شبكة ذي قار
عـاجـل










يتذكر الجميع أن مظاهرات شباط 2011 أجهضت وتمت تصفيتها عندما مُنحت الفرصة لحكومة نوري المالكي مئة يوم للإصلاح وتنفيذ المطالب الشعبية، ومرت بعدها مئات الأيام والليالي السوداء على العراقيين من دون حل لأي مشكلة من مشاكل العراق ،ولم يصلح الفاسدون بابا واحدا من الأبواب التي اجتاحوها كالجراد؛ بل فتحوا البوابات على مصراعيها لكل أنواع الفساد الإداري والمالي.

مظاهرات الجمعة غدا 14 آب 2015 ستخرج مهما كانت الظروف ولكنها ستخرج تائهة من دون قيادة معلومة لها ، ويجري التآمر عليها من خلال تشتيت الجهد المركزي لها وتوزيع جماهيرها على محافظات الجنوب، كي تقل فعاليتها من خلال تقليل كثافة الضغط البشري في ساحة التحرير وترك المنطقة الخضراء في أمان تام.

إن تفجيرات علوة جميلة وقبلها ديالى هي إنذارات متكررة لتخويف المواطنين من الخروج بحجة غياب الأمن.

وانتظار تظاهرات الغد الجمعة 14 آب 2015 هناك أسئلة لا بد من طرحها وهي:

ـ أين هم دعاة المسيرات المليونية من توجيه زخم الضغط الشعبي نحو المنطقة الخضراء والعمل على إسقاط حكومة اللصوص والمرتزقة ؟ .

ـ من هم قادة التظاهرات الحقيقيين ونحن نرى الإعلام المرتزق يرَّوج لقيادة وتوجيه المرجعية النجفية الفارسية وحدها والحديث عن التكليف والمبايعة والدعم لحيدر ألعبادي، دون سواه، وإظهاره كمنقذ ومُخَّلص بل هناك من يسميه بالمهدي المنتظر؟.

ـ من هي الجهة المُنَّفذة للمطالب الشعبية ؟ ومن هي المحاكم وهيئات التحقيق التي تتولى أمر تنفيذ العدالة وأحكامها بحق اللصوص وسُراق المال العام من قادة العملية السياسية أنفسهم؟.

إن تصفيات الحسابات السياسوية التي تجري الآن بشكل متفاوت ومتباين بين محافظة عراقية وأخرى لعزل وطرد بعض من أعضاء مجالس المحافظات المحسوبين على بعض الكيانات السياسية المؤتلفة في التحالف الوطني الذي يقوده نوري المالكي نفسه، وتتقاسمه تنظيمات ومليشيات الكيانات الشيعية، المحمية ببركات وتزكيات المرجعية الإيرانية في النجف وهو الذي يفرض أغلبيته على البرلمان والحكومة ومجلس القضاء... لذا نراهم يتصارعون، في مسرحية هزلية بائسة تتم بشكل وإخراج مكشوف ومدروس إيرانيا لتصفية بعض من بعض ولتولي المناصب الشاغرة لآخرين يجري تلميع وجوههم، وهم يتراشقون التهم الإعلامية من دون تقديم المتهمين إلى المحاكم ، في حين تظل رؤوس الفتنة والفساد أمثال نوري المالكي وحيدر ألعبادي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وهادي العامري وحسين الشهرستاني واحمد الجلبي ووكلائهم في الوزارات ودوائر الدولة وقوات الأمن الطائفية حد النخاع ومليشيات الحشد الشعبي بالتعاون مع عدد آخر من ممثلي الطائفية المقيتة المحسوبين على أهل السنة من أمثال المطلك والفهداوي وآل كابوني ... الخ. ويجري السكوت عن حيتان الكُرد في الحكومة من أمثال الزيباري وغيرهم.

إن تشتيت جهد المتظاهرين وإضعافه من خلال الدعوة إلى منح سقوف زمنية ومهلة لحكومة ألعبادي المتحاصصة أصلا ، والعمل على تشكيل اللجان والدعوة إلى التريث والدعوة إلى التظاهر في المدن والمحافظات وعدم تركيزها في العاصمة بغداد هي مخططات شريرة وموضوعة لإجهاض الحراك الشعبي وإنهائه، كما جرى في شباط 2011 بعد زرع اليأس في صفوف المتظاهرين من خلال الوعود التي سبق أن فشلت مرارا وتكرارا وظل اللصوص والخونة والمرتزقة في مواقعهم وسلطتهم.

لا بد من التركيز على العاصمة بغداد في تنظيم التظاهرات المليونية والعمل على إفراز قيادات وطنية معروفة لتمثيل المتظاهرين بشكل رسمي، والدعوة إلى إسقاط الحكومة وإجبارها على الاستقالة، ومتابعة منع خروج رؤوس حيتان الفساد إلى الخارج، وإيجاد حل لوقف القصف الجوي الدموي على الفلوجة ومدن الانبار الأخرى ليتسنى لسكان محافظات الانبار وبعقوبة وصلاح الدين والمدن الأخرى المشاركة في هذه التظاهرات الوطنية والتلاحم بين جماهيرها، وطرح المطالب الوطنية الجذرية التي سبق أن ابتلعتها الوعود الكاذبة، ومنها التضليل بالحلول المؤقتة بحجة منح الحكومة ولجانها سقوفا زمنية من دون رقابة أو متابعة أو حساب.

المنطقة الخضراء هي رأس الفتنة وفيها عش وأوكار الفساد والجريمة ورموز الخيانة الوطنية وخدام الاحتلال فلا بد من اقتحامها وإسقاط العملية السياسية برمتها .

وان غدا لناظره قريب





الجمعة ٢٩ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة