شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء عصر القطبية الثنائية , نصبت الولايات المتحدة نفسها زعيمة العالم بدون استحقاق , بل حصل ذلك لفراغ العالم من الدول الكبرى . اليوم وبعد ان انكشفت حقيقة الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية , وبروز قوى دولية كبيرة عسكريا مثل روسيا واقتصادية مثل الصين ودول ناهضة اخرى مثل الهند والبرازيل , لم تعد الولايات المتحدة هي زعيمة العالم باعتراف الدول الاخرى بل هي شرطي العالم الذي يمارس الارهاب في كل مكان .

ماحصل خلال المئتي سنة الماضية تسجل ان الولايات المتحدة هي الارهابية فقد غزت العديد من دول العالم وكان اخرها غزو افغانستان والعراق , اضافة الى تدمير ليبيا واليمن وسوريه , وبسبب سياستها الارهابية قتل وجرح الملايين وشرد عشرات الملايين من هذه البلدان .

الولايات المتحدة تعود اليوم لتمارس دورها الارهابي من جديد باسلوب اخر اخذ ستار القانون المسيس , فاصدر الكونغرس الامريكي يوم الجمعة " قانون العدالة ضد مؤيدي الارهاب " . وهذا القانون مقصود به المملكة العربية السعودية بدعوى انها مسؤولة عن احداث 11 ايلول 2001 في نيويورك . وكان مجلس الشيوخ قد وافق بالاجماع في شهر ايار الماضي على هذا القانون , وجاءت موافقة الكونغرس في الذكرى ال15 لهجمات نيويورك .

السؤال لماذا لم يبادر الكونغرس الامريكي اصدار مثل هذا القانون في عهد بوش الابن , ولماذا تحمس الجمهوريون الان لاصدار هذا القانون ,؟ . ألا يعد اصدار القانون اليوم عقابا للسعودية لانها اتخذت قرار عاصفة الحزم بدون رضا الولايات المتحدة ؟ . او لان السعودية اخذت تفتش عن زبائن اخرين لشراء السلاح والتعاون معها لحل بعض القضايا الاقليمية الملتهبة , مثل تعاونها مع روسيا والصين واليابان وتركيا . ؟ . وقد اكدت التحقيقات عدم مسؤولية السعودية عن تلك الهجمات رغم ان عددا من المهاجمين حملوا الجنسية السعودية , وتبين ان بعضهم زور او سرق جوازات سفر سعودية .

ان خطورة القانون انه يلغي سيادة الدول ويسمح للدول الكبيرة بمقاضاة اية دولة تتهمها بالارهاب , ولا سيما انه لايوجد تعريف متفق عليه للارهاب , بل تعرفه كل دولة وفق مصالحها وتوجهاتها . وهذا يحصل الان في سوريا اذ لم تتفق الولايات المتحدة وروسيا على تعريف المنظمات المعتدلة من المنظمات المتطرفه .

الجمهوريون يهدفون من وراء هذا القانون كسب الراي العام الامريكي لصالح مرشحهم الجمهوري بوعد المتضررين في احداث نيويورك بمكافأة مالية كبيرة تصل الى ملايين الدولارات لكل فرد , اي انهم يأملون بمليارات الدولارات من السعوديه .

لقد استنكرت عدة دول هذا القانون ولابد ان يتصاعد الاستنكار للضغط على الرئيس الامريكي اوباما لاستخدام الفيتو ضده واعادته الى الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ . واذا ما تم تطبيق القانون فمن حق الدول والافراد ان يقاضوا الولايات المتحدة على جرائمها التي ارتكبتها بحق الدول والافراد . وهذا تنذر بفوضى كبيرة في العالم وقد يجر الى صراعات وحروب كبيرة . 15-9-2016 .

hassan_tawalbh@yahoo.com





السبت ١٥ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة