شبكة ذي قار
عـاجـل










لا عزاء لمَن كذّبوا على أنفسهم وصدّقوا الكذبة
لا عزاء لمَن خدعوا الشعب وخدعوا أنفسهم
لا عزاء لمَن يصرون على البقاء أدوات رخيصة بيد عملاء الاحتلال
لا عزاء لمن أضاعوا بوصلة الشرف الشخصي والوطني فتعاطوا مع الاحتلال على انه أمر واقع لا خلاص منه.


قُلنا وأعدنا القول مرارا وتكرارا إن الانتخابات في ظل العملية السياسية التي فرّخها الاحتلال لا تعبر إلا عن برامج الاحتلال وأجنداته المختلفة وأهدافه وغاياته التي لا وصف لها إلا بالعدوانية والإجرامية وغير الشرعية. وقلنا مرارا وتكرارا إن الأحزاب والقوى والأشخاص التي جلبها الغزاة لأداء ادوار الخيانة كواجهة لهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يعرفونها أصلا وفاقد الشئ لا يعطيه. وكتبنا عن اللغو الإعلامي المعبر عن مناهج نفسية مدروسة بعناية لتهيئة الأرضيات السياسية والاجتماعية لإدامة تأثير الأفيون المدسوس في اللعبة الانتخابية لمنح المزيد من الزمن لسلطة الخونة التي تقدم كل ما أرادته أميركا من احتلال العراق بدءا من تمكين إيران كوريث لها بعد أن هربت تحت وطأة نيران المقاومة العراقية الباسلة وانتهاء بالسيطرة الكاملة على أسواق العراق النفطية استيرادا مجانيا أو شبه مجاني وتسليحا لسحب الأموال الممنوحة للسلطة المنصبة من الحصة النفطية التي يجود بها صندوق تمويل العراق أو أي مسمى آخر غيره.


لو افترضنا جدلا لأغراض التفكر والحوار أن المالكي هو صاحب القرار في البقاء أو تسليم السلطة فكيف لنا أن نجد أي سبب وجيه عقائدي إيديولوجي ديني أخلاقي مبدئي, أي شئ على الإطلاق, يجعل حزب الدعوة ونوري عفيفا شريفا مهذبا مؤمنا ديمقراطيا ليمارس وهو في السلطة نزاهة المنافسة مع أقرانه وخصومه؟ الجواب قطعا لا يوجد لأن نوري مقامر ومجرم وحزب الدعوة حزب عميل خائن لا يوصف إلا بكونه أداة بيد إيران من يوم تأسس إلى اليوم، بل انه تأسس لهذا الغرض وهو مخلص له إخلاصا تاما. وغرماء وشركاء الدعوة ونوري يقرون بهذه الحقائق قبلنا. ونفس الوصف يسري على كل أطراف العملية السياسية دون استثناء.


لو ترك نوري حبل الانتخابات على الغارب فهو غبي من طراز خاص ولخيب آمال أميركا وإيران وحتى شركاءه الذين يشتمونه في الإعلام ويأكلون فتات عشاءه مباشرة بعد انتهاء برامج الشتم الممنهج المسرحي وهم من لقنوه عباراته المشهورة: بعد ما نطيها!


كيف يسلم السلطة وهي التي باع من اجلها شرفه وعرضه وصار سمسارا لليهود والنصارى وعساكر الغزاة بكل أوصافهم الدينية والملحدة؟ كيف يسمح بتفوق غرماءه وأقرانه عليه وهو في السلطة ويمتلك:


مفوضية انتخابات قوامها موالين وأجراء عند نوري وحزبه.
كل خزائن العراق وبوسعه أن يشتري بها أي عدد من الأصوات.
سلطته وشبكة تأثيره غير الشريف في جيش الدمج الذي أسسه بيده وكذا الشرطة.
سلطته وشبكة تأثيره غير الأخلاقي على رقاب كل الموظفين في العراق.
سلطته على العديد من عشائر الفرات والجنوب التي عين بنفسه شيوخها وشكل منهم مجالس إسناده.


سلطته على مديريات البلديات والتسجيل العقاري وما تمتلكه من أراضي وسلطة توزيع هذه الأراضي السكنية التي يسيل لها لعاب الألوف.


كل هذه العوامل وغيرها هي أدوات فاعلة في توجيه نتائج الانتخابات إلى ما يريده نوري إن كانت تسير بغير اتجاه، بل وأكثر من هذا تنظيم المنتج الانتخابي بطريقة تضمن له عدم حصول انتخابات لا تمنح ائتلافه القدح المعلى.


لقد وقت نوري هجومه على الأنبار ومدن العراق المعتصمة مدنيا في توقيتات تتيح له مسك رقاب أصحاب قرار البقاء من عدمه وهم تحديدا أميركا وإيران. وسير بعض مجريات الحرب على الشعب بحيث تقدم كل الإيحاءات على خطورة ما تتعرض له العملية الاحتلالية ووجودها برمته وبما يجعل أميركا بالذات أمام خيارات صعبه في الوقت الذي تعمل فيه جاهدة على إنقاذ منتجها الاحتلالي وديمومة بقاءها في العراق والمنطقة بكل السبل المتاحة وبأي ثمن.


إن أحرار العراق على دراية كاملة بما جرى قبل أن يأخذ طريقه إلى العلن وندرك تماما إن نوري وحزبه في النهاية هو احد وجوه الاحتلال فان ظل أو رحل فمن يأتي بديلا له لن يكون اقل إجراما وفسادا وفشلا منه. ونحن ندرك أن مَن يوصفون بالأكثر اعتدالا من الليبراليين العملاء وغير المتورطين في العقائد السياسية المذهبية فرصهم معدومة وكان تسليم علاوي للسلطة الاحتلالية درسا بليغا للدعوة وشركاءه لن يسمحون بتكراره ما دامت العملية السياسية الاحتلالية حية تتنفس عفن الخيانة والغدر والإجرام.


وفي الوقت الذي نعلن عن شماتتنا بما تحقق من فشل جديد للعملية السياسية فإننا نرى أنها مناسبة لتصعيد الفعل القتالي الجسور للمقاومة والثوار لتوسيع قواعد الثورة ومثاباتها والاقتراب رويدا رويدا من قلب العراق النابض بغداد لفك أسرها وإعادة أبناء العراق إلى سلطة وطنهم.
 





الثلاثاء ٢٠ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة