يا أبناء شعبنا العراقي الأبي
إن حزبنا الشيوعي العراقي عندما يوجه إليكم هذا البيان الذي يدعو فيه إلى مقاطعة ما يسمى بالانتخابات البرلمانية , يدرك أهمية المقاطعة في عملية التصويت وفي هذه المرحلة المأساوية الحرجة بالذات التي يمر فيها بلدنا جراء منهج وسلوك الفاشية الجديدة بمظهرها الإرهابي الخطير في العراق وأشكال الدمار والتخريب والقتل والفساد والنهب المتواصل لثرواتنا من قبل الاحتلال وذيوله العميلة المتمثلة بكيانات متخلفة طائفية عنصرية إجرامية همها الوحيد الاستحواذ على السلطة السياسية في البلاد وهي تحضي بالدعم والإسناد من قبل قوى الاحتلالين الأمريكي والإيراني الغاشمين اللذين جائى بهذه الوجوه القذرة لتكون الواجهة والأداة التنفيذية لفرض هيمنتهما الاستعمارية على الإرادة الحرة لشعبنا العراقي ومع كل ما حصل من التجارب المريرة للسنوات الإحدى عشر من عمر الاحتلال وبمعطياتها وشواهدها الماثلة أمام أنظاركم وكيف وصلت حالة التدهور والتردي في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والأمنية والى الحد الذي جعل المواطن العراقي لا يستطيع الحركة من مكان إلى آخر نتيجة انتشار عصابات ومافيات الجريمة المنظمة في هياكل هذه الكيانات التي تسمي نفسها أحزابا سياسية تسلطت على رقاب الناس بقوة الحديد والنار وباسم الديمقراطية وبناء العراق الجديد .

إن حزبنا الشيوعي العراقي وهو يواصل نضاله البطولي جنباً إلى جنب مع كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية المعارضة للاحتلالين يرى أن المشاركة في الدورة الانتخابية قد يفسح المجال لإعادة بقاء نفس الكيانات الطائفية والعنصرية المجبولة على الفساد والكراهية والحقد والضغينة وبعد أن أثبتت تجربة السنوات السابقة لحكمها الدموي والإرهابي أنها لا تصلح أبدا لان تنتخب ويعطى لها فرصة البقاء على دفة الحكم وتكرار دورة نزيف الدم على أيدي هؤلاء الخونة الفاسدين الذين لم يقدموا أية انجازات لخدمة الشعب عدى تسابقهم لنهب أموال وثروات البلاد والقتل والتشريد والدمار الذي حل بالعراق .

إن حزبنا ومنذ اليوم الأول للاحتلال أعلن موقفه المبدئي الثابت الرافض للاحتلال وما نتج عن الاحتلال وتحت أي مسمى كان يطلقه المحتل ليضفي بواسطته شرعيته الزائفة والباطلة ومنها بالأساس دستوره البريمري الذي أصبح دستوراً لتمزيق وحدة الوطن وتقسيمه وفقاً للأهداف الاستعمارية الصهيونية وبما يتوافق مع طموحات هيمنة إيرانية توسعية على أراضينا ومياهنا وثرواتنا النفطية وفي ظل النفوذ المزدوج لعملاء إيران في سلطة الاحتلال .

إن كل المؤشرات والدلائل التي ظهرت قبل إجراء هذه المهزلة الانتخابية ومن خلال مظاهر الدعايات الإعلامية للمرشحين ، نأخذ منها بعض العينات التي تؤكد صحة ما ذهبنا إليه في تقديراتنا , من أن شيئاً لم ولن يتغير في طبيعة وتشكيلة الكيانات والوجوه السابقة , باستثناء إبراز شعارات فضفاضة كاذبة ومخادعة لتضليل وإيهام المواطن العراقي من أن هناك توجهات للتغيير ... والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح أمام كل من يريد التوجه إلى صناديق الانتخابات هو:

ماذا حققت هذه الكيانات في الدورة البرلمانية السابقة من انجازات لصالح المواطنين ؟
والجواب القاطع الذي يتردد على لسان الغالبية العظمى من أبناء الشعب هو : تحقق المزيد من النهب والسرقات للثروات وللمال العام والخاص واستثراء فاحش للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة ومنهم بطانة النواب مما جعل الغالبية منهم من أصحاب المليارات , ازدادت جرائم القتل والإعدامات والاعتقالات والاغتيالات والتهجير والتفجيرات اليومية التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء , انتشار ظاهرة البطالة بين الشباب وشيوع مظاهر الطلاق والتحلل والفساد الأخلاقي بصورة غير مسبوقة في المجتمع العراقي .

كما لاحظنا بروز أشكال وأساليب دعائية هدفها خداع وتضليل المواطنين, عكستها عناوين وأسماء قوائم المرشحين لخوض الانتخابات أظهرتها القنوات الإعلامية وهي تحاول تصوير ذات الوجوه الفاسدة التي كانت في عضوية مجلس النواب وفي السلطة الحاكمة نأخذ بعض الشواهد منها كالأتي:

1 - قائمة المواطن ينتصر ( وهي قائمة عمار طبطبائي ... ولنسأل عمار... بماذا ينتصر المواطن العراقي ؟ هل ينتصر بنهبكم للنفط العراقي وتسويقه إلى بلدكم إيران على حساب فقر وجوع الشعب ؟ .. ينتصر لأنكم جعلتم المواطن يعيش مثلما تعيشون انتم وعوائلكم ومافياتكم في منتهى البذخ والإسراف والترف ... ينتصر بطائفيتكم القذرة التي حولتم بها الشعب العراقي إلى سنة وشيعة وحرب طائفية تقتل أبناء الشعب الواحد .. نقول لكم إن المواطن يحتضر بسبب جرائمكم وفسادكم وهذا هو ما حققتموه بالفعل للمواطن في سلطتكم التي اخترتم لها المجرم نوري المالكي من بيتكم الإيراني الطائفي .

2 – قائمة تحالف الوفاء للوطن ( قائمة الشابندر ... نعم أنها وفاء حقيقي للطائفية المقيتة التي تعرف كيف توظفها لخدمة أسيادكم في إيران , فإذا كنت يا شابندر تجيد اللعب على الحبال .. فاعرف أن انشقاقك عن قائمة المالكي لا تعدو إلا لعبة توزيع الأدوار , وستبقى معه مربوطاً بالوتد الطائفي الإيراني .. وسوف لن تكون نزيهاً مهما غيرت لافتة عنوان قائمتك , ولن تستطيع خداع الناس بهذا الوفاء الزائف الذي لا يتطابق مع حقيقتك التي عرفها الشعب ... فأنت واحد من هؤلاء العملاء الفاسدين في سلطة الاحتلال .

3 – قائمة ائتلاف الأحرار ( قائمة بهاء الاعرجي ) ... ه الله .. ه الله .. بالعراق ... يا بهاء الاعرجي ... من أين لك هذه المليارات .. يسألونك المواطنين العراقيين الجياع الذين التقطت معهم صورا لدعايتك الانتخابية .. فكنت تزور الفقراء, تقبل الأطفال, تحتضن العجائز , تظهر مع شيوخ عشائر الدولار ... وهكذا تريد أن تفوز بهذه اللقطات الكوميدية الساخرة .. الم تكن أنت واحدا من أقطاب سلطة العمالة للاحتلال يا سيد بهاء الاعرجي , الم تكن أنت من إفراد البيت الطائفي ومن المجندين لإيران وتدير هيئة النزاهة ( هيئة الفساد ) ؟ .. كم هم أعداد الفاسدين الذين ظهروا في سلطتكم العميلة وماذا فعلتم بهؤلاء الفاسدين ؟ الم يكن نوري المالكي هو الافسد في بيتكم الطائفي الحاكم ؟ .. فلماذا لم تحيله هيئة نزاهتكم إلى القضاء ومحاكمته على جرائمه ونهبه الذي فاق كل الحدود وكل الفاسدين ؟ ... ه الله ... ه الله بالعراق يا بهاء .. لا تصدق أن بمقدورك خداع وتضليل العراقيين مهما أكثرت من لقطات صور الدعاية ... تبقى أنت بهاء المفضوح والمنافق والملياردير بليلة وضحاها .

4 – قائمة معاً نبني العراق ( الشريف علي ابن الحسين ) نسأل الشريف ابن الحسين ... كيف يمكن لمثل هذا الشريف أن يكون مع دولة القانون التي يقودها المجرم الطائفي العميل المزدوج نوري مالكي الذي لا يملك ذرة من الشرف وان تكون معه يا شريف ابن الحسين ؟ .. لا يمكن أبدا للشريف أن يكون في بيت عهر وفساد ... فكيف تقبل بهذا المكان يا علي ابن الحسين ؟ نعم نقولها لك بهذه الصراحة وهذا الوضوح لكي تعرف نفسك أنت بعيد عن شرف المواطن العراقي الأصيل الذي يكافح ضد الاحتلال وعمليته السياسية الفاسدة المنهارة التي تريد بترشيحك ترميمها وإدامة بقائها .

5 – القائمة الوطنية ( الدكتور أياد علاوي ) ... والنعم لوطنية الدكتور أياد علاوي ... فأول مواصفات الوطنية التي يحملها علاوي , هي اعترافه الشخصي من انه عميل لخمسة عشر جهاز مخابرات دولي ... فهذا الوطني الذي دخل مع قوات الاحتلال , ونصبه الاحتلال أول رئيس وزراء لسلطة الاحتلال , كانت فترة رئاسته لا تقل فسادا وإجراما عمن جاء بعده لهذه السلطة , فعلاوي الذي تنازل عن حق القائمة العراقية التي فازت في الانتخابات السابقة وخضع للضغوط الأمريكية الإيرانية والتي نصبت على أثرها المجرم نوري المالكي بدلا عنه . إن أياد علاوي لا يختلف عن باقي العملاء المشاركين في العملية السياسية في خدمته للمحتل , والأفعال الإجرامية التي سادت فترات الاحتلال والخراب والدمار الذي لحق بالبلاد . فيبقى علاوي هو ذلك العميل الذي يتفاخر بعمالته للمخابرات الأجنبية , فهل يستحق هذا العميل الثقة مجدداً من العراقيين ؟.

6 – قائمة افسد الفاسدين ( دولة نوري المالكي ) ... هذه القائمة بكل عناوين مرشحيها وعلى رأسهم المجرم نوري مالكي , لا تحتاج إلى التعريف , فهي قائمة العمالة المزدوجة , قائمة الإجرام والقتل والنهب والفساد بكل أشكاله , قائمة الطائفية القذرة التي جعلت من الانبار وأبنائها الأحرار الشرفاء ميدان حرب إبادة طائفية شاملة , وهي تمتد لباقي مدن العراق التي ترفض سيطرة عصابات الإجرام التي يقودها الإرهابي الدعوجي نوري المالكي ويشاركه في هذه الجرائم الكيانات العملية المرتبطة بالنظام الإيراني مصدر الطائفية والعنصرية الحاقدة على كل قيم الإنسانية .

إن نوري مالكي وشلته الطائفية , أصبح رمزاً للجريمة والفساد والتسلط والديكتاتورية وهذا باعتراف اقرب المتحالفين معه في السلطة ... إن نوري مالكي الذي يطمح جاهدا وبكل الوسائل القذرة البقاء في السلطة لدورة ثالثة , فهو يحضر لعدة سيناريوهات لضمان فوزه في هذه الانتخابات إذا ما جرت بوقتها المقرر في 30 من نيسان الجاري ... أول هذه السيناريوهات يعتمد على تزوير أصوات الناخبين من خلال وضع صناديق الانتخابات في قواعد وثكنات عسكرية تابعة لنفوذه , وهذا ما يسهل علية اللعب بهذه الأوراق بحسب مشيئته ... السيناريو الثاني , هو إعلان حالة الطوارئ في البلاد بعد افتعال موجه من التفجيرات الإرهابية في المدن العراقية التي جند لها عصاباته بمعاونة المخابرات الإيرانية لتكون مبررا لإعلان حالة الطوارئ ومن ثم إلغاء الانتخابات وبهذا يعطي لنفسه صلاحية البقاء في السلطة لوقت أطول .

إن نوري مالكي كشف في مقابلته مع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني قبل أيام , اخطر توجهاته الطائفية العدوانية ضد السعودية , بقوله صراحة من انه يخوض حرب مع السعودية ... هذا الموقف الخطير سيجر البلاد والمنطقة برمتها إلى حرب تغذيها إيران بنزعتها التوسعية يشعلها نوري المالكي ارضاءاً لملالي إيران الحاقدين .

إن حزبنا الشيوعي العراقي , يحذر أبناء شعبنا العراقي كافة من تداعيات هذا النهج العدواني الخطير الذي يسلكه المجرم نوري مالكي المتعطش لسفك الدماء , فجرائم القتل اليومي في الانبار والمدن العراقية الأخرى لا تشبع غليله , ويسعى إلى المزيد من إثارة الفتن والحروب الطائفية , وهذا يستدعي من كل العراقيين الأحرار والثوار من أبناء المقاومة الوطنية العراقية التصدي بقوة لسلطة العمالة وإسقاط العملية السياسية بأكملها .

أما فيما يتعلق عن تقييمنا لباقي القوائم الانتخابية وعدم تطرقنا إليها , فهذا لا يعني أبدا من أننا نزكي هذه القوائم فجميع المشاركين في ماراثون الانتخابات هم من أركان العملية السياسية المخابراتية , كما أنهم شركاء في الجرائم التي تجري على ارض العراق .

إن الخونة والمرتدين في زمرة حميد مجيد البياتي هم الأكثر تعاسة وخسة وانحطاطاً من بين كل الذين يتسابقون إلى كراسي البرلمان المسخ وهم يمنون أنفسهم المريضة بإصلاح العملية السياسية المنهارة وطرح أنفسهم في سوق المزايدة والمتاجرة بالشعارات الرنانة الفارغة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية في ظل سلطة احتلال عميلة في تراكيب كافة قواها السياسية .

إن الانتخابات التي تراهن عليها واشنطن وطهران معاً , بفوز عملائهم في المنطقة الخضراء قد فشلت قبل أن تبدأ , فالمزاد العلني لبيع وشراء البطاقات الانتخابية التي أعلن عنها الشريفي في أكثر من مرة هي واحدة من الفضائح الكبيرة التي تكشف حقيقة التزوير والتزييف للإرادة الناخب العراقي , وما أعلن عنه النجيفي رئيس مجلس النواب في معرض حديثه عن الأساليب المتبعة لتزوير الانتخابات هو تهجير أكثر من 90 ألف مواطن في حزام بغداد قامت بها عصابات السلطة العميلة وهذا ما يمنع هذه الأعداد الكبيرة من المشاركة في الانتخابات , فضلاً حالة الحرب في الانبار ومدن أخرى .

إن اشتداد حالات التشرذم والانقسامات بين صفوف الكيانات المشاركة في العملية السياسية المنهارة قد ضاعف من حدة الصراعات التناحرية الدموية وعرى حقيقة هذه الوجوه الفاسدة وكشف تآمر بعضهم على البعض وكيف وظفوا دستورهم المسخ لتصبح بنوده حقول ألغام تتفجر بوجوههم وتتآكل قدراتهم وشعاراتهم المزيفة التي يتبجحون فيها أمام العالم عن ديمقراطية العراق الجديد الذي بشر به المحتل , إلى أن جعلوا العراق ساحة فوضى خلاقة للإرهاب الدموي وبؤرة خطيرة للانتشار فيروس الطائفية في الجسد العراقي تغذية عصابات دولية تقودها أمريكا والصهيونية وبالتعاون الوثيق مع حكام طهران ,مما جعل الشارع العراقي في غليان شديد معلناً رفضه لتسلط هذه الكيانات المنبوذة الغريبة والعميلة من حملة الجنسيات المتعددة وهي تنهب بالمال العام وعلى حساب الفقراء والجياع والمعدمين من أبناء شعبنا الصابر .

إن حزبنا الشيوعي العراقي يؤكد إدراكا منه لمسئولياته الوطنية , بوضعه للحقائق كما هي في ارض الواقع أمام المواطن العراقي الشريف والحريص على مصلحة الوطن والشعب أن يقاطع هذه الانتخابات مقاطعة تامة وبلا تردد أو خوف وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع وسيكون هذا الموقف انعكاس للتعبير الواضح والصريح لرفض كافة ممثلي كيانات الجريمة والفساد والعمالة الذين اثبتوا أنهم لا يستحقون إلا البصاق في وجوههم الماكرة القبيحة والقذرة .

 
وكلمة أخيرة إلى كافة رفاقنا ومنظماتنا الحزبية ,وما تقتضيه ضرورة العمل على تعبئة الجماهير وتبصيرها بأهمية المقاطعة للانتخابات وبعدم تكرار دورة طاحونة القتل والجريمة على يد السفاحين الجدد وعلى رأسهم عصابات نوري المالكي وعمار طبطبائي وهادي العامري والجعفري والجلبي بكياناتهم الإرهابية واللصوصية الطائفية الإيرانية .

عاشت وحدة الشعب في مسيرته الثورية من اجل التحرر والاستقلال .
والنصر لثوار المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها المجاهدة .
والعار كل العار لمن ينتخب قوائم كيانات خدم المحتل من القتلة وناهبي قوت الشعب .

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية
بغـــــــــــــــــداد
‏ ٢٤ / نيســان / ٢٠١٤