شبكة ذي قار
عـاجـل










زمن الاستبداد والتكلس في السلطة لحكام غير منتخبين ولفترة محدودة قد ولى ، فالسلطة ليست حكراً على فرد أو جماعة ، لأنها سلطة الشعب وملك الشعب في أن يختار من يريد ليحكم باسمه، وأما هؤلاء الذين يتشبثون في السلطة فهم يظنون واهمين أن الشعب لم يعد قادراً على إنجاب سواهم ، فليس هناك من شعب في كل المعمورة غير قادر على أن ينتج حكاماً من بين صفوف أبنائه ، فهؤلاء يستبدون في الحكم ويتجاوزون على حقوق الآخرين ، وهم عبئ على الشعب ينهشون لحمه ويسرقون ثروته ويعيقون تقدمه .

مثل هؤلاء المستبدين المتشبثين في السلطة ، هؤلاء الارهابيين الذين يعتدون على حرمة المواطنين ، ويعيثون في الوطن فساداً ، ويتجاوزون على حقوق الآخرين ، ويعيقون تقدم الوطن، ويشوهون صورته ، ويحرمونه ومواطنيه نعمة الامن والامان ، ويشوهون قيمه ، ويسببون هروب كفاءاته ، وعدم قيام أي عمليات استثمارية على اراضيه ، فيعطلون التنمية ، ويقتلون صغار الوطن ونساءه وشيوخه ، ولا يتركون فرصة لشبابه في العمل لاعلاء بنيانه ، يخدمون أهداف أعدائه ، ويحققون مخططاتهم في النيل من سيادته وكرامة مواطنيه ، فهؤلاء وباء ينخر كل جزء في مفاصل حياته ، فهم يحولون الحياة في الوطن إلى جحيم لا يطاق ، تدفع بالكثيرين للهروب من ويلاتهم خوفاً على ارواحهم وارواح أطفالهم .

المستبدون يعطلون حياة الوطن والمواطنين ، وكذلك الارهابيون يقتلون الحياة في نفوس المواطنين ، كلاهما عدو للوطن ، وكلاهما يخدم أعداءه ، وكلاهما يجعل من الحياة فيه جحيم ، وكلاهما يسرق ثروة الوطن والنوم من عيون أطفاله ، وكلاهما يجفف الوطن من كل ما فيه من ثروات مادية ، ويقضي على ما فيه من قيم ، ويعطل ما فيه من طموحات تهدف التقدم والازدهار، واللحاق بركب الحضارة الإنسانية ، وكلاهما يعلن الحرب على كل مكوناته الإنسانية والمادية ، فأياديهم معاول للهدم والتدمير والتخريب لكل ما في الارض وما يجري على الارض، التي هي ليست ملكهم ، لأنها ملك الشعب ، الذي يتوق لـأن يعيش بأمن ، ويتطلع لاعلاء البنيان في حياة حرة كريمة سعيدة .

الحكام المستبدون والارهابيون في مشروعهم التدميري يحتاجون لوقفة مقاومة من أبناء الوطن، كل أبناء الوطن ، فالوطن ملك الجميع وعلى كل واحد فيه أن لا يتخلى عنه عندما يتعرض لهجمة من حاكم مستبد يظن أن السلطة ملك يديه ، ولا غيره يستحق السلطة ، وعندما يتعرض الوطن من مجموعة تجاوزت الحق الجماهيري ، فعاثت في الارض فساداً قتلاً وتدميراً ، فسرقة السلطة كما هي سرقة الحياة كلاهما اعتداء على وطن وحقوق شعب ، وكلاهما يستحق التضحية في مواجهته ، فالإنسان وجود وكرامة ، ومن يهدد وجوده ويعتدي على كرامته لابد من مقاومته، فماذا يبقى من الوطن إذا فقد المواطن فيه وجوده من ارهابي مجرم ، وفقد كرامته من حاكم مستبد .

عالمنا اليوم عالم الديمقراطية والحرية ، والحكام المستبدون كما هم الارهابيون بعيدون كل البعد عن الحرية والديمقراطية ، وهؤلاء خارجون عن قانون الحياة الإنسانية ، وهما اعتداء على عموم الحياة البشرية ، ليس في وطن واحد فحسب ، بل وفي كل اوطان الارض ،لأن البشرية التي تطمح لبناء حياة إنسانية على الارض يجب أن لا تترك لمن يخترق قوانين الحياة التي تنظم الحياة الإنسانية عموماً ، فالعدوان الفردي من الحاكم المستبد على الوطن كما هو العدوان الجماعي من مجموعة ارهابية ، أو العدوان الدولي من دولة امبريالية ، أو كيان يتبنى أهداف عدوانية كما في الممارسات الصهيونية على أرض فلسطين ، والممارسات العدوانية من الملالي المتخلفين في قم.

على أحرار العالم ومناضليه أن يقفوا في وجه كل حاكم مستبد لا يقيم وزناً لمنظومة القيم الديمقراطية ، ولأي مجموعة تتبنى فكراً عدوانياً كما هي الجماعات التكفيرية في اعتداءاتها على الحرية الإنسانية ، وكذلك في وجه العدوان الدولي الذي يستهدف أمن الاوطان وحريات الشعوب، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، فجميع هؤلاء سبة وعار في جبين الحياة الإنسانية التي تتوق إلى حياة حرة كريمة ، وتسعى لبناء نموذج إنساني يهدف لخدمة ابناء الوطن ورقي المجتمع .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الجمعة ١٣ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة