شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ان صار معلوماَ للعالم اجمع ان ثورة العشائر او ما يطلقه البعض ( المسلحون ) قد فرضوا سيطرتهم على اكثر من محافظة والعديد من المدن بمنشآتها ومطاراتها وقواعدها ومعسكراتها العامرة بالمعدات والاسلحة المختلفة، وهم في زحف جدي باتجاه العاصمة بغداد يقابله انهيار تام للقوات الحكومية وهزائم وهروب مستمر رغم الاسناد الايراني والمليشيات الطائفية وتحصّن رئيس السلطة ومن تبقى معه في ( المنطقة الخضراء ) بعد نشر اكثر من قوة حول العاصمة فضلاَ عن حفر الخنادق ، ومواصلة الزعيق بطلب النجدة من هذا وذاك بدعوى مواجهة ( داعش والارهاب! ) ،

 

الولايات المتحدة وايران الملالي شريكها في تدمير واحتلال العراق عام 2003 واقامة السلطة الطائفية الفاسدة كانا اول المصدومين والمتحركين لايقاف انهيار سلطة المالكي التي حملتّها ادارة اوباما المسؤولية الكاملة عما يحصل بسبب السياسة الاقصائية الخاطئة وكون" المالكي دمية في يد الايرانيين " على حد وصف ( جيه غارنر ) اول حاكم عسكري اميركي للعراق بعد الاحتلال! ،وكرد فعل اولي ورغم وجود اتفاقية امنية مع الاميركان رفضوا التدخل على الارض عسكرياَ ،وتلخّص العون في الامور المعلوماتية واللوجستية وبالفعل، وبعد ضمانات قضائية بالحصانة، اعلن عن ارسال 300 خبير عسكري اميركي الى بغداد ، وحتى لو شاركت واشنطن ، كما قيل، بطائرات بدون طيار فانها حسب اجماع جنرالات البنتاغون ومنهم الجنرال ( مارك كيمت ) قائد القوات الاميركية في العراق سابقا فانها"..لن تحقق اي نتيجة" وامس 23 / 6 وصل ( جون كيري ) وزير الخارجية الاميركي بغداد وألتقى فور وصوله بعدد من اركان السلطة واولهم المالكي اذ ابلغهم بضروراقامة حكومة انقاذ وطني برئاسة شخصية مقبولة من الجميع ! وهذا يعني ،ضمنا، انه ابلغ المالكي بالتنحي وهذا ما عكسته صورثلاثي القيادة العامة للقوات المسلحة ( المالكي والدليمي والفياض ) الشاحبة اثر الاجتماع مباشرة ،كما انه سيلتقي يوم غد في اربيل بـ ( مسعود اليارزاني ) الذي استبق اللقاء بحديث مطّول مع الصحفية المعروفة ( افغانبور ) في الـ ( سي ان ان ) بتأكيده "ان على الشعب الكردي ان يغتنم فرصة انهيار الحكومة المركزية لتحديد مستقبله " ويقال" انه سيطرح على كيري استقلال الاقليم !" كما نقلت الانباء عن قيام الرئيس اوباما باجراء اتصالات مكثفة مع ( اردوغان ) رئيس الحكومة التركية، فضلا عن اتصلات ولقاءات اميركية مع السعودية ومصر بشأن الوضع في العراق . اما ايران فقد تحركت مباشرة بارسال وحدات من الحرس الايراني وعشرات الخبراء العسكريين حيث استلم ( قاسم سليماني ) غرفة العمليات لادارة دفة المواجهة ووضع حد لانهيارات قوات وميليشيات المالكي ! واكد ( روحاني ) الرئيس الايراني من".. ان ايران ستدافع عن المزارات الشيعية المقدسة" وبهذه الحجة دخل الجيش الايراني القتال الى جانب قوات المالكي المنهارة في اكثر من منطقة وبالذات في ديالى ومدنها القريبة من الحدود الايرانية اضافة الى قيام سلاح الطيران الايراني بالقيام بغارات ضد الثوار ، كما ان طهران هي التي دفعت ، من خلال المرجعيات ،الى هذا التجييش الطائفي استجابة لدعوة المالكي بتشكيل جيش رديف ، كما انها وراء عودة ميليشيا ( ابو الفضل العباس ) من الشام الى العراق، والى الدفع بمشاركة مقاتلي ( حزب الله اللبناني ) وقوات وشبيحة وطائرات ( بشار الاسد ) في مهاجمة قوات الثوار القريبة من الحدود السورية اذ اشارت الانباء عن قيام الطائرات السورية هذين اليومين، بقصف مواقع الثوار بعد سيطرتهم على مدينة ومعبر القائم والرطبة ومركز الوليد الحدودي،والى جانب هذا التحرك المعلن ، هناك تحرك اميركي ـ ايراني خفي يجري في الغرف المظلمة؟، الهدف المشترك الحفاظ على السلطة التي خلفّها المحتل سواء ببقاء المالكي ام بدونه،

 

فكلا الطرفين كانا الى وقت قريب متمسكين بالمالكي ولاينكران رغبتهما بالتعامل معه في ولاية ثالثة لولا الاخطاء التي ارتكبها بسبب دكتاتوريته والنهج الطائفي والقسري والاقصائي والذي ادى بالعراق الى ماهو عليه اليوم ، اذ انهما بعد ان اثبت الثوار تمسكهم بقوة بما حققوه على الارض من انتصارات ومواصلة تطهير وتحرير مدناَ اخرى وصولاَ الى بغداد، وعدم قدرة الجيش الحكومي وميليشياته وكل من معه في المواجهة تحاول واشنطن الضغط على كل سياسيي العملية الفاشلة من احداث انفراج سياسي حتى وان تطلب اشراك قادة سنة اخرين، وطرح بديل عن المالكي مقبول من الجميع وبالذات السنة والاكراد لاسيما وانه يتعذر استعادة الثقة بالمالكي وحكومته ، فالبيت الابيض حسب ( ميدل ايست ) في 23 / 6 يركز على التوصل الى عملية انتقال سياسي يفضي بالعراق الى حكومة توافق اشمل دون المالكي" اذ ان هناك اجماعاَ في اميركا من ان العراق ليس بحاجة الى المالكي الآن" وان زيارة كيري هدفها ..اقناع المالكي على التنحي لفشله ، وتشاركها طهران الهدف ذاته لكنها مع الابقاء على المالكي رغم هزيمته وانهيارجيشه ،ولهذا يتوقع ان تضغط بهذا الاتجاه بعد تسخير حلفائها واذرعها الطائفية القادرة على ارسال مقاتلين لدعم المالكي، ولكن هذا ايضا مرهون بما يحصل على الارض فاذا ما تواصلت الهزائم على ايدي الثوار وتقدمهم باتجاه العاصمة واتساع نطاق التأييد الشعبي للثورة ، واذا ما شعرت ان التفريط بالمالكي وجوقته سيبقي على الحد الادنى من نفوذها ووجودها على الساحة العراقية فانها ستضم جهودها الى جانب الاميركان في انهاء المالكي واختيار بديل مقبول لمنع الانهيار العام والحفاظ على سلطة ما بعد الاحتلال ،

 

اذن التحرك الاميركي ـ الايراني وما يصاحبه من هجمات متفرقة من المليشيات الطائفية ،ومن قبل الطيران السوري والطائرات بدون طيارهدفه الاساس الابقاء على العملية السياسية رغم انهيارها والبحث عن وصفات تجميلية لحكومة جديدة بدون المالكي من نفس الوجوه التي جاء بها المحتل وربما ترقيعها بوجوه سنية جديدةغير مناوئة لهم ، وهذا ما يجب ان يدركه وينتبه اليه الثوار وكل العراقيين الوطنيين والحريصين على التحرر الشامل كي لا ينسل العملاء بدهاء الى الثورة بهدف التآمروالغدر والتحايل والخداع ،لتمريرالحلول الاميركية ـ الايرانية!

 

فواشنطن وطهران مع المالكي وسلطته الدموية الفاسدة ولم يتحركوا من اجل الشعب العراقي الذي ينزف دماَ منذ احتلالهم الوحشي وعلى يد السلطة التي اقاموها ، وهؤلاء يتآمرون لاجهاض الثورة، لاسمح الله ، بالدفع الخادع بطرح حلول ومقترحات تخديرية لكسب الوقت وبما يؤدي الى الاسترخاء وتجميد العمليات المظفرة وبما يعيق او يؤخر الزحف باتجاه العاصمة وتحريرها، لهذا يجب ان لاتتأثر العمليات الثورية بهذا التحرك التآمري،،فالحذرالحذرمن ألاعيب وتحركات الاعداء وغدر الغادرين، ،وليستمر جهاد الثورة المباركة حتى التحرير الشامل من دنس مطايا الاحتلال وتخليص البلاد من المحتلين البغاة وبالذات المحتل الايراني الحاقد والمعادي وتنظيف البلاد بشكل كامل من كل بقاياهم والاطاحة بالعملية السياسية المهترئة وألغاء الدستوروكل ماصدرمن قرارت جائرة ، ثورة تعيد العراق بكامل سيادته واستقلاله وازدهاره، وان يكون فاعلا في محيطه العربي والاقليمي والعالمي والمجتمع الانساني عموماَ ،وبما يحقق الوحدة الوطنية والحرية والسلام والامان والكرامة.







الاربعاء ٢٧ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة