أرسل المرجع الايراني السيستاني وفد من ثلاثة معممين لمقابلة ألعبادي وقد طرحوا عليه ما حملوه من المرجع ، مفاده أن يطلب من ألعبادي عدم ذكر الخسائر التي يتكبدها الحشد الشعبي ، وكذلك تشيع ودفن عشرة قتلى يوميا ولا يزيد على ذلك خوفا من التداعيات التي تحصل من الضجة والغصب الذي تصدر من أهالي القتلى .

لماذا هذا التصرف والكذب والاحتيال وإخفاء حقيقة الموقف ، وهل فتوى الجهاد الكفائي التي أفتاها السيستاني كانت خطأ ام انه مكلف بتنفيذ سياسية مرسومة له ويأتمر بها ؟

صحيح ان الجنوب العراقي والتي أغلبيتهم من أبناء العراق الشيعة العرب لم يصابوا ويتعرضوا الى ما تعرضت له المناطق الوسط والشمال والتي أغلبيتهم سنة وطوائف أخرى من قتل ودمار وتهجير وحرمان ونزوح جماعي وفقدان بيوتهم وأموالهم بسبب غباء وصلف وإجرام وطائفية سياسة الحكومة الفوضوية ، أذن يراد من ابناء الجنوب ان يدفعوا ضريبة مثلما تدفع باقي مناطق العراق ، وان الغضب والسخط التي تعيشها مناطق الجنوب أخذت تنذر بهيجان وتمرد على السلطة والمرجعية اللارشيدة التي جعلت من ابناهم وأبناء العراق ان يكونوا محرقة لاقتتال بينهم دفاعا وارضاءا للاسيادهم في قم وطهران والقوى الاستعمارية لكي ينهكوا الشعب ويضعفوا قدراته ومعنوياته وصموده بعد قضوا على المنجزات العظيمة التي حققتها ثورة البعث على مدى 35 سنه من الحكم الوطني .

ان الشعب العربي في الجنوب مطالب ألان بالتحرك والوقوف ضد القرارات والفتوى الشاذة التي تصدر ويعي حقيقة الأهداف والنيات التي تبيت له من قبل أذباب وذيول الأعداء في الداخل والمدعومين من قبل إيران وأميركا وإسرائيل ، وان التحرك المبارك للأهالي مدينة البصرة البطلة هي بداية لتغيرات وتطورات سوف تتنامى وتنشط من اجل الوصول الى ثورة شعبية للاقتلاع جذور الخيانة والتبعية .

ان تصرفات السيستاني الأخيرة ماهية الا علامة إنذار ودليل هزيمة وخسران وخيبة ، بأن الذي يأتي هو احتدام الصراع بين نفس المكون ، حيث تتجاوز هذه المليشيات التي شكلت بحدود وصلاحيات مرسومة لها ، وتطالب باستحقاقات الحكم ومسؤولية الدولة لأنها هي التي تقاتل وهي التي تموت وهي احق من السياسيين الحالين المتربعين على كراسي الحكم عندها سيبدأ صراع مسلح للانقضاض على الدول بغية تغير الحكم والاستيلاء على السلطة ، وكما في المثل الشعبي ( الجلب عندما ينجلب يعض أهله ) .