شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت احاول أن لا ارد على بعض المتطفلين على حزب البعث العربي الاشتراكي ودعائهم الانتماء الى البعث الذين اطلقوا العنان لحملتهم الخائبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت لتشوية صورة البعث فهؤلاء من الزبد في وصف الحق سبحانه وتعالى ( فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض ) . وانتم من وصفهم الحق سبحانه وتعالى ( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم ) انتم حتى اذا انتميتم الى البعث قبل 2003 لم تكونوا صادقين في انتمائكم انتميتم الى الحزب لأسباب شخصية ونفعية لأن من أمثالكم فرزهم فكر البعث وعراهم ورماهم في مزابل التاريخ خصوصا بعد احتلال العراق وبدأ عمل المقاومة العراقية الباسلة . فالبعث لم يضار حين خرج منه اشباه رجال من امثالكم . فأنتم معروفين لدى الكثير في زمن النظام الوطني في لهاثكم وجريكم كالكلاب ايام توزيع الهبات والامتيازات والبعثات الدراسية والصعود في المناصب الوظيفية والحزبية او اولئك الذين رعتهم الدولة في كل خدماتها وامتيازاتها . فالبعث ، ان يتركه خونة كثيرون من أمثالكم يبقى جسدا نظيفا مثلما هو فكرا اصيلا ناصعا ، يضم بين صفوفه المناضلين الاشداء متمسكين بمبادئ الحزب واهدافه . إن المرحلة من 9-4-2003 وإن كانت صعبة على المناضلين فقد فرزت العناصر الدخيلة على البعث فهي قد حققت مكسبا بالتخلص من كل المنافقين والجبناء والعملاء والخونة والنفعيين الذين كانوا مرتبطين بالحزب ليس من اجل المباديء وانما من اجل المنافع والسلطة.

وهذا ما أكد عليه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في خطابه بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب السادسة والستين حيث قال معرض حديثه الموجه للرفاق المناضلين ( ومن هنا نقول لمناضلي البعث الشجعان ولفرسانه الصامدين في ميادين المنازلة التاريخية الكبرى في قطر العراق الأشم، فلا مكان في حزب الرسالة للطيرة، ولا مكان في حزب الرسالة للتشاؤم، ولا مكان في حزب الرسالة لليأس والقنوط، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للعنصرية والطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للمحسوبية والمنسوبية والوصولية، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للتردد والتراجع والتقهقر، وإنما هو ثورة كبرى شاملة وعميقة يحرق لهيبها كل الصفات الذميمة الرديئة المتخلفة السيئة في نفوس وضمائر أبناء البعث ورجاله، لكي ينير للصفات الحميدة الكريمة الشريفة في نفوس وضمائر أبنائه فيثورها وينورها ويفجرها عطاءً وإبداعا فتزدهر وتثمر عطاءً سخياً لا ينضب، فالبعث عزم وحزم وأقدام وعطاءً ثر ومتجدد واستبسال وفداء وحمية وفروسية وبطولة وصدق وإخلاص وأمانة، والبعث إيثار ومحبة وتسامح، والبعث أيمان عميق بالنصر حد أيمان عين اليقين وتفاءلاً بالخير واستبشار بالنصر على الدوام حتى يأتي الله بنصره وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، هذا هو بعث العروبة ورسالتها الخالدة قد جاء منذ يومه الأول ثورة شاملة وعميقة لتحقيق التغيير الجذري والشامل في حياة الأمة وواقعها المر المتخلف المريض. )

في عام 1950 يجيب الرفيق مؤسس الحزب على سؤال: ماذا يعني انتماء عضو للبعث العربي ؟ حيث يقول ( ... يعني أولا انه قد رفض رفضا باتا الأفكار المناقضة للفكرة القومية .... وان العربي لا يمكن ان يكون إقليما أو طائفيا أو ان يعمل بوحي غير وحي العروبة نفسها. ولكن انتماءه للبعث العربي يعني فوق ذلك انه رفض كل تلك الأفكار والاجتهادات كما رفض كل الحركات التي تتجسد فيها .... فعضو البعث العربي في نظرنا هو العربي الجديد، العربي الصالح، العربي المستقيم الفكر والخلق.. ) .

الانتماء إلى البعث شرف لا يدركه إلا المؤمنون ، فشرف الانتماء لا يدركه إلا المؤمن الصادق الذي ينتمي بكل صدق وإيمان بمبادئ وأفكار وسياسات الحزب نظريا وتطبيقها عمليا حيث تتحول هذه المبادئ والأفكار إلى منهج حياتي يدخل في كل تفاصيل الحياة .. فحين يريد الحزبي أن يكون بعثيا حقيقيا يجب أن يؤمن بأهداف الحزب ومبادئه ويلتزم بالنظام الداخلي ودستور الحزب . فليس من المعقول أن يكون بعثيا ويضل محتفظا بولأته القديمة ( الطائفية – والعشائرية )  الالتزام هو أن يعيش الإنسان المبادئ التي أمن بها في الحياة وليس في الحزب فقط وأن يمارسها لا إن يرددها في الاجتماعات ثم يتصرف بالضد منها .. فما الجدوى حين ما تنتمي إلى الحزب تنظيميا لكنك منقطع عنة عمليا وسلوكيا . إن الالتحاق بصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ليس في الحالة الشكلية وإنما في الحالة الأصيلة يتطلب من المناضل الذي أختار حزب البعث العربي الاشتراكي الالتزام الجاد والتعبير عن هذا الالتزام بانضباط حزبي لابد منه وكمقدمة ضرورية والاستعداد الكامل للعطاء والتضحية أنها عملية خلق جديدة للإنسان .

البعثي الحقيقي هو الثابت على مبادئه ، المدافع عن وطنه ، المجاهد ضد المحتل والمحتلين ومن تعاون معهم ، الصامد في سجون المحتل والحكومة العميلة ، المؤمن بأن العراق سيتحرر من خلال بندقية المجاهدين في المقاومة الوطنية العراقية ، الرافض للعملية المخابراتية التي يسمونها ( العملية السياسية ) . من يحمل هذه الصفات وهذه المواقف هو البعثي الحقيقي . البعثي الحقيقي الملتزم بتوجيهات قيادة البعث وهي القيادة الشرعية المتمثلة بالمؤتمر القطري قبل الاحتلال وكان الشهيد صدام حسين هو امين سر القطر والامين العام للحزب وبعد الاستشهاد اصبح اصالة الرفيق القائد عزة ابراهيم ( حفظة الله ) بمبايعة المؤتمر القطري والقيادة القومية ونهج القيادة ثابت وواضح ضمن ثوابت التحرير .

ان البعث اليوم هو اكثر قوة ومتانة ورصانة وقدرة، فهو لم يعد مجرد بنية تنظيمية تريدون النيل منها كما تتصورون وتظنون ايها الخائبون انه اليوم الفكر الوطني الذي يحرك الشارع المقاوم كله والرافض للاحتلال الصفوي ، فالبعث هو الفكر العروبي القومي المؤمن الذي يستمد عقيدته من العروبة والاسلام والمسيحية وكل الديانات السماوية السمحاء بكل ما فيها من قيم نبيلة وعظيمة صاغت هوية هذه الامة التي تمسكت الدفاع عنها وعن المقدسات والارض والعرض والتي هي من اسمى اهداف البعث.
 





الاثنين ٢٣ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفارس الثائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة