شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا العراقي الأبي
أيها الأحرار في كل مكان
أيتها الشعوب الأوربية الصديقة
إن الهجمات الوحشية للطائرات الحربية الفرنسية على مدينة الفلوجة وقصفها الأحياء السكنية بدون توقف وتحويلها إلى ركام فوق رؤوس الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ , بحجة محاربة الارهاب هذا العنوان الإرهابي الذي يطارده تحالف دولي تجاوز تعداده أكثر من 60 دولة تقوده أمريكا وحلفائها الكبار , بعد أن انضمت روسيا إلى هذا التحالف ليجعلوا من بلداننا العربية ساحة حرب وصراع دموي لإشباع طموحاتهم الاستعمارية الهادفة إلى السيطرة والاستحواذ على ثروات بلداننا العربية وجعلوا من العراق بعد احتلاله عام 2003 , ساحة لقوى الإرهاب الدولي .

إن جرائم الإبادة البشرية الواسعة التي تقترفها قوات التحالف العدواني على مدينة الفلوجة وقبلها الموصل وسنجار والرمادي وصلاح الدين وديالى وكل مدن العراق , هي استمرار لمسلسل تحقيق أهداف المشروع الاستعماري الغاشم على شعبنا وامتنا العربية .

وسؤالنا المشروع نوجهه اولاً , الى الشعب الفرنسي الصديق , ماذا فعلوا ابناء الفلوجة ضد الشعب الفرنسي ؟ وما ذنبهم بالجريمة الارهابية التي وقعت في باريس وراح ضحيتها 120 مواطن فرنسي ؟ مع ان كافة القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال وقواه الارهابية , ادانت وشجبت بقوة ما حصل في فرنسا , بينما حصل العكس من قبل الحكومة الفرنسية التي شنت طائراتها الحربية هجومها البربري على الناس الامنين من ابناء مدينة الفلوجة وهم يتعرضون يوميأً للقتل والدمار على ايدي عصابات سلطة الاحتلال الفاشية في بغداد , وان الشعب الفرنسي وحكومته تعرف حق المعرفة الافعال والممارسات الاجرامية اليومية ضد المواطنين الابرياء , وكان المفترض ان تقف الحكومة الفرنسية الى جانب اهالي الفلوجة والمدن العراقية الاخرى التي تتعرض كل يوم الى القصف والتدمير والتشريد على يد عصابات ومليشيات ايران .

إن حزبنا الشيوعي العراقي , في الوقت الذي يدين ويستنكر بشدة هذا العدوان الهمجي الذي أدى إلى مقتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ بالإضافة إلى الدمار الشامل للإحياء السكنية وفي هذا الشتاء القارص الذي تزداد فيه معاناة الناس من النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية وانقطاع الماء والكهرباء عن المواطنين بسبب الحصار المفروض من قبل عصابات الحشد الطائفي المدعومة من النظام الإيراني .

إن حزبنا الشيوعي العراقي سبق له وان حذر ونبه مراراً في بياناته عن اتساع مخاطر الدور الإيراني التخريبي في العراق والمنطقة عموما , وان ما يجري من تدخلات عدوانية سافرة في سوريا واليمن وليبيا والعراق خاصة يهدد وحدة واستقرار ومستقبل بلدان المنطقة , وهذا يستدعي من كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية , وفي طليعتها المقاومة الوطنية العراقية اتخاذ المواقف الفعالة في التصدي لجميع اشكال التدخلات العدوانية الخارجية الخطيرة , وبالأخص الوقوف بحزم لمواجهة التدخل إيراني وكل الداعمين إلى نفوذ إيران وهم شبكة كيانات من المرتزقة والمأجورين والعملاء الذين تمدهم إيران بمختلف أشكال الدعم المادي والعسكري والإعلامي , كما أن الإدارة الأمريكية وحلفائها تتحمل كامل المسؤولية عن التغلغل الإيراني في العراق والمنطقة وهي على معرفة تامة بحقائق هذا التغلغل والنفوذ وفق مخطط بات معروفاً للعالم كله يتم تنفيذه وتسويقه عبر اكاذيب وافتراءات يراد منها ايهام وتضليل الراي العالمي من العداء المفتعل بين امريكا وحكام طهران , وهم الشركاء الحقيقين في احتلال وتدمير العراق , وادامة نزيف الدم البشري في المنطقة .

إن هذه الجرائم الوحشية المتواصلة تضع كافة أحرار وشرفاء العالم أمام مسؤولياتهم الإنسانية والعمل من اجل إيقافها فورا.

إن مجلس الأمن يتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن إيقاف ومنع الأعمال الحربية لطيران ما يسمى بالتحالف الدولي الذي يحاول أن يجعل من الارهاب مبرراً لشن حرب إبادة بشرية ضد شعبنا العربي , ونحن نناشد كل القوى الخيرة لرفع أصوات الاحتجاج والإدانة لهذه الاعتداءات المتكررة , ووضع حد لكل هذه الانتهاكات والأعمال العدوانية السافرة ضد المدنيين الأبرياء , وأننا إذ نقول وبصوت عالي إلى الذين يريدون خداع وتضليل الرأي العالمي بمحاربة الارهاب فعلية قبل كل شيء أن يعمل لمحاربة 38 مليشيا تابعة للنفوذ الإيراني وعلى رأسها حزب الله واذرعه الإرهابية المنتشرة في كافة الدول ومنها الاوربيه بعد أن أصبحت سلطة الاحتلال في العراق , ملاذاً حصيناً لحماية ودعم هذه القوى الإرهابية المسئولة عن أعمال النهب والقتل والتخريب والتهجير ألقسري للناس الذي اغرق البلدان الغربية بهذا الكم البشري الهائل وتداعياته الخطيرة في تأجيج مظاهر العنصرية والعداء للنازحين بسبب الحروب العدوانية التي لم تتوقف طوال ربع قرن ولحد الآن وتحت ذرائع مفضوحة عن محاربة الإرهاب .

إن الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية جميعهم يراقبون بصمت مشهد الجرائم اليومية في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين ، راضين وداعمين لسياسات حكامهم الاستعمارية، كونها من الأسباب الرئيسية لتأجيج بؤر الحرب وإثارة الصراعات والنزاعات الطائفية والعنصرية في المنطقة , ومتجاهلين تفاقم مخاطر وتداعيات سياسة الحروب العدوانية على امن واستقرار بلدانهم , إلى جانب الاستنزاف الهائل للأموال المنفقة على الحروب وما ألحقته من الخسائر الباهظة في الاقتصاد العالمي مما جعل البلدان الأوروبية تعيش في أعمق أزمة مالية واقتصادية حادة مع تفشي ظواهر البطالة وإفلاس المئات من البنوك والشركات والمؤسسات الاقتصادية.

ونحن أمام هذه الحقائق والوقائع المأساوية، يتوجب على الشعوب الأوربية أن تنهض بقوة وتعلن الرفض والإدانة والشجب تجاه سياسة قادتها العدوانية والاستعمارية على ما يجري من حروب على شعوب المنطقة ، لان الاستمرار في مثل هذا النهج العدائي سيعود بنتائج وخيمة، تهدد امن واستقرار بلدانهم والعالم اجمع.

فقد آن الأوان لنقول إلى اوباما وكاميرون وهولا ند وبوتين وكل الزعماء المشاركين في التحالفات الاستعمارية ,... كفوا من تدخلاتكم وحروبكم العدوانية ضد الشعوب , ودعوها تقرر مصيرها بنفسها .

الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة القيادية
هيئة النشر والإعلام
بغـــداد - ‏٢٩‏ تشرين الثاني‏ ٢٠١٥
 





الاحد ١٧ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة