شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا العراقي الأبي

أيها الرفاق في عموم منظماتنا الحزبية

ثمانون عاماً مضت على مسيرة حزبنا الشيوعي العراقي... وكانت زاخرة بالمواقف الوطنية والتقدمية والتضحيات الجسام من اجل حرية شعبنا وكرامته رغم كل محاولات التشويه والانحراف التي تعرض لها , وبهذه المناسبة الخالدة لابد  لنا كمناضلين شيوعيين من إعادة التأكيد على هويتنا الحقيقية وهي  أننا حزب الطبقة العاملة وكل الكادحين العراقيين ولا يمكن أن نكون في صف واحد مع عملاء الرأسمالية والامبريالية , لذلك لابد لنا أن نستقبل هذه الذكرى الخالدة في قلوب الشرفاء من رفاقنا الذين لم ينخرطوا في درب الخيانة الوطنية الذي سلكته قيادة العميل حميد مجيد البياتي بروح نضالية لا تقهر , مؤكدين على ثوابت حزبنا التاريخية وفي مقدمتها إننا حزب مناهض للامبريالية ومن المستحيل الجمع بين الشيوعية ودعم غزوات الامبريالية , وعلى هذا الأساس ينبغي علينا مواصلة عملية تنقية وتطهير صفوف حزبنا من الخونة والمنحرفين وإبقاءه سائراً بثبات على سكة النضال التحرري والاشتراكي .

 

إن الاحتفاء بميلاد حزبنا الشيوعي العراقي الذي تأسس في 31 آذار 1934 , كان وما يزال من بين التقاليد العريقة لعموم منظماتنا  الحزبية وهي تحتفي بهذا اليوم الخالد الذي ولدت فيه الطليعة الطبقية الثورية للعمال والفلاحين والكادحين والتي تجسدت في ظهور الحزب الشيوعي العراقي والدور الذي نهض فيه أوائل المناضلين الوطنيين وكان في مقدمتهم الرفيق الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف – فهد – الذي صاغ  الأسس والمبادئ التنظيمية ورسم  البرنامج السياسي استناداً إلى مبادئ النظرية الماركسية – اللينينية .

 

وقد حدد الحزب الأهداف الرئيسية التي تلبي مصالح العمال والفلاحين وسائر الكادحين وكان في أساس تلك السياسة هو محاربة الاستعمار والصهيونية والقوى الرجعية الحليفة لهما, فكان هذا هو الخط السياسي الواضح والصائب في منهج الحزب وبناء منظماته الحزبية والجماهيرية.

 

إن الانحراف في الخط السياسي المعادي للامبريالية والصهيونية والرجعية وصل إلى نقطة الارتداد الكلي عن المنهج الثوري الحقيقي الذي رسمه الحزب لمسيرته النضالية الطويلة وقدم عشرات الشهداء في سبيل ذلك والى حين انتقلت الزمرة الخائنة ( زمرة حميد مجيد البياتي وفخري كريم زنكنه )  إلى صف أعداء الشعب والوطن وأصبحت ضمن دائرة قوى التآمر التي تعاونت مع الاحتلال في حربه العدوانية وانضوت  تحت راية الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ووظفت جهود وسمعة الحزب لخدمة مشروع الاحتلال الاستعماري . إن ما قامت به هذه الزمرة الفاسدة التي تسللت إلى هرم الحزب القيادي وجرت الحزب إلى صفوف أعداء الشيوعية تعد سابقة خطيرة وخطوة لم تحصل في تاريخ الحركة الشيوعية , ولهذا لابد من أن تقف كافة الأحزاب الشيوعية والعمالية واليسارية وقفتها المبدئية والجريئة المطلوبة لنبذ واحتقار وفضح هذه الزمرة المخابراتية وعزلها عن الحركة الشيوعية والعمالية لأنها لوثت وشوهت سمعة الأحزاب الشيوعية بسلوكها المرتد والخياني هذا .

 

إن خيانة الوطن لابد أن تفضي إلى خيانة الشيوعية , وما فعلته زمرة الخونة حميد مجيد وفخري كريم زنكنة كان خيانة للوطن قبل خيانة الشيوعية , وهذه الحقيقة أكدتها تجربة سنوات الاحتلال وكيف أصبح حال هذه الزمرة العميلة  وهي تعيش عزلة تامة  عن الجماهير بالإضافة إلى ما  تعانيه من إقصاء وتهميش لها حتى من بين جوقة زمر العمالة المشاركة في ما يسمى بالعملية السياسية المنهارة , إن الشعب العراقي لفظ هؤلاء الخونة حتى في انتخابات مزورة أقيمت تحت ظل الاحتلال وجنباً إلى جنب مع القوى التابعة للاحتلال وكياناته المعروفة بمعاداتها للشيوعية وقيم الحرية والديمقراطية ومبادئ العدل والمساواة وحقوق الإنسان فعجزوا حتى من الحصول على مقعد واحد في برلمان الاحتلال .

 

أيها الرفاق الأعزاء !

 

إن شعبنا العراقي يخوض معركة الحسم النهائية ضد فلول الخونة والعملاء القابعين في المنطقة الخضراء

 

إن الشعوب ومنذ الانكسار الذي أصاب المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي , جعل الإمبريالية توسع من دائرة نفوذها الاستعماري والتمدد باتجاه السيطرة والهيمنة على منابع البترول في العالم وبالتركيز على منطقة الشرق الأوسط الغنية بثرواتها الاقتصادية والنفطية خاصة , واعتمدت سياسة الحرب والعدوان لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها في ظل سياسة العولمة وتحت شعارها الجديد محاربة الإرهاب الدولي . فالإمبريالية لا يمكنها العيش والتطور بحرية بعيدا عن الاستغلال والحروب . وها هي الشعوب المقهورة من آسيا إلى أفريقيا وأمريكا للاتينية والتي تعاني الفقر والجوع والحرمان من ابسط مستلزمات الحياة الحرة والكريمة تخوض معاركها الكبرى اليوم ضد الامبريالية العالمية التي تعمل على تظليل الجماهير بشعارات وأوهام لم تصمد إمام الواقع المعاش . فقد أتضح وبالحقائق الدامغة فشل واستحالة إنجاز العملية السياسية المخابراتية لصالح الشعب وسقوط وانتهاء شعار بناء العراق الحر الديمقراطي الذي طبل له المحتلون وعملائهم بكل وسائل الدعاية وشراء الذمم .

 

إن الحرب العدوانية التي شنتها الإمبريالية والصهيونية وحلفائها على شعبنا العراقي في 19 آذار 2003 والتي سخرت لها كل وسائل الإبادة والدمار, كانت حرب لا شرعية ومنافية لكل القوانين والأعراف الدولية وانتهاك صارخ لسيادة الدول ,ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة , وكانت ضمن مخطط استعماري مرسوم في الدوائر الإمبريالية والصهيونية العالمية ضد العراق لاعتبارات متعددة سياسية واقتصادية وإستراتيجية هامة يقع العراق ذو الأهمية الجغرافية والاقتصادية في مركز اهتمام الدوائر الاستعمارية وبعد إن حقق النظام الوطني منجزات عظيمة في مختلف الميادين وانتهاج سياسة معادية للإمبريالية والصهيونية مما اغضب هذه الدوائر التي وضعت في أولى مهماتها التصدي للنهج الوطني ولمسيرته التنموية التي غيرت وجه العراق وجعلته من بين البلدان المتطورة , ففي مجالات تأميم النفط والأعمار والصناعة والتقدم العلمي والتكنولوجي والتي اعتبرت تهديدا لمصالح المستعمرين ,مما جعلهم يخططون للقضاء على هذه التجربة الرائدة فاختلقوا الذرائع والمبررات بهدف شن الحرب عليه واستغلوا عملية إعادة الكويت إلى الوطن ألام كبداية لفرض الحصار علية بعد الحرب ثم فرض القرارات الدولية الظالمة بالحصار الشديد الذي الحق الدمار والخراب بالبنية التحتية مما اضر كثيراً بحياة المواطن العراقي الذي قدم  التضحيات الكبيرة  بما فيها آلاف الشهداء .

 

إن حزبنا الشيوعي العراقي سبق له وان حذر ونبه مراراً في بياناته عن تنامي مخاطر الدور الإيراني التخريبي في العراق والمنطقة عموما , وان ما يجري من تدخلات في عموم المنطقة العربية وبالعراق خاصة يهدد وحدة واستقرار ومستقبل البلاد , فعلى كافة القوى الوطنية العراقية المعارضة وفي طليعتها المقاومة الوطنية العراقية اتخاذ المواقف الفعالة في التصدي لهذا التهديد الخطير والوقوف بحزم بوجه إيران والداعمين إلى نفوذ إيران وهي شبكة كيانات من المرتزقة والمأجورين الذين تمدهم إيران بالدعم المادي والعسكري وموزعين  في المنطقة , كما أن الإدارة الأمريكية تتحمل كامل المسؤولية عن التغلغل الإيراني في العراق وهي على معرفة تامة بحقائق هذا التغلغل والنفوذ  ويتم هذا بتنسيق وتعاون واضح بينهما, ولكن تحت غطاء من العداء الإعلامي الزائف  والخطابات التي تفضحها الممارسات والإعمال على ارض الواقع وبالأخص شراكتها في احتلال العراق وقتل أبنائه ونهب ثرواته .

 

إننا أمام بشائر الانتصار على بقايا خدم الاحتلالين الأمريكي والإيراني , وبعد أن تكللت كل الجهود الخيرة للقوى الوطنية والقومية والإسلامية في توحيد صفوفها وطاقاتها , فجاء الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي العام لثوار العراق باعتباره انجازا وطنياً كبيرا عكس الإرادة الوطنية الحرة لثورة الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه .

 

إن المقاومة الوطنية العراقية تخوض معركة الحسم النهائي وها هي المعارك البطولية على أطراف بغداد بعد أن طرد الثوار عصابات المالكي من مدن  الانبار وكبدوهم الخسائر الفادحة , فيعلم أبناء شعبنا العراقي الصابر , إن المعارك في عموم المدن تتوسع ومستمرة في ضرب رؤوس الخونة والمجرمين إلى أن يتحقق النصر النهائي بتحرير البلاد تحريرا شاملاً وكاملاً من بقايا الخونة والمأجورين أذناب المحتل .

 

وفي هذه المناسبة المجيدة ندعو كافة منتسبي الجيش والشرطة , بالوقوف إلى جانب شعبهم ورفض الأوامر التي تطلب منهم القتال ضد إخوانهم وأبناء شعبهم وفي أي مكان في العراق , والالتحاق بقوى الثوار لان هذا الموقف هو الموقف المطلوب من كل وطني شريف يحرص على سلامة أبناء الوطن الواحد . 

 

إن توحيد الصف الوطني يبقى هو الضمانة الأساسية لإحباط المؤامرات الأمريكية – الإيرانية على ارض العراق وهويته الوطنية والقومية.

 

المجد للذكرى الثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي وليبقى راية وطنية خفاقة في سماء العراق مع كل رايات المواجهة البطولية ضد كل أعداء وطننا وشعبنا وامتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .

 

المجد والخلود لشهداء الحزب وشهداء مسيرة التحرير والاستقلال .

 

عاشت فلسطين حرة عربية ومحررة من الاغتصاب الصهيوني .

 

وعاش العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراق بلداً موحداً وحراً ديمقراطياً مستقلاً .

 

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية

هيئة النشر والاعلام

بغــــــــــــــــــــــــــــــداد

 ٣٠ / أذار / ٢٠١٤

 

 





الاحد ٢٩ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة