شبكة ذي قار
عـاجـل










الولادة القيصيرية أو المخاض العسير خير ما ينطبق على تشكيل الوزارة العراقية الجديدة و يصح أن يكون العنوان الأنسب للأطلاق على عملية شابها القلق والأنتظار والضغوطات الأجنبية التي أتفقت على أن لا تراعي سوى مصالحها دون مراعاة مصالح أهل الدار . ولكن كان الغرباء والحق يقال ينسبون ما يريدون من عملائهم عفوا – حلفائهم - الذين سلطهم المحتل الأميركي حكاما طيعين وهم بالمناسبة جوقة مختارة تقصد الحاكم بريمر أن يختارهم ممثلين لجميع الأطياف شرط أن تكون مواصفاتها مقبولة من ممثلي الأحتلال الحاليين أو من سيأتي منهم لاحقا خصوصا وأن - أبا الهمايم - كيري وزير الخارجية الأميركي بشرنا في معرض وصفه تشكيل وزارة عراقية جديدة لا تقصي أحدا بالحدث المهم والكبير للبلاد في مواجهة المتشددين بأن هذه المواجهة سيخوضها العراقيون نيابة عن بلدان المنطقة بدعم تسليحي من واشنطن التي قررت أن لا تغامر بأرسال قوات برية أميركية للمشاركة في مواجهة قوات الأرهابيين وكذلك فعل الغربيون وهو أمر كان متوقعا على وفق ما أعلنه المسؤولون الأميركيون وما ردده المسؤولون الأوربيون بعدهم كالعادة ,

 

وحرص كيري على أبلاغنا بان تمتد العمليات القتالية مع الدولة الاسلامية أشهرا أو سنوات وهو ما توقعه الرئيس باراك مع سكوت واضح على فتح المالكي الباب أمام الجيش الصفوي للتدخل عسكريا في العراق , وقد بلغ بهم الصلف درجة الحماقة بحيث أشركوا فيها وحدات من فيلق القدس الأيراني بقيادة الجنرال سليماني ليظهر راقصا صحبة تابعه هادي العامري وزير النقل في حكومة الراحل المالكي متأبطا السلاح في ناحية أمرلي العراقية أخزى الله الطائفيين!! علما بأن هذه القوات أقصد بالدولة الاسلامية كانت في سورية فضيق عليها هناك فقفزت الى العراق ولكنها لم تجد القوات التي تقف في وجهها بعد الهزيمة التي منيت بها قوات المالكي التي تحمل أسلحة متطورة وعتادا غير محدود في حين الذي يتحدث في المعارك عادة ليس السلاح وحده , بل السلاح ومعه الرجال الذين يحسنون أستخدامه , فهرب جيش المالكي بقادته أمام دعاش لأنهم كانوا مهزوزين وانسحبوا بأسلحتهم الثقيلة المتطورة أمام الأرهابيين لكونهم لم يقاتلوا بعقيدة قتالية تسعى لتحقيق هدف وطني محدد بالدفاع عن العراق وشعبه , بل كانت قواتهم مبنية على أساس طائفي وحمسها لتفعل العكس فأضحت أداة بيد المالكي يحركها ضد العراقيين كما يشاء وصارت أداة مطاردة وقتل لهم وجعلت ومنذ عشرة أشهر وحتى اللحظة أداة تصفية للمواطنين المتمسكين ببيوتهم السكنية لتهدم على رؤوسهم في مدن الأنبار وفي قصف تدميري منظم من البر والجو وبأستخدام للأسلحة الثقيلة ولصواريخ الطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية التي وصفت بالمطورة وغيره المتخصصة برمي البراميل المتفجرة بأدعاء محاربة الدولة الاسلامية في حين أن جميع الضحايا وخصوصا في قصف الفلوجة والكرمة مستهدفا المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن وطورت في الوقت الراهن لقصف المواطنين المدنيين في مدن حزام بغداد والموصل والضحايا هم من المدنيين العزل حصرا مع عناية خاصة بتدميرالجوامع والمساجد في تلك المدن.


وبشرى كيري الذي تحدث بفرح كبير وهو من أوائل المرحبين بتشكيل الحكومة العراقية وتمثلتت في أبلاغ العراقيين أن المواجهة التي لا تقصي أحدا , فهل سيكون بأمكان الحكومة الجديدة والأقليم الكردي تحملهما مسؤولية خوض حرب أعترف الرئيس الأميركي أوباما والقادة الأوربيون والعسكريون الأميركيون وقادة حلف الأطلسي بأنها تستهدف دول العالم بأسره في حين يصر هذا العالم الأخرق بأن يتصدى شعب العراق لخوضها موحدا دفاعا عن العالم . . فقد آن الأوان لأن يدرك العراقيون بأن من يخططون لزجهم وحدهم بحرب هم أنفسهم الذين جاءوا بالمسلحين الى العراق ليفرضوا عليهم حربا قرروها لهم لان هذه الحرب لن تقصي أحدا من اهلنا العراقيين من خوضها وقرة عيون رئيس الوزراء الجديد ورئيس مجلس النواب على هذا الانجاز الغريب وملخصه يقول لنا كعراقيين البشر منا والحجر والحديد من الغرب ومبروك للعالم السعيد بميلاد الوزارة التي يريدها من أدعي الحرص على توحدنا فجأة بأن تكون غدارة لاهلنا !!


بقي أن نشير الى سرعة ردود أفعال قادة العالم في الأعراب عن دعمهم قتال العراقيين للأرهابيين القادمين من سورية نيابة عن العالم وبعلم أميركي وهي حرب مواجهة لا يخسر هذا العالم فيها شيئا سوى العراق وشعبه الذي يواجه أيضا حرب المالكي بقصف المدنيين بالصواريخ والبراميل المتفجرة والجرائم الأرهابية اليومية وجرائم الميليشيات المسنودة من أيران وهي متعددة وكانت تلقى دعما واسعا من المالكي نفسه الذي ولى وبقي خليفته ساكتا على قصف المدن وسكانها المدنيين ووقف هذا القصف واجب وطني يفترض أن يتوقف فورا ولا يحتمل ألأنتظار ...


وثمة ملاحظة أخيرة يجب أن تقال بصدد الفوضى التي سادت ساعات أنتظارعسيرة للوليد الوزاري الجديد أكد مشهد الحضور بفوضوية طاغية لم يشهد تأريخ القاعة التي ضيفت اجتماعات ذات طبيعة دبلوماسية عالية وشعبية بتميز جماهيري موسع و برلمانية وسياسية وعلمية عدا عن المؤتمرات الرسمية نزوعا فوضويا يكشف عن مدى المستوى السطحي لشخوص العملية السياسية فضاعوا في فوضى بوس اللحى وتبادل التهاني وقوفا ولغطا فعطلوا استمرار عمل الأجتماع على مرأى ومسمع من جمع كبير من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وممثلي المنظمات التابعة للأمم المتحدة وبضمنهم ممثل الأمين العام وبدا صمتهم شاخصا وهم يتابعون رئيس الوزراء المكالف بتشكيل الوزارة وهو يقرأ عليهم برنامجه للسنوات الثمان فأقروه من دون مناقشة وبالتصفيق المنافق فأي نوع من السياسين هؤلاء وأي دور ينتظر منهم ازاء التحديات الكبيرة والمصيرية الراهنة والمستقبلية التي تواجه الشعب والبلاد وهم صم بكم لا يعمهون كما يريدهم عمهم مختار ذاك الصوب كما كان يسميه العراقيون في العهد الملكي وتغير الحال الآن وصار يسمى بمختار جوار المنطقة الخضراء !!

 





الجمعة ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة