شبكة ذي قار
عـاجـل










أولى شهيد العصر صّدام حسين بعد قيام ثورة 17ــ 30 تموز 1968 السياسة الداخلية للقطر العراقي أهمية خاصة، فالعراق كان قبل الثورة مرتعا للجواسيس والعملاء للدول الأجنبية .. والحركة الوطنية ممزقة شر تمزق، .. والنظام آنذاك يستند إلى القوة العسكرية والى الآراء الفردية دون وجود قاعدة شعبية جماهيرية ، تفاقم المسألة الكردية ، زيادة الصراعات بين الأحزاب الوطنية نفسها .

لقد أحس حزب البعث العربي الاشتراكي أن استمرار هذه الأوضاع في العراق يعني أضعاف هذا القطر ذو الإمكانات الكبيرة في مشرق الوطن العربي وبالتالي أضعاف حركة الثورة العربية ككل .

وفعلا فقد كان قيام ثورة 17ــ30 تموز 1968 في القطر العراقي تمثل أول رد فعلي ومباشر على نكسة العرب في حزيران ، وعلى التمزق الداخلي ، فقد بشرت بميلاد جديد للعراق وللأمة العربية .. وكان لابد لتصحيح الأوضاع الداخلية في القطر العراقي .. ( والتي كانت في غاية التعقيد ) .. فعملت في البدء على مطارد الجواسيس والعملاء ومحاكمتهم وإعدام من ثبت خيانته منهم .. وكان هذا الأجراء قد أعاد الثقة إلى الجماهير العربية التي داهمها اليأس من مسيرة الأنظمة العربية من جهة .. وكان تثبيتاً لدعم الحكم الوطني التقدمي الذي جاء به حزب البعث من جهة أخرى .

لقد كانت تصفية شبكات التجسس الأمريكية والبريطانية والإيرانية والإسرائيلية بصورة علنية بمثابة تظاهرة وطنية كبرى وتأكيد علني وملموس على تحرير الإرادة الوطنية من كل قيد ــ رغم ما أثارته من ضجة على الصعيد الدولي وانتقادات قاسية وجهت إلى ثورتنا وشعبنا ــ فالشعب الذي كان يحز في نفسه أن تعج بلاده بالجواسيس والعملاء لم يكن يثق بسبب سياسات وأوضاع الأنظمة السابقة بان الإرادة الوطنية تمتلك من الحرية والقدرة ما يمكنها من تصفيتهم تصفية حقيقة جذرية وشاملة .. وقد كسب الحزب والثورة بهذا الإعلان أول تأييد حقيقي وشامل من جانب الجماهير في القطر العراقي .
وان شاء الله سيكون قرار لا جاسوس بعد اليوم في العراق بعد التحرير رقم واحد.

قال شهيد الحج الأكبر: ( عندما تسلمنا الحكم في عام 1968 لم نتسلم أشياء ذات قيمة كبيرة ، استلمنا ميزانية خاوية ، واقتصاد ممزقاً يعتمد على عوائد البترول كلياً ، ففي عام 1969 كانت عوائدنا من البترول 169,730مليون دينار . وحصل التأميم في الأول من حزيران 1972 ، ولقد كانت هناك ظروف صعبة لسنة كاملة هي سنة التأميم ، لم تنفرج ألا بعد أن رضخت الشركات للواقع في 1/ آذار 1973 ، ولم يبدأ التحسن في وضعنا المادي ألا في سنة 1974 وهو تحسن نسبي .

لقد أرسى شهيد العصر أسس قيام جبهة وطنية في العراق تضم القوى الوطنية والقومية التقدمية، حيث قال شهيد الحج الأكبر: فالجبهة أذن ، كما نتصورها هي أحدى الصيغ الأساسية للتعبير عن عمق أرادتنا في تعميق الديمقراطية والمشاركة السياسية والجماهيرية للقوى الوطنية وجماهير الشعب، فالجبهة في تصورنا ليست صيغة مؤقتة ، وإنما هي قامت لكي تبني العراق المستقل الاشتراكي المتحرر على طريق أهداف النضال القومي .

سعى الحزب منذ وصوله للسلطة إلى أيجاد الحلول للمسألة الكردية التي هي من حيث الجوهر حركة قومية تمتلك مبررات مبدئية وواقعية في حدود مطالبتها بالحقوق المشروعة للشعب الكردي . وحزب البعث انطلاقا من إيمانه القومي الإنساني والاشتراكي كان من الطبيعي إن يتفهم الحقوق المشروعة للجماهير الكردية وفي أطار العمل الوطني المشترك المتمثل بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية . وصدر بيان الحادي عشر من آذار 1970 والذي يعتبر نقطة تحول تاريخية في نضال جماهيرنا الكردية وتطلعاتها القومية المشروعة، وفي 11 آذار 1974 تم إعلان قانون الحكم الذاتي للمنطقة الكردية ضمن أطار الجمهورية العراقية وتم تشكيل المجلسين التنفيذي والتشريعي.

وأكد شهيد الحج الأكبر إن الثورة في العراق هي للأكراد مثلما هي للعرب وأن حزب البعث للأكراد مثلما هو للعرب ومثلما هو للآخرين طالما يعيشون في العراق ويناضلون من أجل العراق العزيز المقتدر المزدهر ويضعون العراق في خدمة الأمة العربية بفهم صحيح وترابط واضح.

أدرك شهيد العصر الأهمية الاستثنائية لتثقيف الجماهير عامة والشباب خاصة سواء كانوا ضمن التشكيلات الرسمية أو الحزبية ليدركوا أهمية هذا القطاع وأن يدركوا أهمية القول ( أن من يكسب الشباب يضمن المستقبل ) أن الشباب يعيش فترة أطول بالمقارنة مع غيره من مراحل عمر الإنسان، لذا فهم يحتاجون إلى التركيز خاص في الاهتمام والى برامج خاص بالإضافة إلى البرنامج العام لكي يكون دورهم دوراً ايجابيا ، وفعالاً في عملية تغيير المجتمع وبذلك تكون صياغتهم صحيحة ، وعندها نضمن المستقبل . ويقول : ( أن الذي يريد أن يربي الشباب ويكسبهم ويكون أحد المفاصل الحيوية في عملية التغيير والقيادة يجب أن يقرأ لأن بناء الشباب لا يكون إلا بفعل العناصر المقتدرة من الناحية التربوية والعملية الثقافية ) .

ويقول شهيد العصر: ( يتوجب أن يربى المواطن بحيث يحب وطنه كما يجب ، ويعتبر هذه المسألة متقدمة على كل اعتبار آخر، مهما يكن هذا الاعتبار.

أما عن دور المرأة يقول شهيد العصر : ( أن المرأة في بلادنا رغم ظروف التخلف التي عطلت الكثير من طاقاتها قد لعبت وبحق دوراً بارزاً ومشرفاً من الكفاح الذي خاضه شعبنا للتحرر من الاستعمار وللتخلص من الأنظمة الرجعية والديكتاتورية ، ومن أجل الأهداف القومية في الوحدة والحرية والاشتراكية ) .

فالمرأة تمثل نصف المجتمع ، وإذا لم تكن حرة وواعية ومثقفة ، فسيبقى مجتمعنا متخلفاً غير حر . ويؤكد شهيد الحج الأكبر ( أن الأم الواعية المتعلمة تستطيع أن تقدم للبلاد جيلاً من الشباب الواعي الملتزم والمقاتل ، فأية جريمة ترتكب بحق الأجيال الشابة أذا حرمت المرأة من حقها في الحرية وفي العلم ، وفي المشاركة الكاملة في حياة المجتمع . تجاوز العقلية الإقطاعية البرجوازية الاستبدادية المتخلفة ورفض الإشكال الصورية والزائفة للتطور السطحي الذي لا ينفذ إلى جوهر المسائل ويكتفي بالتعامل مع ظواهر الخارجية ) .

ثم يقول شهيد الحج الأكبر: ( أن المرأة في بلدنا تبني العراق ، بهمة مشتركة مع الرجل دون تمييز إلا بالعمل ، فالحقوق مفتوحة للجميع ، ليس في بلدنا تمايزاً بين قومية وأخرى ، وبين دين وآخر ، بين مذهب وآخر في حق المواطنة ، علاقة المواطن بالدولة والمجتمع ، الجميع متساوون ، والجميع لدنيا أبناء بررة للعراق العظيم ، والعراق جزء حيوي من الوطن العربي الكبير ، وجزء حيوي من الإنسانية في تطلعاتها الشريفة في السلام والحرية والاستقلال والازدهار والتقدم .

وعن الجيش العراقي تحدث شهيد العصر بقوله : ( أن التكوين العقائدي والأخلاقي للجيش العراقي وارتباطه الأصيل بالتراث العربي والإسلامي ونزوعه القوي نحو الاستقلال ، والعزة ، والكرامة ، قد وجدت في مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وفي مسيرته النضالية التجسيد الرائع لها ، والتعبير الأمين عنها ، وفي ظل ثورة تموز تألفت صفات الجيش العراقي وأخذت أبعادها العميقة وبلغ الجيش ما كان يطمح إليه عبر عشرات السنين من القوة والتقدم والعز .

ويضيف مخاطباً الجيش ( أن القيمة التاريخية للانجاز الذي حققتموه ، ليست في احتلال الأرض أو تحريرها وفي تدمير قوة العدو الغاشم فحسب، أنما القيمة التاريخية الأساسية لانجازاتكم ،أنكم بدأتم عصراً جديداً من النهوض النفسي والفعلي في تاريخ أمتكم ) ."الحرب التي فرضت علينا من الفرس الصفويين"

ويقول شهيد الحج الأكبر : ( أن أعداء أمتكم يحاولون بكل الوسائل أن ينتزعوا منكم روح النصر .. أن روح النصر ستبقى شعلة متوجهة في كل ساحات القتال ، وأن ضياء هذه الشعلة وحرارتها يمتدان بعيداً في الأرض العربية وفي روح الملايين من أبنائها المتطلعين إلى المجد ) .





الاربعاء ٢٠ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال أحمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة