يا سادة يا كرام
عذرا لما سأقول
وعذرا لما ستسمعون
ولكن ثقوا أنه كلام سليم .. وثقوا أني لم أزد عما رأيت شيئا

لم أجد في العراق رجالا بل رأيت أشباه رجال يحكمون باسم الدين وهو منهم براء ... لم أجد قانونا يحكم هناك بل وجدت قوانين عصور ولت ... لم أجد ماءا فبكيت على دجلة والفرات ... لم أجد علما بل رأيت قتل للعلماء ووجدت علماء يفتون بغير وجه حق .

عذرا مرة أخرى لأني لم أجد شعبا رضى بهذا الذّل كشعب العراق ... لم أجد إلا حقوقا سلبت هنا وهناك... لم أجد من يعين الأرامل والأيتام... لم أجد من يمنح المهمشين حقوقهم المسلوبة ... لم أجد من يدافع عن القابعين ظلما في السجون السرية والعلنية ... لم أجد مخلصا يقوى على البوح بالحقيقة .... لم أجد من يقتص من العصابات التي تزرع الخوف والرعب في كل حي وزقاق... لم أجد من يصرخ بوجه المستبدين أو يجرأ على شتم الجارة ايران... لم أجد من يقول إن الديمقراطية التي يتشدق بها الخونة المأجورين ما هي الا اكذوبة كبرى والحرية التي يتحدثون عنها ليست سوى جرعات من الأفيون ما تلبث أن ينتهي مفعولها ولم أجد من ينفجر غضبا لمهزلة اسمها الفدرالية.

يا سادة يا كرام
الحق ، الحق أقول لكم أن بلدنا الذي كان اسمه العراق قد ذاب وتلاشى وتلقفته أيادي قذرة نعرفها لتعيد تقسيم أرضه ومياهه وثروته وستكون عندنا جمهورية في الجنوب وجمهورية في الوسط وجمهورية في الشمال ولن نحتاج لرؤية بلدنا الذي كان اسمه العراق سوى جواز سفر جديد يصدر في البصرة أو بغداد أو أربيل أو أي جمهورية أخرى.

وثقوا مرة اخرى أن أرضا كأرض العراق التي أنجبت رجالات كهامات نخيلها لن تسكت على ضيم ولن يهدأ بالها حتى تعيد البسمة والفرحة لكل طفل تيتم وكل زوجة ثكلى وكل أم ناحبة وكل أب مفجوع وسيعود العراق كما عهدناه شامخا شموخ رجاله وعاليا علو جباله وزاهرا كأزهار سهوله ونقيا نقاء نهريه دجلة والفرات وواحدة بوحدة ارضه سيقتص من الخونة المتآمرين مع الامريكيين والإيرانيين الصفويين وكل من باع عرضه وناموسه من أجل حفنة من الدولارات ليكونوا عبرة لمن يفكر في الحاق الأذى بالعراق والعراقيين في قابل الايام ولا خوف على وطن يقف الله معه والشرفاء الأصلاء من ابنائه.