شبكة ذي قار
عـاجـل










نعزي شعبنا العراقي وامتنا العربية برحيل متنبي العصر وحادي الثورة العراقية ومنشد بطولاتها وعنوان إبداع مقاومتنا الوطنية وصوتها الهادر الحاضر، الخالد بقصائد الصمود والتصدي في كل معارك شعبنا الوطنية والقومية على مدى عقود الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الذي وافته المنية في المنفى بعيدا عن وطنه يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

نودعك أبا خالد في هذا الظرف العصيب، وديوانك خالد بيننا، سيبقى مدرسة للأجيال وعنوانا للمعلقة الخالدة وإلياذة كفاح شعب العراق، التي ستبقى شعلة متقدة في وجدان كل أبناء العراق والأمة العربية، صوتك أيها الفقيد الغالي سيبقى في كل بيت وقصيد ثوري وإنساني رائد ، كنت تحمل كل تفاعيل وأناشيد الوطن في كل محنه وانتصاراته، سمعناك وأنت تغني أمجاد الثورة وتسموا مفتخراً بعلو هامات المقاومة وانتصاراتها، قصائدك أبا خالد ستبقى سامية في ذرى مجد العراق، مفتخرة بعظمة الانتماء لك للعراق، مبدعا وشاعرا قلَّ نظيره في تاريخ شعبنا وامتنا

عزائنا لشعبنا وامتنا وهو يودع هذه القامة الإبداعية الشامخة، شموخ راية الله اكبر التي طرز فوقها قلم عبد الرزاق عبد الواحد أسطع نجومها موشومة بحروف من ذهب، عبرت بكل عناوينها عن أسمى معاني الفروسية والصمود والصبر للعراقيين على مكائد الزمن ،منتظرا بروح الأمل حتى الرمق الأخير تحقيق ما ينتظره شعبنا وامتنا من انجاز انتصارات معركة التحرير حتى نهايتها المظفرة باسترجاع العراق حراً كريماً إلى شعبه وأمته.

تلكم هي الأقدار، نحترمها، ونؤمن بها ولكل منا أجله، ولا حول ولا قوة إلا بالله نشكره، وهو الذي مَنَّ على شعبنا أن منحه بأعظم شاعر من شعراء الأمة العربية على مر تاريخها ومنذ أن نطقت العربية حكمتها وإبداعها شعرا ودواويناً ومعان ، سنقبل ونحن مؤمنين بمصابنا الجلل، وتلكم إرادة الله، وهو العادل في لحظة امتحاننا اليوم بفقد ورحيل عبد الرزاق عبد الواحد وانتقاله إلى جوار ربه راضيا وعزيزاً، ملتحقاً برفاق دربه وبكواكب المناضلين من شهداء العراق وأبطال جهاد التحرير والمقاومة الوطنية الباسلة.

رحيلك أبا خالد يملي علينا تأكيد عهد الوفاء لك ولشعبنا الذي غنيت له في كل ملاحم النصر، وكنت وفياً لأمجادهِ ورجالهِ في نصر أم المعارك وما تبعها من معارك المقاومة والتحرير، نشهد لك أنك كنت رائداً ومناضلاً ووطنياً قل نظيره، مشاركاً في تأسيس وانبثاق جبهتنا الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وهي الجبهة التي ستظل وفية لك ولمبادئك وسيرتك الثورية والنضالية والإنسانية ، ستبقى عنوانا حاضرا والى الأبد في صداقتك الحميمية مع حزبنا الشيوعي العراقي وكل مناضلي القوى الوطنية العراقية.

يترجل عبد الرزاق عبد الواحد اليوم، تاركا وصيته المكتوبة والمقروءة والمسموعة لنا في كل بيت عراقي، سيبقى عبد الرزاق عبد الواحد بيننا، ووصيته تقول لنا انه لا خيار لأحرار العراق وثواره إلا بخيار المقاومة والذود والتضحية عن حرية شعب العراق، مهما كان الثمن وغلت التضحيات، يرحل عبد الرزاق عبد الواحد اليوم، لكنه لازال بيننا قلما وبندقية وقضية، ولن يتوقف شاعر الشعب العراقي يوما عن أداء مهماته بيننا، وهو الذي ظل في مقدمة صفوف مناضلي العراق مقداماً من اجل استكمال مهمات التحرير وإعادة بهاء وشموخ جمهورية العراق.

لم يترجل أبو خالد عن صهوة المجد برحيله عن هذه الدنيا، نشهد له انه لم يتراجع لحظة واحدة عن أداء واجبه الوطني, بل ظل حتى لحظة وداعه وطنه العراق والأمة العربية مناضلا صلباً ومقاوما صنديدا، ويشهد له الجميع حين وضع الحرف العربي بمقام صمود البندقية الثائرة الحاضرة دوما في متاريس الثورة ، وظل عبد الرزاق عبد الواحد بكل طاقاته يخوض معنا بالأمس واليوم وسيبقى غدا فهو الحاضر الغائب بيننا في معركة التحرير، مؤمنا معنا بحق تقرير المصير لشعب العراق ، سيبقى حاضرا بين صفوفنا براية أم المعارك الخالدة، حاضرا بجمل المحامل يحمل صبرنا منشدا كواحد من أبطال المقاومة الوطنية الباسلة ما أبدعه قلمه وفكره وصوته الهادر، واعيا بدوره الريادي نموذجا للمثقف الملتزم العضوي الحاضر على جبهة الفكر والإبداع والثقافة والعمل بتفاني ونكرات ذات في النضال السياسي والثوري الذي يخوضه شعبنا العراقي .

لقد ترجم أبا خالد آمالنا وطموحاتنا في قصائد مجيدة سيكتبها ديوان الشعر العربي بفخر واعتزاز وهو الذي لم يتوقف أبداً حين منح صوت عقله ونبض قلبه وتدفق قلمه ذلك النبض الثوري الحاضر دائماً في شعر عبد الرزاق عبد الواحد.
وكما رافق صوته الهادر انتصارات أبطال جيشنا العراق الذي ذاد عن حمى ارض العراق في صد الهجمة الصفوية الحاقدة، ظل شعر وقصيد عبد الرزاق عبد الواحد متناغما كصدى صادق مع طلقات بنادق ثوار المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، ضد الاحتلال والغزو، وفياً لها حتى لحظة رحيله.

كان وسيبقى عبد الرزاق عبد الواحد شاعر المعارك الوطنية والقومية الكبرى، وإذا كان قد استحق وبجدارة لقب شاعر أم المعارك فهو بحق الفارس المغوار المقاوم الذي ظل عنيدا في كل مفردات ديوانه الثوري ومجمل مواقفه وسيظل يستحق أن يكون شاعر العراق المتفرد ،دون أن يشغله المرض أو التقدم في السن أو مغادرته الوطن والعيش في المنافي الصعبة، كان المتطلع وبثقة مطلقة بشعبه إلى انجاز تحرير العراق وإعادة أمجاده، وعلينا أن نترجم وصيته تلك في إرادة لا تلين من اجل تحقيق الانتصارات المرجوة، كما كان ينشد لها ..

المجد والخلود لشاعر الشعب والمقاومة الوطنية ولمسيرة الثورة العراقية الجبارة .. المناضل عبد الرزاق عبد الواحد.

الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة القيادية
في الثامن من تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠١٥
 





الاثنين ٢٧ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة