شبكة ذي قار
عـاجـل











 


من المؤكد بأن كافة الاقطار العربية قد تعرضت عبر تاريخها الماضي الى الغزو والاحتلال العسكري من قبل أعداء الامة العربية وبأزمنة متفاوتة ولسنوات متعددة ، وأكثر الإجراءات التي قام بها المحتلون أيذاءً هي الاجراءات المتعمدة التي إستهدفت الثقافة العربية حتى عمد المستعمرون الفرنسيون الذين إحتلوا بعض أقطار المغرب العربي الى فرنسة كل شيئ وفي مقدمة ما فعلوه هو تغيير اللغة العربية لتحل محلها لغتهم حيث بقيت آثار هذا الإجراء الى وقتنا الحاضر واضحة هناك ، أما إجراءات بقية الدول الاستعمارية الاخرى فهي لا تقل عن ما فعلته فرنسا ولكنها بصيغ مختلفة وهي جميعاً بقيت وبرغم أعلانها الانسحاب من الاقطار العربية إلا انها قد كبلت هذه الاقطار بمعاهدات معلنة وغير معلنة ، ومن الطبيعي بأن الانظمة العربية التي تسلمت السلطة في أقطار الامة جميعاً بعد الإعلان عن ما سمي بالإستقلال كانت هي جزءاً من المنظومة الاستعمارية التي كانت سائدة بل أصبحت أكثر ايذاءً للجماهير ،وهنا لا بد من الاشارة الى ان الأطماع الاستعمارية في الوطن العربي بقيت كما هي ولكنها أخذت اشكالاً جديدة وأهمها السياسية والاقتصادية وبقيت قائمة على حالها ، ومن بين الدول الاستعمارية التي لم تتخلى عن أطماعها في الوطن العربي طيلة القرون الماضية هي بلاد فارس وكان العراق هدفها الاول في التوسع ،وعدد المعاهدات التي وقعتها بلاد فارس منذ القرن الخامس عشر ولحد الان مع العرب قد بلغت ما يقرب من العشرين معاهدة كان الفرس هم من يلغونها من جانب واحد ،

 

ومن بين الوسائل التي إستخدمها الفرس في العقود القليلة الماضية هي وسيلة تخريب العقول والتأثير عليها وكان العراق واقطار الخليج العربي هدفهم بالمقام الأول وهذا ما تمثل بالهجرة الغير شرعية للإيرانيين الى هذه الاقطار وشكلوا نسبة كبيرة من عدد سكان بعض اقطار الخليج العربي تحديدا ولا زالو يتكاثرون يوماً بعد آخر دون أي اجراء يحد من هذه الظاهرة إلا إنهم في العراق وبعد ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المباركة بقيادة البعث العظيم 1968 فقد ألتفتت قيادة الحزب والثورة الى ظاهرة التواجد غير المشروع للإيرانيين في العراق فأقدمت على ترحيلهم الى إيران والتخلص منهم ، وهنا لا بد من التأكيد على إن هذه الهجرة لم تكن عشوائية بل منظمة وقف خلفها النظام الايراني إن كان في زمن الشاه أو في زمن خميني.


وعلينا الإشارة الى ما كان يفعله الايرانيون من أجل تخريب العقول العربية ففي زمن الشاه كانوا قد انشأوا محطات تلفزة واذاعات موجهة تبث برامجها باللغة العربية ومن يتابعها يشعر دون أي عناء بأن الهدف منها هو إيصال ما يريده النظام بطرق متعددة كانت واضحة للعيان لدى الواعين ولكنها تمر على الناس البسطاء في جنوب العراق واقطار الخليج العربي ، فجميع الاخبار المنقولة كاذبة ومضللة ومغرضة وفي الجانب الآخر تقوم محطات التلفزة بعرض البرامج الترفيهية والغنائية الغير مسموح بعرضها في محطات التلفزة المحلية العربية في هذه الاقطار حتى إنها لا تكتفي بذلك بل تقوم بالإنتقال الى الملاهي الليلية لنقل ما يجري فيها من ممارسات إباحية لا تمارس إلا في اماكن اللهو الغربية ، وبعد أن وصل خميني الى السلطة كبديل للشاه وبمباركة امريكية صهيونية غربية إعتمد نظام الملالي نهجاً أخطر بكثير من نهج الشاه الا وهو مخاطبة عقول العراقيين وابناء الخليج العربي بخطاب طائفي مقيت مستغلاً تواجد من هم يدينون بالولاء الى مذهب إدعى بأنه يمثله بل نصب نفسه إماماً لهذا المذهب ، هنا بدأ التأثير متفاوتاً بين عامة من يتابعون هذا الخطاب فمنهم من آمن به وأصبح يدافع عنه ومنهم من إستنكره ورفضه واعتبره تخريباً للدين ووسيلة لفرقة المسلمين وهم الكثره، ولما وجد خميني بأن خطابه الطائفي لم يعد يؤثر بالقدر الذي كان يظنه وخاصة في العراق بل إن من بدأوا التثقيف عليه قد نالوا جزاءهم العادل لمخالفتهم القوانين المرعية فلم يجد أمامه الا أن يبدأ تحت شعار تصدير الثورة حربه العدوانية على العراق في 4/9/1980 فتناخى العراقيون بكل أطيافهم ومسمياتهم جيشاً وشعباً بقيادة القائد الفذ صدام حسين ودحروا العدوان بعد ثمان سنوات من بدءه لتعنت الايرانيين ولكنهم اجبروا على وقف إطلاق النار في 8/8/1988 وانتصر العراق .


لقد كان القائد الشهيد صدام حسين طيلة تلك الفترة يحذر من الشر القادم من الشرق ونبه العرب أكثر من مرة وخاصة في أقطار الخليج العربي لأن سيادته كان يعلم بأن الاطماع التوسعية الفارسية لا زالت تتجدد مع تجدد النظام في بلاد فارس بل كلما جاء نظاماً كان أكثر إصراراً على أحياء حلم بناء الامبراطورية الفارسية على حساب العرب ، ولكن ومع الاسف الشديد كان البعض من العراقيين والعرب يرون بتأكيد القائد صدام حسين على هذه الحقيقة نابع من ما خلفته الحرب العراقية الايرانية من توتر للعلاقات بين البلدين وتناسوا بأن القائد صدام حسين كان المبادر الاول لتحسين العلاقة مع نظام الملالي الا إن محاولاته قد إصطدمت بالتعنت المبني على التعصب المذهبي والعنصري الذي يضمره خميني وحاشيته للعراق والامة ، وبدأ هذا النظام يتعاون بشكل سافر مع اعداء العراق والامة من صهاينة وامريكان لتقويض النظام في العراق وهذا ما أظهره حجم التآمر المشترك حتى غزو العراق وإحتلاله ومن ثم أغتيال قائده المناضل صدام حسين ( رحمه الله )


هنا وجد النظام الايراني ضالته فمقابل الخدمة التي قدمها للغزاة من خلال التسهيلات التي اعلن عنها اركانه فقد أُعطي هذا النظام دوراً كان يحلم به من قبل فعاد الى طريقته القديمة في العزف على أوتار المذهبية والطائفية بعد أن دخلت مجاميع القتلة الطائفيين للعراق الذين تم اعدادهم إعداداً جيدا طيلة السنوات الماضية والتحق بهم ضعاف النفوس والايمان ممن ادعوا المظلومية زوراً وبهتاناً وهاهم اليوم أي الايرانيين يقودون الميليشيات التي تشكل أكثرها في إيران بشكل سافر يستبيحون الدم العراقي ويهجرون الشرفاء تنفيذاً لأوامر مسبقة قد أعدت في طهران وقم ، تساعدهم بتنفيذ مخططهم مرجعيات اعجمية جلها من الايرانيين وهذا ما أسفرت عنه فتوى السستاني بالجهاد وأي جهاد هذا وهو لم ينطق بكلمة واحدة في الايام التي غزى المحتلون العراق في العام 2003 ، وعندما سئل عن سبب إطلاق فتى الجهاد لمحاربة الغزاة إدعى بأن فتوى الجهاد متوقفة حتى ظهور المهدي ، إن هذه السيطرة الإيرانية التي تكاد شاملة على العديد من المدن العراقية ومفاصل حكومة العمالة جعلت الايرانيين يتحركون بلا قيود في الجيش والشرطة وما يسمى الحشد الشعبي وعلى مستوى الشارع حتى أعلن البعض من المسؤولين الايرانيين بأنهم في حالة توحد مع العراق ، لذا فإن ماحصل في ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) في المنافذ الحدودية بين العراق وايران واجتيازها من قبل مئات الآلاف من الايرانيين دون قيد أو شرط وتواجد سيارات الشرطة الايرانية في شوارع المدن العراقية يدل دلالة أكيدة على نظرة الايرانيين للعراق كتابع لهم في ظل حكومات طائفية متعاقبة تدين كلها بالولاء لهم ، فأصبح خطر الاستيطان الايراني في العراق والذي سيمتد لاحقاً لأقطار عربية مجاورة لا يقل عن خطر الإستيطان الصهيوني في فلسطين ، وهذا ما حذرنا القائد الشهيد صدام حسين منه حينما قال بأن الشر قادم لكم من الشرق فكان أمر سيادته بعمل نصب لشهداء القادسية الثانية من القادة والامرين على ضفاف شط العرب في مدينة البصرة وهم يشيرون للشرق له دلالاته ولكننا لم نتعظ . .


رحم الله قائدنا الشهيد الخالد وندعو الباري عز وجل بأن لا يسلط علينا من لا يرحمنا .

 





السبت ٢٨ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق خالد الحسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة