شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد انتهاء المعارك ونهاية الحرب التي شنتها ايران على العراق والتي استمرت طيلة ثمان سنوات وخروج العراق منتصرا وهزيمة ايران الساحقة كنا نعلم ان الايرانيين لن يتوقفوا عند هذه الهزيمة ولان مكر الفرس معروف تاريخياً ولم نستغرب ابداً بأن تقوم ايران بأثارة الفتن وتمويلها لكل العناصر المخربة والخونة وتدريبهم لاجل احراق كل ما هو حي في بلدنا انتقاماً لهزيمتها ولم يدر في خلدنا ان الطعنة الاولى سوف تأتي ممن كنا نعتقد انهم ذوي القربى بعد هزيمة ايران ..


سنتين على انتهاء الحرب العدوانية التي شنتها ايران على العراق وخلال هذين العامين ارادت حكومة العراق ان تعد الخطط لاجل اعادة اعمار مدن العراق كافة وخاصة التي تعرضت للتدمير من خلال قصف مدفعية وطائرات العدوان الايراني وفعلاً بدأت اولى خطوات الاعمار هذه في مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم ( الفاو ) ولكن انتصار العراق وقيامه بمرحلة الاعمار جعلت يد الاخطبوط الامريكي في المنطقة والمتمثل بحكام الكويت وبعض حكام الخليج العربي تمتد لاجل هدم كل ما بناه العراق وقد كان العراق بأمس الحاجة للعملة الصعبة ليقوم بأستثمارها ليعيد نهوضه من جديد ولكن عمالة حكام الكويت حالت دون قيام وطننا بأستثمار هذه الاموال .. اولاً .


وثانياً .. قيامهم بتهديم وتعطيل الاقتصاد العراقي من خلال ضخ كميات اخرى من النفط الى الاسواق العالمية خارج حصتها في اوبك مما ادى الى انخفاض اسعار النفط الى مستويات متدنية حتى وصل سعر برميل النفط الى 11 دولار وهو لا يكفي لبناء بلد خارج للتو من حرب ضروس ..


الحرب الاقتصادية :

لقد قامت الكويت بأغراق السوق العالمية بالنفط وادى ذلك الى انخفاض اسعار النفط بشكل مخيف مما حدى بالعراق المطالبة من حكام الكويت آنذاك بالكف عن زيادة الانتاج لكي تبقى الاسعار مرتفعة بعض الشيء الا ان الكويتيين ظنوا ان بعملهم هذا قد حققوا مكسباً لهم وهو هزيمة العراق وخضوعه لهم ولاسيادهم وقد اخبر الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) خلال قمة بغداد في مايس عام 1990 ان ما يقوم به بعض الاخوة وارجو التركيز هنا ان الشهيد لم يذكر من هم الذين قاموا بأيذاء العراق بأسمهم بل وصفهم بالاخوة وقال ما تقومون به هي حرب ومن نوع اخر وهو الحرب الاقتصادية وقال لهم بالحرف ان اي اعتداء يقام على اي بلد ممكن يكون بالاعتداء عليه عسكرياً او من خلال الانقلاب العسكري ودعم الانقلابيين وكذلك الحرب الاقتصادية وتهديم الاقتصاء لهذا البلد لذا اطلب منهم الكف عن هذا العمل وقد اخذ هذا الامر الشهيد في بادء الامر بحسن نية وان حكام الكويت سوف يتوقفون عن ايذاء العراق ولكن حكام الكويت لم يتوقفوا عن فعلهم بل زادوا عناداً حتى ان الاستاذ سعدون حمادي ( رحمه الله ) في زيارته الى الكويت اثناء الازمة التي نشبت بين البلدين آنذاك قال لحكام الكويت بدل ان تصدروا 3 ملايين برميل يومياً وبسعر 11$ يمكنكم ان تخفضوا التصدير الى النصف اي جعله مليون ونصف المليون برميل وبالتالي سوف يصعد سعر البرميل الى ضعف ما هو عليها وفي نفس الوقت اصبح لديكم خزين احتياط بدل ان تصدروا هذه الكمية في يوم بمقدوركم ان تصدروه في يومين . ولكن الامر لم يعجب حكام الكويت لانهم كانوا منغمسين في الرذيلة والعمالة للامريكان حد النخاع حتى اشتدت الازمة بين البلدين وكان نتيجة عناد وصلف وتمادي حكام الكويت في الخيانة ان جعلت قيادة العراق تأخذ قراراً بدخول الكويت في آب عام 1990 ..


الحرب العدوانية الاولى وما سميت بتحرير الكويت :

وكان بعدها حرب كونية على العراق وحصار دام 13 عام وقرارات جائرة اخرى فرضت على بلدنا بسبب تسلط قطب واحد على مجلس الامن بعد ان كان هناك قطب آخر يقف ضد تطلعات امريكا وكل هذا لم تتوقف الكويت عن ايذاء العراق بحيث ان كل مراجعة لمجلس الامن في زمن الحصار الجائر وبعد فترة كل شهرين لمناقشة ما تم تنفيذه من القرارات والتي صدرت بحق العراق نجد ان الحكومة الكويتية تفتعل ازمة جديدة حتى يؤجل الى الاجتماع القادم واستمر هذا المنوال طيلة 13 عام وكانت تفتعل قضية الاسرى الكويتيين من ضمن الاشياء التي كانت تتخذها لاجل استمرار الحصار . ولم تكتفي الكويت بل حشدت كل الجهود والطاقات واعلنت استعدادها لاستقبال القوات الغازية على ارضها لتكون منطلق لاحتلال العراق وهذا ما حصل فعلاً وكان انطلاق القوات الغازية من الكويت في اذار عام 2003 وكذلك لم تكتفي بكل الذي فعلته ضد العراق فهي لا زالت تقف حجر عثرة امام خروج العراق من البند السابع بحجة ان العراق مدين لها وهي لازالت الى يومنا هذا تستلم المبالغ من واردات العراق تحت مسمى تعويضها من جراء الغزو العراقي .


لكن من غباء حكام الكويت ان الدنيا دول فمثلما كان لها وقت تمادت في غيها سوف يأتي يوم وينقلب السحر على الساحر واذا كانت الكويت قد استلمت تعويضات بهذا الحجم لفترة كما تسميه الغزو العراقي والذي كان امده 7 شهور فقط واستلمت كل هذه التعويضات ولازالت تطالب بالمزيد .. كيف اذاً سيكون تعويض العراق لهجوم عسكري دمر بلداً آمناَ من اقصاه الى اقصاه وتعرض لحصار طويل ومن ثم احتلاله وارجاعه الى عصر ما قبل الصناعة وقتل شعبه ولازال القتل مستمراً ولا يعرف متى يتوقف نزيف الدم هذا . كل هذا وللكويت دور فيه وقد دمرت امريكا العراق ودمرت بناه التحتية واقتصاده وحولته من بلد زراعي وصناعي واقتصادي الى بلد خرب ولم تكتفي بهذا بل جلبت اليه خونة رعاع ليحكموه وجعلوا منه يستورد حتى البصل وزادوا من معاناة شعبه وجعلوا المواطن يبحث عن لقمة العيش ولم يجدها وزادوا من البطالة وقد وصل حد الفقر الى ما لا يمكن وصفه مع وجود اكبر ميزانية فيه وما تعادل ميزانية 6 دول عربية او لربما اكثر وازدياد عدد الارامل والايتام كل هذا ولم تكف الكويت عن الاعتداء على العراق . يوماً بعد يوم تزحف بأتجاه الاراضي العراقية وتستولي على مساحات زراعية واسعة حتى اصبحت مدينة ام قصر اغلبها للكويت وكذلك منطقة سفوان وغيرها من المناطق الحدودية الاخرى وكذلك التضيق على الموانئ العراقية والاستيرء على اخرى والتضييق على الصيادين العراقيين اضف الى ذلك استيلائها على الكثير من الابار النفطية العراقية وكذلك الحفر المائل لكي تصل الى باقي الابار الموجودة في داخل الاراضي العراقية . وقد استغلت الكويت وضع العراق الحالي بالاضافة لوجود حكام خونة مجرمين قتلة لا يهمهم شيء سواء فقط سرقة اموال العراق وتحويلها الى مصارف اجنبية وشراء عقارات وفلل وفنادق لهم وتركوا العراقيين يعيشون اسوء وضع لم يمر على شعب اخر لتقوم حكومة الكويت في دعم كل من يريد ايذاء وتخريب العراق ..


مهما فعلت الكويت فسوف يأتي اليوم الذي يسترد ابناء العراقي كامل حقوقهم ممن اعتدى عليهم واغتصب اموالهم وساهم في تدمير بلدهم وسوف يدفع اعداء العراق ثمناً باهضاً عن كل ما اقترفته ايديهم طال الزمن او قصر ..


وان غداَ لناظره قريب ..

 

 





السبت ٢١ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المعتصم بالله السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة