شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما وطأت أقدامهم النجسة أرض العراق الطاهرة وأخذت وسائل أعلامهم تنعق وتنبح ضد حزب البعث وقيادة العراق الوطنية وهم يصدعونّ رؤوس خلق الله في المشرق والمغرب بوصف البعث بالكفر والبعثيين بالكفارّ ..

البعثيون لم يخوطو في قدر الهريسة ولم يعقدوا على رؤوسهم رايات لبيك يا زهراء ، لبيك ياحسين ولم يؤسسوا حسينيات تكذب وتخدع وتستغل الناس البسطاء لمآرب في نفوسهم ..

البعثييون عبروا عن حبهم لسيدنا الحسين عليه السلام وقبل ذلك إيمانهم بالله تعالى وإيمانهم برسوله العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ّ بأعمالهم وأفعالهم وأنجازتهم على الأرض عندما أخذوا على عاتقهم بناء العراق بناءً راقياً أوصلته إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً وثقافياً رغم الحصار الأقتصادي وآثاره السيئة ..

فهم لم يسمحوا لبغداد أن تغرق في عهدهم ويستشهد أطفال أبرياء وكبار سن ومرضى بسبب فيضانات وبسبب أوبئة الكوليرا والسرطان وأمراض شتى صارت تهدد حياة الناس ولم يسمحوا للعراقي أن يتشرد من مدينته وبيوته رغم كل أهوال الحروب التي كان يخوضها دفاعاً عن العراق –أرضاً وسماء وثروة ..

البعث قاد العراق 35 عاماً ولم تغرق بغداد في عهده ولا مرة ..

لم نشهد أن مدينة عراقية لا في الوسط ولا في الجنوب غرقت ولم نسمع أن طفلاً مات من جراء الفيضان ، لم نسمع أن الناس يخافون الشتاء ويتوجسون من هطول الأمطار .. العراقيون في ظل البعث الكافر كانوا يصلون ويبتهلون لله تعالى أن يقبل الشتاء عليهم بالمطر الغزير الوفير وكانت الأمطار نعمة ليست نقمة ..

منذ أن وصل حزب الدعوة وأحزاب إيران الإسلامية إلى السلطة في العراق بمساعدة أمريكا ورفعوا ريات الإسلام الصفراء ونادوا بكرامات المراجع الدين وفتاواهم المقدسة والعراق يغرق بالفساد ويغرق من أول مطرة تهطل على بغداد وصار المطر نقمة وليس نعمة ..

لا نقارن بين حزب البعث الذي كان شغله الشاغل كيف يرفه ّ عن العراقيين ويقدم لهم خدمات تليق بهم وكيف يصون كرامتهم وحياتهم من أي أعتداء خارجي ويوفر لهم الأمن والآمان وبين حزب وأحزاب أنشغلت بسرقة أموال العراق ونهبت خيراته وأوصلت به إلى دولة عصابات ومافيات سرقة وقتل وتشريد !!

البعث كان حزباً إيمانياً لكنه لم يرفع شعار الأسلام وأستغل الدين للتأثير على الناس وخداعهم لنهب ثرواتهم ولتحقيق مصالح شخصية لأعضائه وهو الذي قاد في تأريخه أكبر حملة إيمانية لتعليم الدين والتثقيف الشعب ثقافة أسلامية صحيحة ..

البعث عبرّ عن إيمانه حين حافظ على كرامة الأنسان وصان حقوقه وحافظ على ثروة العراق وأستغلها في بناء مشاريع خدمية مثل بناء الجسور والسدود والمستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز بحوث علمية وثقافية وأسس جيشاً صان حدود العراق وأمنه ولولا تحالف قوى الشر في العالم والحصار الأقتصادي والسياسي الذي فرض على العراق أكثر من 11 عاماً لما تجرأت أمريكا ولا كل الجيوش المتحالف معها على غزوه غزواً بربرياً كان من نتائجه تسليم العراق إلى حفنة لصوص وفاسدين وأغبياء جهلة قضوا على العراق وأنهكوه أقتصادياً وثقافياً وعلمياً ، فهو اليوم يحوز على الأعلى المراتب في الفساد وأنتهاك حقوق الإنسان والخدمات ..

الحصار الأقتصادي الذي حرم العراق حتى من حليب الأطفال لكنه لم يسبب في غرق بغداد بالفيضان لأن العراق كان دولة مؤسسات تعمل وتنجز خدمات بالوسائل المتوفرة الممكنة ..

الحكومة التي نصبتها أمريكا ودعمتها كل حكومات العالم أهدرت اكثر من ألف مليار دولار ولم تنجز مدرسة واحدة طيلة 13 عاماً ولم تبني مستوصفاً واحداً ولم تقدم أنجازاً يذكر للعراق بل هدمت كل ما بناه حزب البعث من مؤسسات خدمية بحقدها الأعمى وغبائها وطيشها ..

بغداد ومعها كل مدن العراق – تغرق في المطر ، في عشر دقائق الأولى – يقضي الفيضان على كل شيء فلا تترك بيتاً ولا محلاً ولا مستشفى ولا مدرسة ..

الغريب في الموضوع أن بغداد والمدن التي تديرها الأحزاب الإسلامية وتقيم فيها مراجع الدين هي التي تغرق من جراء الفيضان لأنها لم تقدم خدمات حتى للمدن التي يقال عنها أن سكانها يوالون تلك الأحزاب مثل الدعوة والمجلس الأسلامي الأعلى .. هذه الأحزاب لها نفوذ في مدن جنوبنا الحبيب ومع ذلك تعاني من هول الفيضان وسوء الخدمات وتعاني من مشاكل أمنية وأجتماعية والبصرة الفيحاء نموذج يضرب بها المثل ..

بغداد ستبقى تغرق كلما أمطرت المساء والهلع سيدخل قلوب الناس كلما غيمت السماء .. بغداد تغرق منذ 2003 وليس اليوم وليس أمام شعبنا حلا الأ بتحرير المنطقة الخضراء من هؤلاء الفاسدين والثورة عليهم ثورة تقضي عليهم نهائياً فبقائهم سنة أخرى أو شهراً أخر معناه القبول بالغرق ..





الجمعة ١٧ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة