شبكة ذي قار
عـاجـل










في الثلاثين من مارس من كل عام؛ تعود الذاكرة العربية الحرة لتستحضر واقعة الاعتداء السافر الصهيوني على أهلنا وشعبنا الصابر المرابط في فلسطين الشاهدة والشهيدة حيث عمدت قطعان المغتصبين المارقين المستهترين بحماية قوات الأمن والجيش الصهيونيين الإرهابيين لانتزاع أراض بالقوة من مالكيها الحقيقيين؛ فلم تكتف الصهيونية العالمية وكيانها المسخ الهجين بحيلتها الشيطانية الكبرى بأن اقتضمت فلسطين الأرض والتاريخ والحضارة والتقاء الأديان في غفلة من التاريخ والضمير الإنساني الجمعي الحر والخير .

لم تهدأ عقيدة التسلط والجبروت والنهم والنقمة على كل ذي طابع عربي سواء كان بشرا أم شجرا أم حجرا أم حيوانا؛ وهي العقيدة العنصرية الحاقدة التي تسم كل الفكر والمخططات الصهيونية وهو ما تفصح عنه بجلاء كبير مؤلفات الصهاينة وخاصة مذكرات كبار ضباط الجيش الصهيوني النازي حيث يبررون كل تاريخهم الإجرامي الغادر بأنهم لم يرتكبوا أكثر من تطبيق حرفي لتعاليم كتبهم المحرفة ولم يشذوا عن بروتوكولات حكماء بني صهيون وتوجيهاتهم الناضحة عدوانية واستخفافا بغير الصهاينة ومن يسمونهم الأميين والأمميين على حد سواء وهم المكلفون حصرا بخدمة الأخيار أو الصفوة وهم الصهاينة حصرا.

أقدم هؤلاء المستولون على فلسطين غدرا وتآمرا وتسلطا ودونما وجه حق؛ على فعلتهم تلك في مثل هذا اليوم لمزيد إهانة الإنسان العربي وتجريده من ممتلكاته التاريخية والقانونية بهدف سلبهم كرامتهم وتعمد تضييق الخناق عليهم وتنغيص حياتهم ليسهل تهجير أصحاب الأرض وتشتيتهم فيخلو المكان بكل مدلولاته الروحية والنفسية والاجتماعية والسياسية والقانونية للوافدين الأغراب حتى ينتحلوا فيما بعد صفة المالك البديل على قاعدة أن الطبيعة لا تحتمل الفراغ وإن كان ذلك الفراغ في جوهره إفراغا ممنهجا بمعين القوة والادعاء والتزوير والغش والخداع.

بنفس قدر العنجهية الصهيونية والنزعة العدوانية التي حركت قطعان المغتصبين؛ تسلح أبناء شعبنا العربي الفلسطيني بعزيمة ثابتة وإيمان متجذر لا تخبو جذوته ولا تفتر حميته وتمسكوا بحقهم وتشبثوا بأرضهم؛ ولم يمنعهم افتقارهم للسلاح وبدائية ما توفر منه لديهم مقارنة بالمعتدين من الاشتباك معهم مستبسلين في مقارعة عدوهم وسالب أرضهم ؛ ولم تحل كل الظروف المعاكسة بينهم وبين تسطير ملحمة بطولية كان الدفاع عن الأرض عنوانها الأبرز؛ وهانت أرواحهم في سبيلها ليرتقي خمسة شهداء في سخنين وغيرها ناهيك عن عشرات المصابين والجرحى؛ وكان صد العدوان السافر جماعيا حيث تداعت له الماجدات الفلسطينيات جنبا لجنب مع إخوتهن وأبنائهن لتعلو صرخة المستضعفين أصحاب الحق والتاريخ والعدالة مدوية بوجه المتهافتين المجرمين أعداء التاريخ والشعوب والإنسانية.

لقد اندفع أهلنا في البلدات الفلسطينية متضامنين مآزرين لأهل سخنين وساخطين على المعتدين؛ ليبعثوا رسالة متينة مفادها أن لا تنازل على الأرض مهما غلت الأثمان وسالت الدماء. لقد كانت تلك الهبة تاريخية بكل المقاييس للأجيال الفلسطينية والعربية عموما تلقفتها ولا تزال جماهير الأمة المقاومة في كل سوح الوطن العربي بصرف النظر عن تلاقح الأداء المقاوم وتوحده؛ وهاهو شعب الجبارين يواصل صموده بوجه إرهاب الغاصب الصهيوني ويفتح ضده الجبهة تلو الجبهة وينوع أساليبه الكفاحية في تحدي كلي لآلته الحربية ومشاريع تهويد فلسطين لا القدس فقط؛ وما احتفاظ شعبنا العربي الفلسطيني في الشتات بمفاتيح العودة مثلا إلا دليل على تشبث أصحاب الحق بحقوقهم گاملة غير منقوصة ..

وبالقدر ذاته وبنفس الثبات والأصالة ينحت أبناء العراق والأحواز ملاحم أسطورية ضد المشاريع الاحتلالية الاستيطانية الأمريكو- فارسية صفوية؛ و هو أيضا ما تنسج على منواله جماهير أمتنا في سورية وليبيا ولبنان واليمن وتونس ومصر والسودان.

إن أحداث يوم الأرض والاحتفاء به يشكلان معا مدى محورية الأرض ومدلولاتها ورمزيتها في الوجدان العربي وهو الأمر الذي ترسم معالمه وتعبر عنه سواعد رجال أمتنا وحرائرها وأقلامهم حتى في أحلك الظروف؛ وما فشل الحملات الاستعمارية والمخططات الامبريالية والصهيونية والفارسية وأدواتها الإرهابية الضلالية إلا نتيجة ذلك الموروث النضالي الجهادي العربي المترع نخوة والتصاقا بالأرض محددا أهم وأكبر في بصمة شرف الشعوب والأمم.

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء فلسطين والأمة العربية.
العز والفخار لأسرانا البواسل في المعتقلات الصهيونية والأمريكية والفارسية ..
المجد للعرب ..
الخزي والعار لكل عميل جبان ولكل خوان أثيم.
يسقط الاستعمار ..
تسقط الصهيونية والامبريالية والفارسية الصفوية الخمينية ..

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في ٣٠ / ٠٣ / ٢٠١٦





الاربعاء ٢١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة