شبكة ذي قار
عـاجـل










الجميع يعرف انني شخصيا أميل في ما أكتبه تعبيرا عن مواقفي الى البساطة والمباشرة والاسلوب العلمي المنطلق من حقائق منظورة . لا أدعي لنفسي ابدا تفوق الرؤيا ولا شموليتها بل ارتكز فقط على الحقائق التي استمد منها مصداقيتي.

وفي موضوع التمييز بين ايران والكيان الصهيوني وايهما الان عدو مركزي أول للعراقيين والعرب واقرار ذلك ليشكل مرتكز المنهج في الفعل والحوار فانني كعراقي وكعربي وكمسلم وكبعثي أرى ان ايران هي العدو المركزي الذي اذا لم يرجح في خطورته على الصهيونية وكيانها فهو معها على خط التساوي .

لايران أدوات نفذت الى العراق والخليج وسوريا ولبنان ومصر والسودان والمغرب العربي عبر جزء من شعبنا بصيغة أحزاب سياسية مذهبية المنهج والعقيدة . وهذه الاحزاب اما ايرانية الجنسية او ايرانية الهوى .وقامت هذه الاحزاب كلها قبل و بعد احتلال العراق بتشكيل ميليشيات تفرض المنهج الفارسي المتمثل بسلطة الولي الفقيه بقوة الارهاب .وقد تمكنت هذه الاحزاب والمليشيات بفرض هيمنتها وتكريس احتلال ايراني استيطاني في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق لحد الان .

الاحزاب الايرانية وميليشياتها ليست قابلة للاعتدال أو التغيير نحو منهج وطني فهي كيانات تشكلت على اسس طائفية وهدفها ثابت على تقسيم المجتمع طائفيا واثبتت اخلاصها وتحجرها على خط سيرها الطائفي خلال معركة قادسية صدام المجيدة وما تلاها . ان الاصطفافات والحروب الطائفية في العراق كلها ايرانية وبمشاركة العساكر الايرانية . والانقسام الاجتماعي المذهبي في العراق الذي نما تدريجيا بعد غزو العراق ايراني .

ايران كانت أول دولة تؤيد سلطة الاحتلال في العراق ورئيسها ووزير خارجيتها هم اول من زار العراق ابان فترة سلطة الائتلاف التي ترأسها بول بريمر ووظف فيها مجلس الحكم الذي كان معظم اعضاءه من الاحزاب الايرانية ومن الذين قاتلوا العراق مع ايران عسكريا وسياسيا وارهابيا.

ان فترات حكم حزب الدعوة بعد الاحتلال وتطبيقاته وممارساته واصطفافاته السياسية كلها تبرهن انه وحلفاءه ( الائتلاف الوطني ) بعيدين عن الوطنية وهمهم الاول والاخير تكريس سلطة الولي الفقيه وعملوا بثبات على تهميش واقصاء وتسفيه واحتقار ( سنة السلطة ) بل وحولوهم الى محض أدوات تنفذ وتسير في ركب المشروع الفارسي الصفوي.

ان البعض من (العقلاء والمتعقلين ) الذين يكتبون ضد الطائفية ويدعون الى وقف سعارها قد لا يدركون ما حل ببغداد وجنوبها وعليهم ان يزوروا محافظاتنا هذه او يكلفوا من يزورها وينقل لهم المشهد . ان الطائفية ليست خيار شعبنا في الجنوب بل فرضت عليه فرضا .

كاتب هذه السطور عاش الحالة تفصيليا بين 2003 و2006 وكان شرط البقاء في تلك البيئة الذي وضعه اكثر من طرف هو ان (استخدم اللغة والمصطلحات المذهبية وحين رفضت وقاومت بقيت مطاردا حتى اراد الله أمرا اخر حيث حصلت على فرصة عمل خارج الوطن الدامي ) .ان من يريد ان يوقف السعار الطائفي عليه ان يخرج ايران واحزابها وميليشياتها من العراق او ان يصير منهم !. عليه ان يحصي 12 الف من الحرس الان في داليا وحدها يغيرون بيئتها كلها ..

اذا كانت اميركا قد غزت العراق بقوات وادوات منظورة معروفة مميزة يراها كل شعبنا وفشلت في غزوها عمليا بفضل مقاومة جيشنا وشعبنا فانها قد اوكلت مهمة اخراج العراق من قافلته القومية العربية وهويته العربية لايران واحزابها . هكذا تتقرر معادلة المفاضلة ...

تحرير العراق هو المنفذ لاعادة الامة الى حلبة صراعها لاستعادة فلسطين ...
اي ... لا تحرير ولا مركزية لقضية فلسطين الا بتحرير العراق ...
بعض من يستشهدون بموقف او تعبير واحد للشهيد القائد صدام حسين رحمه الله عن اولوية (اسرائيل ) في الصراع ويتناسون الاف المواقف والتعبيرات الاخرى ينسون او يتناسون ان ايران كانت تحت مطرقة جيش العراق ولم تكن تحتله ولا قادرة على النفاذ لجسده بعقيدتها المتخفية وراء المذهب .

بعد احتلال العراق ورغم ان ايران لم تكن قوة ( مفضوحة ) في المشاركة بالتحالف الا ان ايران هي التي تصدرت احداث المشهد العراقي ومدت مخالبها اليه وتغولت عبر ساحته وحدوده عابرة الى سوريا ولبنان والخليج العربي والجزيرة . والانظمة العربية التي غلبت ووقعت في اثم المشاركة في ذبح النظام الوطني العراقي انكفات كلها تلعق الخيبة والمرارة والندم .

لم تدخل اي منها لاحتلال العراق ( وليتها فعلت ). بل تركته لقمة سائغة في فم الذئب الامريكي الصهيوني الفارسي.
ان ايقاف الطائفية في العراق والمنطقة له طريق واحد هو تحرير العراق من الاحتلال الايراني واخراج الاحزاب الايرانية وميليشياتها منه .

وبقاء ايران في العراق وباقي اجزاء الوطن العربي لن يذر لفلسطين وقضيتها اسما ولا مكان. فلقد راينا الطريق الى كربلاء وقد فتح بقوة اميركا غير ان ايران لم تسلكه بل اكتفت بفرض هيمنتها على نفط العراق وخزائنه واشترت نصف الارض السورية وبثت فرق موتها وخلايا احزابها في كل بقعة فيها منفذ للمنهج الصفوي.





الاحد ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد ابن الوليد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة