شبكة ذي قار
عـاجـل










يعتبر 7 نيسان من عام 1947 محطة مهمة في تاريخ الأمة العربية ففي هذا اليوم قدمت نخبة من ابناء الأمة وعلى رأسهم المؤسس عفلق رحمه الله مشروعا حضاريا للعرب وذلك بتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي كوسيلة وأداة لتحقيق أهداف عظيمة تلبية لحاجات الأمة للخروج من حالة التخلف والاستعمار والتجزئة فكان أهم هدف لتحقيق نهضة عربية هي الوحدة كمشروع استراتيجي وضرورة تاريخية لمواجهة الاثار السلبية لمشروع التجزئة التي فرضتها القوى الغربية الاستعمارية ، واليوم نعيش نتائجه الوخيمة في حياتنا اليومية . نحتفل اليوم كبعثيين ميلاد البعث والأمة العربية تعيش اسوأ مرحلة من تاريخها المعاصر نظرا للتحديات الأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي باتت تهدد كيان الأمة فكلما تهاونت الأمة في قضية الوحدة كلما تظاخمت التحديات .

فاليوم لا أحد ضامن لنفسه الأمان سواء الحكام أو الشعب وبالتالي فان الظروف الحالية هي فرصة تاريخية بالنسبة لنا جميعا لتجاوز طائفيتنا وعرقيتنا وقطريتنا وتعصبنا الفكري لنتحد أولا لصناعة جدار قومي لصد وتقويض مشاريع الفتنة التي تروجها وتغذيها القوى الاقليمية والدولية والمحلية . فالبعث يؤمن دائما بالعمل الجبهوي المبني على أرضية صلبة تعتمد على الاتكال على القدرات الوطنية والقومية وعلى شعبنا العربي بكل أطيافه ، فالفعل الوحدوي هو الوحيد الذي يستطيع وقف هذا الانهيار والضعف الذي تعاني منه الأمة العربية . أن صمود رفاقنا البعثيون ومعهم القوى الوطنية والإسلامية في العراق ضد كل المؤامرات الهادفة لتقسيمه وعزله عن حاضنته العربية فهذا الصمود والمقاومة هو نواة مهمة في بناء الجدار القومي لصد مشروع تفتيت الأقطار العربية على اسس طائفية ومذهبية وعرقية .

فمشروع تهديم العراق هو نفس المشروع المعد لبقية الأقطار العربية وهو محل تنفيذ في كل من سوريا واليمن وليبيا . وبالتالي على الأقطار التي مازالت تتوفر على الأقل الاستقرار اذا أرادت أن تحمي نفسها أن تبادر من الآن قبل فوات الأوان الى عمل وحدوي يرقى الى مستوى التحديات وترك الخلافات الهامشية جانبا سواء كحكام أو كتيارات سياسية أو كقوى ثقافية وفكرية . وليعلم الجميع هدف الوحدة العربية الذي يناضل من أجله حزب البعث العربي الاشتراكي ليس شعارا سياسيا أو مطلبا حزبيا بل هو مشروع حضاري لأمة العرب كخيار استراتيجي وضرورة تاريخية لا يمكن لأحد أن يحتكره أو يتاجر به أو يتجاهله .

فكل من يحب الوحدة العربية ويعمل من أجل تحقيقها لا يمكن إلا أن يكون محبا لأهله ووطنه ودينه وشرفه ومدركا لمصلحته . اذا كان البعث هو صاحب المبادرة لرفع شعار الوحدة العربية فالبعث قدم تضحيات ضخمة عبر سنين من النضال لأنه يدرك أن الوحدة العربية هدف عظيم يحتاج الى تضحيات عظيمة فضحى بالسلطة في العراق وكان الشهيد صدام حسين رمزا من رموز البعث الذين وهبوا ارواحهم للأمة العربية ولمبدأ الوحدة الذي يؤمنون به وهم يقدمون قوافل من الشهداء في العراق ويقودون اعظم مقاومة تحت قيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه . فكل عمل ثوري لاستعادة الكرامة والأرض والعرض هو عمل يرقى الى مستوى الفعل الوحدوي فثورة الجزائر هي لبنة في استرجاع أهم أرض من أرض العرب وكفاح الشعب الفلسطيني هو نضال وطني قومي لطرد الكيان الصهيوني الذي غرسه الاستعمار لتكريس حالة التجزئة والتخلف في الأمة ، فكل عمل أو مشروع ثقافي أو تجاري أو صناعي بين أقطار الوطن العربي هو نضال من أجل الوحدة وكل تنسيق أمني لحماية أي قطر عربي من التهديدات الخارجية فهو نضال من اجل الوحدة .

فالانتماء للبعث هو موقف عظيم هو تحول هام في حياة المناضلين هو انتقال من الحياة العادية الى الحياة الخاصة هو الانتقال من الشخصية العادية الى الشخصية المبدئية الثورية المسؤولة . فقدر ما ارتقينا في السلوك والفعل النضالي كلما ارتقينا الى مستوى عظمة المبادئ والأهداف .

فالهجمة الشرسة على البعث والبعثيين من قبل قوى الشر المعادية للأمة ستقف معهم قوى الخير من الأمة .
عاش البعث والمجد والخلود لشهدائه ولشهداء الأمة العربية .





الخميس ٣٠ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س . ع / الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة