شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد حشد ّ حزب الدعوة بعض من عناصره في ذلك اليوم المشؤوم 9 نيسان 2003 وأمام قوات الاحتلال الأمريكي أدوا تلك المسرحية الهزيلة حيث أخذ أحد أفراد هذا الحزب الفأس بيده ليسقط تمثال الرئيس صدام حسين الذي كان مقاماً في ساحة الفردوس وسط بغداد لينال رضا أسياد حزب الدعوة ومباركة إيران !!

لكن كيف سقط وبأي صورة !!
سقط وفم التمثال على الأرض مباشرة – والفم يقبل ّ الأرض الطاهرة –أرض العراق المباركة التي تأبى الاحتلال مهما صور ّ وفبركوا الأقاويل !!
صورة التمثال ولدت أنطباعاً لدى العراقيين فيما بعد – حتى تمثاله يقبل ّ أرض العراق – وكأنه رسالة ربانية بأنّ صاحب هذا التمثال أوفى للعراق ، أكثر نبلاً وجدارة بقيادة العراق !!

لقد أبكى هذا التمثال – العراقيين في نيسان 2003 المشؤوم لأن إسقاط التمثال أوحى لهم أن العراق أصبح محتلاً رسمياً فتمثال صدام حسين هو الذي ثبت ّ لديهم أن عهد صدام حسين قد زال بقوة السلاح الأمريكي والعراق قد دخل رسمياً مرحلة جديدة مرحلة الاحتلال ..

بعد هذا العام – وكلما مرت هذه الذكرى الأليمة – يبكي العراقيون مثلما بكوا أول مرة .. بكاءاً نابعاً من القلب ، يبكون بمرارة وبحسرة وألم لأن هذا التمثال كان لرمز العراق ولكرامته ، كان أمن العراقيين واستقرارهم وازدهارهم وتطورهم !! بل أمن العرب واستقرارهم الذي تزعزع فيما بعد وتجرأت عليهم إيران وفلولها ومليشياتها !!

لقد كذبت أمريكا في هذا أيضاً ، مثلما كذبت على العالم وصاغت من مخيلة رؤسائها المرضى مبررات تدمير العراق وغزوه عندما أذاعت للعالم أن العراقيين أسقطوا تمثال ( الطاغية كما روجت أعلامهم ) سرعان ما أنكشف الزيف وظهرت الحقيقة ناصعة وتيقن العالم أن الحرس الثوري الإيراني وبمعية حثالات حزب الدعوة مثلوا مسرحية إسقاط التمثال ليعطوا رسالة أن العراقيين أسقطوا عهد صدام حسين ونظامه بأسقاط تمثاله من وسط بغداد !!

لقد وقع التمثال وهو يقبل ّالأرض والذي يفسر اليوم من قبل العراقيين الغاضبين على أمريكا والناقمين عليها أن ما من شخصاً أحب العراق واخلص له مثل صدام حسين الذي أفنى حياته وهو يبني العراق ، ويقاتل دفاعاً عنه وعن كرامته وسيادته ويمنع المساس به ويسعى إلى إيصاله لأعلى مراتب التقدم والتطور !!

 

 

هذا التمثال يوحي اليوم بأن اسقاطه كانت بداية لمحو عهد زاهر وزاخر بالمنجزات فقد سقط كل شيء بعده فلا ثقافة رصينة ظلت ولا علم ولا معرفة .. لا مبنى لا مشروع لا ثقافة اجتماعية ولا استقرار سياسي ولا أمني !!

لقد كانت حادثة إسقاط التمثال لوحدها جريمة أقدمت عليها أمريكا على سبق إصرار وتعمد ّ فتمثال صدام حسين ليس كمثل أي تمثال آخر نصب في مكان ما بل هو رخاء العراقيين وهو كرامتهم التي أهدرتها أمريكا عندما أقدمت على غزو العراق وسلمت سيادة العراق لإيران وسلمت لها الأرض والمياه لتعث ّ فيها فساداً وسفكاً للدماء وتنتهك كل القيم والمواثيق السماوية فتقل مليشياتها العراقيين وتسبيح دمائهم وأعراضهم بشتى الوسائل والطرق وبطريقة بشعة لم يشهد لها مثيل في تأريخ كل الحروب !!

رحمّ الله الرئيس الفارس صدام حسين – لقد بكى العراقيون والعرب عند إسقاط تمثال له وسط بغداد ومازالوا يبكون ويحزنون ويتوجعون كلما تمر هذه الذكرى الأليمة – فكيف وهو يرتقي بروحه الطاهرة شهيداً إلى جنات الخلد مغادراً بجسده وروحه تبقى ترفل وتحوم حول العراقيين !!





الاحد ٣ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة