شبكة ذي قار
عـاجـل










بوابة بيتنا مطلة على طريق يؤدي إلى مدينة ،
 ذات مبان عتيقة .. وأبراج عالية،
 لكنها مغلقة بمزالج متينة.. من الداخل،
 ومن الخارج،
 خلف نافذتي تترامى حقول،
 أمامي تمتد ما لا نهاية،
 أتخيلها كأنها تكاد بأن تلتحم بالسماء،
 بجانبي تجلس أمي ترتق قميصاً عتيقاً،
 لأبي،
 أبي يغوص حتى ركبتيه في،
 الوحل،
 يحفر بمعول جدي،
 يزرع،
 مزيداً من أشجار التين والزيتون،
 والدوالي،
 الناس يمرون بقرب نافذتي،
 جيئة،
 وذهاباً،
 يلتفتون حيث يغوص أبي،
 في التراب،
 الأرض تعبق رائحتها بالتاريخ،
 أشمها،
 أتنفس بعمق،
 أغني،
 للأرض،
 للحب،
 يسمع المارون بالقرب من نافذتي،
 غنائي،
 وصوتاً مجروحاً،
 يقفون..
 يتهامسون،
 أتوقف عن الغناء،
 أصغي إلى همساتهم ،
 أسمعهم يقولون ــ
 إنه غناء المرأة الشرقية،
 المظلومة،
 السجينة منذ عقود،
 لقد سمعنا بان الغضب سيحل
 عليها
 وإن الريح العاتية ستهب عليها،
 لتقتلع بيتها من أساساته،
 وستقتلع ما زرع جدها ووالدها،
 من أشجار،
 وستتحول إلى عمود من الحجر،
 إذا ما نظرت إلى الشرق ..!
 رأيت أسراباً من الغربان تحوم حول الحقل،
 وحول البيت،
 وذئاب أخفت أنيابها تقترب مني ومن الحقل،
 حملت فأس أبي،
 إتجهت إلى بوابة بيتنا،
 المغلقة،
 حطمت قفلها وفتحتها,
 وإلى الشرق،
 عدوت ...




الجمعة ٦ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نوال عباسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة