شبكة ذي قار
عـاجـل










الوطن لا يعني المكان والوجود فحسب بل يعني الأمن والأمان والخدمات والمشاركة والعدالة والحريات والحياة بكل صورها والمواطنة تعني الأنتماء للوطن والأخلاص له والأرتباط الصميمي والمحكم مع الأخرين على أساس الوطن الواحد والمصيرالواحد والمشاركة الجامعة فالمواطنة تكتسب بالولادة والعيش والتعلم والأحساس وشعورالفرد بأنه جزء من مجتمع يحفظ فيه كرامته وأمانه ويحقق رغباته وأمانيه فيعمل بحماس وحرص ونكران ذات وتتولد لديه الغايات النبيلة والنوايا الصادقة لأستشعار حاجات الآخرين وامتلاك ناصية الخيرالتي تزيد من قدرته في التأثير على نواياهم والتعايش السليم معهم فتتولد الهوية الجامعه والأحساس المشترك وضرورات التعايش والدفاع عن المشتركات والثوابت المصيرية ويقدم كل ما يملك من وقته وفكره وصفاء نيّتة ماهو نافع من علم ومعرفة وحسن اداء واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس لكي يكون الوطن مفعما بالخير والمحبة والأمن والأستقرارلكن كل هذا يحتاج فيه المواطن الفرد الى تنظيم واعداد وقيادة تنسق هذه الأعمال وترعى أصحابها دون تمييز وابعاد فتحل النظرة الصائبه الجامعة المتوسمة بالأنتماء لقيم عليا وأهداف سامية ومبادئ مشتركة تسمو فوق الأعتبارات الدينية والمذهبية التي ابتلينا بها منذ اكثرمن عشرسنوات .لا يشترط التجانس المجتمعي في اي وطن حتى يؤمن استقراره فالأنتماء الى قوميات ومذاهب وأديان لا يقف عائقا امام بناء الأوطان بل يزيد من قوتها ونهضتها فهناك الصين التي تؤلف خمس العالم وأقتصاد يتميز بنمو محيّرأبهر العالم كله وهناك الهند ربما يتجاوز نفوسها المليار نسمة بمئات اللغات والديانات والأعراق يجمعهم الوطن الواحد والمصير الواحد والنظرة المشتركة للحياة والقيادة الحكيمة التي تضع جميع المواطنين على مسافة واحدة من التطبيقات القانونية والأنظمة المرعيّة فالمواطنة علاقة سياسية قانونية انسانية بين الدولة والفرد فالأولى تقدم الحماية والرعاية والخدمات والعدل والحريات وتضمن سعة المشاركة في الشؤون العامة وتقود المجتمع بعقيدة سياسية وطنية تؤمن الرفاه والتنمية والسعادة وتجمع الشمل وتحقق العدل والمساواة بين الناس والسلام والأمان على ارضهم حيث لا تتحقق التنمية ولايعم السلام والأستقرار والناس تعيش في فزع وخوف وعداء وتمييزحتى فقد المجتمع سلمه الأجتماعي وقدراته وضاعت فرص تطوره وتفتت مفاصله وباتت خنادق العزلة تفصل بين الوطن وحقوقه والمواطن واستحقاقاته بسبب سلطة حاكمة فاشلة فرّقت أكثر مما وحّدت وضيّعت أكثر مما جمعت .أن العدل اساس الملك وعدم تلمسه يعني نهاية اي علاقة دستورية تربط بين الطرفين وعلى الثاني اي الفرد احترام هيبة الدولة واحترام القوانين ورعايتها والحفاظ على الأمن وحماية الممتلكات العامة والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع والدفاع عنه وتحقيق التعاون والتكاتف الأجتماعي وان يكون الأنتماء والولاء للوطن لديه أسمى من اي أنتماءآخر شرط ان يشعر المواطن الفرد ان حقه محفوظ فلا يمس ولا يهان وكرامته مصانة لا يستشعر الخوف من أحد ولا يتعرض لأقصاء وتنكيل وأبعاد فالجميع متساوون في حقوقهم ووجباتهم .


لقد مر العراق منذ الأحتلال الأمريكي الغاشم الى يومنا هذا بمطبات وخوانق ومهالك لم تكن بحسبان أحد أثّرت بشكل كبير وواضح على نسيجه الوطنه وامكانياته الوطنية فلم يعد المكان هو المكان فكأنك موجود في بيئة اخرى والأرض ليست الأرض فقد فقدت كثير من خصوبتها وطيبها ورائحتها والناس ليس الناس الذين كنا نعايشهم ونقسم رغيف الخبز معهم وسماء مكبلة بالناروالحديد وقيادات لا تخشى الله حتى وان رفعت شعارات دينيه ولا تهتم بعباده حتى وان طرحت قيم انسانية فالمهم لديها سواء كانت أحزاب او انتماءات او شخصيات او وزارات البحث عن السلطة والمال والمغريات فبات الأنتماء الوطني وبال على من يحمله فالصدور المتوهجة بحب الوطن والنوايا المتوثبة للتغيير لازالت تدفع الثمن بواجبات وهموم ودماء لا يستشعرها الا من عظمت همته وحليت شمائله وشتان ما بين من هوعلى الهدى ومن هو في الضلالة. أن ضرورات الأنتماء تستوجب ان نتلمسها ونستمتع برواجها ونستغل فضاءاتها لخلق مواقف وممارسات سلوكية ايجابية وفعالة للمواطن تخلق فيه الولاء الوطني وتكسب وطنه قدرة وتميز ورفعة شأن وتشعره بأنه جزء من كل ومصلحة الجزء يجب أن تذوب وتنصهرفي بودقة المصلحة العامة . ان الأداء السليم يرسخ معاني الوفاء والمحبة والأنتماء الوطني والعكس الصحيح فالنوايا السيئة للنظام السياسي تضعف الروابط وتقوّي الشكوك وتضعف المشاعر الجامعة والتمسك بالمفاهيم والطروحات والنوايا الطائفية يكرس سلوك اخلاقي منحرف ومعاول هدامة لا تبقي ولا تذر ويقود الوطن والمواطن الى الهاوية فلا آمال ترتجى من شعب لا يجمع شرائحه المتعددة سوى الأصطفاف المذهبي الخالي من مفاهيم القيم والأخلاق والمعاييرالوطنية والأنسانية وقيادات سلطوية تعزف على الوترالطائفي وتعتاش على التناحر والتفرقة بين ابناء البلد الواحد ربطت مفهوم المواطنة بالسطلة وقدست أحكامها وقطعت ألسن معارضيها وهي بعيدة كل البعدعن دين الله وحكم شريعته فغلّبت الطائفة على اسس التفاهم الوطني الذي يجب ان يتسامى فوق أي اعتبارفضاع الأمل باي اصلاح قريب ممكن ان يحقق قواسم مشتركة للحياة تقود لخلق ما هو أفضل للوطن والمواطن .







الجمعة ١٣ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة