شبكة ذي قار
عـاجـل










وطن يغرق من شتوة ، وهي أول شتوة في هذا الموسم بهذا الحجم ، وإن سبقها شتوة أكدت أن أجهزتنا لم تكن على المستوى المطلوب ، وظهر التقصير الواضح في أدائها وبشكل خاص في العاصمة ، ولم تبد الحكومة أي تحرك لاصلاح ما كان ، ولم تعالج التقصير ، ولم توجه أي لوم للمقصرين ، فبقيت الأمور على حالها ، ونام المسؤولون ، فجاءت هذه الشتوة التي تبشر بالخير، ولكنها فضحت تدني مستوى الخدمات وبشكل خاص في العاصمة ، فقد أغلقت الشوارع وتقطعت بالناس السبل، وتعطل دوام الموظفين ، وأغلقت المدارس ، وتوقفت مصالح الوطن والمواطنين ، ونحن على يقين أن لا حياة لمن تنادي بسبب غياب الشعور بالمسؤولية ، وغياب المحاسبة فمن يحاسب من؟، إذا كان رئيس الحكومة قد أتى على الأخضر واليابس في حياة المواطنين ، وبقي متمترس في موقعه دون أن يرف له جفن ، رغم كل ما أوقعه بالمواطن من مصاعب حياتية .

رئيس الحكومة لا يعبأ بتظلمات المواطنين ، ويعمد لحماية وزرائه ، ومنهم المتجبرون في حقوق الناس ، فقد هيمن عليه حب هؤلاء عن رؤية المظالم التي يوقعونها في حياة المواطنين ، ولم يعبأ بأكف المواطنين التي تقرحت من كثرة الطرق على بابه لينصفهم ، مما أوقعه بهم هؤلاء الوزراء الذين يحبهم حد العشق وهم لا يستحقون هذا الحب العامري، والرئيس ينام على فراش وثيرة كل همه حماية نفسه ووزرائه حتى من مصداقية القضاء ، الذي يجب أن يكون أساس الحكم لا يجرؤ على اتخاذ قرار يدين مما رسة الوزراء ، فقد صرح أحد المسؤولين بأن القضاء لا يحكم على وزير ، فهل الرئيس ووزرائه فوق سلطة القضاء ؟ ، وما نوع الدولة التي فيها الحكومة فوق القانون ؟ ، وماهو هذا القضاء ؟ ، وماهي هذه السلطة القضائية التي تأتمر بأمر الأجهزة ، رغم أن الدستور ينص على أنها السلطة الثالثة ، وأنها مستقلة ؟ .

يعمد الرئيس إلى التخلص ممن هو جيد من المسؤولين لاستبدالهم بمن يطيع تعليماته ، وينفذ أوامره دون مناقشة ، فهو بالقدر الذي يتجبر فيه بحقوق المواطنين يتجبر في الناس المخلصين،فما حصل مع رئيس ديون المحاسبة ، ومع مدير الجمارك ، وما استهداف مدير الغذاء والدواء ومدير المقاييس واضح وضوح الشمس ، فأين هي دولة القانون ، وأين هي الديمقراطية التي نتغنى بها صبحاً ومساءاً ، وفي مرحلة ما كنا نريد توزيعها على المنطقة ، وهل المطلوب تخلص الوطن من كل شريف ونظيف لتحقيق الديمقراطية التي نتغنى بها ، وكيف إذا وصل الأمر بمحاربة المواطنين في أرزاقهم وقوت أطفالهم ؟ .

عندما يطرق مواطن مظلوم باب الرئيس لا تهمه المظلمة التي وقعت بالمواطن ، لأن الذي أوقع المظلمة وزير فهلوي يبيع الناس شعارات ، ويلجأ للقيام بأعمال شعبوية لا تمت إلى جوهر ما تعاني الوزارة التي أنيطت به ، وعلى الرغم أن هذا الوزير يقر بأن طاقمه لا يصلح لشيء إلا أنه يجبن على التغيير، فهؤلاء إمعات لا يجرأون على مواجهة رعونة تصرفاته الخرقاء في حق المؤسسة، وأمام ذلك لا يسمح الرئيس بسماع مظلمة حتى وإن وقعت باسم مجلس الوزراء ، والمجلس والرئيس آخر من يعلم ، وقد صدرت باسم المجلس دون أن تعرض عليه .

ماذا بقي من حكومة لا تعبأ بالوطن والمواطنين ؟ ، هل من مزيد لإنهاك الوطن وتدمير حياة المواطنين ؟ ، وحتى متى يتحمل الوطن والمواطنون من ممارسات، أليست هذه لدفع المواطنين للاحباط ، وماهي نتيجة الاحباط ؟ ، وإلى أين يؤدي ؟ ، هل لا تعبأ الحكومة بما يمكن أن يفضي إليه الاحباط ؟ ، أم أن هذا مخطط لوأد الوطن وتمزيق المواطنين ، ومن المستفيد غير المتربصين بهذا الوطن من خارج الحدود ؟ .

لابد من التحرك بأقصى سرعة لصاحب القرار في تشكيل حكومة وطنية ، فالمعارض ليس عدواً للوطن ، بل هو عين النظام على ما يجري من ممارسات خاطئة ، وهناك ممارسات أكبر من خاطئة ، وبشكل خاص من هذه الحكومة رئيسها وبعض من وزرائه ، فمن ينقذ الوطن مما هو فيه ؟، ومن يسمع صرخات المواطنين ؟ ، التي تئن من الوجع الذي أصابها ، بسبب من رعونة القرارات الحكومية ؟ ، حكومة باتت لا تعبأ لا بوطن ولا بمواطنين ، ولم يعد لها صلة بهما بعد أن مارست كل ما يجري على الأرض بالاتجاه المعاكس لهما ، وبما لايخدم وطناً ولا مواطنين .

حمى الله وطناً ينظر فيه المسؤول إلى موقعه أنه تكليف لا تشريف ، وأن الوطن أكبر منه ، ومصلحة المواطنين هدف موقعه الوظيفي ، وأن السلطة ليست دائمة .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الخميس ٢٣ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غالب الفريجات الدكتور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة