شبكة ذي قار
عـاجـل










كمعظم دول القارة الاوربية يرزخ شبابها تحت ضغط الرفاهية وملل الحياة الهادئة وروتين العيش الرغيد يتمنون لحظة من لحظات المواطن العراقي وهو يعيش مغامرات وطقوس الحرب وعربدة المخاطر .

ما بين الحين والحين تأتي على الذكر فأنفيها وابعدها فلا حاجة لنا بالكلام عنها ولكن نداء الوطن قد سحبني من قاع التخاذل والصمت لأروي لكم مصادفات ومقارنات ما بين شاب غربي واخر بدل الغين عين اختلاف بسيط بالحروف وفرق شاسع بالمعنى .

يعيش المواطن الاوربي ولنقل بالذات مواطني اوربا الغربية منذ نعومة اظفارهم بجو مفعم بالنشاط فالطبيعة تدفع للسلام والجو مشبع بالابتسامات والوجوه مشعة بنور الحياة , ولم لا فهم يحظون برعاية دولهم والدنيا تصفع كل مغتال معكر لصفو جوهم , وعند البلوغ شباب ناصع بعلمه تدفعهم سياساتهم لحصد المزيد من النجاح والتألق وفي الكبر يعطى لكل ذي حق حقه يعيشون اخر العمر بسعادة حتى يوم الرحيل .

وعند العربي وما ادراك ما هي نار حامية يولد وسط التجاهل والمخاطر , ارواح الخدج تزهق فيها بالمجان بفعل إرهاب مفتعل وتحيق ببرائتهم حرائق واجرام , يقال ان المسبب قدر والقدر يشير بأصابعه نحو ذوي الشأن من متسنمي المناصب , , فإن صدف إن شب الصبي ولم تناله يد ( القدر ) فعند البلوغ به متربص ما بين هموم البطالة والانفجارات , وعند الكبر امراض تزيدها الهموم وجعا يقضيها في ظل اهمال المتنفذين واصحاب المعالي من الخونة والسراق .

وشباب اوربا تشغلهم الدراسة والتعليم وتُدفع عنهم المشقات وتزيل من حياتهم العوائق , وفي ارضنا تضع في طرقهم المطبات وتصنع لأجل حصدهم المشقات وتعبد عليهم سبل المسؤولين وحاشيتهم .

وفي كل امر اود ذكره بالايجاب ولو كذب تلسعني مرارته وكلما حاولت تجميل الواقع تنبري رِيَش التشاؤم لتغيض لوحات خيالي .

ولم المقارنة مع اوربا بالذات وليس اليابان أو اي دولة عانت من المشاكل فإجتازت الصعاب , ولم العربي دون غيره من البشر ولم ساسة العرب , تدفع بهم المصالح لخيانة ارضهم وشعبهم , واين هي خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ,أصبحت اليوم تنهى عن المعروف وبالمنكر قدوة لغيرها .

شُنَت على شعبنا حرب شعواء تهدف الى محو حضارته وعمليات إبادة إشتد عصفها عليه فَراح ضحيتها من راح ثم حطت الحرب اوزارها وسقط الوطن في فخ التحرير واحتلت الحضارة فقيل عارض يحصل بين الحين والحين , ثم تولى العملاء والخونة زمام الامور فإنتشرت عمليات القتل والسلب والتفجير والتفخيخ , وهم السبب , لم ؟ لأنها قد ظهرت بقدومهم ويعرف الجميع تاريخ ( نضالهم ) ضد الوطن , تسلموا المناصب مدعين التواضع والعمل لأجل الوطن , فإنتفعوا ونفعوا حاشيتهم والمواطن في بحثه عن قوت يومه كالبحث عن شعرة بكومة القش , واوربا لا يملك فيها الوزير سيارة او حارس وملك يسير لوحده في الشوارع ورئيس يستقل وسائل المواصلات العامة .

وزير اوربي يقدم استقالته من منصبه لإحساسه بالذنب نتيجة التقصير بواجبه وشعب العراق العربي يتظاهر من اجل الاقالة بلا نفع يحمل , وتبقى الحكومة العميلة كما هي يحمل مسؤوليها دم الخيانة الذي لم تجف حمرته , وكيف يجف وكل يوم تنسال انهار بفعل ايديهم وما جلبت , والناس على حالهم كالمتفرج , لا تخالجهم الظنون في فساد بني الكراسي بل هم متأكدين من فساد كافة مسؤوليهم فيطلقون تضاهرة تستمر يوم او يومين ثم يسيطر اليأس على موقفهم فإلى بيوتهم هم عائدون .

وفي اوربا اذا قال الشعب كلمته اهتزت الحكومة لها سعيا لتنفيذها والعرب إن قالوا جملة بل لو ألفوا موسوعة لم يجد لها من بين رفوف السمع موضعا , فلو اجتمعت كلمة الشباب لقول الفصل لوضع في حسبانها كلام وعتاب , ولكن ( اصحاب المعالي ) عرفوا موضع القول فكمموه ولما رأوا الصمت مطبق بلا استنكار او تنديد خلت لهم الأجواء لتعبث ايديهم كما شاءت , وها هم اليوم قد اوصلهم فسادهم وحصدهم لأموال الشعب اعلى السماوات والشعب حاق بمصيره نحو أدنى الجحيم ولا يزال متقوقع على صمته .

الفروق ما بين شعب اوربا العجوزوالشعب العربي العظيم شاسع متشعب مهما عدد لن تُعطي المقارنة حقها , ولكن كما يقال لكل مشكلة حل , ومشكلة شعبنا صمتهم فلو صرح بحقه وقاوم قوى الباطل لأعطي ما يشاء وهدم الحواجز تحت قدميه , إن العقليه التي يملكها الشاب العربي تمتاز بوعيها وتطورها فكما ان معظم الشباب قد احسوا او ربما رأوا مستوى الفرق الذي وصل اليه الحال واكتسبوا تجارب العيش في بلاد الغرب مثل هذه التجارب تعد ينبوع غني ينضح بالخبرات التي من الممكن الاستفادة منها على ارضنا , وهذا هو املنا بالشباب عماد الامة ومستقبلها , تعلم انطلق حارب ضد الظلم وقوى الطغيان حتى التحرير والاستقلال ولتعود السيادة لمن فقدها .

حلم قد اثقل علينا نومنا , قل ما شئت في مذمتهم ,هم يتقدمون ويسمون نحو العلا ونحن اذا ما بقي الحال على ما هو نتراجع حتى يحين الأجل وكل من عليها فان .





الجمعة ١٤ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة