شبكة ذي قار
عـاجـل










هل من المنطق ان ينساق العالم للسياسة الامريكية والمراهنة على افضل بتصميمها نهاره وليله ؟

 

هل من المعقول ان ينصاع العالم بالرضى او بالاكراه على ان يعيش في اطار حالة الفوضى والاضطراب وفقدان اليقين التي خلفتها امريكا واجبرت العالم بعد تحديد مساراته ومسافاته ، ولا يعرف كيف سيقطعونها وباي وسائل والى اين سيؤدي بهم ؟

 

عندما نقلب بطاقات الذكريات والواقع والسياسة ،ومن اجل انصاف الحق والحقيقة علينا ان نشير الى الموقف المبدئي والرأي السديد للبعث من ابرز الاوراق التي لعبتها امريكا لتصل بالعالم الى حالة الفوضى الخلاقة والاضطراب والحروب والعدوان والقتل والتدمير الذي لم يشهده العالم الا في مرحلة العصور ماقبل التاريخ التي سادته قانون الغاب وغابت الشرعية الالهية والوضعية .

 

ان لموقف البعث  العظيم بقيادته الحكيمة كان على الضد من الانطباع الذي  تكون عند الكثير من ان حالة الفوضى والاضطراب التي سادت العالم هو نتيجة ماحصل في الحادي عشر من ايلول عام 2001 ، عبر اكبر واسرع عملية عرض للصور الاخبارية والتصريحات الامريكية ، وما اطلقت عليه امريكا بتسمية ( الحرب ضد الارهاب ) ، وما كانت هذه سوى حجة ومشروع خداع في الهيمنة على العالم وابتزاز الجميع من الغرف السرية الى واجهة العلن تحت دوافع ومسوغات ( الحفاظ على امن الولايات المتحدة وحماية مصالحها ) .

 

ان سيناريو 11 / ايلول /2001 ما هو الا كونه انهيار برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك واجزاء من مبنى وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن ، ولكن اين هي الحقيقة ويشكل عقلاني وفي اطار المنطق  من هي الجهات التي تقف وراء تلك الاحداث لكي ينساق العالم بهذا الشكل العشوائي معتمد ومستندا الى احداث اعظم فيلم ( من انتاج ستوديوهات هوليود ) وبخاصة ان ماجرى بعد الاحداث لايمكن ان يكون مجرد رد فعل امريكي على الاهانة الكبيرة التي وجهت للقوة الامريكية وللامن القومي الامريكي الذي لايخترق بل ظهر ( انه مصمم بنحو مسبق وان خططه كانت معدة سلفا ) ، وان منفذي ماحصل في افغانستان مطلقي ومروجي العربدة والتهديدات الامريكية سواء ( ضد حلفاء امريكا او اعدائها ) وكانوا ينتظرون ساعة الصفر لفتج صفحة جديدة من صفحات ستراتيجية امريكا في التهام العالم والتي سبق وان اعلن مشتشار بوش الصغير مفرداتها بنحو واضح حتى قبل ان يجلس على كرسي الرئاسة في البيت الاسود ، فقد سبق لهؤلاء ان اعلنوا وخلال الحملة الانتخابية للرئيس الامريكي عام 2000 بان امريكا ستمضي في طريق فرض زعامتها على دول العالم وانها تعدها خارجة على القانون ( وهنا تعني قانون الامريكي وليس الدولي ).

 

لقد صدق القول عندما وضح البعث على لسان قادته بان ماحصل والذي سوف يحصل هو مرسوم ليس بالتوقيت المجرد والمعلن ولكن لم ياخذ الكثيرين من الشعوب ودول العالم خلال العاميين الماضيين من الاحداث على محمل الجد رغم الاشارات التي ارسلت وخاصة قبل تسلم بوش الصغير  حيث اكد على ان  اصرار امريكا على المضي في الطريق التي بدأته ( علانية ) منذ نحو نصف قرن عندما وقف الرئيس الامريكي ترومان (1948 - 1952 ) معلناً [ ان العالم ينظر الينا الان كقادة له ويتطلع الينا لنؤدي هذا الدور ] .

 

ومنذ ذلك التاريخ لقد كانت امريكا قد ساهمت بشكل مباشرة او غير مباشر في السيطرة على العالم بعد ان لبست الاقنعة المزيفة في الحرية والحضارة والتقدم والانسانية وحقوق الانسان وفي النهاية انها كشفت عن وجهها الاستعماري القبيح من خلال ابرز الاعمال العدوانية التي قامت بها على مستوى العالم منها :

 

1- ساهمت امريكا في نحو ( 70 ) بالمئة من الحروب التي نشبت بين الدول النامية .

 

2- تورطت امربكا في ( 63 ) بالمئة في الحروب الاهلية التي حدثت في العالم .

 

3- مساندة ( 31 ) بالمئة من الحروب الانفصالية مستندة في ذلك القوى الرجعية والانفصالية كتعبير عن اهدافها في تفتيت وايجاد قواعد الاستحواذ وفرض شروط الهيمنة ونهب ثروات وتحجيم القدرات .

 

4- خلال نفس الفترة سعت القيادات الامريكية على رزع الحقد والتذمر والعداوة في نفوس العديد من مواطنيها لحشدهم في تنفيذ سياساتها العدوانية ضد العديد من دول العالم المستقلة والامنة ومنها فيتيام وكوريا وكوبا .

 

5- عملت على تنجنيد اعداد كبيرة من المرتزقة من دول اوربية وافريقية واسيوية لتحقيق الغرض نفسة فأعادت العصابات المأجورة التي اشتهر بها تاريخها وكأنها تريد من ذلك التأكيد على ايمانها بأن القوة هي طريق الحياة متجاهلة حقيقة ان ( القوة ) مفهوم متحرك في الزمان والمكان ولاتعني انها القدرة على ايذاء الاخرين او ابتزازهم .

 

ومن ابرز الاهداف التي نفذتها امير كا للاستحواذ على مقدرات وثروات العالم بعد احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001  منها

 

1- احتلالها لافغانستان بحجة ايوائه للقاعدة بعد اتهامها في احداث 11 ايلول 2001 واشاعة القتل والدمار ضد بلد فقير وضعيف وكون غالبية سكانه من المسلمين

 

2- توريط اوربا في عمليات العدوان والسيطرة على الشعوب بحجة مكافحة الارهاب وان المهمة هي عالمية لان الارهاب يستهدف كل العالم وبالاخض اروبا الغربية .

 

3- احتلال العراق وتدميره كلياً ومحاولة القضاء على حزب البعث وقيادته الثورية منطلقين من كون العراق مثل ويمثل القاعدة التحررية الثورية المناهضة للسياسات الاستعمارية وخاصة الامريكية والصهيونية والشعوبية الايرانية وهذا الهدف قديم كما ورد على لسان العميل الامريكي والذيل الايراني احمد الجلبي في احدى لقااءته حيث قال ( بينما كنت اسير في شوارع امريكا جلب انتباهي كتاب معروض في احدى المكتبات عنوانه العراق ويعود تاريخة الى عام  1936 حيث يشير الى ان هناك خطة للاحتلال العراق من قبل امريكا ) .

 

4-اقامة شرق الاوسط الكبير وتغير خارطة المنطقة بعملية تقسم المقسم وتفتيت الشعوب الى طوائف ومكونات عرقية اي تطبيق معاهدة سايس - بيكو جديدة .

 

5- تغير الانظمة والحكام وصعود التيارات الدينية والسلفية بعد تخليها عن عملائها واصدقائها على حد سواء من رؤساء وملوك وامراء في المنطقة .

 

6- لوي ذراع روسيا وتقلص من مزاعم الصين وتعيد الاوربيين الى حجمهم الطبيعي والمستوى الذين يستحقونه فعلاً .

 

7- الهيمنة الكاملة على المنظمات الدولية ومصادرة قراراتها وتسخيرها  لخدمة سياساتها العدوانية وهذا ماحصل للعراق عند احتلاله . 

 

8- انشاء الشركات الامنية من المرتزقة والماجورين في المساهمة الفعالة في الحروب العدوانية التي تشنها اميركا ضد الشعوب جنبا الى جنب مع القوات المسلحة وهذا ما حدث عند احتلال افغانستان وظهر جليا وبصورة واسعة عند احتلالها للعراق.

 

لقد فطن البعثيون العالم وقبل جريمة الاحتلال على حقيقة ماتنوي اميركا القيام به وذلك من خلال رؤيتها ( الاثنية ) للعالم حيث يرى البعث  ان اميركا تقرر بمفردها ماهو الخير وماهو الشر وتحاول ان تنظم شكل الفوضى التي جلبتها على العالم من خلال ماتفرضه من توزيعات للمهام ومن دون ان تستطلع اراء الاخرين في التوزيعات التي تشركهم بها فالمسؤولون الامريكيون يقولون اليوم بنحو مباشر او غير مباشر ( نحن نحارب والامم المتحدة تطعم واروربا تعيد البناء ) ولكن واقع الحال لم يعد ممكنا ولا مقبولا فتحارب اميركا .. فذلك منهجها وتلك سياستها العدوانية .. واما ان تتولى الامم المتحدة اطعام الجياع فذلك امر مشكوك في صحته بعد ان فقد العالم الثقة بقدرة الامم المتحدة على صيانة ميثاقها وفرض هيبتها والحفاظ على القواعد المقيدة الخاصة بحفظ السلام والامن الدوليين واحترام حقوق الدول والشعوب وخياراتها والدفاع عنها .. اما اوربا فأنها وكما يبدو قد تعلمت من تجارب الماضي وام تعد قابلة للابتزاز او للخديعة كما حصل في العدوان الامريكي – الصهيوني ضد العراق عام 1991 التي انجرفت اروبا بالمشاركة في العدوان وظهر هذا الدرس التي تعلمته اوربا خلال جريمة احتلال العراق بعدم تأييد ومشاركة اميركا وبريطانيا بالغزو البربري . وكان قول المستشار الالماني ( شرودر ) بان ( دبلوماسية الشيكات ) قد انتهت وهو تعبير مختصر ودقيق على رفض المشاركة في تمويل المغامرات الامريكية او اصلاح ما تدمره الالة العدوانية الامريكية  وان تجاهل اميركا للاوربيين والنظرة العدانية لهم لم تعد خافية على احد . ونحن على يقين ان بعد ان دلت حسابات قيادة الحزب والثورة على ان الاستمرار في تعاطي العالم  بالنحو الذي تريده واشنطن ، سيضعهم في خانة الخاسرين حتما وسيدفع بأميركا يوما بعد يوم لمطالبتهم بالتخلي لصالحها عن اشياء يعدونها مقدسة وذات مساس كبير في وجودهم كدول وشعوب وامم . وفعلا بعد العدوان على العراق عام 1991 سيطرت امريكا على 70 بالمئة من احتياطي نفط العالم واخذت تتحكم بمصادر الطاقة  يعني امكانية تعرض اوربا الى ازمة طاقة اذا رفضت دعم الماكنة العسكرية الامريكية العدوانية او ان تستسلم لمشيئة اميركا .

 

اما المؤتمر الاخير الخاص بمكافحة الارهاب الذي عقد في بغداد والذي فشل فشلا ذريعا من خلال ضعف القوى المشاركة فية وضعف وقلة امكانية رئاسة المؤتمر وعدم قناعة شعوب ودول معظم العالم بجدية وتحديد مفهوم الارهاب وقد اصاب المالكي واعوانه خيبة امل وهستريا وخصوصا هناك وفود عرت سياسة الحكومة العراقية في اشاعة الارهاب واستخدامه من قبلها لتصفية معارضيها وقد قال وفد قطر بانه كان العراق في السابق خاليا من الارهاب ولم يعرفها ولكن الحكومة الحالية هي التي اتت بالارهار ورعته وادان وفد اخرى المؤتمر لعدم وضع حزب الله الذي يقاتل في سوريا على قائمة الارهاب وانسحب من المؤتمر .

 

نقول الى العالم بدولها وشعوبها تعلموا من مقاومة الشعب العراقي الاصيل لانها منحت الفرصة للاخرين القدرة والارادة على حماية مصالحهم ودوركم ضعيف ومخزي لعدم جرأتكم بالاعتراف بمقاومة الشعب العراقي ضد الاحتلال وحكومته العميلة .

 

 

 





الثلاثاء ٢٤ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة