شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله معز الاسلام بنصره ومذل الكافرين بقهره .. ومستدرج المنافقين بمكره.
والصلاة والسلام على من هدى أمة العرب بنوره ,,
محمدٌ امام أنبياءه وخيرة خلقه ..


أما بعـد :
من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الاخلاص في قلوب جبانة.
فأن يطعنك أحدهم في ظهرك في زمان كثر فيه الخونة فهذا أمر طبيعي , ولكن أن تلتفت وتجده يدعي انه اقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة !!
والخيانة درجات ومراتب .
وهناك خيانة الدين.
فهناك خيانة الأمانة.
وهناك خيانة العهد.
وهناك خيانة الرعية.
وهناك الخيانة في الحرب.


والخيانة في كل احوالها و اشكالها خلق ذميم ورذيلة خسيسة تنفر منها الفطرة السليمة و الضمائر الحية ، وتزداد الخيانة سوءاً إذا اقترنت بالغدر ..


وتزداد فضاعة اذا كان نتيجتها ضياع الاوطان وإراقة الدماء و إماتة و تضييع القضية !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"
وأي صاحب فطرة سليمة وضمير حي ينبغى أن يكون حريصا على أداء الأمانات و الالتزام بالعهود والمواثيق ، إرضاء لله تعالى ، وحبا للخير والفضيلة ، وتمسكا بصفات الأمناء من الصديقين والأنبياء ,الذين يفوزون بجنة الله يوم القيامة.
ولقد حذر الله تعالى من الخيانة بكل اشكالها وأنواعها , وذم اصحابها وجعلهم مطرودين من محضره ..
"وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا"(107) سورة النساء
"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" (38) سورة الحـج
"وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ " (58) سورة الأنفال
"ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ" (52) سورة يوسف


أما خيانة الوطن
فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، وتجمع الامم على اختلاف عقائدها و مشاربها وتوجهاتها على مقت الخائن لوطنه ،
فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن ؛ فأنه لا يمكن ان يكون له اي مبرر ،لأنه يخالف كل عقيدة سماوية او وضعية ,
ولا يوجد اي منطق او تبرير يدفع بأي شخص الى هذا الفعل المشين ايا كان اسمه او عنوانه .
إلا ان يكون نتاجا ً شيطانيا غرته نفسه ليهوي بها في مهاوي الردى ويسقط بها في غياهب الضلال ..
فما هي قيمة المرء بدون وطنه ؟؟ فكيف اذا كان خائنا له ؟؟
ومهما كان هناك الاختلاف في الافكار او العقائد او المبادئ ....


ومهما تورط المرء ببعض الاخطاء ,,فلا يمكن لأي صاحب معدن نقي ودم طاهر و فطرة سليمة وعقيدة حقة ان يخون بلده ووطنه .. سواء بقول او فعل او حتى اشارة ..


ولا يمكن لأي اختلاف ان يبرر خيانة الله والوطن والمبدأ والقضية ..


بل ان بعض اصحاب العقول المريضة امسى يسمي الخيانة بأنها السياسة المطلوبة لمرحلة ما , او لموقف ما !!!
فأي سياسة تعمل لخدمة الله والوطن تكون على هامش التواطؤ والخيانة والعمالة ؟


وما قيمة اي نصر سياسي او انجاز يتم استحصاله اذا كان على هامش الخيانة او العمالة والتواطؤ مع اعداء الله و الوطن ؟
والى اي مدى وصل ببعض ادعياء السياسة التفريط والتهاون والخداع والتزييف و ان يقوموا بخلط الاسماء والمسميات لتزيين الصورة وتغييب الحقيقة ؟؟


فالخيانة خيانة مهما جملوها وزينوها و وضعوا لها عناوين اخرى لتغييب الحقيقة.
قد نختلف مع احد في الرؤيا وقد نمقته و نمقت افعاله ورؤيته للأمور ،
وقد تتطلب بعض المواقف التعامل بواقعية وبشيء من سعة الصدر .. خصوصا مع المسميات والعناوين التي تفرض سياساتها بقوتها الظالمة المارقة ..


ولكن ليس على حساب العقيدة والوطن والموقف الحق ..
وليس على حساب المبادئ التي ضحى من اجلها الملايين من دمائهم وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيلها.
و لا شيء يبرر خيانة الله والوطن والقضية.


ومن المعلوم ان هنالك ثلاثة صفات مرتبطة أحداهن بالأخرى و لا تكون احداهن إلا بالأخرى : ( الغـدر ، و الخيانة ، و النفاق ) .


فالغدر يتطلب الخيانة ، و الخيانة تتطلب النفاق ، و جميع هذه الصفات هي من أقبح و أرذل الصفات التي قد تجتمع عند إنسان .


حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن و يزدريه ،
لأن خيانة الوطن تعني بالضرورة عدم المروءة ،
والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عِرضهُ وشرفه كما يمكنه أن يبيع وطنه ،
وإذا أعتقد اي من هؤلاء الاسماء والعناوين ان الخيانة ستذهب ويذهب ذكرها مع الايام.
او ان هنالك اشخاص او مسميات وتحت اي عنوان سيمررون فعلتهم بناءا ً على مقتضيات الظروف والضرورة ..
فأن الله و الوطن و التاريخ لا يمكن ان يصفح عنهم أبدا ،


فقال الله تعالى
"يَا أَيُّهَا الَّذيِنَ ءَامَنُوا لا تَخُونُوا الله والرَّسُولَ وتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " الآنفال 27
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة "
ونتذكر ما قاله الشاعر العربي في الاخلاص للوطن والقضية ..
بلادي وأن هانت على عزيزة
ولو أنني أعرى بها و أجوعُ
ولى كف ضرغام أصول ببطشها
و أشرى بها بين الورى و أبيعُ
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها
وفى بطنها للمجدبين ربيعُ
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى
خلاصا لها ؟ أني إذن لوضيعُ

 

 





الاربعاء ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة