شبكة ذي قار
عـاجـل










سقطت الطائرة الحربية الروسية بفعل التصدي التركي للطيران الروسي المقاتل في سوريا ، بعد عشرات المرات من تحذير تركيا لعدم اختراق مجالها الجوي ، فادعت موسكو أنها لم تتجاوز حدود القانون الدولي ، ولم تسع لاستفزاز انقرة ، ورغم عدم مصداقية كل حرف ورد في الرد الروسي إلا أن البعض قد إنحاز إلى موسكو ، واتجه للصلاة في المحراب الروسي ، ليس لأن الروس على حق ، ولكن لأن الروس يعملون على إنقاذ النظام السوري رغم قتله للآلاف من أبناء الشعب السوري ، ويعد التدخل الروسي في الصراع الدائر هو حرب استعمارية ، وتحكم في مستقبل الارض السورية لصالح الأهداف الأجنبية الروسية ، فقد كان الحضور الروسي للمشاركة في الاقتتال إلى جانب النظام السوري هو تجاوز للقانون الدولي ، وكان اختراق الطيران الروسي للاجواء التركية هو استفزاز لتركيا على عكس ما تدعيه موسكو.

إنبرى البعض ليرسم سياسة موسكو ، ويعلن مواقف بوتين القادمة ، في أن موسكو لن تسكت عن حادث اسقاط الطائرة ، ولن تبلع لسانها ، أو تخفض صوتها ، أو تتراجع عن روايتها في هذا الشأن ، حتى اقرب المقربين لبوتين لم ينطقوا بحرف واحد من توجهات الرئيس الروسي ، ولا بمثيل هذه الهلوسات الطفولية ، لكن لم يمض ساعات حتى طالب السفير الروسي في باريس بتشكيل هيئة اركان حرب من روسيا وفرنسا وأمريكا وتركيا لمحاربة داعش ، فهل يعني ذلك أن بوتين بلع لسانه ، وهو يعي أنه يقاتل على حدود تركيا ، وحلفاء تركيا بالذات على الارض السورية؟ ، وهل يعي أن تركيا عضو في حلف النيتو ؟، وقد دعت لاجتماع عاجل لهذا الحلف ، وأن امريكا أعلنت أن تركيا لها الحق في حماية حدودها ، وبالتالي فالرئيس بوتين سيفكر ألف مرة قبل أن يفتح جبهة مع تركيا.

لسنا هنا للدفاع عن تركيا ، فالاتراك لهم حساباتهم ، ولهم أهدافهم التي لا تخفي على أحد، والروس وملالي الفرس كذلك ، وكل هؤلاء يلعبون على الارض السورية ، ليس لمصلحة سوريا ، ولا لمستقبل أبنائها ، والمنصف العادل لايقف مع هذا الطرف أو ذاك على حساب الارض العربية ، ولصالح النظام السياسي الذي يمارس القتل ، ومارس التدمير على الارض ، وشرد شعب سوريا فقط من أجل أن يبقى في السلطة ولو لم يبق سوري واحد .

يذكرني هذا الرهط من الذين ينبرون للحديث عن موسكو وتأييدها ، كما كان الرفاق يتحدثون باسم الكرملين قبل سقوط الاتحاد السوفييتي ، وعندما سقطت موسكو وغابت سيطرة الحزب الشيوعي ، نقل الكثير منهم بندقيته من الكتف الروسي إلى الكتف الامريكي ، والشيوعيون العراقيون مثال حي بعد تشكيل بريمر لمجلس الحكم العميل .

بوتين سليل الدوائر المخابراتية الروسية ، وهو من ترعرع فيها حتى وصل لأعلى قمة الهرم فيها ، وهيمن على روسيا بالآلاعيب الديمقراطية مع شريكه رئيس الوزراء ، الذي يتبادل وإياه لعبة الكراسي ، وقد جاء إلى سوريا ليس لسواد عيونكم يا سادة ، ولا لسواد عيون بشار ، جاء لخدمة مصالح روسيا التي سيلتهب بطنها من الارهاب ، بفعل عودة خمسة آلاف روسي من سوريا بعد انتهاء الوضع السوري ، كما تركيا تسعى لاحياء مشروعها العثماني الاستعماري في الوطن العربي ، وتركيا تعمدت لاسقاط الطائرة الروسية بعد زيارة بوتين لطهران لتقول له لن تمر وملالي الفرس على أجسادنا ، ولن يكون في مقدورك تقاسم الكعكة السورية مع الملالي في غياب مصالحنا .

اخجلوا ياسادة ، يا من تكتبون بالقطعة ، وثمنها النتن ضد الأمة ومصالح مجتمعها إن في سوريا أو العراق أو اليمن ، فأي تدخل عربي مشروع في الوطن العربي أياً كان النظام السياسي في هذا البلد العربي ، لأن الارض العربية باقية والأنظمة زائلة ، فلتكن الكويت جزءً من العراق ، ولتكن اليمن جزءً من السعودية ، وهكذا أفضل بكثير أن تكون أي قطعة أرض عربية جزءً من الاحتلال الصهيوني ، أو الاحتلال الفارسي، أو الاحتلال التركي ، أو الهيمنة الاجنبية إن كانت روسية أو امريكية .

من يرى تحليلاتكم يظن أن الواحد فيكم قد خلع جلده العربي ، بعد أن لبس الثوب الذي يدفع له، وسرعان ما يغير موقفه على طريقة الرفاق في العراق ، تبدلون الكتف الذي تسندون عليه بنادقكم ، فهل هذه هي أخلاق الكتابة والقلم الذي تسطرون فيه كلماتكم ؟ ، أم أن للدرهم والدولار كل هذا الحول الذي تنظرون فيه للأمور .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ١٤ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة