شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد سقط شعار يا عمال العالم اتحدو بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، ولم يجد من زبائنه من يدافع عنه ، وقد استعاض الرفاق في كثير من المواقع الكتف الامريكي بدلاً من الكتف السوفييتي سابقاً ، وأنتج النظام السوفييتي نظاماً روسياً امبريالياً ، يسير على خطى الولايات المتحدة في العمل لخدمة مصالحه الخاصة ، رغماً عن ارادة الجماهير التي تتطلع للحرية والإنعتاق من الهيمنة الفردية ، والممارسات الديكتاتورية ، والمؤامرات الامبريالية الدولية ، كما يجري في سوريا ، والتدخل الروسي العسكري الفج ، في مقابل التدخل الامريكي البغيض ، وتداخل المصالح المشتركة بين الروس والامريكان ، كل يريد تحقيق مصالحه على حساب الجماهير العربية السورية ، في ظل نظام سياسي لا يخجل برغبته الجامحة لاقامة سلطته على جماجم الشعب ، وقتل وتشريد الملايين في شتى بقاع المعمورة ، في عملية تهجير قسرية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها في حجم القتلى والمشردين ، وتدمير سوريا ذات الوجه العروبي الجميل ، وما زال هناك من يدافع عن الممانعة والمقاومة في ظل التحالفات مع روسيا ، وروسيا مع الكيان الصهيوني ، والتنسيق فيما يخدم " اسرائيل" ، والتفاهمات الروسية الامريكية ، على حساب تطلعات الشعب السوري، والنوم العميق أمام احتلال الجولان .

شعار يا ثوار العرب اتحدو بديلاً عن شعار يا عمال العالم اتحدو ، لأن هذا الأخير قد إنتهى ، وتم قبره مع قبر الاتحاد السوفييتي على أيدي ابنائه ورفاقه ، وليس هناك من أمل لعودته للحياة ، ففي بلاد العرب ثورات بات التلاقي معها ضرورة قومية إن في العراق أو سوريا أو فلسطين أو الاحواز ، فهذ ثورات ذات بعد سياسي وأهداف وطنية وقومية ، وكلها تؤمن بالعروبة ، وتناضل من أجل الحرية والانعتاق من الاحتلال الصهيوني والامريكي والفارسي ، ومن الممكن العمل على تشكيل مجلس تنسيقي فيما بين هذه الثورات ، تتعاون سياسياً وعسكرياً وامنياً واعلامياً ، فعدوها واحد لأن هذا الثالوث العدواني يعمل بسياسات متناسقة ، وله ذات الأهداف في اخضاع الوطن العربي ونهب ثرواته، وتغييب وجوده عن التواجد المادي على أرضه، وسرقة تاريخه .

يا ثوار العرب اتحدو ليس بشعار غريب على ثوار ينتمون لأمة واحدة ، يؤمنون بثوابت الامة ، ويتطلعون لتحقيق مستقبلها ، فجميعهم مع الوحدة والحرية والحياة الحرة للأمة ، وجميع منطلقاتهم الوطنية تصب في البعد القومي ، وهم يقاتلون عدواً مشتركاً له نفس المنطلقات والأهداف ، ولا اعتقد أن هناك أي قضية يختلفون عليها فهم في المقاومة العراقية والاحوازية وكذلك في الثورة السورية يؤكدون على أن قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية ، لايمانهم أن العدوالصهيوني في فلسطين قد ساهم بشكل كبير في توليد الامبريالية لدعمها هذا الكيان الغاصب ، ليكون مركزاً امنياً متقدماً ، يحقق لهم أهدافهم في منع قيام وحدة العرب ، والتهديد المستمر لأمنهم، كذلك فإن العلاقات اليهودية الفارسية القديمة هي السبب الكامن في العلاقات الخفية بين ايران الشاه والملالي على حد سواء ، في جعل كل منهما يقوم على دعم الآخر في عدوانيته على الأرض العربية ، فنظام الشاه أول من اعترف بالكيان الصهيوني في اعلان دولته على أرض فلسطين ، ونظام الملالي يقيم العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة "اسرائيل" رغم جعجعة الملالي وتهديدات نتنياهو البهلوانية ، ووسم نظام الملالي من القومجيين واليسار المتهاك على نفسه بأنه في خندق الممانعة والمقاومة .

يا ثوار العرب اتحدو فيه التأكيد على قومية الصراع بين الأمة وأعدائها ، لأن الصراع بين كل طرف من هذه الأطراف منفرداً تميل كفته لصالح العدو، لحجم امكانياته والتنسيق الكامل بين أطرافه ، مما يعني أن العدو منفرداً وموحداً يحتاج إلى حشد الطاقات الأكبر من حجم كل واحد من هؤلاء الثوار ، ثم أن معركة التحرير على صعيدها القومي تصب في تحقيق الوحدة العربية ، فإذا كان شعار الوحدة طريقنا إلى فلسطين ، وفلسطين طريقنا إلى الوحدة هو شعار في الصميم ، فوحدة الثوار العرب سيكون أقرب الطرق لتحقيق الوحدة التي يتوق إليها كل العرب .

نحن أمة حباها الله برسالة عظيمة وكان الجهاد ركنها السادس ، وهو الطريق إلى الجنة ، ولا أعتقد أن هناك من لا يتوق إلى الجنة ، ورغم نكران البعض وجحوده إلا أنه مؤمن في داخله ، وبالتالي نستطيع توظيف الجهاد إلى جانب ما تزخر به الأمة من عناصر الوحدة في تعزيز دور المجاهدين ، أو المقاومين أو الثوار، فكلها من منبع واحد ، وتصب في ذات النبع الذي يرتوي منه الجميع ، فعناصر التلاقي والالتقاء إن كانت وطنية أو قومية أو دينية لا تغيّب ما نصبو إليه في العمل على وحدة أمتنا، وتحرير أرضنا ، والوقوف سداً في وجه أعدائنا الذين يسعون لتغييب دورنا ، وتعطيل حركة الحياة على أرضنا .

قومية المعركة هي طريقنا إلى الوحدة والتحرير ، فعلينا أن لا نألو جهداً في العمل على تحقيقها ، ولهؤلاء الذين يسيرون وراء مصالحهم هنا أو هناك يكفيهم أنهم جنود في الطابور الخامس ، فلهم عمالتهم التي تخزيهم في الدنيا والآخرة ، فهنيئاً لهم بهذا العنوان ، عنوان الخيانة .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاثنين ١٥ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة