شبكة ذي قار
عـاجـل










كثير يتصور ان هذه الحمى التكالبية على العراق من قبل اميركا والغرب عموما واسرائيل وايران هي لامتلاك العراق النفط وهذا غير صحيح . فهناك الكثير من الدول تمتلك النفط ومنها ايران ودول الخليج ودول غربية ولم يعتدى عليها او حتى محاولة الاضرار بها .

اذن المسالة ليست نفط هي ابعد من ذلك . العراق بلد الحضارات ومنبع الفكر . والانسان العراقي يمتلك طاقات ومواهب ابداعية اذا ما توفرت له الفرص واطلقت يده في ممارسة واجبه بحرية دون ضغوط او استلاب فكري كما توفر له مساحة كافية وحقوق مشروعة لكي يستطيع التواصل مفجرا كل ما لديه من مضموم وهذا ما اثبتته العصور المنصرمة .. فالعراق مبدع القانون والعمران والكتابة واختراع العجلة ومجالات شتى . حيث ان العراق فاق العالم حضاريا منذ سبعة الاف سنة .

قد تحجم هذه الطاقات من خلال الغزو والعدوان المستمر على العراق عبر التاريخ وخصوصا العداء الايراني وما قام به هولاكو من تدمير وتخريب وهدر ثروة كبيرة من الكتب المملوءة بالعلوم المتنوعة كالطب والفيزياء وعلوم الحياة والفلسفة اللاهوتية وغيرها الامر المخيف للغرب ان العراق لو ترك حرا معافى يستطيع ان يتجاوز خطوط الغرب الحمراء وهذا ما اثبتته ثورة تموز عام 1968 عندما توجهت للبناء الاقتصادي متماشيا مع بناء الانسان واستخراج طاقاته الكامنة او المحجبة بسبب ظروف العهود السابقة ومراحل الاستعمار واحتكار كل شيء لصالح الغرب .

نعم ان ثورة تموز خلقت انسان مؤمن بالحياة وعليه ان يعطي لها ما تستحق وان يكون له دورا ابداعيا ليرتقي الى ما يليق به كوريث للحضارة وباني جذورها الاساسية .

نعم لقد نما العراق في ظل ثورة تموز وارتقى سلم التقدم فكان التصنيع العسكري وثبة متقدمة على طريق الارتقاء والتطور ليلحق بالركب العالمي وهذا ما حدث فعلا فقد صنع العراق السلاح ونشر المعامل بشكل يكاد ان يسد حاجة العراق الاستهلاكية والخدمة الدفاعية . فصنع الصواريخ وطور الطائرات وبقية الاسلحة ومنها طائرة الاواكس الرادارية .وخلق ابداعات في مجال السمتيات وغيرها الامر الذي مكن العراق من الانتصار على ايران . فاذا ما استمر بهذا النمو والتطور سيحقق تحرير فلسطين وينافس الغرب ومنها امريكيا في تجارة الاسلحة والمصنعات الاستهلاكية حيث تطور الصناعة والزراعة بشكل ملحوظ مما اثار ثائرة امريكيا وبتحريض اسرائيلي غربي لوقف بل انهاء الدور العراقي وبالذات انهاء دور حزب البعث والتخلص من قياداته ذات النظرة المستقبلية وبافق فكري عربي متطور . حيث ان صدام حسين كان مصدر قلق للغرب ويعد ان حشدو كل الامكانيات وعبر مراحل بدأت بالعدوان الثلاثيني والحصار والاحتلال والعمل بكل الامكانيات بالتعاون مع ايران لتخريب العراق وملاحقة كوادر الحزب وقياداته حتى بعد استشهاد الرفيق المناضل صدام حسين .

اذن المسالة لن تقف هنا بل لابد من اجتثاث البعث وتفريغ العراق من العقول الفكرية والكوادر ذات الباع الطويل في البناء والدفاع . فتوجهوا لقتل العلماء والطيارين وكبار العسكريين وحل الجيش وحضر الحزب وممارسة التدمير في البنى التحتية واستهداف المناهج الدراسية سعيا لتخريب كل شيء . كي لا يستعيد العراق دوره وانفتاق عقليته لتنافس الغرب وتهدد اسرائيل . نعم المسالة ليست النفط بل قتل روح الابداع والتطور كي تأمن امريكيا وحلفائها على مصالحهم وامنهم في المنطقة من خلال العملاء والبدلاء كايران .

ولكن وبثقة نقول ان العراقي سيبقى كنز مخزون ينتظر الامين الذي يستخرجه ويستثمره استثمارا حقيقيا ليلجم الاعداء ويصون العراق بل الامة . نعم المخطط يستهدف الفكر العراقي وليس النفط فحسب بل قد يكون النفط مسالة ثانوية .

فكر حزب البعث فكر قومي انساني يدعو عبر نظريته في الوحدة والحرية والاشتراكية الى التاسيس لمجتمع عربي موحد وبكامل مساحته وطاقاته المادية والبشرية فالامكانيات العربية تفوق غيرها من دول العالم حيث المساحة الشاسعة والتي تتجاوز 14 اربعة عشر مليون كيلو متر مربع والانهار الكثيرة ومنها النيل والرافدين وبقية الانهار الاخرى . ناهيك عن الثروات المعدنية ومنها النفط وهذا ما يخلق تكامل اقتصادي بل يفيض عن حاجة الامة لتنافس غيرها في التصدير وعدم الحاجة لغيرها . في حين ان الامة العربية مجزءة وهي تعاني من تدهور اقتصادي في اغلب الاقطار العربية مما جعلها سوقا مناسبة بل مربحة لامريكيا ودول اوربا . والان المنافس الجديد ايران من هنا ينطلق التكالب للابقاء على ديمومة المصالح الغربية في المنطقة ويعزز هذا المخطط ما قامت به امريكيا وحلفائها في ليبيا وبقية الاقطار المنطقة بحجة او تحت تسمية الربيع العربي والهدف هو خلق صراع يستنزف الطاقات العربية ويفرغها من القوى السياسية الحية دون ان يحقق مطالب الشعب وانما كان الهدف الامريكي والاسرائيلي اولا ضرب عصفورين بحجر واحد .

اي ضرب القوى الوطنية من خلال تشجيعها ثم الاتيان ببدائل حسب المقاس الامريكي فيكونوا قد تخلصوا من بركان الغضب الشعبي وبنفس الوقت جددوا عملائهم . فالمشروع بعيد المرامي يستهدف الامة العربية من خلال مصادر قوتها التي هي العراق وحزب البعث المستند الى مقومات فكرية جذورها في التاريخ . كقاعدة للانطلاق باتجاه النمو الحضاري تحية لكل عراقي وعربي شريف لن يدنس فكره او اصالته  .





الاحد ٢٦ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة