شبكة ذي قار
عـاجـل











لست بعثياً ولم أكن في يوم من الأيام ولكني قد أكون بعد قانون حظر حزب البعث، الذي مرره مجلس النواب قبل أيام.
وهذا ما لم أفكر به وحدي، فهناك الكثير من الشباب أمثالي لديهم الفكرة نفسها، فنحن أمام سلطة متخبطة لا تعرف ما تريد وإذا عرفت ما تريد لا تعرف كيف تصل إليه.
قالوا لنا: حزب البعث انتهى ولم يبق منه إلا بقايا فلول وليس فلولاً كاملة، وصدقنا وصفقنا لهذا الانجاز الذي لم يقو أحد عليه في العالم، فالقضاء على حزب ظلّ مالئ الدنيا وشاغل الناس في العراق والدول العربية وإنهائه من الوجود أمر مستحيل، وقلنا إن ( جماعتنا ) حققوا المستحيل.
ولكن صدور قانون حظر البعث بعد اجتثاثه أكد لنا أن جماعتنا كذبوا علينا وأننا كنا مثل الأطرش في زفة، فلو كان البعث انتهى فما حاجة ( جماعتنا ) إلى قانون لحظره؟

وإذا كان ما بقي من البعث بقايا فلول فهل تستحق هذه البقايا إلى قانون ينهيها؟
إذن، وحسب مسموعاتنا – نحن في داخل العراق – وما نلمسه في حياتنا اليومية فإن حزب البعث ما زال قائماً ومازال يتوسع، وهذا القانون منحه قوة مضافة لكي يكسب الشباب الذين خذلهم من جاء بعد حكم البعث، وسترون أن البعثيين سيظهرون في كل محافظة وقضاء وناحية وقرية ومدينة وشارع وبيت في العراق، فهذا القانون الذي وضع عن حقد لا دراسة وهب البعث دماء جديدة ستؤهله لأن يبقى أكبر قوة في الشارع العراقي، والعراقي بطبيعته يحترم القوي وينقاد خلفه، فلما وجد أن حكام اليوم برغم الحصون والمليشيات وإحكام القبضة على السلطة والشعب يبحثون عما يؤمن لهم بقاءهم، فمعنى هذا أنهم مرعوبون خائفون وجلون متحسبون من قوة لا يملكونها كما يملكها حزب البعث، وليس منا من يمشي وراء خائف مرعوب وجل، وأرجو أن لا يعتبر كلامي هذا تمجيداً بحزب البعث أعاقب عليه 5 سنوات سجن على وفق القانون الجديد، ولكني أقرر حقيقة نشعر بها نحن داخل العراق.


أقول لكم : إن حكامنا الحاليين أصدروا هذا القانون بعد أن وجدوا شعب العراق يحن إلى حكم البعثيين، وأخذ يمدح علناً وعلى شاشات التلفزيون ذلك الحكم الذي شعروا في ظله بالأمان والعدالة النسبية وتوفير ما يحتاج إليه المواطن، والأهم أن كرامة المواطن كانت محفوظة في ظل البعثيين، وكان المواطن حين يعتدي عليه كائن من كان يجد أمامه أن أبواب الحكومة والمسؤولين مفتوحة، خذها من رئيس النظام صدام حسين إلى أصغر شرطي أو حتى مؤيد في حزب البعث، فقل لي بربك إلى أين ييمم المواطن وجهه الآن وفي كل يوم تنتهك كرامته مليشيات تعددت أسماؤها واختلفت قياداتها؟
قانون حظر البعث خدم البعثيين ومنحهم وسيمنحهم دماء شابة جديدة، وقد يكون هو القشة الذي تقصم ظهر البعير ويعيد البعثيين إلى حكم العراق.
بصراحة، نحن الشباب، أصبحنا مهيئين للانضمام إلى هذا الحزب الذي يعرف ما يريد وبدأنا ننسحب من تأييد أحزاب لا تعرف ما تريد غير السرقة والنهب وبناء دكتاتورية بهدف إخضاع العراقيين وكم أفواههم عن المطالبة بمحاكمة الفاسدين والسراق، خصوصاً ونحن نسمع من أهلنا أن عقوبة السارق في ظل حكم البعث كانت شديدة وأنهم كانوا يتركون أبواب بيوتهم مفتوحة حتى الصباح وهم نيام لتوفر الأمان الذي نفتقده اليوم، وكانت هناك دولة والعراقي إذا خرج إلى أي دولة يؤخذ له تعظيم سلام لهيبة دولته وهذا ما لم نلمسه اليوم.





الاربعاء ٣٠ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب 
حسين باقر الحسناوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة