شبكة ذي قار
عـاجـل










بالرغم من معرفة العراقيين بالذرائع التي تذرعت بها ادارة ( بوش ) في امتلاك النظام الوطني العراقي لأسلحة الدمار الشامل وعلاقته بالقاعدة ،وما نتج عنهما من غزوا بربري ادى الى تدمير واحتلال العراق وإعادته الى عصر ما قبل ( الصناعة ) وكما خطط له من قبل الامبريالية الامريكية ، واللتان افتضح امر زيفها امام العالم بحيث جدى بالإدارة الامريكية ان تلجأ لذرائع وحجج اخرى ك ( كمظلومية الشيعة والدكتاتورية وانعدام الديمقراطية في العراق ) .

وبالرغم من معرفة العراقيين بان الاحتلال ( الامريكي البريطاني ) هو الذي دمر ( الصناعة والزراعة وشبكة الطرق العملاقة وشوارع المدن ومنظومة الخدمات الاساسية "الماء الكهرباء ،المجاري ،الصحة ، البيئة ، المواصلات " ومنظومة التربية والتعليم وبكل مراحلها ومراكز بحوثها ومختبراتها ، وهو الذي ادخل الى بغداد اكثر من ( مليونين ونصف ) ( ايراني مجنس وغير مجنس ) ، وهو الذي هجر اكثر من ( سبعة ) ملايين الى الخارج ، وأكثر من ( 4 ) ملايين في الداخل ومن جميع اطياف الشعب المعارضين له ولعملائه الخونة ، .. لكننا ! .. لم نبالي بجرح الوطن ونزيفه وتدميره لكل منظومات حياتنا وهدر ونهب ثرواته وكسر عمود بنياته وسيادته ، بل انشغلنا لنكمل ما دمره الاشرار لننهب ونسرق وندمر ونحرق جميع ممتلكات بناء دولتنا التحتية !!!.

وبالرغم من معرفة العراقيين بان الاحتلال ( الامريكي البريطاني ) هو الذي دمر منظومة ( الامن والغذاء والصحة ) ، وهو الذي دمر كل ما هو موجود على ارض الواقع ، وهو الذي قتل كل معالم الحياة المادية والمعنوية ، ، وهو الذي إهان كرامتنا وحرمة دورنا وانتهك نسائنا في دورهن وفي المعتقلات والسجون السرية والعلنية ، وهو الذي سرق ثرواتنا وأموالنا ومصانعنا وآثارنا وهو الذي انتهك حرمة جوامعنا ومساجدنا ومدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ، وهو الذي اساء وانتهك حق الانسان العراقي في حله وترحاله وو ..هو الذي أثار النعرات الطائفية والعرقية وأجج سعيرها حتى تمزقت لُحمة شعبه .. ولكننا ! ومع كل هذا .. لم نبالي بما حدث ويحدث بل انشغلنا في ترقب البشرى الكاذبة التي اشغلتنا لفترة معينة ونحن نحلم بالزيادة التي سينجزها المحتل الغازي لمفردات الحصة التموينية الى ( 44 ) مادة وفوقها دجاجة صفوية وبطل ( ويسكي ) وجهاز الستلايت الذي اخذ الوقت الكثير من العراقيين في متابعة قنوات ( الاباحية ) وو .. الخ ؟.
وبالرغم من معرفة العراقيين بان المحتل الغازي الامريكي هو الذي ولد العملية السياسية وتبنى رعايتها على اسس ( المحاصصة ) الطائفية ... إلا اننا ! تغابينا وتجاهلنا العراق وكرامتنا لنغفو عسى ان نحلم ونرى صناديق الانتخابات الديمقراطية المستوردة الينا والمكتوبة عليها ( استوردت خصيصا للأصابع البنفسجية ! ) .

ومع ان العراقيين يعرفون جيدا بان الاحتلال الامريكي الغازي هو الذي جاء بالائتلاف الصفوي لحكم العراق ، وما هو ولاءه المطلق ؟ ولمن تكن طاعته ؟.. لكننا !!!.. تجاهلنا ونسينا الالاف الشهداء والجرحى والقتلى من العوائل والأطفال البريئة التي اندثرت تحت ركام صواريخ ( ارض ارض ) الايرانية التي ضربت بغداد والمحافظات العراقية من الشمال الى الجنوب وبتشجيع وزغاريد ازلام هذا التحالف الصفوي ومن لف لفهم من الذين اشتركوا مع العدو الايراني في مقاتلة الشعب العراقي في قادسية العرب الثانية والذين اشرفوا وبشكل مباشر على اقفاص الاسرى العراقيين من ابناء الجيش العراقي وإعدام الاسرى وبدون ان يفرقوا بين الشيعي والسني او الكردي عن المسيحي او التركماني او عن أي مقاتل من مقاتلي القوميات والاقليات والأطياف العراقية الاخرى !.

ومع ان العراقيين يدركون جيدا السبب الذي جعل من ايران ان تسيطر على كل مفاصل المؤسسات الرسمية المهمة في حكومة العملاء مثل ( الجيش والأمن والمخابرات والاستخبارات والتربية والتعليم العالي والثقافة والأعلام ) وسيطرتها على عمليتها السياسية الطائفية ومؤسساتها بأذرع مسلحة ضاربة تتكون اكثر من ( خمسين ) ميليشيا مرتبطة ارتباطا مباشراً بها .. إلا اننا !!! بقينا نتغابى ونتجاهل وغضضنا النظر عن ما جرى ويجري بالعراق .. وبقصد .. نعم بقصد !!! وتركنا العراق وهويته لننشغل طوال ايام السنوات با ( الرواد يد والمواكب واللطم والتطبير والتطيين وطبخ القيمة والهريسة وحلويات الداطلي والجاي وماء الورد المهيل بالهيل المستورد من ايران ) ..!!!.

ومع ان الكثير من العراقيين يدركون الهدف الايراني الذي اصبح واضحا لهم وكما صرح له كبار مسؤوليها وأمام وسائل الاعلام باحتلالهم للعراق وان بغداد اصبحت عاصمة ( امبراطوريتهم ) الجديدة ، وتكرارهم اللامحدود بحدود هذه الامبراطورية حيث تتواجد اضرحة ( الأمة ! ) من ال البيت الاطهار .. ولكنهم تجاهلوا هويتهم .. وانشغل الكثير الكثير منهم بتغير انسابهم الاصلية بأنساب بديلة تتلاءم مع مصالحهم وبما تنسجم مع الديمقراطية الجديدة للعهد الصفوي عسى ان يكسبوا من هذا التقرب ود العملاء وحرامية المنطقة الغبراء التي يحكمها الائتلاف الصفوي وكما فعلوا من قبل ابان النظام الوطني !!!.

ومع ان الكثير من العراقيين يعرفون جيدا ان ( الحشد الشعبي ) هو غطاء وخداع وتضليل لكي تأخذ الميليشيات الفارسية الصفوية دورها المرسوم لها من طهران بالسيطرة والهيمنة على مسار العملية السياسية وحكومتها ومؤسساتها ، وان اكثر من ( 90% ) من المتطوعين هم من المنتمين لإطراف التحالف الصفوي ، وان الضباط الايرانيين من فيلق القدس والحرس الثوري هم الذين يقودون الميليشيات الطائفية ، وان ايران هي المسئولة عن دفع الرواتب وتسليح وتجهيز الميليشيات ، وان كل عناوين العملية السياسية حتى خارج التحالف الصفوي مسخرة لخدمة هذه الميليشيات وتحت غطاء ( الحشد الشعبي ) .. إلا ان الغالبية منهم انحرفوا عن هويتهم ودينهم وأصالتهم العربية باتخاذهم لقادة الميليشيات الطائفية الصفوية والقادة الايرانيين عناويناً لهم ولعوائلهم ولعشائرهم والأكثر من كل هذا اتخذوا من السستاني وبغض النظر عن جنسيته الايرانية مرجعا دينيا وحاكما لهم !!!.

وخلاصة القول ، انه على الرغم من معرفة الكثير من العراقيين بان الجيش الطائفي وميليشياته يرتكزان على سياقات حرب الارض المحروقة مع الشعب العراقي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية المعارضة والمقاومة للمشروع الايراني الصفوي باستخدامهما الردع العالي والقاسي لقتل من تستطيع قتله من العراقيين الرافضين للاحتلال الفارسي وتهجير وتشريد من لم تستطع قتله وترويض وتدجين وخمأنة وفر سنت الاخرين رغم قصر زمنها الذي انطلقت منه نحو اهدافها بعد فتوى ( السيستاني ) ... إلا ان الاغلبية الغالبة منهم ظلوا في سُباتِ عميق !!!.. نعم في سبات عميق .. وسيبقى في سبات!.





الاثنين ٢١ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سجاد النعيمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة