شبكة ذي قار
عـاجـل










1. المقدمة
منذ زمن طويل تراودني فكرة الكتابة عن المرحوم رؤوف بك الكبيسي فهو شخصية سياسية وطنية واجتماعية معروفة نالت رضى كافة أطياف الشعب العراقي وارتبطت بعلاقات واسعة على امتداد محافظات العراق واشتهرت بمقدرة فائقة في مجالات السياسة حتى أصبح الفكر السياسي فيها وسيلة من وسائل الوصول لما هو أرقى وأجل وأكرم والعمل السياسي والوظيفي خدمة تكون في محصلتها النهائية تحقيق المنفعة الشاملة للوطن والمواطن , شخصية تميزت بانها لم تضع في غاياتها وأهدافها الحكم كوسيلة للتسلط والأنتفاع الذاتي ولا الثقافة اداة للخداع والتزييف ولا المجتمع محطات للتأمل والأنتظاربل هو سموانساني ووظيفي تكون فيه الغلبة للمصلحة العامة على حساب المصالح الفردية والأنانية الضيقة التي ابتليت فيها الأحزاب والشخصيات السياسية في مراحل متعددة من تاريخ العراق قديما وحديثا حتى شكلت شخصيته علامة فارقة لم تعرف بين معاصريه وموعظة انسانية مثيرة لبناء الحاضر النقي القادر على استشراق أفق المستقبل . لم يحظى رؤوف بك الكبيسي بذلك الأهتمام الذي ناله الآخرون من أقرانه وهو أرقاهم موقفا واكثرهم عطاءا وأشدهم حزما وحرصا على ترجمة الأقوال الى افعال والرؤى الى واقع . لقد مثل هذا رؤوف بك الكبيسي الثورة الحقيقية على الذات والواقع عند مخالفتها لشرائع السماء او عند استغفالها لسماحة قوانين الأرض .

عمل في السلك العسكري والمدني العراقي أكثرمن خمسة وثلاثون عاما كان فاعلا في أحداثها ومؤثرا في شخوصها وصراعاتها فكان ملحمة زاخرة بالمواقف الوطنية والقومية مؤطرة بمحاسنه ومآثره وخلقه الراقي الرفيع . انه واحدا من اولئك الرجال العظام الذين زاحمت أفكارهم قرص الشمس فصاغت من اشعتها نياشينهم ورفعت هاماتهم الى عنان السماء لتنسج من ذكراهم عناوين للمجد لا يحجبها تكالب المغرضون حتى يقوم الناس الى ربهم ينشرون .

ونحن في ظروف معتمة تستوجب منا الكشف عن معادن الناس الطيبة لتكون محطات للأمل تنعش الذات الأنسانية وتحشد طاقاتها للأعداد والتنفيذ السليم للوصول الى المثل والغايات العليا التي تضمن للمجتمع تطوره وضرورات بناءه وللحياة أجمل وارقى صورها .

وكأي باحث تواجهه ظروف كالتي بين أحضاننا كعراقيين هي في صعوباتها لا تقارن وفي ثأثيراتها لا توصف فالبعد عن الوطن ينعكس سلبا على كيفية الحصول على المعلومات المطلوبة والوثائق المرغوبة واللقاءات المنسوبة التي بدونها لا يكمل اعداد الكتّاب والباحثين لكن حتمية اتمام الكتاب كان ماثلا امامي ولا أكاد أرى غيرها دفعني للأتكال على الله والأعتماد على وثائق عائلة المرحوم رؤوف الكبيسي الخاصة وبعض المؤلفات والمنشورات التي اشارت له فأستطعت اكماله فبدأت في فصله الأول بالحديث عن نشأته وعائلته ودراسته وأكملت في الفصل الثاني وصف لحالته الأجتماعية وعلاقاته الأنسانية وفي الفصل الثالث أشرت الى المناصب التي تسنمها والأعمال الجليلة التي سطرها في كل منصب كما تضمن الفصل الرابع مقدرته الأدارية الفائقة بينما احتوى الفصل الخامس علاقته بالملك فيصل الأول وتضمن الفصل السادس ادارة الأوقاف العامة وفي الفصل السابع تحدثت عن علاقته بالشاعرين الرصافي والزهاوي بينما تحدثت في الفصل الثامن عن سلوكه الوظيفي والأنساني الباهر والفصل التاسع احتوى على طبيعة رجال ذلك العصرونزاهتهم وفي الفصل العاشر عرجت على جسور المحبة لدى رؤوف الكبيسي ونظرته الواحده لجميع العراقيين بينما تضمن الفصل الحادي عشر علاقة رؤوف الكبيسي بمدينته ورجالاتها وفي الفصل الأخيرالثاني عشر كانت النهاية حيث وفاته ويوم تأبينه غفر الله له وأسكنه جنات الخلد مع الشهداء والنجباء والمؤمنين من ابناء هذه الأمة . وعسى ان أوفق والله ولي التوفيق .





الجمعة ٢٤ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة