شبكة ذي قار
عـاجـل










انعقدت القمة العربية الأخيرة في أرضنا العربية الكويتية ..
وسط أجواء مليئة بالتوتر وما تشهده الساحة العربية من انهيارات وحروب وفوضى كبيرة في أكثر من بلد عربي ..


وشعوب تتعرض للإبادة وشعوب تعاني الموت جوعا ً وشعوب ثائرة وشعوب تشكو إلى الله من سوء حالها وتجبر حكامها ,
وانعقدت في جو من فقدان الثقة بين قادة الدول العربية..


وقد رافق هذه القمة كثير من المجاملة و الخداع والتسويف مع الكثير من التواطؤ مع أعداء الأمة وعلى حساب دماء ومصير وآمال ومستقبل شعوب الأمة ..


وكيف يكون للدبلوماسية والنفاق السياسي وجود اذا كان يترتب عليه مصير وحياة شعوب وأمة ؟؟
وقد يظن البعض أنه ربما يتحقق شيء من الأمل لمعالجة الكوارث التي تعاني منها الأمة,
ولكن بوجود هكذا خداع وتسويف و تواطؤ لا اعتقد أن يتحقق شيء للأمة حتى بوجود معجزة .


لقد أضحت اجتماعات القمم العربية لا تعدو كونها مناسبة تعود على حضورها حكام العرب ليثبتوا لأنفسهم و أمام العالم أيضا ً بأنهم مازالوا حكاما ً وملوك وأمراء !!


بعد ما وصل حال الأمة إلى أسوء ما يكون منذ حصول شعوب الأمة العربية على استقلالها من الاستعمار في أواسط القرن الماضي !!


لقد اختزل حكام العرب هذه المناسبة وجعلوها مناسبة للتناطح السياسي و للمفاخرة بالجاه والسلطان .. متناسين كل ما يعانيه شعوب الأمة من ويلات وألم ومعانات وحسرات ,,


نعم لقد سرقت العباءة العربية من هذه القمم ,, وأصبحت منبر للتآمر على الأمة وشعوبها وليس العكس ..


وليخبرني اي عربي اليوم وكذلك شعوب هذه الامة ..ماذا قدمت لهم هذه القمم على مستوى الشعوب او حتى على مستوى الإفراد ,,


نحن لا نقلل من شأن هذا المنبر ولا بما أنجزه أيام كان للعرب قادة أفذاذ ورجال حق ,,كان لهم السيادة والقرار المستقل و الخوف على الأمة والعمل على ازدهار شعوبها ,,


ولكننا نتذكر ولم ننسى اجتماعات القمم التي أخذت على عاتقها تدمير العراق و إضفاء الشرعية على حرب الإبادة التي تعرض لها العراق أيام التسعينات ,, والقرارات المخزية لبعض القادة والتواطؤ مع قوى الاستعمار و الإرهاب الدولي ,,


ولم تتوقف هذه المؤامرات ولا المواقف المخزية حتى يومنا هذا ...
والوقوف موقف المتفرج على حرب الإبادة التي يتعرض لها شعوب امة العرب ,,من حكام وأمراء وملوك يدعون تمثيل شعوب امة العرب , ويسجل لها بذلك موقف المتواطئ والخائن و ...... الخ.


نعم أصبحت اليوم القمة العربية أشبه ما يكون بحلبة صراع لقوى الاستكبار والاستعمار العالمي ,
و أصبح رواد هذه القمم دمى تحركها هذه القوى كيفما وحيثما شاءت !!!
وليخبرني اي عربي قد يعترض على ما اكتب ..


ماذا قدمت قمم الحكام العرب لفلسطين .. بعد أكثر من 60 سنة على اغتصابها ؟؟
وماذا فعلوا في حملة التهويد الصهيونية للأراضي العربية سوى الاستنكار و الإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع!!


وماذا قدمت لإعادة اللحمة الوطنية بين أطراف الشعب الفلسطيني المتمثلة بحركتي حماس وفتح والتي تقتسم أراضي السلطة الفلسطينية في ظل تخاصم وتناحر واختلاف كامل حول كافة التوجهات السياسية لهذه الأطراف.


بل ان بعض الحكام العرب يغذون هذه التناحر وبتوجيه من بعض القوى الدولية المتواطئة مع الكيان الصهيونية !!


وبعدها ..
ماذا قدمت للصومال وحرب الإبادة التي يعانيها منذ اكثر من 30 سنة ؟؟
وماذا قدمت للمغرب العربي وهل أنهت الصراع مع عرب صحراء المغرب؟؟
وماذا قدمت للعراق بعدما اشتركت في مؤامرة تدمير وذبح شعبه ؟؟ وهل هنالك ثمن لتكفير ذنب ما فعلوه... تستطيع ان تقدمها قمة الحكام العرب ؟؟


واليوم هم مستمرون بتهميش و تجاهل معانات وذبح شعبه بعد أن استباحته قوى الكفر الخمينية!!
والتي لن تتوقف حتى تبتلع عروشهم جميعا !!


ام ماذا قدمت لمعانات وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعب سوريا على يد اذرع ايران الفارسية الخمينية ؟؟


وماذا تنفع الاستنكارات والإدانة ؟؟
ام ماذا ينفع التواطؤ مع بعض فصائل المقاومة السورية على حساب فصائل أخرى سوى تفتيت الشعب السوري وضياع مقاومة الشعب السوري الثائر لتحرير بلده من التبعية للفرس واستمرار معانات شعبه ؟؟


ام ماذا فعلوا حول مؤامرة تفتيت ليبيا الى دويلات واستنجادهم بالناتو لحل المشكلة ؟؟
انهم بحق لم ينجحوا سوى بالعويل والاستنجاد بالغرب لحماية عروشهم ,,
وعلى حساب شعوب الامة وكرامتها و استقلالها.


و كما هو الحال في كل قمة و لقد حفظت شعوب امة العرب "الكليشة " الافتتاحية والختامية التي يطلقها اصحاب العروش لتجميل صورتهم العروبية ..


و تبقى القضية الافتتاحية والختامية هي "القضية الفلسطينية" التي اعتاد الحكام العرب على اعتبارها القضية المفصلية للعالم العربي ليبررون أمام شعوبهم هزيمتهم , ويهربون من العار الذي يلاحقهم بعجزهم لعقود طويلة من قيادة حرب تحرير شاملة لاسترجاع الأرض والكرامة العريبة المغتصبة منذ أكثر من 60 سنة.


او حتى التأثير الحقيقي في أي من القرارات الأممية الداعمة لتحقيق أدنى المطالب التي تعيد الأرض المغتصبة وعودة اللاجئين وتحويل السلطة الفلسطينية إلى دولة معترف بها دوليا،
بل ان حكام الكويت وكعادتهم لم يخجلوا ومن على منبر القمة بإرسال الإشارات التي فسرها الكثيرون أنها دعم غير مباشر لحزب اللآت !!


وذلك في الإشادة للدور الذي قامت وتقوم به مع القوى اللبنانية الأمنية في صون الاستقرار والسلم الأهلي !!


متناسين حرب الإبادة التي يقوم بها هذا الحزب المارق التابع للمشروع الصفوي في ذبح الشعب السوري العربي على امتداد الأراضي السورية ؟؟


وكذلك الدور المتواطئ الذي وقفته لبنان من خلال ممانعتها المعلنة لإعطاء كرسي الجمهورية السورية للائتلاف السوري المقاوم !!


والذي يفسر وبشكل واضح على أنه خضوع لهيمنة حزب اللآت على القرار اللبناني وسط تخاذل حكام العرب الكبير حول ذلك.


و تناسى حكام العرب اكبر وأعظم خطر يحيق بهم وبعروشهم و بشعوبهم وارض العرب ..
ألا وهو المد الصفوي الفارسي الخميني الذي يريد ابتلاع امة العرب بالكامل ..
وكأنهم كالنعامة التي تغرس رأسها بالرمل عندما يهاجمها ضباع البرية..
والسؤال المهم لحكام العرب الآن ..


هل الصمت والسكوت عن كل المجازر التي ترتكبها جارة السوء إيران في العراق والشام,,
وما تقوده من حرب إبادة وتفريس وتصدير لثورتها البائسة , هو كذلك بإيعاز من القوى الدولية المتحكمة بقراراتكم و عروشكم ؟؟


وهل انتم راضون ان تكون عروشكم و مستقبلكم ومصير شعوبكم عبارة عن ورقة تلعب بها القوى الاستعمارية العالمية ؟؟


خصوصا في خضم الإشارات الواضحة حول الصفقة الكبرى بين قوى الاستعمار الدولية حول بيع المنطقة بالكامل إلى مشروع الثورة الفارسية الخمينية ومن ضمن هذه الصفقة عروشكم ومستقبلكم ومصير شعوبكم ؟؟..


ومتى سيعلم حكام العرب ويؤمنوا يقينا ان حياتهم ومستقبلهم مرتبط و سيكون أفضل إن كان يرتكز على وحدة الأمة بالكامل ووحدة المصير و الذي يصب في صالح كرامة شعوبها وتطلعاتها وآمال أبنائها ؟؟

 

 





الاحد ٢٩ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة