شبكة ذي قار
عـاجـل










من لي غيرك يا بغداد يأويني .. من لي غيرك يا بغداد من جرحي يداويني .. من لي غيرك يا بغداد في بعدي يسليني.. كنت في يقظتي ومنامي تناجيني وإذا ضعفت تقويني .

فما بالك اليوم لا تجيبيني .. كنت أهمس فتسمعيني وكنت أشير فتأتيني ..فما لك الآن لا تؤثريني.. أين بسمتك ؟ أين ضحكك وسرورك ؟ حزنك يؤذيني وقلقك يؤرقني .. كنت إذا أبكي تبكيني

فما بالك اليوم في طيفي لا تزوريني .. من آذاك ؟ من آلمك ؟ أرى الدمع مدرارا في مقلتيك وأسمع أنين صوتك . فمن دنسك ؟ ومن مس طهارتك ؟ أهم الأقربون أم الأبعدون ؟ .

بصمت أخبريني وعن هموم قلبك الحنون حدثيني .. أفرغي آهات صوتك في مسمعي .. بصمت وروية كلميني .. ها أنا الآن أسمعك

أشعر بحرارة صوتك المرتجف .. هيا كفكفي دمعك واسرحي بخيالك وبحنان الأم كلميني .. لوميني وازجريني وان شئت اضربيني فنحن بخوفنا وضعفنا و طمعنا وخيانتنا مكنا الأعداء منا .. اهدئي و بعمق تنفسي وأخبريني.. افرغي شحنات غضبك على أفعالنا ليهدأ روعك وتقر عينيك...

 أنا اعلم علم اليقين أنك لن تتكلمي ولن تبوحي بما يختلج في صدرك لأننا نحن من رجال دين وشيوخ عشائر وسياسيين واقتصاديين وإعلاميين .

من حطمك وهز كيانك وقطّع أوصالك ؟ ..نحن من تلاعب بك وجعلناك بتهافتنا على السحت الحرام مطمعا للغير ... كلنا يعرف وجميعنا يعلم أنك ذقت مرارة الويلات والنكبات مئات المرات وكنت في كل مرة تصبرين ولا تستكينين وتعودين أزهى وأبهى من جديد .. كل حملات الفرس وغزوات الترك على مر التاريخ لم تؤلمك لأنك كنت تعودين أقوى وأشد عودا وكل هجمات المغول رغم قسوتها ما أثرت فيك لأن النصر كان حليفك في الختام ولم يؤذك هول الاحتلال البريطاني والأمريكي رغم بشاعتهما و كانت دماء الشهداء التي سالت لتروي أرضك وتعلي شأنك صرخة حق ضد الباطل وبها حطمت كبرياء البريطانيين وبها سوف تجرحين كرامة الامريكيين وستنتقمين لكل قطرة دم سقطت من جراح الشهداء الأبرار ..

بلى لم تؤذنك كل تلك الحملات والهجمات البربرية لأنها أتت من الأغراب ولكن الذي آذاك وآلمك وسبب لك جرح لن يندمل هو نحن العراقيين المرعوبين من عدو غادر جبان ونحن جزء من الخونة الحاكمين الذين باعوا شرفهم وكرامتهم وعزتهم من أجل حفنة من الدنانير ..

كنت كل حين تقاتلين عدو شرس كان ام جبان ، ولكنك اليوم تواجهين ثلة من خونة أرضك و حفنة من جيف حسبت يوما عليك .. دعيني ابكي وأذرف دمعا بلون دمك على أناس كنت تظنين أنهم رجالا وما هم برجال .. جرح الأعداء يشفى ولكن جرح الأصحاب لا يندمل ..

ماذا فعلنا بك وقد كنت لنا حضنا دافئا وملاذا آمناً ؟.

وماذا جلبنا لك اليوم غير طائفية مقيتة ودينا جديدا ما كان ولن يكون بديلا عن ديننا الحنيف ؟ وما كنت تظنين يوما أنك ستشهدين قتال الأخوان والأعمام وما كنت تحسبين يوما أن يكون شعبك هكذا ؟؟ . . . أنت بغداد .. بغداد التي مدت يد الرحمة والألفة بين كل الأطياف .. هكذا كنت وهكذا ستكونين ولا أريد من فلذات كبدك غير صحوة عارمة مزلزلة تسحق أنجاس الأمة الذين آثروا المال والجاه على الشرف و العزة والرفعة لتعودي من جديد متألقة متزينة كعهدنا بك وأنا على يقين أن في شعبك رجالات قلوبهم من صخر وسواعدهم من حديد سيفكون أسرك عاجلا أم آجلا فاصبري قليلا لتشهدي ذلك اليوم المجيد الذي سيعيد لك مدنيتك وحضارتك وتاريخك التليد وان غدا لناظرة قريب .





الجمعة ٢٣ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فلاح كامل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة