شبكة ذي قار
عـاجـل










مما لا شك فيه أن الأحزاب والحركات الثورية تدعو الى ثورة شمولية على كل ما هو فاسد وتحت أي عنوان أو ذريعة. فالحركة الثورية تستهدف التصدي لمسائل الفساد الحكومي والفقر والتخلف والجهل والأمية والفرقة والضعف والتبعية والانحلال والتشرذم والتقسيم. وتعقد الحركة الثورية العزم على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التوزيع العادل للدخل والاستخدام الأمثل للموارد في ظل حكم عادل من أجل بناء الوطن الحر ومجتمعه المتعلم المثقف والغني الموحد القوي ذي الإرادة. كل هذا وغيره كثير من أهداف الحركات والأحزاب الثورية تعد أهدافا سامية عابرة للمصالح الضيقة والفئوية والشخصية. الحركات الثورية ترى المستفيد من حركتها الضرورية هو الوطن والمواطن، وبالمقابل فان الأحزاب الطائفية اختارت أن تكون حركتها فئوية ضيقة شخصية وليست موضوعية، ولذلك نرى أن الأحزاب الطائفية تقبل بالفساد الاداري والحكومي طالما انه مبرر بالطائفة والفئة. فابشع الجرائم ترتكب باسم الطائفة وأهلها. واسوء التنازلات للاجنبي تتبناها الأحزاب الطائفية باسم دعم الطائفة وتمكينها. واذل الإتفاقيات مع الأضداد تبرم باسم حماية الطائفة. وهكذا نفهم أن الحركات والاحزاب الثورية تحمل في جيناتها مضادات حيوية لعلاج كل أنواع الأمراض السياسية والاقتصادية والاجتماعية في حين أن الأحزاب الطائفية تحمل بين ثناياها ذرائع التنازل والتخاذل والذل واستهداف الشريك في الوطن تحت يافطة "طائفتي وما بعدها الطوفان". وعلى ذلك يمكن أن نستنتج انه لا يمكن أن يكون الثوري طائفيا ولا الطائفي ثوريا. وإن تسلل البعض من الطائفيين الى الأحزاب الثورية لا يعني استثناءا من القاعدة بل انهم سيسقطون إن عاجلا أو آجلا. وإذا حاول أحد الطائفيين أن يدعي الثورية فأنه لن يكون صاحب طويلة في ادعائه ذاك. بل سيسقط في وحل طائفيته في اول اختبار. وينبغي القول أن الثورية لا تعني الجمود أو تحديد الحركة كما لا تعني الأحزاب الطائفية المرونة وحرية الحركة. فالثورية وعلى وفق أهدافها السامية ينبغي أن تكون أكثر مرونة من الطائفية ذات الأهداف الضيقة والشخصية.




الاثنين ١٦ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة