شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن مصادفة وجود العدد الهائل من الشخصيات واﻻحزاب السياسية ورجال الدين بعد الحرب ولم يكن ذلك عشوائياً، فالمخططات كانت رامية لتثبيت هؤلاء العمﻻء وصبغهم بصبغات وطنية هم بعيدين عنها كبعد السماء عن اﻻرض بمعاونة التطبيلات الاعلامية ارتبط وجود هؤلاء بوجود المحتل وشعاراته الرنانة بالحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية.


أدوار هذه الشخصيات اتخذت من قبل اﻻحتﻻل واختلفت اﻻدوار حسب الشخصيات وتاثيراتهم على الشعب، فامتلك البعض أدوار بسيطة وسهلة وآخرون امتلكوا أدوار قوية، جميع اﻻدوار تنصب لخلق الشد والجذب لتتحول إلى صراع يتفاعل معه العراقيين ويدفعون ثمنه كل يوم، أما ألحاﻻت المساعدة على خلق اﻻقتتال الداخلي لفترة طويلة بقيت وسائلها مستمرة لتساهم في تأجيج القتال والثارات دائما وربما تخف احيانا وتقوى أحياناً أخرى حسب الموقف لتصب بالنهاية لصالح المالكي وإيران.


تمايزت اﻻدوار وتأثيراتها بين السياسية واختﻻفاتها إلى اﻻعﻻمية والدينية لتصل إلى كم القنوات اﻻعﻻمية والقنوات التلفزيونية ذات الخلفية السياسية الغير معروفة، فكل دور عمل على زيادة التشاحن بنسبة معينة وأهم هذه اﻻدوار هو دور رجال الدين ومنهم السيد علي السيستاني.


ركز الجانب الاعلامي على دور السيد علي السيستاني بعد الحرب وبرز بأنه شخصية وطنية وأنه أحد معالم الحوزة الشريفة وأنه حريص على دماء العراقيين وخاصة في أحداث النجف عام 2004،فالسيستاني لم يفتي ضد اﻻمريكان خﻻل حرب النجف بين جيش المهدي والقوات اﻻمريكية بحجة الحرص على العراقيين وارواحهم ودمائهم بينما اقتحم اﻻمريكان النجف أقدس المقدسات واستباحوا الحرمات المقدسة وحاربوا وقتلوا العراقيين الغيارى في النجف مركز المقدسات.


منذ عام 2003 وحتى اﻻن يسيل الدم العراقي كلما شرقت الشمس، لماذا ﻻ يفتي السيستاني ضد الحكومة باعتقالها اﻻبرياء واعدامهم واغتصاب السجناء وتعذيبهم وتصفيتهم ثم رميهم في اﻻماكن الخالية، ولماذا يغيض بصره عن اﻻنفجارات التي قتلت اﻻﻻف العراقيين منذ 11 عاما وتتحمل الحكومة كامل مسؤوليتها عنها؟


اﻻمريكان داسوا بقذارتهم على أرض النجف ومقدساتها ولم يطلق السيستاني العنان بقتالهم أو حماية المقدسات بينما يوعز قبل فترة وجيزة بفتواه لحماية المقدسات في سامراء، هذه المراقد التي امتد تاريخها لمئات السنين ويحميها أهلنا في سامراء، فلماذا يفتي السيستاني بحماية المقدسات، الم يقرأ التاريخ المشرف ﻻهلنا بحمايتها، اﻻ يعرف اﻻلفة العراقية المتأصلة لعقود طويلة، وهل بفتواه هذه سيكون حريصا أم هادرا للدم العراقي، أليس في ذلك تناقضا غريبا في التعاطي مع اﻻمريكان والعراقيين؟


اندلع القتال بين جيش المهدي وجيش المالكي عام 2008 وراح ضحيته عددا كبيرا من أبناء شعبنا وادلت حينذاك حكومة المالكي بأن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة وليس بيد الميليشيات، وبعد هجوم المالكي ضد أﻻنبار والفلوجة ظهرت ميليشيات ﻻ تعد وﻻ تحصى تقاتل بجانب المالكي أبرزها عصائب أهل الباطل تعتقل السنة وتقتلهم في الشوارع وهي ليست قانونية وليست ضمن مؤسسات الحكومة، ربما متسائلا عن تجاهل السيستاني لهذه الميليشيات وعدم إدانتها باستهداف الدم العراقي .


بعد أحداث عام 2006 وخاصة بعد تفجيري اﻻمامين الحسن العسكري واﻻمام علي الهادي تم تفجير عدد ﻻ يحصى من الجوامع واستهداف أهل السنة، لم يتجرأ السيستاني بفتوى تحرص على الدم العراقي، أين كان حرص السيستاني على العراقيين أمام هذه الجرائم الواضحة.


صوت الحق وإزالة الغبار عن أعين إخواننا في الجنوب عليه أن يصل لئﻻ يقعوا فريسة لمثل هذه الفتاوي التي تصب الزيت على النار ويكون حطبها العراقيين وفي الجانب المقابل يطلب من إخواننا الثوار أن يقدموا تصريحات اعلامية بأنهم ﻻ يستهدفون أي طائفة بالعراق وإنما فقط المالكي وعملائهم الذين عاثوا باﻻرض فسادا، وأنهم يقومون بحماية المقدسات ويضحون من أجلها وان التآخي واﻻلفة العراقية التي يقدر عمرها بمئات السنين ﻻ يمكن ان يكسرها ويخل بطبيعتها أي فتوى كهذه الفتوى.


فتوى السيستاني جاءت بعد تضييق الخناق على المالكي وتطور الحرب وانعكاساتها والفتوى عبارة عن تحديد مسار الخطط اﻻيرانية ﻻبقاء هيمنتهم على البلد ودفع اﻻقتتال الداخلي للإمام ليصبح في أعلى مستوى له، الفتوى أفصحت عن تورط السيستاني بنزيف الدم العراقي عن عمد.


انتهت أوراق المالكي المضجرة وانتهت سبل التحشيد المتهاوية لتكون خاتمتها فتوى السيستاني آخر اﻻوراق التي يتلاعب بها العملاء واقواها، وينطبق المثل القائل على السيستاني ( صمت دهرا ونطق كفرا )






الاحد ٨ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سامر كوركيس يوسف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة