شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد ..


ان المؤامرة على الأمة هي تاريخ ماضي و حاضر يتجدد , على اختلاف الازمان والأدوات والأسماء والعناوين.
ومخططات تدفعنا الى شمِّ رائحة التآمر في كل شيء حتى في المواقف البريئة ، وتجعلنا في الكثير من مواقفها نعيش في ذهول عما يحاك ضدَّنا ويدبَّر لنا، من مظاهر التآمر الخبيث والكيد الخسيس على الأمة في شتى المجالات.
ومن ذلك ينبغي أن يُنظَر للأمور على حقيقتها ، وأن توضع في نصابها،


وبعيد عن المجاملات والرياء والخداع والكذب ...الذي يمتهنه الكثير من ادعياء العروبة والإسلام وأدعياء الوطنية ...
و لان الغزاة وقوى الاستكبار في الارض ارادوا اخماد والقضاء على اي بصيص من النور في النفق المظلم ,
وقطع اي حبل من حبال الامل قد تنهض به الامة او صوت حق يجعلها تفيق من سباتها الذي طال.


و هذا ما اراده الغزاة والعملاء ,,
عندما ارادوا وجاءوا للقضاء على صدام حسين ...
لأنهم يعلمون كل العلم ان بقاء صدام حسين في العراق بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام سيكون حجر تتعثر به كل مخططاتهم لتحقيق الهيمنة الكاملة على الامة وشعوبها وثقافتها و ثرواتها ..
ولعلمهم ان صدام حسين هو صمام امان العراق ...
بل صمام امان المنطقة العربية بالكامل ضد مشاريعهم و مخططاتهم,
وسيعترض على ذلك المتقولين او من المتفلسفين او غيرهم ..من الجهلاء أو المتنفعين من بقاء حال العراق على ما هو عليه اليوم بعد الاحتلال من التبعية المذلة للأجنبي .
الذين رضوا ان يكونوا مطايا للأجنبي ووفروا له الشرعية في سرقة ثروات الوطن ..
ليجود عليهم بعدها ببعض الفتات من فضلاته و مما زهد فيه.


ونقول لهؤلاء وغيرهم ..هل رأيتم الى ماذا وصل العراق اليوم بعد الاحتلال ؟
فأين عراق اليوم من عراق الامس ؟
فو الله لا يجادل اليوم احد في ذلك إلا متواطئ او متحيز للمحتل او عملاء المحتل .. من شخوص ما يسمى بالعملية السياسية ..


ام هل رأيتم حالة الانبطاح الكبيرة للقادة العرب العملاء منهم وغير العملاء ..
ام هل رأيتم حالة الخزي والتبعية المذلة للغرب و لمشروع المد الصفوي الخميني والصهيوني في المنطقة لبعض الاسماء والعناوين من الذين يدعون انهم قادة العرب ؟؟


وسيأتي هؤلاء الجهلاء او العملاء ليقول ان ما حدث هو نتيجة مايسميها "السياسات الخاطئة " لصدام حسين !
ونقول لهم ...


من المؤكد انكم تنظرون لحال العرب اليوم من حكام وشعوب ..
فهل يرضى اي انسان حر ان يكون منبطحا للغرب و مخططاته مع المنبطحين وعلى كثرتهم اليوم للأسف الشديد ؟؟
ام هل يرضى اي انسان حر ان يكون من ضمن مجموعة العملاء من الحاكمين للمحميات العربية ويكون ضمن عرابي مخطط الاستعمار والتبعية للأجنبي في المنطقة ؟؟
وليكون الحاكم بأمر الغزاة !!!


فالخيانة لا تعدوا ولا تخرج عن احد الامرين ..
اما جبان منبطح وخاضع ذليل لقوى الاستكبار والطغيان وبذلك جعلهم اسياداً حاكمين على الوطن الشعب و بذلك لن يكون لديه اي رجولة او رأي سوى ان ينفذ طائعاً صاغراً ما يطلبه منه اسياده الغزاة.


او ان يكون عميلأ يتحرك وفق ما هو مرسوم له من دور , ضمن شخصيات اللاعبين والواجهات والعناوين الموجودة على الساحة و على هامش العمالة والخيانة لله والقضية والمبادئ..


أما الخيار الاخير الذي لا يعجب قوى الاستعمار ولا اذنابهم من عباد الشيطان ..
هو ان تقاتل ببسالة ورجولة وشرف ...


وتدافع عن حقك في الوجود والسيادة و عن هويتك العربية وارثك الحضاري وحق شعبك في الحياة الحرة الكريمة ..
فان كان رأي اي احد من المتقولين او الادعياء او المتطاولين انه يريد الخيار الاول او الثاني ..
فهذا لا يستحق حتى عناء الرد عليه لأنه سقط في غياهب الضلال وتدرج في مراتب الكفر والخيانة ..


اما ما هو عليه اصحاب الخيار الأخير..
من اصحاب الرأي السديد والقول الحق ...
وهو ما عليه كل الشرفاء و الاخيار وحملة الراية وورثة السلالة الطاهرة.
فهو يقين و عقيدة جاء بها كل رسل الله وأنبياءه المختارون وقاتل دفاعاً عنها كل الربيون ...
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ...


فما هي قيمة الحياة ان كان المرء يعيشها في ذل وتبعية ؟؟

وما هي قيمة الاوطان ان كانت تدار من خارج الحدود ؟؟
ولحساب جهات ومصالح هي بالضرورة غايتها اهلاك الامة وتدمير ارثها وتاريخها واقتياد شعوبها نحو الرذيلة والضلال ناهيك عن غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة ؟


اما من يريد ان يكون له دور على شاكلة عرابي المشروع الاستعماري في المنطقة ويكون له رصيد في العمالة و خيانة الله و الامة والقضية ..


ويحقق مصالحه على حساب رضاء الله و على حساب مصالح الامة و الوطن.
وعلى شاكلة حماة العروش في المنطقة.


المتفانين في حماية عروشهم ولو على حساب شعوبهم وأمتهم وكرامتهم و ايمانهم ..


فليعلموا انهم بمجرد ما ينتهي الدور المطلوب منهم تنفيذه من قبل قوى الاستعمار ..
سيتم الانقلاب عليهم والتعامل معهم كورقة محروقة لا قيمة لها سوى القاءها في اقرب سلة للمهملات !!


وهذا ما حدث للعديد من اصحاب العروش في المنطقة عندما جاءت رياح ما يسمى بالربيع العربي ..
و الذي خططت له مسبقا ً قوى الاستكبار في الارض لتنفيذ اجندة تفتيت الامة وقتل شعوبها بأسم التغيير والحرية والديمقراطية و اطاحت من خلاله برؤوس كان لها الريادة في خدمة مخططات القوى الاستعمارية وعلى شاكلة ما حدث بمصر.


لان وجودهم لم يعد يخدم اصول اللعبة وآلياتها في المنطقة .


وعلى النظير من ذلك عندما هبت رياح ما يسمى بالربيع العربي على اقطار ودول مثل العراق وسوريا وغيرها ..لم تدفع ولم تسمح قوى الاستعمار والطغيان بحدوث التغيير المطلوب وفق ارادة الشعوب , لان التغيير المطلوب في تلك الدول لا يصب في مصلحة مشروعهم الكبير في المنطقة !!


و هنالك من يناظر او يدعي ان له رؤيا سياسية تبيح له ان يتعامل مع الغزاة .
وفق ما يسميه المصالح المشتركة !
ونقول له هل هنالك رؤيا مشتركة مع الغزاة سوى ان تكون خادماً طائعاً تابعاً لمخططاتهم؟


او ان تكون واجهة وحاكم بأمرهم ..
ولكن يأبى الله إلا ان يظهر الحق ولو كره الكافرون وأذنابهم .
وليعلم حملة الراية ...انما هي ايام ..ويعود الحق الى اصحابه ..
وينتصر الحق على الباطل ..وما هو إلا هامش من الابتلاء للاختيار والتمحيص ..
و ليميز الله به الخبيث من الطيب ...وعلى الله فليتوكل المؤمنون .


بسم الله الرحمن الرحيم
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2-3]


فلابد من الاختبار ، ولابد من الابتلاء ...وليميز الله الناس على معسكرين .. فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه..


{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت:11]


عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعوداً، فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها،
حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟


قال: (هي فتنة هربٍ وحربٍ، ثم فتنة السَّرَّاء ، دَخَلُها، أو دَخَنُهَا، من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، إنما وليي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقطعت. تمادت، فيصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان، لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق، لا إيمان فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد).أخرجه أبو داود (4242)

 

وسينتصر الحق مهما طال زمن البلاء....وان غدا لناضره قريب ,,
فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْأَمْثَال"الرعد"






الاحد ٢٧ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة