلك هو تصريحات الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولا ند الرافضة لمواقف النظام السوري القمعية لأبناء الشعب السوري وفابيوس وزير الخارجية الفرنسي الداعمة  للموقف السعودي والمساند للمعارضة السورية والداعم لثورتها وذلك عبر المؤتمرات الصحفية المشتركة التي عقدها مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض وفي باريس والمواقف الفرنسية الواضحة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تعقد لدعم الثورة السوري)  .

ج. تقيم عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي لموقف فرنسا من المقاومة العراقية :

أما السؤال  الذي سأله الصحفي الفرنسي بخصوص تقييم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي  للموقف الفرنسي من المقاومة العراقية ومن التظاهرات والاعتصامات الجارية في الفلوجة والانبار وأبناء الشعب والعشائر الذين تحاصرهم حكومة المالكي :

فقد أجاب سيادته (  نحن لا زلنا نراهن ونأمل ونعمل على أن يكون الموقف الفرنسي من البعث والمقاومة العراقية الوطنية مختلف تماما ومتميز عن الموقف الأمريكي وقد عبرت عن مواقفنا الايجابية من فرنسا في رسالتي إلى الرئيس السيد فرانسوا هولا ند بمناسبة العيد الوطني الفرنسي والتي ذكرت فيها موقف ثورة البعث في العراق المتميز من حصة فرنسا النفطية يوم صدور قرار تأميم نفط العراق في الأول من حزيران عام 1972 وعلاقات الصداقة والتعاون الوثيقة والتي كانت قائمة بين فرنسا والعراق وفي كافة الميادين الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وفي شتى ميادين الحياة ، كما أرسلت له رسالة ثانية لفتح حوار بين البعث ومقاومته من جهة وحكومة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وهولندا من جهة أخرى)  .

د. التواطؤات الأمريكية الإيرانية :

وكشف الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي التواطؤات الأمريكية الإيرانية من خلال الرسائل التي أرسلها إلى تلك الدول ورؤسائها ووزرائها شارحا فيها  التواطآت الأمريكية الإيرانية وتقاسم المصالح بينهما على حساب العراق والأمة العربية وحتى على حساب مصالح الدول الأوروبية ، ونحن نتطلع من الشعب الفرنسي الصديق ومن حكومته الموقرة مواقف واضحة في دعم البعث والمقاومة العراقية الوطنية لتحرير العراق ولتحقيق استقلاله وسيادته وبناء أفضل العلاقات مستقبلا بين العراق وفرنسا وكلنا ثقة بان الموقف الفرنسي سينحو منحا متزايدا نحو الاستقلال عن الموقف الأمريكي في دعم الشعب العراقي وثورته المجيدة.