شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ ولادته المباركة في 7 نيسان ( أبريل ) 1947 ، أمتلك البعث نظرية فكرية ، ومقومات عقائدية ، ورؤية تأريخية أصيلة وشاملة وعميقة للحاضر والمستقبل ومنهجاً علمياً حضارياً لتحليل الظواهر وفهمها واستيعابها للسير قدماً بتطبيق مشروعه العروبي ، وهو ما تميز به البعث عن الأحزاب والحركات ذات العقائد المستوردة المستوحاة من أمم أخرى ، وهو ما جعل البعث العظيم قادراً على خوض النضال بجدارة وثقة عالية من أجل بعث روح الأمة وتغير واقعها الأليم على وفق مشروعه النهضوي التقدمي .

ولو أتينا لتحليل هذه الأفكار ، ومقومات الرسوخ العقائدية لنجدها كالتالي :

1- نشأته العروبية وأصالته :
ولد البعث من وجدان وعمق أصالة وطموحات الأمّة ، ولد من رحم الأمّة العربية ، ولم يستورد فكره من خارج الأمّة جاهزاً وما نُسجت في مطبخ أو مكتب معزول ، ولد البعث فكرة حية ونابضة مشحونة بآلام الأمّة ومعاناتها ، فنما فيها وحمل تطلعاتها وعبر عن أصالة تأريخها وحضارتها ، فجسدها البعث بالانبعاث والتجدد في صنع الحضارة الإنسانية بدور متميز وأصيل .

2- أهداف البعث العظيمة :
" الوحدة والحرية والاشتراكية "
لقد لخص البعث مشروعة الحضاري في ثلاثة أهداف كبرى : هي الوحدة والحرية والاشتراكية ، ربط البعث هذه الأهداف في ما بينها ربطاً جدلياً حياً وفعالاً بحيث جعل منها مشروعاً واحداً متكاملاً يفضي إلى غاية واحدة هي تحقيق نهضة الأمة وتمكينها من أداء رسالتها الإنسانية ، فوحدة الأمة العربية التي ينشدها البعث منذ ولادته شكلت هدفاً أساسياً له ومنطلقاً لمسيرته ، كون الأمّة العربية أمة واحدة تجمعها وحدة الدم واللغة والثقافة والتأريخ والجغرافية والحضارة وينشد البعث وحدة كيانية عميقة للأمة والالتحام بين أقطاره وخلق واقع جديد يُعيد للأمة هويتها الحضارية ويجعلها قادرة على حمل رسالتها الخالدة للإنسانية ، والحرية المنشودة في مفهومها الصحيح ، عبر عنها البعث بتحرير إرادة الأمة من كل أشكال الوصاية والهيمنة الاستعمارية والأنظمة الرجعية ومن كل ما يمنعها من إطلاق طاقاتها الخلاقة المبدعة ويعيق نهوضها الحضاري وقيامها بدورها الرسالي ، والاشتراكية ، هدف رئيسي في البعث لنهضة الأمة وتقدمها بإقامة نظام اقتصادي واجتماعي مزدهر لتحقيق العدالة الاجتماعية وينتفي فيها الاستغلال ، وتحرير ثروات الأمة من الهيمنة الإمبريالية وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات .

3- " فكر البعث " منهج متكامل للنهوض بالأمة :
فكر البعث نضالي يتجه دوماً للجماهير يعلِّمها ويتعلم منها ، يلامس حياتهم ويستمد منهم قواه لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم ، فهم مصدر تتويج البعث وتقدمه واستمرارية عمله الثوري ضد الاستعمار وأدواته ، وفكر البعث سلاح فعال من أسلحة النضال ، فكر حي ونابض يهز الطغاة الغزاة ويقيم منابر الحق المبين لتغير الواقع الأليم ولمنع الانحطاط والرضوخ ، فكر شامل وعميق سواء في نظرته إلى واقع الأمة أو في مشروعه لتحقيق نهضتها ، فكر تقدمي مستقبلي ينسجم مع روح العصر ومتطلباته ، فكر حضاري منفتح يتفاعل مع غيره من الأفكار والنظريات تفاعلاً مستنيراً وواعياً ، فكر ديمقراطي ليس منغلق ، يعترف بحقوق الآخرين ويؤمن بضرورة الحوار معهم ، فكر واقعي ومنهج يصدر من الواقع ويتجه إليه يدرسه ويحلله ويفهمه ويقدم لمشكلاته الحلول المناسبة ، فكر يؤمن بالعلم والمعرفة ويتفاعل معهما ويستفيد من معطياتها .

4- البعث ، عقيدة إيمانية وإنسانية :
البعث ، حزب قومي إنساني ينبذ التعصب ، والانغلاق ، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان ، واحتلال الشعوب وسلب مقدراتها واغتصابها ، ويؤمن إيماناً مطلقاً بأن الأمة العربية قادرة على خدمة الإنسانية كما خدمتها في الماضي حين حملت رسالة الإسلام ، وقدمت لها ثمار حضارتها وتقدمها وخروجها من العصور المظلمة ، فالأمة العربية قادرة اليوم على تجديد رسالتها ، لذلك أنتهج البعث العمل لتجديد هذه الرسالة الإنسانية شعاراً له للرقي والتقدم والتعايش الإنساني بين الشعوب والأمم .

وينظر حزبنا للإسلام أنه الملهم الأساس في حياة الأمة ، فهو أغنى ما في تراث الأمة الروحي والأخلاقي وهو أقوى دافع لتجديد حياة الأمة العربية وانبعاثها وحمل رسالتها للإنسانية ، حيث قال القائد المؤسس ، ميشيل عفلق ، رحمة الله عليه : ( العروبة جسد ، روحها الإسلام ) ، أي أن مكانة الإسلام من العروبة بمكانة الروح في جسد الإنسان .

5- " البعث " ، الجهاد طريقاً نحو التحرير :
منذ اليوم الأول للتأسيس أختار البعث العمل بمنهج التحرير والكفاح الشعبي لطرد المستعمرين وتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني المغتصب ، وما أن انفجرت الحرب العربية - الصهيونية عام 1948 حتى قاد البعث مجموعات من المتطوعين البعثيين لخوض هذه المعركة والقتال ضد الصهيونية ، حيث كان ولم يزل ، فإن تحرير فلسطين هدفاً مركزياً ومحورياً للبعث ، وهكذا أستمر النضال الجهادي وتقديم التضحيات العظيمة في كل المنعطفات والحروب العربية ضد الغزاة الصهاينة والصفويين حتى يومنا هذا ، وحيثما وجد الغزاة الطامعين بمقدرات الأمة وتراثها وجد البعث بجنوده وقادته ، بمبادئه وأهدافه .

إذاً ، هذه عقيدة البعث الرسالية الإيمانية التقدمية ، عقيدة العروبة الخالدة بمعاني عمقها وأصالتها ، هذا هو البعث الأسطوري الصامد أمام عاديات الزمن .

وفي مناسبة ذكرى مولد حزب البعث العربي الاشتراكي التاسع والستين في السابع من نيسان 1947 ، نتقدم برفع أزكى التهاني والتبريكات لكل الرفاق المخلصين والأوفياء لعقيدة البعث من المحيط للخليج ، ونخص بالذكر قائد البعث البار ، قائد جيش التحرير والخلاص الوطني ، الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري ، حفظة الله وأيده بنصر من عنده .

لكم منا ومن يمن التأريخ والحضارة تحية اعتزاز وتقدير وامتنان لتضحياتكم الجلية والسخية في الدفاع عن الأمة العربية ومقدراتها من الهجمة الصفوية والإمبريالية الحاقدة .

تحية تقدير واعتزاز للمقاومة العراقية الباسلة الصامدة أمام أساطيل الشر الكوني .
تحية للمقاومة الفلسطينية الثابتة على التحرير الشامل والكامل .
وتحية للمقاومة العربية أينما وجدت تقارع الاحتلال الصفوي وأذنابه المتربصين بمقدرات الأمة وسيادتها .
عاش حزب الأمة الظاهر في سماء العروبة حزب القيم والمبادئ الإنسانية .
وعلى العهد باقون ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
والله أكبر .. وليخسأ الخاسؤون

ــــــ ــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ــــــــ ــــــــــــ ـــــــــــــ
مجموعة فرسان البعث العظيم :
الرفيق إبراهيم سبأ ( اليمن )
الرفيق محمد الجماعي ( اليمن )
الرفيق قصي العزي ( اليمن )
الإشراف : الرفيق جومرد حقي إسماعيل ( العراق ) .
 





الثلاثاء ٢٧ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فرسان البعث نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة